الموضوع: سؤال عن النمص
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2012, 05:23 AM   #4
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue






يقول الشيخ محمد صالح المنجد: فإن الله سبحانه وتعالى قال عن مخطط إبليس لعنه الله: إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا *وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّيقطعونآذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا *يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا *أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا سورة النساء117-121.

فمن سبل الشيطان إذن تغيير خلق الله بالإضافة إلى تغيير دين الله، فهو يحاول أن يبدل التوحيد إلى الشرك، والإيمان إلى الكفر، كما أنه يسعى في تغيير خلق الله بما يوحيه إلى هؤلاء البشر من أنواع التغييرات، تغيير الصورة، قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ خصي الدواب، وقال آخرون من المفسرين: قطع آذان الدواب، وقال ابن مسعود في المراد بالتغيير في الآية: الوشم والنمص وما جرى مجراهما من التصنع للحسن.

وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ تغيير الخلقة الظاهرة بالوشم، والوشر، والنمص، والتفلج للحسن، ونحو ذلك مما أغواهم به الشيطان فغيروا خلقت الرحمن.
وهذا يتناول أيضاً تغيير الخلقة الباطنة، فإن الله خلق عباده مفطورون على قبول الحق ومعرفة التوحيد، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن هذا الخلق الجميل، وزينت لهم الشرك، والكفر، والفسوق، والعصيان: وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا.

روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: "لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والنامصات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال له أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن -اللاتي يفرقن بين الأسنان- المغيرات خلق الله، فقال عبدالله: "ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله" فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواسورة الحشر7، فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك، قال: "اذهبي فانظري" فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً، فقال: "أما لو كان ذلك لم نجامعها"أي: لو كانت زوجتي تشم، أو تصل الشعر، أو تتفلج، أو تنمص، ما اجتمعت معها في بيت واحد، هذه المذكورات في الحديث كلها من المحرمات بل من الكبائر؛ لأنه ورد عليها لعن، واللعن لا يكون على الصغائر، وإنما يكون على كبيرة من كبائر الذنوب.

شرح حديث "لعن الله الواشمات".

(لعن الله الواشمات) التي تشم (والمستوشمات) التي تطلب الوشم، وهو غرز إبرة أو نحوها في ظهر الكف، أو المعصم، أو الشفة، أو غير ذلك من البدن كعضلة الساعد حتى يسيل الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل، أو غيره فيخضر، وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش، وقد يكون قليلاً، وقد يكون كثيراً، وهذا الذي يعرفونه اليوم بالتاتو الذي له عيادات، ومحلات، وآلات، ملعون من فعله ومن قام به ومن طلبه، ومنهم من ينقش على صدره امرأة عارية، أو صليباً، أو من معبودات الكفار، أو عبارة شركية، أو اسم محبوبته، أو شعار فرقة فجور، أو نادي سوء.. ونحو ذلك من الأشياء، ثم يتورط عند التوبة كيف يزيله، قال العلماء: وتجب إزالته إن أمكنت، إلا إن خاف منه تلفاً أو شيئاً أو فوات منفعة عضو فيجوز تركه وتكفي التوبة في سقوط الإثم، ويستوي في هذا الرجل والمرأة، فلو أمكن الإزالة وجبت الإزالة، فهو منكر ولا بد من تغييره.

وأما النامصة التي تزيل الشعر من الحاجب، والمتنمصة التي تطلب منها فعل ذلك، فهذا حرام من كبائر الذنوب، سواء كان نتف الحاجب، أو قص الحاجب، أو حلق الحاجب، أو بأي وسيلة حديثة، بالليزر، بغيره، فهو نمص، إزالة شعر الحاجب، أو بعضه، أو قصه؛ ولذلك فإن تحديد شعر الحاجبين للزينة كما يفعله بعض النساء اليوم، ومنهن من فقدت عقلها فهي تزيل شعر الحاجب بالكلية وترسم مكانه رسماً، وتجعل مكانه وشماً، فهذا حرام، نقول هذا على أعتاب الزوجات اليوم، وعمل الكوافيرات، والنشاط المحموم في صالونات الزينة، فهذا حرام لما فيه من تغيير خلق الله، ومتابعة الشيطان في تغريره بالإنسان، وأمره بتغيير خلق الله.

