المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-05-2009, 06:11 PM   #316
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين قال :
فجهز لي خمسين حملاً من البضاعة وأعطاني عشرة آلاف دينار ، وسافرت حتى وصلت إلى غابة الأسد فطلع علي العرب وأخذوا مالي وأحمالي فدخلت هذه المدينة وما أدري أين أبيت فرأيت هذا المحل فاستكنت فيه .
فقال له التاجر :
يا ولدي ما تقول في أني أعطيك ألف دينار وبدلة بألف دينار .
فقال له علاء الدين :
على أي وجه تعطيني ذلك يا عمي ?
فقال له التاجر :
إن هذا الغلام الذي معي ولم يكن لأبيه غيره وأنا عندي بنت لم يكن لي غيرها تسمى زبيدة العودية وهي ذات حسن وجمال فزوجتها له وهو يحبها وهي تكرهه فحنث يمينه بالطلاق الثلاث فما صدقت زوجته بذلك حتى افترقت منه فشاروا علي جميع الناس أني أردها له فقلت له :
هذا لا يصح إلا بالمحلل .
واتفقت معه على أن نجعل المحلل له واحداً غريباً لا يعايره أحد بهذا الأمر وحيث كنت أنت غريباً فتعالى معنا لكتب كتابك عليها وتبيت عندها هذه الليلة وتصبح تطلقها ونعطيك ما ذكرته لك .
فقال علاء الدين في نفسه :
مبيتي ليلة مع عروس في بيت على فراش أحسن من مبيتي في الأزقة والدهاليز فسار معهما إلى القاضي .
فلما نظر القاضي إلى علاء الدين وقعت محبته في قلبه وقال لأبي البنت :
أي شيء مرادكم ?
فقال التاجر :
مرادنا أن نعمل هذا محللاَ لبنتنا ولكن نكتب عليه حجة بمقدم الصداق عشرة آلاف دينار فإذا بات عندها وأصبح طلقها أعطيناه بدلة بألف دينار .
فعقدوا العقد على هذا الشرط وأخذ أبو البنت حجة بذلك ثم أخذ علاء الدين معه وألبسه البدلة وساروا به إلى أن وصلوا دار ابنته ، فأوقفه على باب الدار ودخل على ابنته وقال لها :
خذي حجة صداقك ، فإني كتبت على شاب مليح يسمى علاء الدين أبي الشامات فتوصي به غاية الوصاية .
ثم أعطاها الحجة وتوجه إلى بيته .
وأما ابن عم البنت فإنه كان له قهرمانة تتردد على زبيدة العودية بنت عمه وكان يحسن إليها فقال لها :
يا أمي إن زبيدة بنت عمي متى رأت هذا الشاب المليح لا تقبلني بعد ذلك فأنا أطلب منك أن تعملي حيلة وتمنعي الصبية عنه .
فقالت له القهرمانة :
وحياة شبابك ما أخليه يقربها .
ثم إنها جاءت لعلاء الدين وقالت له :
يا ولدي أنصحك بالله تعالى فاقبل نصيحتي ولا تقرب تلك الصبية ودعها تنام وحدها ولا تلمسها ولا تدن منها .
فقال علاء الدين :
لأي شيء ?
فقالت له القهرمانة :
إن جسدها ملآن بالجذام وأخاف عليك منها أن تعدي شبابك المليح .
فقال لها علاء الدين :
ليس لي بها حاجة .
ثم انتقلت إلى الصبية وقالت لها مثل ما قالت لعلاء الدين فقالت لها :
لا حاجة لي به بل أدعه ينام وحده ولما يصبح الصباح يروح لحال سبيله .
ثم دعت الجارية وقالت لها :
خذي سفرة الطعام وأعطيها له يتعشى .
فحملت الجارية سفرة الطعام ووضعتها بين يديه فأكل حتى اكتفى ، ثم قعد وقرأ سورة يس بصوت حسن فصغت له الصبية فوجدت صوته يشبه مزامير آل داود ، فقالت في نفسها :
الله ينكد على هذه العجوز التي قالت لي عليه انه مبتلى بالجذام فمن كانت به هذه الحالة لا يكون صوته هكذا وإنما هذا الكلام كذب .
ثم إنها وضعت في يديها عوداً من صنعة الهنود وأصلحت أوتاره وغنت عليه بصوت يوقف الطير في كبد السماء وأنشدت هذين البيتين :
تعشقت ظبياً ناعس الطرف أحورا ........ تغار غصون البان منه إذا مشى
بما تغني والغير يحظى بوصلـه ........ وذلك فضل الله يؤتيه مـن يشـا
فلما سمعها انشدت هذا الكلام بعد أن ختم السورة غنى وانشد هذا البيت :
سلامي على ما في الثياب من القد ........ وما في خدود البساتين من الورد
فقامت الصبية وقد زادت محبتها له ورفعت الستارة فلما رآها علاء الدين أنشد هذين البيتين :
بدت قمر ومالت غصن بان ........ وفاحت عنبراً ورنت غزالا
كأن الحزن مشغوف بقلبـي ........ فساعة هجرها يجد الوصالا
ثم إنها خطرت تهز أرداف تميل بأعطاف صنعة خفي الألطاف ونظر كل واحد منهما نظرة أعقبتها ألف حسرة ، فلما تمكن في قلبه منها سهم اللحظين أنشد هذين البيتين :
بدت قمر السماء فأذكرتني ........ ليالي وصلها بالرقمتـين
كلانا ناظر قمراً ولـكـن ........ رأيت بعينها ورأت بعيني
فلما قربت منه ولم يبق بينه وبينها غير خطوتين وانشد هذين البيتين :
نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ........ في ليلة فأرت ليالي أربـعـا
واستقبلت قمر السماء بوجهها ........ فأرتني القمرين في وقت معا
فلما أقبلت عليه قال لها :
ابعدي عني لئلا تعديني فكشفت عن معصمها فانفرق المعصم فرقتين وبياضه كبياض اللجين .
ثم قالت له :
ابعد عني فإنك مبتلى بالجذام كما أخبرتني العجوز لئلا تعديني .
فقال لها علاء الدين :
وأنا الآخر أخبرتني العجوز أنك مصابة بالبرص .
ثم كشف لها عن ذراعه فوجدت بدنه كالفضة النقية فضمته إلى حضنها وضمها إلى صدره واعتنق الاثنان بعضهما ، وباتوا ليلتهما في فراشهما كأي زوجين ، وخابت خطة العجوز القهرمانه .
فلما أصبح الصباح قال لها :
يا فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار .
فقالت له زبيدة :
ما معنى هذا الكلام ?
فقال لها علاء الدين :
سيدتي ما بقي لي قعود معك غير هذه الساعة .
فقالت له زبيدة :
من يقول ذلك ? .
فقال لها علاء الدين :
إن أباك كتب علي حجة بعشرة آلاف دينار مهرك وإن لم أوردها هذا اليوم حبسوني عليها في بيت القاضي والآن يدي قصيرة عن نصف فضة واحد من العشرة آلاف دينار .
فقالت له زبيدة :
يا سيدي هل العصمة بيدك أو بأيديهم ?
فقال لها علاء الدين :
العصمة بيدي ولكن ما معي شيء .
فقالت له زبيدة :
إن الأمر سهل ولا تخشى شيئاً ولكن خذ هذه المائة دينار ولو كان معي غيرها لأعطيتك ما تريد فإن أبي من محبته لابن أخيه حول جميع ماله من عندي إلى بيته حتى صيغتي أخذها كلها ، وإذا أرسل إليك رسولاً من طرف الشرع في غد .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:12 PM   #317
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية قالت لعلاء الدين :
وإذا أرسلوا إليك رسولاً من طرف الشرع في غد وقال لك القاضي وأبي :
طلق .
فقل لهما :
في أي مذهب يجوز أنني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ?
ثم إنك تقبل يد القاضي وتعطيه إحساناً وكذا كل شاهد تقبل يده وتعطيه عشرة دنانير فكلهم يتكلمون معك فإذا قالوا لك :
لأي شيء ما تطلق وتأخذ ألف دينار والبغلة والبدلة على حكم الشرط الذي شرطناه عليك ?
فقل لهم :
أنا ما عندي فيها كل شعرة بألف دينار ولا أطلقها أبداً ولا آخذ بدلة ولا غيرها .
فإذا قال لك القاضي :
ادفع المهر .
فقل له :
أنا معسر الآن .
وحينئذ يسترفق بك القاضي والشهود ويمهلونك مدة .
فبينما هما في الكلام وإذا برسول القاضي يدق الباب فخرج إليه فقال له الرسول :
كلم الأفندي ، فإن نسيبك طالبك .
فأعطاه خمسة دنانير وقال له :
يا محضر في أي شرع أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح ?
فقال له المحضر :
لا يجوز عندنا أبداً وإن كنت تجهل الشرع فأنا أعمل وكيلك .
وساروا إلى المحكمة ، فقالوا له :
لأي شيء لم تطلق المرأة وتأخذ ما وقع عليه الشرط ?
فتقدم إلى القاضي وقبل يده ووضع فيها خمسين ديناراً وقال له :
يا مولانا القاضي في أي مذهب أني أتزوج في العشاء وأطلق في الصباح قهراً عني ?
فقال القاضي :
لا يجوز الطلاق بالإجبار في أي مذهب من المسلمين .
فقال أبو الصبية :
إن لم تطلق فادفع الصداق عشرة آلاف دينار .
فقال علاء الدين :
أمهلني ثلاثة أيام .
فقال القاضي :
لا تكفي ثلاثة أيام في المهلة يمهلك عشرة أيام .
واتفقوا على ذلك وشرطوا عليه بعد عشرة أيام وإما الطلاق ، فطلع من عندهم على هذا الشرط فأخذ اللحم والأرز والسمن وما يحتاج إليه من المأكل وتوجه إلى البيت فدخل على الصبية وحكى جميع ما جرى له فقالت له :
بين الليل والنهار يساوي عجائب ولله در من قال :
كن حليماً إذا بليت بغـيظ ........ وصبوراً إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى ........ مثقلات يلدن كل عجيبة
ثم قامت وهيأت الطعام وأحضرت السفرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا ، ثم طلب منها أن تعمل نوبة سماع فأخذت العود وعملت نوبة يطرب منها الحجر الجلمود ونادت الأوتار في الحضرة يا داود ودخلت في دارج النوبة ، فبينما هما في حظ ومزاح وبسط وانشراح وإذا بالباب يطرق فقالت له :
قم انظر من في الباب فنزل وفتح الباب فوجد أربعة دراويش واقفين فقال لهم :
أي شيء تطلبون ?
فقالوا له :
يا سيدي نحن دراويش غرباء الديار وقوت روحنا السماع ورقائق الأشعار ومرادنا أن نرتاح عندك هذه الليلة إلى وقت الصباح ثم نتوجه إلى حال سبيلنا وأجرك على الله تعالى فإننا نعشق السماع وما فينا واحد إلا ويحفظ القصائد والأشعار والموشحات .
فقال لهم علاء الدين :
علي مشورة .
ثم طلع وأعلمها فقالت له زبيدة :
افتح لهم الباب .
وأطلعهم وأجلسهم ورحب بهم ثم احضر لهم طعاماً فلم يأكلوا وقالوا له :
يا سيدي إن زادنا ذكر الله بقلوبنا وسماع المغاني بآذاننا ، ولله در من قال :
وأم القصد إلا أن يكون اجتماعنا ........ وما الأكل إلا سمة البـهـائم
وقد كنا نسمع عندك سماعاً لطيفاً فلما طلعنا بطل السماع فيا هل ترى التي كانت تعمل النوبة جارية بيضاء أو سوداء أو بنت ناس ?
فقال لهم علاء الدين :
هذه زوجتي وحكى لهم كل ما جرى له وقال لهم :
إن نسيبي عمل علي عشرة آلاف دينار مهرها وأمهلوني عشرة أيام .
فقال درويش منهم :
لا تحزن ولا تأخذ في خاطرك إلا الطيب فأنا شيخ التكية وتحت يدي أربعون درويشاً أحكم عليهم وسوف أجمع لك العشرة آلاف دينار منهم وتوفي المهر الذي عليك لنسيبك ولكن قل لها أن تعمل لنا نوبة لأجل نحظى بسماعها ويحصل لنا انتعاش فإن السماع لقوم كالغذاء لقوم ولقوم كالدواء ولقوم كالمروحة .
وكان هؤلاء الدراويش الأربعة هم ، الخليفة هارون الرشيد والوزير جعفر البرمكي وأبو نواس الحسن بن هانئ ومسرور سياف النقمة ، وسبب مرورهم على هذا البيت أن الخليفة حصل له ضيق صدر فقال للوزير :
إن مرادنا أن ننزل ونشق في المدينة لأنه حاصل عندي ضيق صدر .
فلبسوا لبس الدراويش ونزلوا في المدينة فجازوا على تلك الدار فسمعوا النوبة فأحبوا أن يعرفوا حقيقة الأمر ، ثم إنهم باتوا في حظ ونظام ومناقلة كلام إلى أن أصبح الصباح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وتوجهوا إلى حال سبيلهم ، فلما رفعت الصبية السجادة رأت مائة دينار تحتها فقالت لزوجها :
خذ هذه المائة دينار التي وجدتها تحت السجادة لأن الدراويش حطوها قبل ما يروحوا وليس عندنا علم بذلك .
فأخذها علاء الدين وذهب إلى السوق واشترى اللحم والأرز والسمن وكل ما يحتاج إليه وفي ثاني ليلة أوقد الشمع .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:13 PM   #318
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين أوقد الشمع في ثاني ليلة وقال لزوجته زبيدة :
إن الدراويش لم يأتوا بالعشرة آلف دينار التي وعدوني بها ولكن هؤلاء فقراء .
فبينما هما في الكلام وإذا بالدراويش قد طرقوا الباب فقالت له :
انزل افتح لهم .
ففتح لهم وطلعوا فقال لهم :
هل أحضرتم العشرة آلاف دينار التي وعدتموني بها ?
فقالوا الدراويش :
ما تيسر منها شيء ولكن لا تخشى بأساً إن شاء الله في غد نطبخ لك طبخة كيمياء وأأمر زوجتك أن تسمعنا نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود .
فباتوا في هناء وسرور ومسامرة وحبور إلى أن طلع الصباح وأضاء بنوره ولاح فحط الخليفة مائة دينار تحت السجادة ثم أخذوا خاطره وانصرفوا من عنه إلى حال سبيلهم .
ولم يزالوا يأتون إليه على هذه الحال مدة تسع ليال وكل ليلة يحط الخليفة تحت السجادة مائة دينار إلى أن أقبلت الليلة العاشرة فلم يأتوا وكان السبب في انقطاعهم أن الخليفة أرسل إلى رجل عظيم من التجار وقال له :
أحضر لي خمسين حملاً من الأقمشة التي تجئ من مصر .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:14 PM   #319
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة التاسعة والتسعين بعد المئتين

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أمير المؤمنين قال لذلك التاجر :
أحضر لي خمسين حملاً من القماش الذي يجئ من مصر يكون كل حمل ثمنه ألف دينار واكتب على كل حمل ثمنه وأحضر لي عبداً حبشياً .
فأحضر له التاجر كل ما أمره به الخليفة ، ثم إن الخليفة أعطى العبد طشتاً وإبريقاً من الذهب وهدية والخمسين حملاً وكتب كتاباً على لسان شمس الدين شاه بندر التجار بمصر والد علاء الدين وقال له :
خذ هذه الأحمال وما معها ورح بها إلى الحارة الفلانية التي فيها بيت شاه بندر التجار وقل :
أين سيدي علاء الدين أبو الشامات .
فإن الناس يدلونك على الحارة وعلى البيت .
فأخذ العبد الأحمال وما معها وتوجه كم أمره الخليفة .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر ابن عم الصبية فإنه توجه إلى أبيها وقال له :
تعالى نروح لعلاء الدين لنطلق بنت عمي .
فنزل وسار هو وأبوه وتوجها إلى علاء الدين فلما وصل إلى البيت وجدا خمسين بغلاً وعليها خمسين حملاً من القماش وعبداً راكب بغلة فقالا له :
لمن هذه الأحمال ?
فقال العبد :
لسيدي علاء الدين أبو الشامات ، فإن أباه كان قد جهز له متجراً وسفره إلى مدينة بغداد فطلع عليه العرب فأخذوا ماله وأحماله فبلغ الخبر إلى أبيه فأرسلني إليه بأحمال عوضها وأرسل معي بغلاً عليه عشرة ألاف دينار وبقجة تساوي جملة من المال وكرك سمور وطشتاً وإبريقاً من الذهب .
فقال أبو البنت :
هذا نسيبي وأنا أدلك على بيته .
فبينما علاء الدين قاعد في البيت وهو في غم شديد وإذا بالباب يطرق فقال علاء الدين :
يا زبيدة الله أعلم أن أباك أرسل لي رسولاً من طرف القاضي أو من طرف الوالي .
فقالت له زبيدة :
انزل وانظر الخبر .
فنزل وفتح الباب فرأى نسيبه شاه بندر التجار أبا زبيدة ورأى عبداً حبشياً أسمر اللون حلو المنظر راكباً فوق بغلة فنزل العبد وقبل يديه فقال له :
أي شيء تريد ?
فقال له العبد :
أنا عبد سيدي علاء الدين أبي الشامات بن شمس الدين شاه بندر التجار بأرض مصر وقد أرسلني إليه أبوه بهذه الأمانة .
ثم أعطاه الكتاب فأخذه علاء الدين وفتحه وقرأه فرأى مكتوباً فيه :
يا كتابي إذا رآك حبـيبـي ........ قبل الأرض والنعال لـديه
وتمهل ولا تكن بعـجـول ........ إن روحي وراحت في يديه
بعد السلام والتحية والإكرام من شمس الدين إلى ولده علاء الدين :
اعلم يا ولدي أنه بلغني خبر قتل رجالك ونهب أموالك وأحمالك فأرسلت إليك غيرها هذه الخمسين حملاً من القماش المصري والبدلة والكر السمور والطشت والإبريق الذهب ولا تخشى بأساً والمال فداؤك يا ولدي ولا يحصل لك حزن أبداً ، وإن أمك وأهل البيت طيبون بخير وهم يسلمون عليك كثير السلام ، وبلغني يا ولدي خبر وهو أنهم عملوك محللاً للبنت زبيدة العودية وعملوا عليك مهرها عشرة ألاف دينار فهي واصلة إليك صحبة الأحمال مع عبدك سليم .
فلما فرغ من قراءة الكتاب تسلم الأحمال ، ثم التفت إلى نسيبه


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:16 PM   #320
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما التفت إلى نسيبه قال له :
يا نسيبي خذ العشرة ألاف دينار مهر ابنتك زبيدة وخذ الأحمال تصرف فيها ولك المكسب ورد لي رأس المال .
فقال له أبو زبيدة :
لا والله لا آخذ شيئاً وأما مهر زوجتك فاتفق أنت وإياها من جهته .
فقام علاء الدين هو ونسيبه ودخلا البيت بعد إدخال الحمول فقالت زبيدة لأبيها :
يا أبي لمن هذه الأحمال ?
فقال لها أبوها :
هذه الأحمال لعلاء الدين زوجك أرسلها إليه أبوه عوضاً عن الأحمال التي أخذها العرب منه وأرسل إليه العشرة ألاف دينار وبقجة وكرك سمور وبغلة وطشتاً وإبريقاً ذهباً ، وأما من جهة مهرك فالرأي إليه لك فيه .
فقام علاء الدين وفتح الصندوق وأعطاها إياه فقال الولد ابن عم البنت :
يا عم خل علاء الدين يطلق لي امرأتي ?
قال له عمه :
هذا شيء ما بقي يصح أبداً والعصمة بيده .
فراح الولد مهموماً مقهوراً ورقد في بيته ضعيفاً فكانت القاضية فمات .
وأما علاء الدين فإنه طلع إلى السوق بعد أن أخذ الأحمال وأخذ ما يحتاج إليه من المأكل والمشرب والسمن وعمل نظاماً مثل كل ليلة وقال لزبيدة :
انظري هؤلاء الدراويش الكذابين قد وعدونا وأخلفوا وعدهم .
فقالت له زبيدة :
أنت ابن شاه بندر التجار وكانت يدك قصيرة عن نصف فضة فكيف بالمساكين الدراويش ?
فقال لها علاء الدين :
أغنانا الله تعالى عنهم ولكن ما بقيت أفتح لهم الباب إذا أتوا إلينا .
فقالت له زبيدة :
لأي شيء والخير ما جاءنا إلا إلى قدومهم وكل ليلة يحطون تحت السجادة لنا مائة دينار فلابد أن تفتح لهم الباب إذا جاؤوا .
فلما ولى النهار بضيائه وأقبل الليل أوقد الشمع وقال لها :
يا زبيدة قومي اعملي لنا نوبة .
وإذا بالباب يطرق فقالت له :
قم انظر من بالباب .
فنزل وفتح الباب رآهم الدراويش فقال :
مرحباً بالكذابين اطلعوا .
فطلعوا معه وأجلسهم وجاء لهم بسفرة الطعام فأكلوا وشربوا وتلذذوا وبعد ذلك قالوا له :
يا سيدي إن قلوبنا عليك مشغولة أي شيء جرى لك مع نسيبك ?
فقال لهم علاء الدين :
عوض الله علينا بما فوق المراد .
فقالوا له الدراويش :
والله إنا كنا خائفين عليك .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:17 PM   #321
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الواحدة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الدراويش قالوا لعلاء الدين :
والله إنا كنا خائفين عليك وما منعنا إلا قصر أيدينا عن الدراهم .
فقال لهم علاء الدين :
قد أتاني الفرج القريب من ربي وقد أرسل لي والدي عشرة ألاف دينار وخمسين حملاً من القماش ثمن كل حمل ألف دينار وبدلة وكرك سمور وبغلة وعبداً وطشتاً وإبريقاً من الذهب ووقع الصلح بيني وبين نسيبي وطابت لي زوجتي والحمد لله على ذلك .
ثم إن الخليفة قام يزيل ضرورة فمال الوزير جعفر على علاء الدين وقال له :
إلزم الأدب فإنك في حضرة أمير المؤمنين .
فقال له علاء الدين :
أي شيء وقع مني من قلة الأدب في حضرة أمير المؤمنين ، ومن هو أمير المؤمنين منكم ?
فقال له الوزير :
إنه الذي كان يكلمك وقام يزيل الضرورة هو أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد وأنا الوزير جعفر البرمكي وهذا مسرور سياف نقمته وهذا أبو نواس الحسن بن هانئ فتأمل بعقلك يا علاء الدين وانظر مسافة كم يوم في السفر من مصر إلى بغداد .
