عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2002, 06:40 PM   #1
mirror
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية mirror
mirror غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1463
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
 المشاركات : 1,406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
صفو الحياة أنا مهما تأخرت فإني لا أنسى وعودي التي أقطعها



مرحبا بأختي الغالية صفو الحياة

لم أنسى وعدي الذي قطعته

نعم حتى لو مضت عشرات السنين

فوعد الحر دين عليه

لم أحدد وقتا بعينه عندما وعدتك بأن أقص تفاصيل زيارتي الأولى و اليتيمة

الى تلك الطبيبة

و قد يكون شيء مضحك أن أكتب عنها الآن بعد مرور كل تلك الفترة الطويلة

لكن ثقي تماما أنني لم أؤجل الموضوع بإختياري.........بل أن عقلي هو من

كان يرفض الاستجابة لي في كل مرة أحاول الكتابة

أما الآن فأجد القدرة و الرغبة في الكتابة عنها.......لا أدري لماذا غير عقلي

رأيه....ربما لأنه يفضل الكتابة عنها كذكرى

المهم بعد فلسفتي الزائدة عن حدها هذه....اليك تفاصيل الزيارة و ان لم تكن

ستفيد أحدا.....فعلى الأقل هي وفاء للوعد الذي قطعته

***************

أذكر أن الساعة كانت تشير الى التاسعة صباحا

و أنا في حجرتي أذرعها جيئة و ذهابا!

هكذا عندما أكون قلقة و متوترة لا أستطيع الجلوس

بل أقوم أدور حول نفسي أو أتمشى في المنزل من حجرة الى أخرى حتى أن

أمي تستاء جدا من ذلك

طبعا كنت قلقة لأنه في الساعة الخامسة عصرا سيكون موعدي الأول مع الطبيبة

النفسية

المهم مضى الوقت سريعا

و انتفض قلبي عندما سمعت أذان العصر......فهاهو الموعد و قد اقترب كثيرا

خرجنا من المنزل أنا ووالدتي الساعة الرابعة و النصف ووصلنا المستشفى على

الموعد و هنا تفاجأت من موقف والدتي

لقد أصرت على أن أدخل عند الطبيبة لوحدي بينما تنتظرني هي في الخارج!

و حتى هذه اللحظة لا أعرف لماذا فعلت ذلك و ما حكمتها وراء تصرفها ذاك

المهم

دخلت و رغم القلق شعرت بالسعادة

فأنا عند من ستتفهم مخاوفي

عند من ستهدىء من روعي

عند من لن تتأفف من توتري و لن تغضب من صمتي

عند من سيكتب الله لي الشفاء على يديها

لكن

اتضح أنني كنت أتوهم

*****************

عندما دخلت لوحدي كانت هي تتحدث في الهاتف

فجلستُ على الكرسي و انتظرت

سرعان ما أنهت مكالمتها.....أقفلت سماعة الهاتف......ثم نظرت الي بحدة!قبل

أن تخفض رأسها و تكتب شيئا ما في ذلك السجل المفتوح فوق المكتب

نظرة خاطفة سريعة لكنها كانت كافية لتهدم كل جسور الإطمئنان و الثقة التي

بنيتها في مخيلتي

فاختفت الابتسامة و حل محلها العبوس و التحدي!

هل تصدقون أنني شعرت أنها جرحت كبريائي كمريضة نفسية بنظرتها تلك!

نعم أنا حساسة جدا..........لكن على الطبيب أن يضع هذا في الحسبان و الا

فليترك مهنة الطب لأهلها!

****************

اتخذتُ موقفا شبه عدواني و أنا أجلس على الكرسي عاقدة ذراعاي و أنظر

الى الطبيبة بعتاب

كنت أنتظرها أن تبني هي جسورا جديدة للتواصل بعد أن هدمت جسوري

لكنها و لدهشتي الشديدة لم تفعل!

انتهت من الكتابة فرفعت رأسها و رسمت ابتسامة باردة مصطنعة على وجهها

قبل أن تسئلني عن أحوالي و صحتي بشكل عام

ثم جاء السؤال الصعب

من ماذا تعانين؟

سبحان الله ألم تضع في اعتبارها كم هو صعب أن يتكلم المريض عن نفسه و

يصف حالته خصوصا اذا كانت مشكلته الأساسية في الكلام!

الخجل!

التلعثم!

الارتباك!

كيف غابت عن ذهنها هذه الأمور؟؟؟؟

أنا لا أريدها أن تتحدث عني......أريدها فقط أن تساعدني في الحديث

أخبرتها بالمشكلة الأساسية

(لا أستطيع مقابلة الناس)

باقتضاب خرجت تلك العبارة مني

لكنها لم يعجبها

(اشرحي.........احكيلي)

هكذا راحت تحثني على الكلام بنفاد صبر!

قلقها و انزعاجها الواضح في نبرة صوتها كان كافيا ليشلني تماما و يعطل

قدرتي على النطق

باقتضاب و بخوف و بحذر رحت أجيبها

لم تشجعني....

بل راحت تهز رأسها بعصبية تريد المزيد من المعلومات

من حقها أن تعرف بالطبع كل ما تريد من معلومات قبل أن تشخص المرض

لا مشكلة في ذلك

اعتراضي أنا على أسلوبها الجاف

لم تبذل جهدا لتساعدني في الكلام

بل راحت تتأفف

كيف تريدني أن أوصل لها ما تريد و قد هدمت الجسور التي بنيتها ثم لم تكلف

نفسها بناء جسور أخرى!

****************

أخذت تشرح لي ما هو الرهاب الاجتماعي بطريقة سريعة مختصرة ثم كتبت لي

السيروكسات و الxanax و أخبرتني أنهما سيسببان لي دوخة لكن هذا شيء

طبيعي

فأخذت الروشتة و خرجت

********************

كم أصابتني هذه الزيارة بخيبة أمل عظيمة

لكن الحمدلله على كل حال

و في المستقبل

سأفكر طويلا و سأدقق في اختيار الطبيبة النفسية قبل الذهاب اليها

****************
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس