الموضوع: ايهما اهون
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2002, 01:34 PM   #2
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم
أختي أم ناصر
أولا أقولك يا هلا و مرحبا فيك
و أسئلتك في محلها
و اسمحيلي أحاول أجاوبك من واقع التجربة

-------

كما هو معروف
نضج الانسان يعتمد بشكل كبير على ( تجاربه و خبراته )
و ليس على ( عمره الزمني )

المهارات الاجتماعية يكتسبها الانسان من استفادته من المواقف المختلفة التي يمر بها و من احتكاكه المستمر بأصناف متنوعة من البشر

--------

البعض ( زي حالاتي ) يصل الى سن العشرين و حصيلته من التجارب و الخبرات الاجتماعية قليل جدا
طبعا المقصود بالتجارب و الخبرات الاجتماعية ( السلوكية ) منها
و ليست ( النظرية )

فقد أكون من عشاق الكتب التي تتحدث عن فن معاملة الناس
و قد يكون رأسي مليء بالنظريات و مزدحم بالأفكار
لكن كل هذا لن يفيدني في مواجهة الموقف الاجتماعي


لأنني أثناء الموقف الاجتماعي سيبحث عقلي في الذاكرة ( السلوكية )
ليستقي منها التجارب و الخبرات السابقة
و ليس في الذاكرة ( المعلوماتية ) سيبحث

لذلك ليس المهم أن أحشو رأسي بالأفكار بقدر ما هو مهم أن ( أمرن ) نفسي و أعرّضها ما استطعت للمواقف الاجتماعية المختلفة حتى أصقلها
و حتى أغني ذاكرتي السلوكية بالتجارب و الخبرات الاجتماعية الكافية

--------

المشكلة عندما يتأخر عمر تجاربك و خبراتك السلوكية عن عمرك الزمني
لأن المجتمع يتوقع منك في كل مرحلة عمرية تصرفات معينة تناسب تلك المرحلة
فاذا رأى خلاف ذلك............فسوف يرفضك و قد يتهكم عليك و قد ينبذك !
فالمجتمع قد يتقبل خطأ ما من طفلة في العاشرة
لكنه لا يتقبل ذات الخطأ من شابة في العشرين !

من هنا تنشأ مشكلة ( الحساسية )

الحساسية تؤدي الى الخوف من الخطأ

و الخوف من الخطأ يؤدي الى الانسحاب و عدم المواجهة

و هذا يزيد طينة الرهاب الاجتماعي بِلة

لأن الانسان ان لم يخطىء لن يتعلم

و الرهابي تعدى السن التي كان يسمح له المجتمع فيها بأخطاء معينة

الرهابي يتوقع منه المجتمع أمور و تصرفات معينة يعرف هو أنها فوق قدراته و أنها لا تتناسب مع خبراته المتواضعة في التجارب الاجتماعية
لكنه في نفس الوقت يخشى الاعتراف بذلك للمجتمع لأنه يعرف أنه لن يُقابَل سوى بالتهكم أو النبذ أو الشفقة

من هنا يتولد الضغط النفسي

فالرهابي يجاهد في سبيل اخفاء مظاهر القلق الاجتماعي التي تنتابه في موقف اجتماعي معين و تجده متحفظ جدا و جامد

و لشدة توتره يجد صعوبة في مشاركة الآخرين حديثهم و مرحهم

و يخطىء عندما يلزم جانب الصمت و الهدوء الشديد ظنا منه أنه بهذه الطريقة سيتخلص من مضايقة الناس له ،، لأنه بهدوءه و صمته يكون قد لفت أنظار الجميع نحوه..و أثار استغرابهم و أحيانا ( تهكمهم )..

