المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

قصة السجين ولويس الرابع عشر

قصة السجين ولويس الرابع عشر حيدر محمد الوائلي يُحكى أن كان هناك أحد السجناء في زمن الملك لويس الرابع عشر محكوماً عليه بالإعدام ومسجوناً مؤقتاً في

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-11-2017, 01:56 PM   #1
حيدر عراق
عضو نشط


الصورة الرمزية حيدر عراق
حيدر عراق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40803
 تاريخ التسجيل :  10 2012
 أخر زيارة : 17-06-2022 (11:59 AM)
 المشاركات : 51 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
قصة السجين ولويس الرابع عشر



قصة السجين ولويس الرابع عشر

حيدر محمد الوائلي


يُحكى أن كان هناك أحد السجناء في زمن الملك لويس الرابع عشر محكوماً عليه بالإعدام ومسجوناً مؤقتاً في جناح من أجنحة قلعة الملك التي تم إحكام مخارجها فصارت سجناً للقلعة.
لم يبق على موعد إعدام السجين سوى ليله واحدة فقط.
ويروى عن الملك لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة، ففي تلك الليلة فوجئ السجين بباب سجنه يُفتح والملك يدخل عليه مع حرسه ليقول له:
أعطيك فرصة للهروب، فإن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو، حيث أن هناك مخرج موجود في سجنك وهو سيظل بدون حراسة، فإن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وأنت حر، وإن لم تتمكن فان الحراس سيأتون غداً مع شروق الشمس لينفذوا بك حكم الإعدام.

غادر الملك وحراسه جناح السجن تاركين السجين بعد أن فكوا سلاسله ليغتنم هذه الفرصة الذهبية مستغلاً غرابة أطوار الملك.
بدأ السجين يفتش في الجناح الذي سُجِن فيه والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجادة بالية على الأرض وما أن فتحها حتى وجدها تؤدّي إلى سُلّم ينزل إلى سرداب سفلي ويليه سُلّم أخر يصعد مرة أخرى، وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها فعاد أدراجه حزيناً منهكاً ولكنه واثق أن الملك لم يخدعه.

وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح قليلاً، فقفز وبدأ يحرك الحجر فوجد أن بالإمكان تحريكه وما إن أزاحه وإذا به يجد سرداباً ضيّقا، فبدأ يزحف الى ان بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد، فعاد يجرب بكل حجر وبقعة في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته باءت بالفشل.

الليل يمضي ولا زال السجين يحاول ويفتش، وفي كل مرة يكتشف أملا جديداً فمرة ينتهي به إلى نافذة حديدية، ومرة أخرى إلى سرداب طويل ذو تعرجات ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.

هكذا ظل طوال الليل في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك ولكنها في النهاية تبوء بالفشل حتى انقضى الليل ولاحت له شمس النهار من خلال النافذة ووجد وجه الملك يطل عليه من الباب ضاحكاً قائلاً:
أراك لازلت هنا؟!
رد السجين: كنت أظن انك صادق معي أيها الملك.
قال له الملك: لقد كنت صادقاً بالفعل.
أجاب السجين مستنكراً: لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي قلت لي أنه موجود؟!
قال له الملك: لقد تركت لك باب السجن الرئيسي مغلقاً ولكن دون أن أقفله.
لم يجرب المسكين محاولة فتح باب السجن رغم أنه أمامه!

الدرس من هذه القصة هو أننا نترك الكثير من الحلول والحقائق واضحة أمامنا ونشتغل بالتفكير بحلول واهية وضعيفة وصعبة ومعقدة، ومن ثم نيأس بسرعة ونستسلم.
وهنالك من لا يجرب الحل أصلاً وبالرغم من ذلك يقول أنه صعب أو مستحيل، بالرغم من إن لكل مشكل حل.

