عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2008, 10:14 PM   #5
د. هاني الغامدي
محلل نفسي ومستشار الشؤون الأسريه والمجتمعيه


الصورة الرمزية د. هاني الغامدي
د. هاني الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29553
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 23-03-2011 (08:47 PM)
 المشاركات : 782 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
سبل وحلول وأمل



سبل وحلول وأمل


أن شرائح المجتمع بكافة أطيافه تتكون من مجموعات وأفراد هم في بداية الأمر ونهايته بشر, لهم مالهم وعليهم ماعليهم من تفاعلات وإفرازات سلوكية وتداخلات نفسية لها نتائج قد تصب أحيانا في خانة الصواب وأحيانا في خانة مايعرف بخانة مايحتاج إلى التعديل أو التصويب

وتبرز النتائج من جراء خلط تلك التفاعلات والتداخلات النفسية والسلوكية , ومن ثم يخرج قرار ما قد يؤدي إلى تماسك أكبر في اللحمة النفسية بين فرد وآخر , أو أن يكون القرار هو التباعد أو الإنفصال التام بين الفرد والآخر

هذه المقدمة هي الجزء التنظيري لما يتم فيما بين الرجل والأنثى كزوج وزوجة , حيث يكون لقائهما وإندماجهما كشخصيتين مختلفتين تحمل كل منهما أطباع وسمات قد تختلف في المكونات الأساسية لبعض من تلك الطباع أو السمات بشكل جزئي أو ثانوي , أو قد تكون أحيانا مختلفة إختلافا جذريا يضم الأسس الجوهرية في أطباع أو سمات تلك الشخصية

وإستنادا على ذلك تبرز المشكلات الأسرية فيما بين الزوج والزوجة , ويصطدم الطرفان بشكل يجعل كل منهما يعود وبقوة إلى البحث عن ضمانات في إستمرارية مايحمله من أطباع وسمات , ويقرر كل منهما التشبث بما يحمله من تلك الطباع والسمات , مما يؤدي إلى تصلب في الرأي والقرار يفضي إلى تباعد نفسي قد يبدأ بسيطا ويتحول إلى عميق دونما النظر إلى ماسبق وتقرر من الطرفين بأن يكونا روحين مندمجتين في بداية لقائهما بعضهما ببعض

وهنا يأتي دور المصلحين سواء من الأهل لأحد الطرفين أو من بعض الأشخاص الذين تكلفوا وتكفلوا بأن يغوصوا في أعماق فك ماتعقد ربطه أو ما ارتبط مع ماهو ليس له

وأشير بأن عملية الإصلاح هنا لا يجب أن تأتي من شخص لا يمتلك المهارات المطلوبة للغوص فيما تم ذكره , لأن العملية التوافقية المطلوبة هنا هي عملية تعتمد على الحيادية المطلقة من قبل المصلح , والذي يجب أن يكون متكأ على كم كبير من الخبرة في العملية الإصلاحية بين الزوجين , وله من المعرفة في أمور النفس البشرية مايستطيع من خلاله بأن يكون صاحب قرار ذو تأثير إيجابي , وأيضا يكون للمصلح الأسري حضور وكاريزما مؤثرة في الطرفين , كي يقتنع الطرفان بأن الشخص الذي قرر لهما ذلك القرار هو مرجع لهما وعلى أساسه تم الإقرار من قبلهما بالتنازلات , ومن ثم أدى ذلك القرار إلى جمعهما مرة أخرى لإكمال المسيرة ضمن مفاهيم التذويب العاطفي والموافقة على بنود الإندماج الروحي بينهما

وبحكم أن مايسميه البعض ( الفشل ) هو إنما بحد ذاته مجرد تجربة نستطيع من خلالها بأن نعيد ترتيب الأوراق مرة أخرى وننطلق إلى محاولات جديدة , وأن التجارب التي يمر بها الزوجين عموما هي المكون الأساسي لما يعرف بالخبرة النفسية من قبل كل منهما للآخر ,

وقد تستجدى المساندة والمشورة من خلال التجمعات الإصلاحية الخاصة بالأسرة وبعض المراكز , ويبقى الدور الأهم هو تأهيل متخصصين في هذا المجال وما أصعب ذلك حسب مانراه من تخبط من قبل بعض المؤسات ومراكز التدريب بأن لها السبق في العملية التأهيلية للمستشارين الأسرين ناسين أو متناسين بأن العملية التأهيلية تلك ليست

مشروعا إستثماريا سيدر على تلك المنشأة مبالغ ضخمة تجمعها من خلال المسجلين في برامجها وأن المصلح الأسري أو المستشار الأسري هو شخص يجب إلزاما أن تتوفر فيه صفات وسيرة ذاتية ومستوى عقلي ونفسي معين ومحدد , وأن ليس كل من شارك أو تدرب في برنامج تأهيل كمستشار لعدد من الأيام لا تتجاوز أسبوعين قد أصبح له الحق بأن يدلوا بدلوه , وأن ينضم للفريق من المتخصصين في تسيير العملية التوافقية بين البشر , وأنه سيقوم بدوره كمستشار أسري متخصص بالشكل والإحترافية المطلوبة

إنها أمانة كبيرة , وإنها مخافة عظيمة من أن يتكرر المشهد كما سبق من بعض الدخلاء على سوق التدريب والتطوير الذاتي , لنجني بعد فترة من الزمن عددا من الدخيلين على هذا السوق الجديد المفتوح حسب وجهة نظر البعض , وتتأثر في حينه النتائج المطلوبة والتي تلمس كل بيت وأسرة

هناك دائما سبل , وهي موجودة
وهناك دائما حلول , وهي ممكنة
وهناك دائما أمل , فمن يملكه ؟؟





 
التعديل الأخير تم بواسطة د. هاني الغامدي ; 25-12-2008 الساعة 10:15 PM سبب آخر: 1

رد مع اقتباس