فقال له علاء الدين :
الخمسة والأربعين يوماً .
فقال له الوزير :
إن حمولك نهبت منذ عشرة أيام فقط فكيف يروح الخبر لأبيك ويحزم لك الأحمال وتقطع مسافة خمسة وأربعين يوماً في العشرة أيام ?
فقال له علاء الدين :
يا سيدي ومن أين أتاني هذا ?
فقال له الوزير :
من عند الخليفة أمير المؤمنين بسبب فرط محبته لك .
فبينما هما في هذا الكلام وإذا بالخليفة قد أقبل فقام علاء الدين وقبل الأرض بين يديه وقال له :
الله يحفظك يا أمير المؤمنين ويديم بقاءك ولا عدم الناس فضلك وإحسانك .
فقال الخليفة :
يا علاء الدين خل زبيدة تعمل لنا نوبة حلاوة السلامة .
فعملت النوبة على العود من غرائب الموجود إلى أن طرب لها الحجر الجلمود وصباح العود في الحضرة يا داود فباتوا على أسر حال إلى الصباح فلما أصبحوا قال الخليفة لعلاء الدين :
في غد اطلع الديوان .
فقال له علاء الدين :
سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين إن شاء الله تعالى وأنت بخير .
ثم إن علاء الدين أخذ عشرة أطباق ووضع فيها هدية سنية وطلع بها الديوان في ثاني يوم فبينما الخليفة قاعد على الكرسي في الديوان وإذا بعلاء الدين مقبل من باب الديوان وهو ينشد هذين البيتين :
تصحبك السعادة كـل يوم ........ بإجلال على رغم الحسود
ولا زالت الأيام لك بيضاً ........ وأيام الذي عاداك سود
فقال له الخليفة :
مرحباً يا علاء الدين .
فقال له علاء الدين :
يا أمير المؤمنين إن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية وهذه عشرة أطباق وما فيها هدية مني إليك .
فقبل منه ذلك أمير المؤمنين وأمر له بخلعة سنية وجعله شاه بندر وأقعده في الديوان .
فبينما هو جالس وإذا بنسيبه أبي زبيدة مقبل فوجد علاء الدين جالساً في رتبته وعليه خلعة فقال لأمير المؤمنين :
يا ملك الزمان لأي شيء هذا جالس في رتبتي وعليه هذه الخلعة ?
فقال له الخليفة :
إني جعلته شاه بندر التجار والمناصب تقليد لا تخليد وأنت معزول .
فقال له أبو زبيدة :
إنه منا وإلينا ونعم ما فعلت يا أمير المؤمنين الله يجعل خيارنا أولياء أمورنا وكم من صغير صار كبيراً .
ثم إن الخليفة كتب فرماناً لعلاء الدين وأعطاه للوالي والوالي أعطاه للمشاعل ونادى في الديوان :
ما شاه بندر التجار إلا علاء الدين أبو الشامات وهو مسموع الكلمة محفوظ الحرمة يجب له الإكرام والاحترام ورفع المقام .
فلما انفض الديوان نزل الوالي بالمنادي بين يدي علاء الدين وصار المنادي يقول :
ما شاه بندر التجار إلا سيدي علاء الدين أبو الشامات .
فلما أصبح الصباح فتح دكاناً للعبد وأجلسه فيه يبيع ويشتري وأما علاء الدين فإنه كان يركب ويتوجه إلى مرتبته في ديوان الخليفة .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:18 PM   #322
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثانية بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين كان يركب ويتوجه إلى ديوان الخليفة فاتفق أنه جلس في مرتبته يوماً على عادته فبينما هو جالس وإذا بقائل يقول للخليفة :
يا أمير المؤمنين تعيش رأسك في فلان النديم فإنه توفي إلى رحمة الله تعالى وحياتك الباقية .
فقال الخليفة :
أين علاء الدين أبو الشامات ?
فحضر بين يديه فلما رآه خلع عليه خلعة سنية وجعله نديمه وكتب له جامكية ألف دينار في كل شهر وأقام عنده يتنادم معه فاتفق أنه كان جالساً يوماً من الأيام في مرتبته على عادته في خدمة الخليفة وإذا بأمير المؤمنين طالع إلى الديوان بسيف وترس وقال :
يا أمير المؤمنين يعيش رأسك رئيس الستين فإنه مات في هذا اليوم .
فأمر الخليفة لعلاء الدين أبي الشامات وجعله رئيس الستين مكانه وكان رئيس الستين لا ولد له ولا زوجة فنزل علاء الدين ووضع يده على ماله وقال الخليفة لعلاء الدين :
واره في التراب وخذ جميع ما تركه من مال وعبيد وجوار وخدم .
ثم نفض الخليفة المنديل وانفض الديوان فنزل علاء الدين وفي ركابه المقدم أحمد الدنف مقدم ميمنة الخليفة هو وأتباعه الأربعون وفي يساره المقدم حسن شومان مقدم ميسرة الخليفة وأتباعه الأربعون ، فالتفت علاء الدين وقال لهم :
أنتم سياق على المقدم أحمد الدنف لعله يقبلني ولده في عهد الله .
فقبله وقال له :
أنا وأتباعي نمشي قدامك إلى الديوان في كل يوم .
ثم إن علاء الدين مكث في خدمة الخليفة مدة أيام ، فاتفق أن علاء الدين نزل من الديوان يوماً من الأيام وسار إلى بيته وصرف أحمد الدنف ومن معه في سبيلهم ، ثم جلس مع زوجته زبيدة العودية وقد أوقدت الشموع وبعد ذلك قامت تزيل ضرورة ، فبينما هو جالس في مكانه إذ سمع صرخة عظيمة فقام مسرعاً لينظر الذي صرخ فرأى صاحب الصرخة زبيدة العودية وهي مطروحة فوضع يده على صدرها فوجدها ميتة وكان بيت أبيها قدام بيت علاء الدين فسمع صرختها فقال لعلاء الدين :
ما الخبر يا سيدي علاء الدين ?
فقال له علاء الدين :
يعيش رأسك يا والدي في بنتك زبيدة العودية ولكن يا والدي إكرام الميت دفنه .
فلما أصبح الصباح واروها التراب وصار علاء الدين يعزي أباها وأباها يعزيه .
هذا ما كان من أمر زوجته ،
وأما ما كان من أمر علاء الدين فإنه لبس ثياب الحزن وانقطع عن الديوان وصار باكي العين حزين القلب فقال الخليفة لجعفر :
يا وزيري ما سبب انقطاع علاء الدين عن الديوان ?
فقال له الوزير :
يا أمير المؤمنين إنه حزين القلب على زوجته زبيدة ومشغول بعزائها .
فقال الخليفة للوزير :
واجب علينا أن نعزيه .
فقال الوزير :
سمعاً وطاعة .
ثم نزل الخليفة هو والوزير وبعض الخدم وتوجهوا إلى بيت علاء الدين فبينما هو جالس وإذا بالخليفة والوزير معهما مقبلون عليه فقام لملتقاهم وقبل الأرض بين يدي الخليفة فقال له :
عوضك الله خيراً ?
فقال علاء الدين :
أطال الله لنا بقاءك يا أمير المؤمنين .
فقال له الخليفة :
يا علاء الدين ما سبب انقطاعك .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:18 PM   #323
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثالثة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لعلاء الدين :
ما سبب انقطاعك عن الديوان ?
فقال له علاء الدين :
حزني على زوجتي زبيدة يا أمير المؤمنين .
فقال له الخليفة :
ادفع الهم عن نفسك فإنها ماتت إلى رحمة الله تعالى والحزن عليها لا يفيدك شيئاً أبداً .