قيل في أحد تفاسير سبب عقاب الله لبني إسرائيل في قصة ذبح البقرة المعروفة هو أن الله عاقبهم لأنهم شددوا وعقدوا الأمور على أنفسهم، فالله تعالى فقط أمرهم أن يذبحوا بقرة.
أي بقرة؟
لا تعقيدات!
(وإذ قال موسى لقومه إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) البقرة/67.
فأول مرة قالوا تتخذنا هزواً، أي أتستهزئ بنا رغم أنه نبي، وهم أظهروا الإيمان به؟
ومرة ثانية طلبوا منه أن يبين ما هو نوع البقرة؟!
ومرة ثالثة سألوه ما هو لونها؟!
وبعدها سألوه مرة رابعة أي نوع من الأبقار الصفراء فهي متشابهه!
وفي كل مرة يجيبهم نبي الله موسى (ع) ومن بعدها وجدوها فذبحوها عن كره وغصب وجريمة ليعذبهم الله على أثرها والسبب في ذلك قصة أخرى ابتلاهم الله بها على أثرها.

عقدوا ونافقوا وصعبوا الأمور على أنفسهم فصعبها وعقدها الله عليهم فهو يعلم ما تخفي الصدور.

خذ مثالاً على ذلك ممن يهوّل ويصعّب الأمور السياسية والدينية والاختلاف الطائفي رغم أن هنالك حلول بسيطة منها أن يحترم كل من يخالف من يختلف معه بكل بساطة خصوصاً أن جميع مبادئ الدين والعلمانية تحترم الاختلاف مع بقاء إيمان كل شخص بما يؤمن به.
لكن أكثر من يؤمنون بتوجه ديني أو طائفي معين اليوم هم ورثوا هذا الأيمان وراثة، وُلِدوا فرأوه فتبعوه أو أثرت بهم ولم تأتي عن دراسة وبحث. فتراهم متعصبين ومتشددين ويعقدون الأمور على شيء هم مجرد وُلِدوا فوجدوه أمامهم فلَبسوه دون أن يعرفوه جيداً.

وأما السياسة فالمشكلة فيها أن السياسين يجرون معهم الناس في مشاكلهم وفسادهم ومكرهم فتتحول منهم إلى الناس وعند حلها فيما بينهم بصفقات واتفاقات رخيصة يبقى أثرها بين الناس مؤثراً.
من الناس من يلعن الوضع والطائفية والفساد والظلم وهدر حقوق الشعب وكأن هؤلاء الناس لم يكونوا طرفاً بالموضوع.
بتصرفهم الغير مدروس أو الموجه توجيهاً أعمى دون تفكير أو بطريقة إنتخابهم التي أوصلت هؤلاء الذين يسبونهم ويلعنون اليوم الأسود الذي أوصلهم للحكم.
ولكن لا يلعنون من أوصلهم ومكنّهم من رقاب الناس وثروات الوطن، على الأقل بمن ساهم بانتخابهم فضلاً عن من روّج لهم وبرّر.
أو على الأقل بسكوتهم في مواقف لا يصح السكوت عنها فيما مضى واليوم.

بالتأكيد تم إعدام صاحبنا السجين في القصة السابقة، ففرص كتلك لا تتكرر.
فخذ العبر، وأغتنم الفرص فإنها تمر مرور السحاب.
إنتصر لنفسك وأرفع من معنوياتك فليس العار أن تسقط ولكن العار أن تبقى تتقلب بالتراب والأوساخ ولا تنهض من بعد السقوط.
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 17-11-2017 الساعة 02:14 PM

رد مع اقتباس
قديم 17-11-2017, 02:20 PM   #2
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 29-05-2024 (08:16 PM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


قصة رائعة وفيها الكثير من العبر

لك كل الشكر .

ملاحظة :
ارجو عدم وضع ايميلك .


 

رد مع اقتباس
قديم 17-11-2017, 04:29 PM   #3
سعيد رشيد
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية سعيد رشيد
سعيد رشيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 56016
 تاريخ التسجيل :  04 2017
 أخر زيارة : 04-06-2024 (09:31 PM)
 المشاركات : 3,259 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك و أحسن إليك


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا