عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2005, 06:29 AM   #2
الطائر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الطائر
الطائر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4155
 تاريخ التسجيل :  06 2003
 أخر زيارة : 03-01-2006 (10:45 AM)
 المشاركات : 392 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



· ضغوط الحياة :

إن قدرتنا على مسايرة الضغوط هي التي تحدد الصورة التي تصبح عليها صحتنا أو يمكن رؤية صحتنا كمقياس لمدى قدرتنا على التكيف مع الضغوط المختلفة التي تحيط بنا. الضغوط هي الأشياء التي يمكن أن تشكل ضغطاً على الإنسان فإذا زادت عن قدرتنا على التعايش معها نبدأ بالشعور بالمرض.

ومن المفيد دوماً أن ننظر إلى الصورة الكلية كما ننظر إلى جزيئاتها الصغيرة .

إن كل منا له علاقة حميمة مع البيئة ويجب أن يظل ارتباطنا بما حولنا من أشياء متوافقاً كي نظل أصحاء، وبينما نحن نبحث عن حل لمتاعبنا الصحية فمن المفيد دوماً أن نلقي نظرة أعم على الكون، أن ننظر للصورة ككل مثلما ننظر إلى جزيئاتها الصغيرة، وتعرف تلك الصورة الكلية، عندما نأخذ في الاعتبار قدرتنا على التعايش مع الضغوط والأشياء التي تسبب لنا هذه الضغوط وهو ما يعرف " بإجمالي الحِمل " .

تحدد الجينات التي ورثناها من آبائنا، والفترة الجنينية، والسمات الشخصية التي تتطور مع مرور الوقت، قوتنا أو ضعفنا وقدرتنا على التعايش مع أو التكيف وفق ضغوط الحياة. يمكننا أن نفكر في قدرتنا على التكيف مع هذه الضغوط مثل البانيو، ويمثل كل منا بانيو مختلف الحجم.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شكل 2- البانيو

تطفو في هذا البانيو كافة المؤثرات المختلفة التي تؤثر على صحتنا البدنية والنفسية والذهنية. والمنفذ المعتاد لهذا البانيو غير مسدود. وهكذا فمن الممكن التعامل مع مقدار معين من الماء دون أية صعوبة. ولكن إذا زاد إجمالي الماء المتدفق في البانيو ـ إجمالي الحمل- عما يمكن أن يحتويه البانيو فسوف يبدأ في الفيضان وتظهر بعض الأعراض. وكلما زاد الفيضان من البانيو كلما زادت حدة الأعراض.

يمكننا أن ننظر إلى الحد الذي يجب أن يصل إليه الماء قبل أن يبدأ البانيو في الفيضان على أنه " الحد " الشخصي الذي قد يتغير مع مدار الحياة، ولا بد أن يختلف عن غيره من الأشخاص فقد يحتمل إنسان موقفاً يراه غيره شديداً وصعبا،ً والمهم أن يعرف الإنسان قدرته الفردية على التعايش مع هذه الضغوط وكذلك يعرف حدوده الشخصية.

كلما كان المرء ماهراً في قراءة علامات وسجايا جسمه كلما وجد نفسه قادراً على استخدام تغيرات هادئة ومستقرة في الطاقة كي يحصل على معلومات عما هو مفيد بالنسبة له في هذا الوقت المحدد.

إن أعراض المرض سواء البدنية أو النفسية أو الذهنية هي علامة على تجاوز المرء لقدرته على التعامل مع إجمالي الضغوط التي تحيط به في بيئته، والإحساس بفقد الطاقة أو الشعور بالإجهاد هو أول هذه العلامات، وكلما زادت مهارة المرء في قراءة علامات وسجايا جسمه كلما وجد نفسه قادراً على استخدام طاقة هادئة مستقرة للتغيير والوصول إلى معلومات عما هو مفيد بالنسبة له في وقت محدد.

إن الأشخاص الذين تمثل قدرتهم على التكيف بالبانيو العميق، هم أشخاص قادرون على التعايش مع مقدار كبير من الضغوط قبل أن يبدأ "البانيو" في الفيضان حيث يلزم مقدار كبير من الماء في البانيو الخاص بهم قبل أن يزيد هذا الماء عن "الحد"، وعندما يصل الماء إلى هذا " الحد "، يبدأ البانيو في الفيضان ويشعر الشخص بعلامات خطيرة وأعراض اعتلال الصحة. أما الأشخاص الذين لا يتحملون سوى معدل قليل نسبياً من الضغوط في حياتهم قبل أن يشعروا بالاضطراب فيمكن تمثيلهم بالبانيو الضحل، فإذا ما تعرضوا لنفس المقدار من الضغوط التي تعرض لها أصحاب المثال الأول، فلن يمضي وقت طويل حتى يفيض "البانيو" الخاص بهم ويشعروا بالأعراض المنذرة باعتلال الصحة.

يمكن التفكير في المناهج الصحية التي تركز على علاج الأعراض كإتباع أسلوب لمنع الماء من التدفق إلى الأرض ـ كأن نضع إناء تحت ماسورة الصرف- ويمكن تشبيه التداوي بهذه الطريقة بحيث يمكن تشبيهه بالدلو الذي يحتوي على الماء، والدلو الكبير يمثل جرعة كبيرة من الدواء بينما يشبه الاضطرار لتغيير الدلو على فترات منتظمة تناول أقراص الدواء عدة مرات خلال اليوم. وتأتي "طريقة الدلو" بالنسبة لمشكلة فيضان البانيو بثمار جيدة مثل منع الماء من إغراق السجاد والأرضية. ولكن من الواضح أنه على الرغم من أن هذه الطريقة يمكن أن تحتوي المشكلة بفاعلية، إلا أنها تعني اضطرارك للاستمرار في تناول الدواء (تغيير الدلو) وهكذا يصبح من الواضح أن هذه الطريقة لا تتناول السبب في فيضان البانيو.

قد تركز طريقة أخرى في علاج مشكلة فيضان البانيو على مقدار الماء المنهمر داخل البانيو أو على عدد المواسير التي توصل الماء إليه، أي تركز على أسباب المشكلة أكثر من أعراضها ونجد من بين الحلول الممكنة من خلال هذه الطريقة هي إزالة بعض المواسير، وخفض الماء الصادر من المواسير الأخرى، وبذلك تصبح النتيجة النهائية هي خفض إجمالي الحمل المتدفق في البانيو حتى لا يفيض مرة أخرى.

تصف هذه الدراسة التي بين يديك بعض أنواع الطعام التي تمثل ضغوطاً وتوجد في الأنظمة الغذائية اليومية لدى معظم الناس، وتقترح بعض الطرق للامتناع عن هذه الأنواع أو الإقلال منها من منظور الصحة النفسية والذهنية. ولا يمكن أن يصبح الطعام هو الصورة الكلية ولكنه جزء هام من جزيئاتها فالطعام بالتأكيد يلعب دوراً هاماً في الإسهام في إجمالي الحمل الذي وصفناه (يفيض في البانيو).

مع مرور الوقت نصبح أكثر قدرة على اكتشاف الآثار الذهنية والنفسية للضغوط المعروفة بالفعل والتي تسبب إصابة الجسم بمتاعب بدنية. ومن بين هذه الضغوط السموم البيئية مثل الأسمدة الكيماوية، والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، والإضافات، والمضادات الحيوية، ومنشطات النمو، والملوثات (مثل المعادن الثقيلة والهرمونات المخلقة و PCBS) ويوجد أيضاً بعض الكيماويات الطبيعية والكائنات المجهرية (كالبكتيريا والفيروسات) والسموم الفطرية ( مثل الفطريات) والطفيليات التي تمثل خطراً على الصحة، هذا بالإضافة إلى المخاطرة الممكنة التي أصبحت مثار اهتمام كثير من الناس نتيجة للوجود المتزايد للكائنات المعدلة وراثياً ( GMOs ) في الطعام الذي نشتريه.

قبل أن ننظر للعلامات والأعراض المحددة التي قد نشعر بها من بعض أنواع الطعام، سوف نضع في الاعتبار كيفية قدرة الجسم على التعايش مع إجمالي الحمل المتزايد دائماً.


 

رد مع اقتباس