عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2008, 09:52 PM   #3
د. هاني الغامدي
محلل نفسي ومستشار الشؤون الأسريه والمجتمعيه


الصورة الرمزية د. هاني الغامدي
د. هاني الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29553
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 23-03-2011 (08:47 PM)
 المشاركات : 782 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


علامات خروج الأهل من البيت لا تخفى على الأطفال ...
ارتداء الأم العباءة يثير بكاء صغيرها

الحياة - 15/05/08



يختلف بكاء الأطفال لدى خروج أمهاتهم من المنزل، بحسب ما ارتبط في ذهن الطفل من فعل تقوم به الأم فور خروجها من المنزل، فقد يبكي الطفل في بريطانيا حينما ترتدي والدته معطف المطر أو عندما تحمل مظلتها إيذاناً بخروجها. وربما يبكي في بعض الدول العربية حين يرى والدته وهي تحمل حقيبة الخروج، أو فور سماعه صوت احتكاك المفاتيح، والأكيد أنه يبكي بمجرد رؤيته أمه ترتدي «عباءتها السوداء» في السعودية.

تعاني أمهات سعوديات لدى خروجهن إلى العمل أو للزيارات، من «مسلسل» بكاء أطفالهن وعويلهن جراء ارتدائهن العباءة. وتقول نهال السيد: «يبكي طفلي نادر ذو العامين عندما يشاهدني ارتدي العباءة، وأحاول غالباً ارتدائها بعد غيابي عن ناظريه، لدرجة أنني لو ارتديت زياً اسود يلتصق بي ولا يفارقني خشية أن أخرج من دونه».

وتشير إلهام اليافعي إلى أنها غالباً ما تضحي بالخروج بسبب بكاء طفلتها سندس (3 سنوات)، «ما يجعلني أتغيب في كثير من الأوقات عن دوامي الصباحي لأبقى بجانبها».

وتصف والدة الطفلة هناء سرور (4 سنوات) سبب خوفها من ارتدائها العباءة بقولها: «بت أعرف أن ابنتي تصاب بحالة بكاء هيستيرية بمجرد رؤيتي متجهة نحو خزانة العباءات في المنزل، حتى أنها أصبحت عند رؤية إحدى خالاتها أو أخواتها الكبيرات ترتدي العباءة تلحق بها طالبة اصطحابها معها».

ويقول الرئيس العام للاتحاد العربي للاستشارات الاجتماعية، المحلل النفسي والمعالج السلوكي الدكتور هاني الغامدي: «ليس شرطاً أن يبكي الطفل بسبب الإحساس أو الاعتقاد بالفراق، إنما هناك سبب آخر قوي أيضاً هو البحث عن لذة محددة مرتبطة بالعباءة، فيبكي الطفل لكي يحاول الحصول على هذه اللذة، وهي لذة الخروج وتغيير المكان كالذهاب إلى مدينة الملاهي أو السوق أو المطعم أو محل للألعاب، فارتداء الأم عباءتها يعني الخروج والاندماج مع أمور جديدة متعلقة ومرتبطة بارتداء العباءة».

ويوضح الغامدي أن الطفل يربط في ذهنه بين لبس والدته العباءة وفعل الخروج من المنزل ربطاً ذهنياً يفهم من خلاله أنه سيفقد مصدر الحنان والأمان، فيبدأ بالتعبير عن ذلك بالبكاء طالباً جلوسها معه، لكن غالباً ما يقل هذا الشعور إذا وجد شخص يعطيه الاهتمام والحنان.

ويضيف الغامدي: «الأم هي محور الحياة في الأعوام الثلاثة الأولى للطفل، ففي مرحلته العمرية تلك لا يعرف ولا يعي أنها هي الأم، ولكنه يحبها ويتعلق بها كمصدر إسعاد وإشباع له لأن معرفة مكانة الأم والإحساس بها لم يتكون لديه بعد، مختلفاً عن الطفل في السادسة من عمرة لأنه أصبح يعي معنى كلمة الأم، حتى أن الأسر الحاضنة لا يشعر فيها الأطفال بقيمة الأم لأن مفهوم الأم لم يتكون لديهم بعد».

ويعلل الغامدي موضوع بكاء الطفل عند ارتداء والدته العباءة بقوله: «إن الطفل يشعر بأنه سيحرم ممن تقوم باللعب معه، فهي مصدر لمشاعر عدة موجودة لدى الطفل، إذاً فالعباءة هي مؤشر الى الغياب ورد الفعل هو البكاء، فالطفل عندما يكبر قليلاً تصطحبه والدته وهو الأمر الذي يشعره بالفرح، لذلك يـشعر بالحرمـان من فـقـدها، فهناك أطفال لا يبـكون بسبب ارتداء الأم العباءة إيـذاناً بالخروج، وإنما يبكي بعد معرفته بخروجها لأنه يشعر بالحرمان من الخروج أو حرمانه من البقاء معها».

ويخلص إلى أن لبس العباءة لا يكون في كل الحالات سوى تحريك لمشاعر الطفل لأنه جعلها رابطاً لتحريك هذه المشاعر سواء كانت حرماناً من الحب والحنان أم دلالاً وسعادة، ومجموع تلك التجارب يبني عند الطفل مفهوم الاستقلالية المستقبلية، بمعنى، أن الطفل لم يفهم بعد ولم يعتمد على نفسه بل يعتمد على الآخرين في كل سلوكياته من أكل وشرب ولبس ونظافة، لكن الطفل بعد سنواته الثلاث الأولى يبدأ لديه مفهوم الاستقلالية بالتكوين، ودليل ذلك مطالبته بأي شيء يؤخذ منه أو حين منعه من ارتداء ما يرغب فيه من ملابس وهذا يعني انه أصبح لديه حق الاختيار ولا بد من تحقيق رغباته


 

رد مع اقتباس