عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-2012, 02:23 AM   #14
نزار محمد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية نزار محمد
نزار محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41204
 تاريخ التسجيل :  11 2012
 أخر زيارة : 15-03-2015 (12:58 AM)
 المشاركات : 620 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue


اختي حاذقة لقد استشرت السنة الماضية في موقع اسلا ويب الدكتور محمد عبد العليم واريد رئيك في اجابته التي كانت كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبداية نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونقول لك بأننا إن شاء الله سوف نساهم في الإجابة على أسئلتك بقدر ما نستطيع، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا.

من وجهة نظري أن ما حدث لك عام 1994م من اختناق سقط على إثره من الفراش، هذا من وجهة نظري كانت نوبة اضطراب فزعي حادة، وهذا نوع من القلق النفسي يحدث بصورة حادة جدًّا لبعض الناس قد يؤدي إلى هذه الصورة الإكلينيكية التي ذكرتها، وبعد انقشاع الحالة يظل الإنسان عايش تحت الوساوس والهواجس والخوف بأن هذه الحالة سوف تنتابه مرة أخرى، هذا من وجهة نظري هو الذي حدث لك عام 1994.

بصفة عامة أتفق تمامًا مع الطبيب الذي وصف أن علتك الرئيسية هي قلق الوساوس، وقلق الوساوس قد يكون مرتبطًا بما يسمى باضطراب الآنِّيَّة، وهو الشعور بالتغرب الذي يأتيك، وأتفق معك أيها الفاضل الكريم أن هذه الحالة – أي اضطراب الأنيَّة – مزعجة جدًّا للإنسان وإن لم تكن خطيرة، وهي تشخّص دائمًا تحت أمراض القلق، ويجب أن لا ننسى أن الوساوس القلقية دائمًا تكون مصحوبة بشيء من عسر المزاج والشعور بالكدر، وهذا في حد ذاته يزيد أيضًا من الوساوس مما يُدخل الإنسان في هذه الحلقة المفرغة المغلقة.

الذي أريده منك أن لا تتحسر أبدًا على ما مضى، نعم أنت تناولت الأدوية لمدة ستة عشر عامًا، وأنا من وجهة نظري أنك إذا لم تتناول الأدوية لكانت حالتك أسوأ مما هي عليه الآن، فهذه الأدوية قد ساعدتك كثيرًا، ونعرف تمامًا أن الأمراض النفسية – أيًا كان نوعها – حين تصيب الإنسان في عمر صغير قد تكون آثارها السلبية أكبر إذا لم يتم علاجها في ذاك الوقت، فأنت الحمد لله تعالى أنعم الله عليك بهذا العلاج، وأعتقد أن ذلك قد ساعد في نضوجك النفسي وعلى الأقل منع التدهور المتوقع مع مثل هذه الحالات، فأنا أريدك أن تنظر إلى الماضي نظرة إيجابية، وأن تنظر إلى المستقبل بأمل ورجاء، وأن تعيش الحاضر بقوة، وهذا هو المهم.

بفضل الله خلال كل هذه السنوات التي كنت فيها تعاني من هذا الوسواس حدثت اكتشافات علمية كبيرة، التقدم في مجال الطب مذهل، أصبح الآن العلماء يتفهمون طبيعة الوساوس، كيف تبدأ، ما هي المكانزمات الكيميائية والبيولوجية المتعلقة بها، ما هي نوعية الشخصية التي تحدث لها هذا الأمر، وما هو مآل هذه الحالات إلى أين تنتهي، وهذا كله أيها أصبح مفهومًا، والذي أراه أن مرضك لم يتطور سلبًا، إن شاء الله سوف تكون في تحسن، فقط عليك بالتفكير الإيجابي، عليك أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تحاول دائمًا أن تحس بالرضا عن ذاتك، هذا مهم ومهم جدًّا أيها الفاضل الكريم، فالتطوير المهني والاجتماعي وسائل علاجية سلوكية ممتازة جدًّا.

بالنسبة لعقار سيرترالين فهو دواء جيد وفعال وممتاز، وأعتقد أن أقل جرعة تناسب حالتك هي مائة مليجرام في اليوم على الأقل خلال الستة أشهر القادمة، بعدها يمكن أن تخفض إلى خمسين مليجرامًا في اليوم، وبالنسبة (ليكسوميل) فأنا لا أؤيده كثيرًا، هو دواء جيد إذا استُعمل لفترة قصيرة، ولكن بالاستمرار فيه يؤدي إلى نوع من التراخي في الموصلات العصبية، كما أنه يؤدي إلى التعود والإدمان مما ينتج عنه نتائج سلبية على الصحة النفسية، فلا تكثر من هذا الدواء، وأفضل أن تتوقف عنه.

أنا أرى أنك سوف تستفيد تمامًا إذا أضفت دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميًا باسم (رزبريادون Risperidone)، بجرعة صغيرة، وهي واحد مليجرام يوميًا ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، فالرزبريادون داعم أساسي لعلاج الوساوس القهرية من هذا النوع الذي تشتكي منه، وهو النوع المصحوب بالشعور بالتغرب عن الذات.

ما وصفته أنك أصبحت بليدًا بعد ما كنت ذكيًا، أحترم مشاعرك ولكني قد لا أتفق معك في هذا الأمر، الذكاء سيظل كما هو، ولكن القلق أضعف من قوتك على التركيز والاستيعاب، وهذا يا أخي يتم التخلص منه عن طريق التفكير الإيجابي، وممارسة التمارين الرياضة وكذلك تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تقوم بذلك، وسوف تجد إن شاء الله فيه خير ومنفعة كبيرة.

أرجو أن تحافظ على عملك وتعرف أن قيمة الرجل في العمل، وأن العمل يطور الإنسان مهنيًا، وهو وسيلة من وسائل التأهيل الرئيسية من المنظور النفسي.

أرجو أن تُقدم على الزواج، فالزواج فيه خير كثير واستقرار لك، والإنسان حين يُبعد نفسه ويحرم نفسه من الزواج هذا سوف يزيد من تصوره السلبي عن نفسه، أنت لا تعاني من مرض عقلي ولا تعاني من مرض ذهاني يمنعك أبدًا من الزواج.

أنا سعيد أن أعرف أن الكشف على الدماغ كان سليمًا، وهذا هو المتوقع، لأن هذه الحالات لا ينتج عنها تغيرات عضوية حقيقية في الدماغ، وأشكر لك تواصلك معنا في إسلام ويب.

وبالله التوفيق.


 

رد مع اقتباس