وفي هذا الحديث خص النساء واشمات، مستوشمات، واشرات، متفلجات، نامصات؛ لأنهن هن اللاتي يفعلن ذلك غالباً، ويقصدن به التجمل، وهذه علة مهمة في فعل هؤلاء وردت في الحديث، هؤلاء المبتغيات للحسن المريدات للحسن المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فلماذا يفعلن ذلك؟ طلباً للجمال؛ لأنه قال في الحديث: (للحسن المغيرات خلق الله) لأنه ليس كل ما يتجمل به حراماً، فإن منه ما هو مباح، ولذلك قال: (المغيرات خلق الله).
وهذه الأشياء المستعملة في كثير من الحالات لها تأثيرات ضارة، مصنوعة من مركبات، من معادن ثقيلة مذابة في مركبات دهنية، فيها مواد ملونة من مشتقات بترولية وأكسيدات تمتصها من المسام الجلدية تحدث التهاباً وحساسية وتضر الأنسجة، بل بعضها من المواد المسرطنة.
وقوله: (المغيرات خلق الله) صفة ملازمة لمن يصنع الوشم، والنمص، والفلج، وبعضهن تقول: أفعل هذا تزيناً للزوج وطاعة له، روى البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر قالت: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إن لي ابنتاً عُرَيِّساً -تصغير عروس- أصابتها حصبة فتمرق" وفي رواية: "فتمزق"، أي: تساقط، "شعرها أفأصله -بشعر آخر-؟ قال:(لعن الله الواصلة والمستوصلة)الواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر آخر، والمستوصلة التي تطلب من يفعل بها ذلك ويقال لها موصولة.
هذه الأحاديث صريحة في تحريم الوصل، ولعن الواصلة والمستوصلة مطلقاً، فإن كان هذا فيمن تساقط شعرها نتيجة حصبة وهي عُرَيِّس وتحتاج الزينة للزوج لم يرخص لها، والزوج أمرها بذلك لم يرخص لها، فكيف بمن تتخذ الباروكة بقصد زيادة التجمل، وتضع أنواعاً من الشعر الصناعي أو المستعار أو الطبيعي الموجود على أقواس زينة أو باروكة أو غيره ملعونة؟ القضية إذن في الشرع قضية كبيرة، ربك عليم يعلم ما سيتلاعب به الشيطان بهؤلاء البشر، وسيوصلهم إلى أنواع من العمليات الضخمة الكبيرة لأجل تغيير خلقته سبحانه وتعالى، مؤامرة كبيرة ظهرت واضحة جداً في هذا الزمان.
وفي الحديث: أنه لا تجوز طاعة الزوج فيما حرم الله، ولا يجوز له أن يأمرها بالمعصية أصلاً: (لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة بالمعروف).

إذن ما هي الحكمة في هذا التحريم؟
أولاً إذا نظرنا في جميع الأشياء الواردة في الشريعة فإنها تدور على أمور:
أولاً: ما فيها من الغش والخداع، وقد يظهر بأقل من سنه فيخدع ويتشبع بما لم يعط.
ثانياً: التسخط من خلقة الله، والقدح في حكمته، وعدم الرضا بتقديره وتدبيره، واعتقاد أن ما يصنعونه بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن.
ثالثاً: فتح الباب للنساء فيؤدي ذلك إلى ارتمائهن في أحضان الغرائز الشهوانية، وتقليد الكفار، وتتبع الموضات، والانغماس في قضاء الأوقات في هذه التراهات، وإنفاق الأموال التي سيحاسبهن الله عليها، ويحاسب ولي أمرها الذي أعطاها المال في هذه القضية، أموال تهدر، أموال عظيمة إنها بالبلايين وليست بالملايين.
وانشغالات: صغّر الأنف كبّر الأنف، كبّر الثدي صغّر، شد، افعل، وهكذا، مسكينة كلما سمعت كلمة طارت إلى صالون التجميل، وطبيب حلاقة التجميل، وهكذا كأن الإنسان لم يخلق إلا لهذه التغييرات والتعديلات، وتصرف المرأة عن الإنجاب، وعن تربية النشء الصالح، وعن طاعة البعل، وعن لزوم البيت لذكر الله بهذا الطيران إلى الصالونات والمستشفيات والعيادات والسفريات في العالم، كل واحد غير راضٍ بالخلقة، صغر كبر عدل طول قصر وهكذا، تلاعب بخلقة الله التي خلق الله الناس عليها.
(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ سورة الحجرات13.


لقراءة المحاضرة أو الاستماع لها كاملة اليك الرابط:
التلاعب في خلق الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد



 

رد مع اقتباس