عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-2016, 02:06 PM   #1
امتياز
مراقب إداري
نحن بجانبك


الصورة الرمزية امتياز
امتياز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52800
 تاريخ التسجيل :  02 2016
 أخر زيارة : 14-09-2022 (02:53 AM)
 المشاركات : 2,608 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
Icon2 🍂لا مكان للاكتئاب في حياتنا 🍂



بسم الله الرحمن الرحيم

الاكتئاب هو

ألم شديد..... ليس في الجسم... لكن في "خلايا" الروح، نعم "خلايا"،

فمع شدة هذا الألم تشعر بأن الروح أصبح لها جسد يعتصر تحت أطنان الضيق و الاكتئاب.


"باختصار تشعر أنك انسان ميت رغم تنفسك

تشعر كأنك كومة من بقايا إنسان ملقاة بجانب الحائط.

تشعر بانكسار وفقدان للأمل وعدم التفكير في مستقبلك."

هذه محاولة لشرح الإكتئاب،

مجرد محاولة، لأنه لن يعرف الإكتئاب إلا من يعيشه أو عاشه،

ومهما وصفناه....فلن يعبر بصدق عن حقيقته المؤلمة....

بل في بعض الأحيان، حقيقته الرهيبة.

ربما وأنت تقرأ هذه الكلمات تعيش الاكتئاب

البعض يعرف لماذا يعاني من الإكتئاب والبعض يعيش مأساته دون أن يعرف لماذا،


اخواني واخواتي

إن الذي يتأمل تعاليم القرآن وما جاء في أحاديث النبي الكريم

ويدرس شخصية النبي عليه الصلاة والسلام،

يرى بأنه لا مكان للاكتئاب في حياة خير البشر. فوقته كله مليء بالطاعة والذكر والأمل برحمة الله تعالى ولقائه.

لذلك ليس هناك فراغ أو ضغوط عمل أو حزن أو خوف...

بل الحياة مليئة بالسعادة والعمل الإيجابي والعبادة،

ولذلك فإن مسببات الاكتئاب قد عالجها الإسلام في تعاليمه الرائعة.

فالعلماء يؤكدون أن أهم أسباب الاكتئاب هو اليأس وعدم إيجاد حلول لمشاكل يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية.

وعندما تتراكم هذه الهموم وتزدحم المشاكل

ولا يجد لها حلاً فإنها تسبب ضغوطاً نفسية تزداد يوماً بعد يوم حتى تؤدي إلى مرض مزمن هو الاكتئاب.

ولكن المؤمن لديه لكل مشكلة حل، من خلال التوكل على الله تعالى، لأنه دائم الاطمئنان بذكر الله ورحمته.

كل حال المؤمن خير، إذا أصابه خير شكر الله تعالى فكان خيراً له، وإذا أصابه ضرّ صبر فكان خيراً له.

وهذه القاعدة النبوية مهمة جداً في علاج الاكتئاب

حيث نجد المؤمن لا يعاني من ضغوط نفسية لأن لديه سلاحين: الصبر والشكر.

لقد أوصى القرآن بعدم الحزن في مواضع متعددة من سوره،

فالله تعالى يخاطب المؤمنين بقوله: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

فهذه الآية تأمر المؤمنين بألا يحزنوا أو يضعفوا أمام الضغوط التي يتعرضون لها من أعدائهم،

ويؤكد الله لهم أنهم هم الأعلون، ولكن بشرط أن يكونوا مؤمنين.

إن إحساس المؤمن بالقرب من الله تعالى هو أقوى سلاح في مقاومة الاكتئاب،

وهذه هي سيدتنا مريم أثناء حملها يناديها الله تعالى ويأمرها بأن تقر عينها ولا تحزن:

(فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم: 24]. فهذه الآية تحوي إشارة إعجازية .


في موقف من مواقف النبي الكريم عندما كان أحد الصحابة الكرام جالساً في مسجد في غير وقت الصلاة

فسأله النبي عن سبب ذلك فأخبره بأنه يعاني من الهم والدين...

طبعاً النبي لم يترك أصحابه هكذا دون إرشاد أو علاج، فعلمه دعاء عظيماً

فقال: "اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحَزَن، ومن العجز والكسل ومن الجُبن والبُخل، ومن غَلَبة الدَّين وقهر الرجال"

يقول الصحابي: لم تمض إلا بضعة أيام حتى أذهب الله عني همّي وقضى عني دَيني... سبحان الله!

وهذه معجزة قرآنية تشهد بصدق هذا الكتاب الكريم.

حتى في أشد حالات الضيق والهمّ،

فإن الله يأمرنا بعدم الحزن أو الخوف.

فهذا هو سيدنا لوط عليه السلام عندما ضاق بقومه ذرعاً أرسل الله له ملائكة،

يقول تعالى: (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [العنكبوت: 33].

وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي: (لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ)،

وكيف بشر الله نبيّه بالنجاة وأمره بألا يخاف أو يحزن وبالتالي هذا أمر لنا لكي لا نخاف ولا نحزن

وبخاصة أثناء المواقف الصعبة لأن الله سوف ينجينا كما أنجى هؤلاء الأنبياء الكرام.

حتى لحظة الموت لم يتركنا الله تعالى لنواجه هذه اللحظة الحاسمة منفردين أو نواجه المجهول،

بل أخبرنا بأن الملائكة سوف تتنزل على المؤمن وتأمره بعدم الخوف أو الحزن،

يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة امتياز ; 27-10-2016 الساعة 02:21 PM

رد مع اقتباس