فقال علاء الدين :
يا أمير المؤمنين إنا لا أترك الحزن عليها إلا إذا مت ودفنوني عندها .
فقال له الخليفة :
إن في الله عوضاً من كل فائت ولا يخلص من الموت حيلة ولا مال ، ولله در من قال :
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ........ يوماً على آلة حدباء محمـول
وكيف يلهو بعيش أو يلـذ لـه ........ من التراب على حديه جـعول
ولما فرغ الخليفة من تعزيته أوصاه أنه لا ينقطع عن الديوان وتوجه إلى محله وبات علاء الدين ، ولما أصبح الصباح ركب وسار إلى الديوان فدخل على الخليفة وقبل الأرض بين يديه فتحرك له الخليفة من على الكرسي ورحب به وحياه وأنزله في منزلته وقال له :
يا علاء الدين أنت ضيفي في هذه الليلة .
ثم دخل به سرايته ودعا بجارية تسمى قوت القلوب وقال لها :
إن علاء الدين كان عنده زوجة تسمى زبيدة العودية وكانت تسليه عن الهم والغم فماتت إلى رحمة الله تعالى ومرادي أن تسمعيه نوبة على العود .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:19 PM   #324
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الرابعة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لجاريته قوت القلوب :
مرادي أن تسمعيه نوبة على العود من غرائب الموجود لأجل أن يتسلى عن الهم والأحزان .
فقامت الجارية وعملت نوبة من الغرائب فقال الخليفة :
ما تقول يا علاء الدين في صوت هذه الجارية ?
فقال له علاء الدين :
إن زبيدة أحسن صوتاً منها إلا أنها صاحبة صناعة في ضرب العود لأنها تطرب الحجر الجلمود .
فقال له الخليفة :
هل هي أعجبتك ?
فقال له علاء الدين :
أعجبتني يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
وحياة رأسي وتربة جدودي أنها هبة مني إليك هي وجواريها .
فظن علاء الدين أن الخليفة يمزح معه فلما أصبح الخليفة دخل على جاريته قوت القلوب ، وقال لها :
أنا وهبتك لعلاء الدين .
ففرحت بذلك لأنها رأته وأحبته ثم تحول الخليفة من قصر السرايا إلى الديوان ودعا بالحمالين وقال لهم :
انقلوا أمتعة قوت القلوب وحطوها في التختروان هي وجواريها إلى بيت علاء الدين .
فنقلوها هي وجواريها وامتعتها وأدخلوها القصر وجلس الخليفة في مجلس الحكم إلى آخر النهار ، ثم انفض الديوان ودخل قصره .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر قوت القلوب فإنها لما دخلت قصر علاء الدين هي وجواريها وكانوا أربعين جارية غير الطواشية ، قالت لاثنين من الطواشية :
أحدكما يقعد على كرسي في ميمنة الباب والثاني يقعد على كرسي في ميسرته وحين يأتي علاء الدين قبلا يديه وقولا له :
إن سيدتنا قوت القلوب تطلبك إلى القصر فإن الخليفة وهبها لك هي وجواريها .
فقالا لها :
سمعاً وطاعة .
ثم فعلا ما أمرتهما به فلما أقبل علاء الدين وجد اثنين من طواشية الخليفة جالسين بالباب فاستغرب الأمر وقال في نفسه :
لعل هذا ما هو بيتي وإلا فما الخبر ?
فلما رأته الطواشية قاموا إليه وقبلوا يديه ، وقالوا :
نحن من أتباع الخليفة ومماليك قوت القلوب وهي تسلم عليك وتقول لك أن الخليفة قد وهبها لك هي وجواريها وتطلبك عندها .
فقال لهم علاء الدين :
قولوا لها :
مرحباً بك ولكن ما دمت عنده ما يدخل القصر الذي أنت فيه لأن ما كان للمولى لا يصلح أن يكون للخدام ، وقولا لها :
ما مقدار مصروفك عند الخليفة في كل يوم ?
فطلعوا إليها وقالوا لها ذلك فقالت :
كل يوم مائة دينار .
فقال لنفسه :
أنا ليس لي حاجة بأن يهب لي الخليفة قوت القلوب حتى أصرف عليها هذا المصروف ولكن لا حيلة في ذلك .
ثم إنها أقامت عنده عدة أيام وهو مرتب لها في كل يوم مائة دينار إلى أن انقطع علاء الدين عن الديوان يوماً من الأيام فقال الخليفة للوزير جعفر :
أنا ما وهبت قوت القلوب لعلاء الدين إلا لتسليته عن زوجته ، وما سبب انقطاعه ?
فقال جعفر :
لعله ما قطعه عنا إلا عذر ولكن نحن نزوره .
وكان قبل ذلك بأيام قال علاء الدين للوزير :
أنا شكوت للخليفة ما أجده من الحزن على زوجتي زبيدة العودية فوهب لي قوت القلوب .
فقال له الوزير :
لولا أنه يحبك ما وهبها لك وهل دخلت بها يا علاء الدين ?
فقال علاء الدين :
لا والله لا أعرف لها طولاً من عرض .
فقال له الوزير :
ما سبب ذلك ?
فقال علاء الدين :
يا وزير الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام .
ثم إن الخليفة وجعفر اختفيا وسارا لزيارة علاء الدين ولم يزالا سائرين إلى أن دخلا على علاء الدين فعرفهما وقام وقبل يد الخليفة فلما رآه الخليفة وجد عليه علامة الحزن فقال له :
يا علاء الدين ما سبب هذا الحزن الذي أنت فيه أما دخلت على قوت القلوب ?
فقال علاء الدين :
يا أمير المؤمنين الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام وإني إلى الآن ما دخلت عليها ولا أعرف لها طولاً من عرض فأقلني منها .
فقال الخليفة :
إن مرادي الإجتماع بها حتى أسألها عن حالها .
فقال علاء الدين :
سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين .
فدخل عليها الخليفة .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:20 PM   #325
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الخامسة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة دخل على قوت القلوب فلما رأته قامت وقبلت الأرض بين يديه فقال لها :
هل دخل بك علاء الدين ?
فقالت قوت القلوب :
لا يا أمير المؤمنين وقد أرسلت أطلبه للدخول فلم يرض .
فأمر الخليفة برجوعها إلى السرايا وقال لعلاء الدين :
لا تنقطع عنا .
ثم توجه الخليفة إلى داره فبات علاء الدين تلك الليلة ولما أصبح ركب وسار إلى الديوان فجلس في رتبة رئيس الستين فأمر الخليفة الخازندار يعطي للوزير جعفر عشرة آلف دينار فأعطاه ذلك المبلغ ثم قال الخليفة للوزير :
ألزمتك أن تنزل إلى سوق الجواري وتشتري لعلاء الدين بالعشرة آلف دينار جارية .
فامتثل الوزير لأمر الخليفة وأخذ معه علاء الدين وسار به إلى سوق الجواري فاتفق في هذا اليوم أن والي بغداد الذي من طرف الخليفة وكان اسمه الأمير خالد نزل إلى السوق لأجل اشتراء جارية لولده وسبب ذلك أنه كان له زوجة تسمى خاتون وكان رزق منها بولد قبيح المنظر يسمى حبظلم بظاظة وكان قد بلغ من العمر عشرين سنة ولا يعرف أن يركب الحصان وكان أبوه شجاعاً قرماً مناعاً وكان يركب الخيل ويخوض بحار الليل فنام حبظلم بظاظة في ليلة من الليالي فاحتلم فأخبر والدته بذلك ففرحت وأخبرت والده بذلك وقالت :
مرادي أن تزوجه فإنه صار يستحق الزواج .
