ذكر أحد الطلاب أنه مدعو للتحدث في مأدبه يقيمها إتحاد مهنته , ولقد أخبرني بأنه يشعر بالرعب لمجرد التفكير في أنه سيتحدث أمام ألف شخص والذين والذين من بينهم أبرز الشخصيات المتخصصه في مجال عمله , وقد تغلب على خوفه بالطريقه التاليه /
كان يجلس على مقعد وثير كل ليلة خمس دقائق وكان يقول لنفسه ببطء وهدوء وإيجابيه " سأتغلب على هذا الخوف . بل إنني أتغلب عليه الأن . وأتحدث برباطة جأش وثقه , أنا مسترخ ٍ ومستريح "
وكرر هذا لعدة أيام . وبهذه الطريقة قام بتطبيع وممارسة أحد قوانين العقل الباطق , وعندما جاء وقت الخطبه التي كان سيلقيها , كان قد تغلب على خوفه وجاء حديثه ناجح جدا.
إن العقل الباطن خاضح للإيحاء ويمكن السيطره عليه بهذه الطريقة . عندما تهدئ عقلك وتسترخي فإن أفكار عقلك الواعي تغوص في العقل الباطن خلال عمليه مشابه لعمليه التناضح والتي تمتزج فيها السوائل التي يفصلها غشاء مسامي . وبالمثل , عندما تغوص تلك البذور , أو الأفكار الإيجابيه إلى عقلك الباطن فإنها تمنو وتثمر وتصبح أنت اكثر اتزاناً وهدوءاً وسيكنة.
العدو الأكبر للإنسان
قيل إن الخوف هو العدو الأعظم للإنسان , فالخوف هو السبب وراء الفشل والمرض وخلل العلاقات الإنسانية . ويخاف ملايين الناس من الماضي , والمستقبل , والشيخوخة, والجنون , والموت . ولكن الخوف ماهو إلا فكره في عقلك الباطن وهذا يعني أنك تخشى أفكارك.
الطفل الصغير قد يشلة الخوف عندنا يقال له إن هناك وحشاً مخيفاً أسفل سريره وأنه هذا الوحش يخطفه في الليل , وعندما يضيء والده النور ويريه أنه لا يوجد أي وحش فإنه يتحرر من الخوف . إن الخوف في عقل الطفل كان حقيقيا كما لو كان هناك فعلا وحش مخفيف . ولقد شفي من أفكره خاطئة في عقله . فالشيء الذي يخافه لا وجود له وبالمثل معظم مخاوفنا لا وجود لها وليست حقيقية . فهي مجرد مزيج من الأوهام المشئومة , والأوهام ليست حقيقة .
افعل الشي الذي تخافه
قال فيلسوف وشاعر القرن التاسع عشر " رالف والدو إمرسون " / إفعل الشئ الذي تخشاه وبذلك يصبح موت الخوف مؤكداً
في وقت من الأوقات كنت أمتلئ بالرعب لمجرد التفكير في التحدث أمام حشد من الجماهير . والطريقة التي تغلبت بها على هذا الخوف هي إتباع نصيحة " إمرسون " وبالفعل ذهبت لإلقاء خطبه أما حشد من المجهور وأنا أرتعد من داخلي , وبالتدريج بدأ الخوف يقل خوفي حتى أنني بدأت أتطلع إلى انتهاز أية فرصه للتحدث أمام حشد من الجماهير , لقد فعلت ما كنت أخافه وكان موت الخوف مؤكداً
عندما تؤكد بثقة وإيجابية أنك ستتغلب على مخاوفك وتصل إلى هذا القرار الحاسم بعقلك الواعي بذلك تطلق قوة عقلك الباطن التي تستحيب وفقا لطبيعة تفكيرك
الخوف من الفشل
من وقت لأخر يعيش طلبة الجامعة اللذين غالبا ما يبدو أنهم يعانون من النسيان الإيحائي أثناء الامتحانات وكانت الشكوى دائما واحدة " إنني أكون على دراية بالمادة ولكن قبل دخولي الإمتحان
لكن عند وجودي في قاعة الامتحانات وعندما تكون أمامي ورقة الأسئلة فإن عقلي يصبح خاليا تماما من كل العلومات " !