-------

اذن ايهما اهون .. ان يأتي الرهاب الاجتماعي في سن مبكرة يعني في سن المراهقة او يأتي على كبر يعني في الثلاثينات من العمر ؟؟؟؟

--------

لنحاول المقارنة بينهما

أولا بالنسبة لمشكلة الحساسية فإنها تكون عند المراهق أكثر منها عند الثلاثيني

و هذه نقطة في صالح الثلاثيني

ليس بالضرورة لكن يُفترض أن الثلاثيني يكون أعقل من المراهق و أكثر تقبلا لنفسه و شكله و جنسه و عِرقه من المراهق الذي يكون معرضا لمشكلة ( تقبل الذات )

و هذه نقطة أيضا من صالح الثلاثيني

لكن المراهق لا يعرف له المجتمع صورة ثابتة واضحة بل تكون معالم شخصيته شبه مخفية لأنه لا زال في طور النمو و تكوين الشخصية لذا يكون الضغط النفسي عليه من عدم تقبل المجتمع له أخف بكثير من الضغط النفسي على الثلاثيني..الذي يعامله المجتمع على أنه خلاص رجل عاقل واثق من نفسه قادر على تحمل مسؤولياته قادر على النقاش و ابداء وجهات نظره دون تردد أو خوف و الثلاثيني أيضا قد يكون أب و زوج يعني عليه ضغط اضافي من زوجة يهمه أن يظهر بمظهر الواثق من نفسه أمامها
و من أبناء و بنات يهمه أن يبقى قويا في نظرهم

هذه النقطة من صالح المراهق

كما أنه المراهق يكون لا زال في عز صباه و هذا يعني أنه يتقبل أكثر فكرة ( التغيير ) يعني من السهل أن يقتنع بأن الرهاب الاجتماعي لا يجري في دمه و بأن الخوف الاجتماعي ليس طبعا فيه لذا يكون أكثر حماسا بالعلاج و أكثر ايمانا بامكانية الشفاء
عكس الثلاثيني الذي يصعب نوعا ما اقناعه بذلك لأنه قضى وقتا أطول مع المعاناة فألِفها و اعتادها رغم أنه يتضايق منها و يتمنى التخلص منها الا أن (ثقته) بإمكانية الشفاء تكون ( أقل )
و ( شعوره ) بأن الرهاب جزء من شخصيته يكون ( أقوى )

و هذه النقطة أيضا من صالح المراهق

----------

بقيت نقطة مهمة جدا جدا جدا جدا جدا

و هي لا علاقة لها بالعمر الزمني أبدا

( الايمان بالله )

هل يزيد أو ينقص حسب عمر الانسان ؟؟؟

بالطبع لا

و انما يزيدُ الايمانُ بالطاعاتِ و ينقصُ بالمعاصي

ما دور الايمان بالله في علاج الرهاب ؟

اذا كان ايمانك بالله قوي فستعتقد فعلا بأن كل وسائل العلاج في الدنيا و كل العيادات النفسية و كل العقاقير و الأدوية لن تضرك أو تفيدك الا بأمر الله

أن تؤمن بأن الشفاء يأتي من الله

و أنك عندما تأخذ بالأسباب فذلك طاعة لله

لأنه أمرنا أن نأخذ بها و الا فإن الشفاء ليس رهين الأسباب

هكذا تكون قوة الايمان دافع قوي للاعتقاد بامكانية التغيير

هذه النقطة المهمة جدا جدا جدا جدا جدا
هي في صالح المراهق و الثلاثيني معا
و يتساون فيها تماما




-------------

بالنسبة للعلاج السلوكي فلم أجربه و لا أعرف عنه أي شيء الصراحة

-----------

أم ناصر أعذريني على الاطالة

قد أكون لم أفدك كثيرا لكني جاوبت حسب فهمي للرهاب و من واقع تجربتي معه و سأنتظر معك تجارب أخرى يفيدنا بها الأعضاء
و لا نستغني طبعا عن مداخلات المستشارين

أختي أم ناصر أشكرك لطرح هذا الموضوع

تحياتي لك


 

رد مع اقتباس