فقال لها الأمير خالد :
هذا قبيح المنظر كريه الرائحة دنس وحش لا تقبله واحدة من النساء .
فقالت زوجته :
تشتري له جارية .
فلأمر قدره الله تعالى أن اليوم الذي نزل فيه الوزير وعلاء الدين إلى السوق نزل فيه الأمير خالد الوالي هو وولده حبظلم بظاظة .
فبينما هم في السوق ، وإذا بجارية ذات حسن وجمال وقد واعتدال في يد رجل دلال فقال الوزير :
شاور يا دلال عليها بألف دينار .
فمر بها على الوالي فرآها حبظلم بظاظة نظرة أعقبته ألف حسرة وتولع بها وتمكن منه حبها ، فقال :
يا أبت اشتري هذه الجارية .
فنادى الدلال وسأل الجارية عن اسمها فقالت له :
اسمي ياسمين .
فقال له أبوه :
يا ولدي إن كانت أعجبتك فزد في ثمنها .
فقال حبظلم بظاظة :
يا دلال كم معك من الثمن ?
قال الدلال :
ألف دينار .
قال حبظلم بظاظة :
علي بألف دينار ودينار .
فجاء لعلاء الدين فعملها بألفين فصار كلما يزيد ابن الوالي ديناراً في الثمن يزيد علاء الدين ألف دينار فاغتاظ ابن الوالي وقال :
يا دلال من يزيد علي في ثمن الجارية ?
فقل له الدلال :
إن الوزير جعفر يريد أن يشتريها لعلاء الدين أبي الشامات .
فعملها علاء الدين بعشرة آلف دينار فسمح له سيدها وقبض ثمنها وأخذها علاء الدين وقال لها :
أعتقتك لوجه الله تعالى .
ثم إنه كتب كتابه عليها وتوجه بها إلى البيت ورجع الدلال ومعه دلالته فناداه ابن الوالي وقال له :
أين الجارية ?
فقال له الأمير خالد :
اشتراها علاء الدين بعشرة آلاف دينار وأعتقها وكتب كتابه عليها .
فانكمد الولد وزادت به الحسرات ورجع ضعيفاً إلى البيت من محبته لها وارتمى في الفراش وقطع الزاد وزاد به العشق والغرام .
فلما رأته أمه ضعيفاً قالت له :
سلامتك يا ولدي ما سبب ضعفك ?
قال لها حبظلم :
اشتري لي ياسمين يا أمي .
قالت له أمه :
لما يفوت صاحب الرياحين أشتري لك جنينة ياسمين .
فقال لها حبظلم :
ليس الياسمين الذي يشم وإنما هي جارية اسمها ياسمين لم يشترها لي أبي .
فقالت لزوجها :
لأي شيء ما اشتريت له هذه الجارية ?
فقال لها الأمير خالد :
الذي يصلح للمولى لا يصلح للخدام وليس لي قدرة على أخذها فإنه ما اشتراها إلا علاء الدين رئيس الستين .
فزاد الضعف بالولد حتى جفا الرقاد وتعصبت أمه بعصائب الحزن .
فبينما هي في بيتها حزينة على ولدها ، وإذا بعجوز دخلت عليها اسمها أم أحمد قماقم السراق وكان هذا السراق ينقب وسطانياً ويلقف فرقانياً ويسرق الكحل من العين وكان بهذه الصفات القبيحة في أول أمره ثم عملوه مقدم الدرك فسرق عملة ووقع بها وهجم عليه الوالي فأخذه وعرضه على الخليفة فأمر بقتله في بقعة الدم فاستجار بالوزير ، وكان للوزير عند الخليفة شفاعة لا ترد فشفع فيه فقال له الخليفة :
كيف تشفع في آفة تضر الناس ?
فقال له الوزير :
يا أمير المؤمنين فإن الذي بنى السجن كان حكيماً لأن السجن قبر الأحياء وشماتة الأعداء .
فأمر الخليفة بوضعه في السجن في قيد وكتب عليه قيد مخلد إلى الممات لا يفك إلا على دكة المغسل فوضعوه مقيداً في السجن ، وكانت أمه تتردد على بيت الأمير خالد الوالي وتدخل لابنها في السجن وتقول له :
أما قلت لك ثب عن الحرام .
فيقول لها قماقم السراق :
قدر الله ذلك ولكن يا أمي إذا دخلت على زوجة الوالي فخليها تشفع لي عنده .
فلما دخلت العجوز على زوجة الوالي وجدتها معصبة بعصائب الحزن فقالت لها :
ما لك حزينة ?
فقالت لها زوجة الوالي :
على فقد ولدي حبظلم بظاظة .
فقالت لها أم قماقم :
سلامة ولدك ما الذي أصابه ?
فحكت لها الحكاية فقالت لها العجوز :
ما تقولين فيمن يلعب منصفاً يكون فيه سلامة ولدك ?
فقالت لها زوجة الوالي :
وما الذي تفعلينه ?
فقالت أم قماقم :
أنا لي ولد يسمى أحمد قماقم السراق وهو مقيد في السجن مكتوب على قيده مخلد إلى الممات ، فأنت تقومين وتلبسين أفخر ما عندك وتتزينين بأحسن الزينة وتقابلين زوجك ببشر وببشاشة فإذا طلب منك ما يطلبه الرجال من النساء فامتنعي منه ولا تمكنيه وقولي له :
يا لله العجب إذا كان للرجل حاجة عند زوجته يلح عليها حتى يقضيها منها وإذا كان للزوجة عند زوجها حاجة فإنه لا يقضيها لها .
فيقول لك :
وما حاجتك ؟
فتقولي له :
حتى تحلف لي .
فإذا حلف لك بحياة رأسه وبالله فقولي له :
إحلف لي بالطلاق مني .
ولا تمكنيه إلا أن يحلف لك بالطلاق فإذا حلف لك بالطلاق فقولي له :
عندك في السجن واحد مقدم اسمه أحمد قماقم ، وله أم مسكينة وقد وقعت علي وساقتني عليك ، وقالت لي :
خليه يشفع عند الخليفة لأجل أن يتوب ويحصل له الثواب .
فقالت لها زوجة الوالي :
سمعاً وطاعة .
فلما دخل الوالي على زوجته .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:21 PM   #326
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السادسة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن الوالي لما دخل على زوجته قالت له ذلك الكلام وحلف لها بالطلاق فمكنته وبات ولما أصبح الصباح اغتسل ، وصلى الصبح وجاء إلى السجن وقال :
يا أحمد قماقم يا سراق هل تتوب مما أنت فيه ?
فقال أحمد قماقم :
إني تبت إلى الله تعالى ورجعت وأقول بالقلب واللسان :
أستغفر الله .
فأطلقه الوالي من السجن وأخذه معه إلى الديوان وهو في القيد ثم تقدم إلى الخليفة وقبل الأرض بين يديه .
فقال له الخليفة :
يا أمير خالد ، أي شيء تطلب ?
فتقدم أحمد قماقم يخطر في القيد قدام الخليفة فقال له :
يا قماقم هل أنت حي إلى الآن ?
فقال أحمد قماقم :
يا أمير المؤمنين إن عمر الشقي بقي .
فقال الخليفة :
يا أمير خالد لأي شيء جئت به هنا ?
فقال له الأمير خالد :
إن له أماً مسكينة منقطعة وليس لها أحد غيره ، وقد وقعت على عبدك أن يتشفع عندك يا أمير المؤمنين في أنك تفكه من القيد وهو يتوب عما كان فيه وتجعله مقدم الدرك كما كان أولاً .
فقال الخليفة لأحمد قماقم :
هل تبت عما كنت فيه ?
فقال له أحمد قماقم :
تبت إلى الله يا أمير المؤمنين .
