نفساني - عرض مشاركة واحدة

02-06-2002, 05:04 AM

هلا بالأخت الحبيبة ناديا :)

كيف أحوالك.......انشاء الله خير :)

أختي العزيزة تألمت كثيرا عندما قرأت ما قلتيه عن عدم اقتناع
والديك بالطب النفسي و خوفهم من كلام الناس...

والله انها مشكلة و الله يعطيك الصبر و الأجر

عند هذه النقطة ياناديا لا أعرف ماذا أقول

اعذريني يا أختي الغالية فأنا لم أمر بهكذا ظرف أبدا

فقد كانت والدتي هي من بادر و فاتحني بموضوع الذهاب
الى طبيبة نفسية...

قلبي معك يا ناديا و تأكدي أنني أدعي لك في كل صلاة

أن يفرج عنك هذا الهم الثقيل...

سأقول لك شيء حدث معي قد يكون مشابه لمشكلتك..

والدتي يا ناديا لا تعرف ماهو الرهاب الاجتماعي و لا تقتنع

أنني أعاني.....( هي تظن أن مشكلتي اكتئاب و قلق فقط )

و لا تريد أن تصدق أن المهارات الاجتماعية

و الثقة بالنفس و تقدير الذات و التوكيدية

هي أمور أفتقدها بشدة..

و المصيبة الأكبر أنها تعتقد ان علاج الرهاب بسيط جدا
و ينحصر فقط في الأدوية التي أتناولها حاليا!!

اضطرني الأمر أن أفتح على هذا المنتدى و أجعلها تقرأ عن الرهاب
الاجتماعي في زاوية "اقرأ عن" و أن تقرأ تجارب المرضى
حتى تعرف أني لست وحدي من تعاني و أن الأعراض النفسية
و الخوف الذي أحدثها عنهم ليس مبالغة بل حقيقة....يعاني
منها المئات غيري....

اقتنعت أمي قليلا......لكن لازالت المشكلة قائمة..

لازلت يا ناديا أقنعها بضرورة العلاج السلوكي..

استمري في محاولاتك لاقناع والديك و لا تيأسي أبدا

افتحي معهم الموضوع دائما....

اذا كان أحد اخوتك قريب منك و تثقين في أن يتفهم موضوعك

تحدثي معه حتى يساعدك في اقناع والديك..

قد يكون عدم اقتناع والديك بمشكلتك أنهم لايرون آثار المعاناة

عليك...فمشكلة كمشكلة الوسواس القهري يلجأ الانسان عادة

الى اخفائها عمن حوله حتى أقرب الناس اليه و ذلك خوفا

من عدم تفهمهم لها أو عدم تقبلهم أو أن يخيب ظنهم فينا

أو أن يفقدوا ثقتهم فينا أو حتى يسخروا منا!

و هذا أيضا نوع من الوسوسة أعاني أنا منها

فلم أصارح والدتي بمخاوفي الا مؤخرا..

قبل ذلك كنت أخفي معاناتي و أتهرب من المناسبات

الاجتماعية مدعية المرض أو أحتج بأنه لدي مذاكرة

و امتحانات.....!! كل ذلك لأني كنت أكره أن أظهر لهم

ضعفي......و أخاف مما قد يعتقدونه عني..

حتى كان ذلك اليوم.......قبل سنة تقريبا

عندما امتنعت و لأول مرة عن مقابلة ضيوف جاءوا لزيارتنا

كانت تلك صدمة عنيفة.....لوالدتي..

قد يعذرك الناس عندما لا تزورهم.....و لكن أن يأتوك في منزلك
و لا تستقبلهم فهذه والله كبيرة!

و الله وحده يعلم كم آلمني ذلك الأمر......و كم عذبني

فأنا من جهة أخطأت في حق الضيوف الذين و دون شك
أخذوا الأمر بشكل شخصي بحت.....و اعتبروا ما فعلته
مقصودا و مهينا لكرامتهم

و من جهة أخرى فقد أخطأت في حق والدتي و أحرجتها أمام
الضيوف.....

و يعلم الله أنني لم أفعل ذلك عمدا........فقد كانت حالتي
النفسية سيئة و كنت أتمنى الموت في تلك اللحظة....
بل أنني أمسكت سكينة كنت دائما أحتفظ بها تحت مخدتي
و حاولت الانتحار بتقطيع شرايين معصمي.....لكن خوفي
من الله منعني....

المهم أن امتناعي عن مقابلة الضيوف هو ما جعل والدتي
تأخذ الأمر بشكل جدي تماما.....
و تبادر هي بفتح موضوع الطبيب النفسي و تقنعني بالذهاب..

ما أريد قوله ياناديا هو أن تظهري معاناتك....لوالديك

دعيهم يرون العذاب الذي تعيشينه....

فعسى أن يجعلهم ذلك يقتنعون بحاجتك للطبيب النفسي

قلبي معك ياناديا و أسأل الله أن يعجل بتفريج همك..

بالنسبة لسؤالك فأنا يا ناديا سعودية و أعيش في مدينة جدة

و الوسواس القهري أعاني منه منذ فجر مراهقتي

و له أوقات يشتد فيها بشكل غير طبيعي و مزعج للغاية

و هو بشكل عام مستمر و لكن قد يغيب أحيانا قليلة..

ثم ما يلبث أن يعود من جديد..

أمور غير منطقية و أفكار سخيفة غير معقولة....أحاول جهدي

أن لا أستمع اليها لكن لا فائدة.....

عزيزتي ناديا...لا تجعلي اهتمامك بالبحث عن علاج عن
طريق الانترنت......يشغلك عن المشكلة الأساسية في الوقت
الحالي و هي عدم تقبل والديك لفكرة العلاج عند طبيب نفسي
حاولي جهدك اقناعهم و استعيني بالله على هذا الأمر
و تأكدي أن الله الذي ابتلاك بهذا المرض سيعينك
اذا لجأت اليه بصدق...

اذا كانت العيادات في بلدك لا توفر خدمة الاسم المستعار
فأمرك لله....اصبري على هذه المشكلة...
أما بالنسبة لخوفك من أن تقابلي هناك شخص تعرفينه
فهذا احتمال ضعيف.....و ما قلقك تجاه هذا الأمر...
الا فكرة وسواسية......حاولي جهدك التغلب عليها...

اذا سمحتي لي يا ناديا هذه الأسئلة...:
هل تعانين من مشكلة نفسية أخرى....أم فقط الوسواس القهري؟
تقولين أن مشكلة الوسواس بدأت معك منذ سنتين.....فمالذي
حدث بالضبط....قبل سنتين...؟يعني هل هناك مشاكل أو مواقف
معينة حدثت معك و تسببت في ظهور هذه الوساوس؟
و هل كنت قبل السنتين لا تعانين أبدا من الوساوس؟

اعذريني على الاطالة و أسأل الله أن يعينك على ما أنت فيه
و أن يعجل بشفاء كل مريض.