الكثير منا مروا بمثل تلك التجربه وتفسير ذلك يكمن في أحد القوانين الأساسية للعقل الباطن وهو أن الفكره التي تتحقق من تلقاء نفسها هي التي نعطيها القدر الأكبر من انتباهنا وعندما تحدث مع أوئلك الطبله وجدت أنهم يركزون انتباههم على فكرة الإخفاق والفشل , ففكرة الإخفاق تخلق تجربة الإخفاق من خلال حالة فقدان الذاكرة المؤقت
الخوف من الماء
كانت هناك تجربة لأحد الأشخاص وهو في سن العاشرة فقد وقع من باب الخطأ في حمام السباحة ولم يكن يعرف السباحة وأخذ يتخبط في الماء بذراعة ولكن دون جدوى فشعر بأنه يغرق
ومازال حتى الأن يتذكر الرعب الذي أملاه عندما كان الماء يحيطه وكان يلهث لإلتقاط أنفاسه واستنشاق الهواء ولكن امتلأ فمه بالماء وفي أخر لحظة لمحه صبي أر وأنا اصارع الماء وجاء لنجدته وقد غاصت تلك التجربه في عقله الباطن وكانت نتيجة ذلك أنه أصيف بالخوف من الماء لسنوات طويلة وفي أحد الأيام حكى لعالم نفسي بارز عن حالة الخوف المفرطة من الماء
فأجابه قائلاً : " إذهب إلى حمام السباحة وانتظر إلى الماء . إنه بكل بساطة مجرد مركب كيميائي يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين , وهو لا يمتلك إرادة أو إدراكا على عكسك أنت الذي تمتلكها "
تم أردف قائلا "وبمجرد أن تدرك أن المياة شي سلبي بلا إرادة في الأصل , قل لنفسك بصوت قوي ومرتفع " أنا سوف أتغلب عليكِ ( المياة ) من خلال قوى عقلك " انا سوف أسيطر عليك "
وبعدها انزل إلى الماء وخذ درساً لتعلم السباحة واستخدم قوالك الداخليه لقهر خوفك من المياه "
وبالفعل قام بفعل ما أخبره به هذا العالم وبمجرد اكتسابه لهذا التوجه العقلي الجديد بدأت قوة عقله الباطن المطلقة في الإستجابه بتزويده بالقوه والثقه وقد ساعده على التغلب على خوفه وجعله يقهر المياه . وهو الأن يسبح كل صباح من أجل المتعه والتمتع بالصحه . لا تسمح للمياة بأن تغلبك وتقهرك , وتذكر أنك تستطيع أن تغلبها وتقهرها .
وسيلة بارعه للتغلب على اي نوع من الخوف
فيما يلي وسيلة بالتغلب على الخوف قمت بتجربتها وتدرسيها على لآلآف البشر . إن مفعولها مثل السحر فحاول تجربتها
لنفرض أنك تخاف من السباحة . ابدأ بالجلوس ساكناً لمدة خمس أو عشر دقائق ثلاث مرات يوميا ضع نفسك في حالة من الإسترخاء التام والان تخيل أنك تسبح . من مفهوم عقلك الباطن انت الان تسبح بالفعل . ولقد القيت نفسك في الماء من الناحيه الذهنيه انت الان تشعر ببرودة الماء المنعشه إن هذا النشاط الذهني المبهج يعد تجربه حقيقه مليئة بالحياة . إن هذا ليس حلم يقظه , فأنت تعلم أن ما تراه في خيالك سوف ينطبع في عقلك الباطن الذي سيجسده كتجربة واقعيه في حياتك تطابق ما تخيلته بالظبط وعندما تحاول السباحة في المره التاليه سوف تشعر بالفرحه وليس الخوف هذا هو قانون عقل الباطن . يمكنك أن تطبق نفس الطريقة إن كنت تعاني من الخوف من الجبال او الأماكن المرتفعه تخيل أنك تتسلق الجبل واشعر بالأمر كأنه حقيقي استمتع بالمناظر الطبيعيه الخلابه . كن على يقين أنه من أنه طالما تستمر عمل ذلك عقليا فإنك ستسطيع أن تقوم به جسديا بسهوله ويسر
الخوف الطبيعي
يولد الطفل الرضيع ولديه نوعان من الخوف الخوف من السقوط والخوف من الضوضاء وهما امر طبيعي فهذا يعد نوعا من نظام الإنذار الذي زودك به الله كوسيله للحفاظ على النفس وبذلك الخوف الطبيعي جيد إنك تسمع صوت سياره قادمة فتبعد عن طريقها كي تنجو وتعيش . والخوف الوقتي من كونك ستتعرض لحادث تتغلب عليه بتصرفك وابتعادك عن الخطر اما باقي أنواع الخوف الأخرى فتعتبر غير طبيعيه ربما تكون قد نتجت على تجربه معينه في الماضي أم قد تم نقلها وراثيا عن طريق الوالدين أو الأقارب أو حتى من خلال الأشخاص المؤثرين في حياة الطفل المبكرة كالمعلمين