فأمر بإحضار الحداد وفك قيده على دكة المغسل وجعله مقدم الدرك وأوصاه بالمشي الطيب فقبل يد الخليفة ونزل بخلعة الدرك ونادوا له بالتقديم فمكث مدة من الزمن في منصبه ، ثم دخلت أمه على زوجة الوالي فقالت لها :
الحمد لله الذي خلص ابنك من السجن وهو على قيد الصحة والسلامة فلأي شيء لم تقولي له يدبر أمراً في مجيئه بالجارية ياسمين إلى ولدي حبظلم بظاظة ?
فقالت أم أحمد قماقم :
أقول له .
ثم قامت من عندها ودخلت على ولدها فوجدته سكراناً . فقالت له :
يا ولدي ما سبب خلاصك من السجن إلا زوجة الوالي وتريد منك أن تدبر لها أمراً في قتل علاء الدين أبي الشامات وتجيء بالجارية ياسمين إلى ولدها حبظلم بظاظة .
فقال لها أحمد قماقم :
هذا أسهل ما يكون ولابد أن أدبر له أمراً في هذه الليلة .
وكانت تلك الليلة أول ليلة في الشهر الجديد وعادة أمير المؤمنين أن يبيت فيها عند السيدة زبيدة لعتق جارية أو مملوك أو نحو ذلك وكان من عادة الخليفة أن يقلع بدلة الملك ، ويترك السبحة والنمشة وخاتم الملك ويضع الجميع فوق الكرسي في قاعة الجلوس وكان عند الخليفة مصباح من ذهب وكان ذلك المصباح عزيزاً عند الخليفة .
ثم إن الخليفة وكل الطواشية بالبدلة والمصباح وباقي الأمتعة ودخل مقصورة السيدة زبيدة فصبر أحمد قماقم السراق لما انتصف الليل وأضاء سهيل ونامت الخلائق وتجلى عليهم بالستر الخالق ، ثم سحب سيفه في يمينه وأخذ مقفله في يساره وأقبل على قاعة الجلوس فتعلق بها وطلع على السلم إلى السطوح ، ورفع طابق القاعة ونزل فيها فوجد الطواشية نائمين ، فبنجهم وأخذ بدلة الخليفة والسبحة والنمشة والمنديل والخاتم والمصباح الذي بالجواهر ثم نزل من الموضع الذي طلع منه وسار إلى بين علاء الدين أبي الشامات وكان علاء الدين في هذه الليلة مشغولاً بفرح الجارية فدخل عليها وراحت منه حاملاً .
فنزل أحمد قماقم السراق على قاعة علاء الدين وقلع لوحاً رخاماً من دار القاعة وحفر تحته ووضع بعض المصالح وأبقى بعضها معه ، ثم جبس اللوح الرخام كما كان ونزل من الموضع الذي طلع منه وقال في نفسه :
أنا أقعد أسكر وأحط المصباح قدامي وأشرب الكأس على نوره ثم سار إلى بيته فما أصبح ذهب الخليفة إلى القاعة فوجد الطواشية مبنجين فأيقظهم وحط يده فلم يجد البدلة ولا الخاتم ولا السبحة ولا النمشة ولا المنديل ولا المصباح فاغتاظ لذلك غيظأ شديداً ولبس بدلة الغضب وهي بدلة حمراء ، وجلس في الديوان فتقدم الوزير وقبل الأرض بين يديه وقال له :
أي شيء حصل ?
فحكى له جميع ما وقع وإذا بالوالي طالع وفي ركابه أحمد قماقم السراق ، فوجد الخليفة في غيظ عظيم ، فلما نظر الخليفة إلى الوالي قال له :
يا أمير خالد كيف حال بغداد ?
فقال له الأمير خالد :
سالمة أمينة .
فقال له الخليفة :
تكذب .
فقال له الأمير خالد :
لأي شيء يا أمير المؤمنين ?
فقص عليه القصة وقال له :
ألزمتك أن تجيء بذلك كله .
فقال له الأمير خالد :
يا أمير المؤمنين دود الخل منه فيه ولا يقدر غريب أن يصل إلى هذا المحل أبداً .
فقال الخليفة :
إن لم تجيء لي بهذه الأشياء قتلتك .
فقال له الأمير خالد :
قبل أن تقتلني أقتل أحمد قماقم السراق فإنه لا يعرف الحرامي والخائن إلا مقدم الدرك .
فقام أحمد قماقم وقال للخليفة :
شفعني في الوالي وأنا أضمن لك عهدة الذي سرق وأقص الأثر وراءه حتى أعرفه ولكن أعطني اثنين من طرف القاعة واثنين من طرف الوالي فإن الذي فعل هذا لا يخشاك ولا يخشى من الوالي ولا من غيره .
فقال الخليفة :
لك ما طلبت ولكن أول التفتيش يكون في سرايتي وبعدها سراية الوزير وفي سرايا رئيس الستين .
فقال أحمد قماقم :
صدقت يا أمير المؤمنين ربما يكون الذي عمل هذه العملة واحد قد تربى في سرايا أمير المؤمنين أو في أحد من خواصه .
فقال الخليفة :
وحياة رأسي كل من ظهرت عليه هذه العملة لابد من قتله ولو كان ولدي .
ثم إن أحمد قماقم أخذ ما أراده وأخذ فرماناً بالهجوم على البيوت وتفتيشها .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:22 PM   #327
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد قماقم أخذ ما أراده وأخذ فرماناً بالهجوم على البيوت وتفتيشها ونزل وبيده قضيب ثلثه من الشؤم وثلثه من النحاس وثلثه من الحديد والفولاذ وفتش سرايا الخليفة وسرايا الوزير جعفر ودار على بيوت الحجاب والنواب إلى أن مر على بيت علاء الدين أبي الشامات فلما سمع الضجة علاء الدين قام من عند ياسمين زوجته وفتح الباب فوجد الوالي في كوكبة فقال له :
ما الخبر يا أمير خالد ?
فحكى له جميع القضية فقال علاء الدين :
أدخلوا بيتي وفتشوه .
فقال الوالي :
العفو يا سيدي أنت أمين وحاشا أن يكون الأمين خائناً .
فقال له علاء الدين :
لابد من تفتيش بيتي .
فدخل الوالي والقضاة والشهود وتقدم أحمد قماقم إلى داره أرض القاعة وجاء إلى الرخامة التي دفن تحتها الأمتعة وأرخى القضيب على اللوح الرخام بعزمه فانكسرت الرخامة وإذا بشيء ينور تحتها فقال المقدم :
باسم الله ما شاء الله على بركة قدومنا انفتح لنا كنز وأريد أن أنزل إلى هذا المطلب وأنظر ما فيه .
فنظر القاضي والشهود إلى ذلك المحل فوجدوا الأمتعة بتمامها فكتبوا ورقة مضمونها أنهم وجدوا الأمتعة في بيت علاء الدين ثم وضعوا في تلك الورقة ختومهم وأمروا بالقبض على علاء الدين وأخذوا عمامته من فوق رأسه وضبطوا جميع ماله ورزقه في قائمة وقبض أحمد قماقم السراق على الجارية ياسمين وكانت أحسن حالاً من علاء الدين وأعطاها لأمه وقال لها :
سلميها لخاتون امرأة الوالي .
فأخذت ياسمين ودخلت بها على زوجة الوالي فلما رآها حبظلم بظاظة جاءت له العافية وقام من وقته وساعته وفرح فرحاً شديداً وتقرب إليها فسحبت خنجراً من حياصتها وقالت له :
ابعد عني وإلا أقتلك وأقتل نفسي .
فقالت لها أمه خاتون :
يا عاهرة خلي ولدي يبلغ منك مراده ?
