عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2008, 10:19 PM   #6
د. هاني الغامدي
محلل نفسي ومستشار الشؤون الأسريه والمجتمعيه


الصورة الرمزية د. هاني الغامدي
د. هاني الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29553
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 23-03-2011 (08:47 PM)
 المشاركات : 782 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا والسلام عليكم

نجد في الممارسات السلوكية للبعض أحيانا ماقد يخرج عن حدود أبسط أبجديات التواصل الإيجابي مع الآخر , فعندما يأتيك شخص ما ويبدأ معك الحديث بسؤاله عن أمر معين نجد أن بداية حديثه أتت مبتورة مما دعى إليه رسول الهدى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأن يبدأ بالسلام , وتجد بأنه يطرق باب الحديث معك وكأنه من أهل النزل في ثنايا شخصك , بل وتتعجب أكثر حينما يكون سؤاله لحاجة خاصة به وينهي حديثه منصرفا عنك تاركا في داخلك أزمة تساؤلات تبحث عن إجابة ليس لها مرجع منطقي أو أدبي أو سلوكي محدد

وهنا يأتي دور التربية والتنشئة , حيث أن التعليم أتى ممزوجا مع التربية , وفي يقيني بأن الثانية هي الأهم لكي تقوم عملية تفعيل التعليم بالشكل المطلوب

وحين نعود إلى الوراء لمسافة جيل واحد فقط ونبحث في معنى التربية نجد أن تفعيلها كان صارما في ما مضى , ونجد أن آبائنا الأوائل كان لهم الدور الأساسي في تفعيل تلك العملية , بل وأن الجميع كان يتشارك في تنفيذ ومراجعة وتحديث هذه المهمة على مستوى المجتمع اللصيق للفرد , سواء في الحارة أو الحي أو المدرسة أو داخل المنزل , وكان كل أفراد ذلك المجتمع اللصيق له دور وله صلاحية في التفتيش على ضمان إستمرارية عملية التربية من خلال التواصل الإجتماعي القوي فيما بين أفراد ذلك المجتمع والذي يعطي الحق لكافة أفراده بتبادل الأدوار أحيانا حتى يكون نتاج ذلك المجتمع إيجابيا يحمل أبجديات ديننا الحنيف ومتسلحا بأدبيات الحضارة التي تخلفنا عنها وجعلنا من الغرب في وقتنا الحالي مطلبا لنا في إستيراد السلوك الحديث ومرجعا لنا في أن نقلد سلوكهم الإيجابي فيما بينهم ونسينا أو تناسينا بأن كافة تلك المناهج السلوكية نجدها في هدي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
أفشو السلام بينكم "
حكمة نبوية محمدية جائت لكي تذيب الجليد فيما بين العباد ولتكون كلمات مباركة نبدأ بها تواصلنا مع الآخر

وإكمالا لتلك الأبجديات السلوكية نجد أن البعض قد لا يستخدم الكلمات السحرية التي تجعل من كيانه وبنائه الإنساني ذو قيمة عالية لدى الآخر , فلو بدأنا طلبنا بكلمة
" لو سمحت "
أو
" إذا تكرمت "
وأنهينا حديثنا وتفاعلنا مع الآخر بكلمة
" جزاك الله خيرا "
أو
" شكرا "
لكان هناك بناء أدبي واضح له توصيف سلوكي مجتمعي مؤثر يفتح بين أفراد المجتمع قنوات أكثر لممارسة واضحة للسلوك الحميد والمطلوب ويؤثر فيمن أتوا إلينا من مختلف الدول الأخرى سواء للعمل أو الحج والعمرة , ولكنا مطبقين لما أنزله الله في كتابه العزيز بأننا " خير أمة أخرجت للناس" , ولتحول نهج الى تطبيق فعلي فيما بيننا لا نتراجع عنه وسلوكا ضمنيا يخرج عبر مفرزاتنا السلوكية الطبيعية العامة في تعاملنا وتواصلنا مع الآخر.

شكرا ,, والسلام عليكم.


 

رد مع اقتباس