فقالت لها ياسمين :
يا كلبة في أي مذهب يجوز للمرأة أن تتزوج باثنين وأي شيء أوصل الكلاب أن تدخل في مواطن السباع ?
فزاد بالولد الغرام وأضعفه الوجد والهيام وقطع الزاد ولزم الوساد .


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:24 PM   #328
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن حبظلم بظاظة قطع الزاد ولزم الوساد فقالت لها امرأة الوالي :
يا عاهرة كيف تحسريني على ولدي لابد من تعذيبك وأما علاء الدين فإنه لابد من شنقه .
فقالت لها ياسمين :
أنا أموت على محبته .
فقامت زوجة الوالي ونزعت عنها ما كان عليها من الصيغة وثياب الحرير وألبستها لباساً من الخيش وقميصاً من الشعر وأنزلتها في المطبخ وعملتها من الجواري الخدمة وقالت لها :
جزاؤك أنك تكسرين من الحطب وتقشرين البصل وتحطين النار تحت الحلل .
فقالت لها ياسمين :
أرضى بكل عذاب وخدمة ولا أرضى رؤية ولدك .
فحنن الله عليها قلوب الجواري وصرت يتعاطين الخدمة عنها في المطبخ .
هذا ما كان من أمر ياسمين .
وأما ما كان من أمر علاء الدين أبي الشامات فأنهم أخذوه هو وأمتعتة للخليفة وساروا به إلى أن وصلوا إلى الديوان ، فبينما الخليفة جالساً على الكرسي وإذا هم طالعون بعلاء الدين ومعه الأمتعة فقال الخليفة :
أين وجدتموها ?
فقالوا له :
في وسط بيت علاء الدين أبي الشامات .
فامتزج الخليفة بالغضب وأخذ الأمتعة فلم يجد المصباح فقال الخليفة :
أين المصباح ?
فقال له علاء الدين :
أنا ما سرقت ولا علمت ولا رأيت ولا معي خبر .
فقال له الخليفة :
يا خائن كيف أقربك إلي وتبعدني عنك وأستأمنك وتخونني .
ثم أمر بشنقه فنزل به الوالي والمنادي ينادي عليه :
هذا جزاء من يخون الخلفاء الراشدين فاجتمع الخلائق عند المشنقة .
هذا ما كان من أمر علاء الدين .
وأما ما كان من أمر أحمد الدنف كبير علاء الدين فإنه كان قاعداً هو وأتباعه على بستان فبينما هم جالسون في حظ وسرور وإذا برجل سقاء من السقايين في الديوان دخل عليهم وقبل يد أحمد الدنف وقال :
يا مقدم أحمد يا دنف أنت قاعد في صفاء الماء تحت رجليك وما عندك علم بما حصل ?
فقال له أحمد الدنف :
ما الخبر ?
فقال السقاء :
إن ولدك في عهد الله علاء الدين نزلوا به إلى المشنقة .
فقال أحمد الدنف :
ما عندك من الحيلة يا حسن شومان ?
فقال له حسن شومان :
أستغرب هذا الأمر وهذا ملعوب عليه من واحد عدو .
فقال له أحمد الدنف :
ما الرأي عندك ?
فقال حسن شومان :
خلاصه علينا إن شاء المولى .
ثم إن حسن شومان ذهب إلى السجن وقال للسجان :
أعطنا واحداً يكون مستوجباً للقتل .
فأعطاه واحداً وكان شبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات فغطى رأسه وأخذه أحمد الدنف بينه وبين علي الزيبق المصري وكانوا قدموا علاء الدين إلى الشنق فتقدم الدنف وحط رجله على رجل المشاعلي فقال له المشاعلي :
أعطني الوسع حتى أعمل صنعتي .
فقال له أحمد الدنف :
يا لعين خذ هذا الرجل واشنقه موضع علاء الدين أبي الشامات فإنه مظلوم وان فدى إسماعيل بالكبش .
فأخذ علي المشاعلي ذلك الرجل وشنقه عوضاً عن علاء الدين ثم إن أحمد الدنف وعلي الزيبق المصري أخذا علاء الدين وسارا به إلى قاعة أحمد الدنف فلما دخلوا عليه قال له علاء الدين :
جزاك الله خيراً يا كبيري .
فقال له أحمد الدنف :
ما هذا الفعل الذي فعلته ?


 

رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:25 PM   #329
نجلاء الهاجري
الزوار


الصورة الرمزية نجلاء الهاجري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة التاسعة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد الدنف قال لعلاء الدين :
ما هذا الفعل الذي فعلته ? ورحم الله من قال :
من ائتمنك فلا تخونه ولو كنت خائناً والخليفة مكنك عنده وسماك بالثقة الأمين ، كيف تفعل معه هكذا وتأخذ أمتعته ?
فقال علاء الدين :
والاسم الأعظم يا كبيري ما هي عملتي ولا لي فيها ذنب ولا أعرف من عملها .
فقال أحمد الدنف :
إن هذه العملة ما عملها إلا عدو مبين ومن فعل شيئاً يجازي به ولكن يا علاء الدين أنت ما بقي لك إقامة في بغداد فإن الملوك لا تعادى يا ولدي ومن كانت الملوك في طلبه يطول تعبه ?
فقال علاء الدين :
أين أروح يا كبيري ?
فقال له أحمد الدنف :
أنا أوصلك إلى الإسكندرية فإنها مباركة وعتبتها خضراء وعيشتها هنيئة .
فقال له علاء الدين :
سمعاً وطاعة يا كبيري .
فقال أحمد الدنف لحسن شومان :
خل بالك وإذا سأل عني الخليفة فقل له :
أنه راح يطوف على البلاد .
ثم أخذه وخرج من بغداد ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الكروم والبساتين فوجدا يهوديين من عمال الخليفة راكبين على بغلتين فقال أحمد الدنف لليهوديين :
هاتوا الغفر .
فقال اليهوديان :
نعطيك الغفر على أي شيء ?
فقال لهما :
أنا غفير هذا الوادي .
فأعطاه كل منهما مائة دينار وبعد ذلك قتلهما أحمد الدنف وأخذ البغلتين في خان وباتا فيه .
ولما أصبح الصباح باع علاء الدين بغلته وأوصى البواب على بغلة أحمد الدنف ونزل في مركب من مينة إياس حتى وصلا إلى الإسكندرية فطلع أحمد الدنف ومعه علاء الدين ومشيا في السوق وإذا بدلال يدلل على دكان ومن داخل الدكان طبقة على تسعمائة وخمسين ديناراً فقال علاء الدين :
علي بألف .
فسمح له البائع وكانت لبيت المال فتسلم علاء الدين المفاتيح وفتح الطبقة فوجدها مفروشة بالفرش والمساند ورأى فيها حاصلاً فيه قلاع وصواري وحبال وصناديق وأجرة ملآنة خرزاً وودعاً وركابات وأطياراً ودبابيس وسكاكين ومقصات وغير ذلك لأن صاحبه كان سقطياً .
فقعد علاء الدين أبي الشامات في الدكان وقال له أحمد الدنف :
يا ولدي الدكان والطبقة وما فيهما صارت ملكك فاقعد فيها وبع واشتري ولا تنكر فإن الله تعالى بارك في التجارة .
وأقام عنده ثلاثة أيام واليوم الرابع أخذ خاطره وقال له :
استقر في هذا المكان حتى أروح وأعود إليك بخبر من الخليفة بالأمان عليك وأنظر الذي عمل معك هذا الملعوب .
ثم توجه مسافراً حتى وصل إلى إياس فأخذ البغلة من الخان وسار إلى بغداد فاجتمع بحسن شومان .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2009, 07:14 AM   #330
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


يتبـــــــع.!


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا