المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > ملتقى الأدب
 

ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10-06-2009, 05:52 AM   #331
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة العاشرة بعد الثلاثمائة


قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أحمد الدنف اجتمع بحسن شومان واتباعه وقال :
يا حسن هل الخليفة سأل عني ?
فقال حسن شومان :
ولا خطرت على باله .
فقام في خدمة الخليفة وصار يستنشق الأخبار فرأى الخليفة التفت إلى الوزير جعفر يوماً من الأيام وقال له :
انظر يا وزير هذا العملة التي فعلها معي علاء الدين .
فقال له الوزير :
يا أمير المؤمنين أنت جازيته بالشنق وجزاؤه ما حل به .
فقال له الخليفة :
يا وزير مرادي أن أنزل وأنظره وهو مشنوق .
فقال الوزير :
افعل ما شئت يا أمير المؤمنين .
فنزل الخليفة ومعه الوزير جعفر إلى جهة المشنقة ثم رفع طرفه فرأى المشنوق غير علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين فقال الخليفة :
هذا ما هو علاء الدين .
فقال له الوزير :
كيف عرفت أنه غيره ?
فقال الخليفة :
إن علاء الدين كان قصيراً وهذا طويل .
فقال له الوزير :
إن المشنوق يطول .
فقال الخليفة :
إن علاء الدين كان أبيض وهذا وجهه أسود .
فقال له الوزير :
أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الموت له غبرات ?
فأمر بتنزيله من فوق المشنقة فلما أنزلوه وجد مكتوباً على كعبيه الاثنين اسما الشيخين فقال له :
يا وزير إن علاء الدين كان سنياً وهذا رافضي .
فقال له الوزير :
سبحان الله علام الغيوب ونحن لا نعلم هل هذا علاء الدين أو غيره فأمر الخليفة بدفنه وصار نسياً منسياً .
هذا ما كان من أمره .
وأما ما كان من أمر حبظلم بظاظة ابن الوالي فإنه قد طاب به العشق والغرام حتى مات وواروه في التراب .
وأما ما كان من أمر الجارية ياسمين فإنها وفت حملها ولحقها الطلق فوضعت ذكراً كأنه القمر فقالت لها الجواري :
ما تسميه ?
فقالت ياسمين :
لو كان أبوه طيباً كان سماه ولكن أنا أسميه أصلان .
ثم إنها أرضعته اللبن عامين متتابعين وفطمته وحبى ومشى فاتفق أن أمه اشتغلت بخدمة المطبخ يوماً من الأيام فمشى الغلام ورأى سلم فقعد فطلع عليه وكان الأمير خالد الوالي جالساً فأخذه وأقعده في حجره وسبح مولاه فيما خلق وصور وتأمل وجهه فرآه شبه النوايا بعلاء الدين أبي الشامات ، ثم إن أمه ياسمين فتشت عليه فلم تجده فطلعت المقعد فرأت الأمير خالد جالساً والولد في حجره يلعب وقد ألقى الله محبة الولد في قلب الأمير خالد .
فالتفت الولد فرأى أمه فرمى نفسه عليها فزنقه الأمير خالد في حضنه وقال لها :
تعالي يا جارية .
فلما جاءت قال لها :
هذا الولد ابن من ?
فقالت له ياسمين :
هذا ولدي وثمرة فؤادي .
فقال لها الأمير خالد :
ومن أبوه ?
فقالت له ياسمين :
أبوه علاء الدين أبي الشامات والآن صار ولدك .
فقال لها الأمير خالد :
إن علاء الدين كان خائناً .
فقالت ياسمين :
سلامته من الخيانة حاشا وكلا أن يكون الأمين خائناً .
فقال لها الأمير خالد :
إذا كبر هذا الولد ونشأ وقال :
من أبي ?
فقولي له :
أنت ابن الأمير خالد الوالي صاحب الشرطة .
فقالت ياسمين :
سمعاً وطاعة .
ثم إن الأمير خالد طاهر الولد ورباه وأحسن تربيته وجاء له بفقيه خطاط فعلمه الخط والقراءة فقرأ وأعاد وختم وصار يقول للأمير خالد :
يا والدي .
وصار الوالي يعمل في الميدان ويجمع الخيل وينزل يعلم الولد أرباب الحرب ومقاصد الطعن والضرب إلى أن انتهى في الفروسية وتعلم الشجاعة وبلغ من العمر أربع عشرة سنة ووصل إلى درجة الإمارة .
فاتفق أن أصلان اجتمع مع أحمد قماقم السراق يوماً من الأيام وصارا أصحاباً فتبعه إلى الخمارة وإذا بأحمد قماقم السراق أطلع المصباح الجوهر الذي أخذه من أمتعة الخليفة وحطه قدامه وتناول الكأس على نوره وسكر فقال له أصلان :
يا مقدم أعطني هذا المصباح .
فقال له أحمد قماقم :
ما أقدر أن أعطيك إياه .
فقال له أصلان :
لأي شيء ?


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 05:53 AM   #332
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الحادية عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أصلان قال لأحمد قماقم :
لأي شيء ?
فقال له أحمد قماقم :
لأنه راحت على شأنه الأرواح .
فقال له أصلان :
أي روح راحت على شأنه ?
فقال له أحمد قماقم :
كان واحد جاءنا هنا وعمل رئيس الستين يسمى علاء الدين أبي الشامات ومات بسبب ذلك .
فقال له أصلان :
وما حكايته وسبب موته ?
فقال له أحمد قماقم :
كان لك أخ يسمى حبظلم بظاظة وبلغ من العمر ستة عشرة عاماً حتى استحق الزواج وطلب أبوه أن يشتري له جارية وأخبره بالقصة من أولها إلى آخرها وأعلمه بضعف حبظلم بظاظة وما وقع لعلاء الدين ظلماً .
فقال أصلان في نفسه :
لعل هذه الجارية ياسمين أمي وما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات .
فطلع الولد أصلان من عنده حزيناً فقابل المقدم أحمد الدنف فلما رآه أحمد الدنف قال :
سبحان من لا شبيه له .
فقال له حسن شومان :
يا كبيري من أي شيء تتعجب ?
فقال له أحمد الدنف :
من خلقة هذا الولد أصلان فإنه أشبه البرايا بعلاء الدين أبي الشامات .
فنادى أحمد الدنف وقال :
يا أصلان .
فرد عليه فقال له :
ما اسم أمك ?
فقال له أصلان :
تسمى الجارية ياسمين .
فقال له أحمد الدنف :
يا أصلان طب نفساً وقر عيناً فإنه ما أبوك إلا علاء الدين أبي الشامات ولكن يا ولدي ادخل على أمك واسألها عن أبيك .
فقال أصلان :
سمعاً وطاعة .
ثم دخل على أمه وسألها فقالت له :
أبوك الأمير خالد .
فقال لها أصلان :
ما أبي إلا علاء الدين أبي الشامات .
فبكت أمه وقالت له :
من أخبرك بهذا يا ولدي ?
فقال أصلان :
المقدم أحمد الدنف أخبرني بذلك .
فحكت له جميع ما جرى وقالت له :
يا ولدي قد ظهر الحق واختفى الباطل واعلم أن أباك علاء الدين أبي الشامات إلا أنه ما رباك إلا الأمير خالد وجعلك ولده ، فيا ولدي إن اجتمعت بالمقدم أحمد الدنف قل له :
يا كبيري سألتك بالله أن تأخذ ثأري من قاتل أبي علاء الدين أبي الشامات .
فطلع من عندها وسار


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 05:54 AM   #333
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثانية عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أصلان طلع من عند أمه وسار إلى أن دخل على المقدم أحمد الدنف وقبل يده ، فقال له :
ما لك يا أصلان ?
فقال له أصلان :
إني عرفت وتحققت من أن أبي علاء الدين أبي الشامات ومرادي أنك تأخذ لي ثأري من قاتله .
فقال له أحمد الدنف :
من الذي قتل أباك ?
فقال له أصلان :
أحمد قماقم السراق .
فقال له أحمد الدنف :
ومن أعلمك بهذا الخبر ?
فقال له أصلان :
رأيت معه المصباح الجوهر الذي ضاع من جملة أمتعة الخليفة وقلت له أعطني هذا المصباح فما رضي وقال لي :
هذا راحت على شأنه الأرواح وحكى لي أنه هو الذي نزل وسرق الأمتعة ووضعها في دار أبي .
فقال له أحمد الدنف :
إذا ما رأيت الأمير خالد يلبس ثياب الحرب فقل له :
ألبسني مثلك .
فإذا طلعت معه وأظهرت باباً من أبواب الشجاعة قدام أمير المؤمنين فإن الخليفة يقول لك :
تمن علي يا أصلان .
فقل له :
أتمنى عليك أن تأخذ ثأر أبي من قاتله .
فيقول لك الخليفة :
أباك حي وهو الأمير خالد .
فقل له :
إن أبي علاء الدين أبي الشامات وخالد الوالي له علي حق التربية فقط وأخبره بجميع ما وقع بينك وبين أحمد قماقم السراق وقل له :
يا أمير المؤمنين أؤمر بتفتيشه وأنا أخرجه من جيبه .
فقال له أصلان :
سمعاً وطاعة .
ثم طلع أصلان فوجد الأمير خالد يتجه إلى طلوعه ديوان الخليفة فقال له :
مرادي أن تلبسني لباس الحرب مثلك وتأخذني معك إلى ديوان الخليفة .
فألبسه وأخذه معه إلى الديوان ونزل الخليفة بالعسكر خارج البلد ونصبوا الصواوين والخيام واصطفت الصفوف وطلع بالأكرة والصولجان منهم فصار الفارس يضرب الأكرة وبالصولجان فيردها عليه الفارس الثاني وكان بين العسكر واحد جاسوس مكري على قتل الخليفة فأخذ الأكرة وضربها بالصولجان وحررها على وجه الخليفة وإذا بأصلان استلقاها عن الخليفة وضرب بها راميها فوقعت بين أكتافه فوقع على الأرض فقال الخليفة :
بارك الله فيك يا أصلان .
ثم نزلوا على ظهور الخيل وقعدوا على الكراسي وأمر الخليفة بإحضار الذي ضرب الأكرة فلما حضر بين يديه قال له :
من أغراك على هذا الأمر وهل أنت عدو أم حبيب ?
فقال له الجاسوس :
أنا عدو وكنت مضمر قتلك .
فقال الخليفة :
ما سبب ذلك أما أنت مسلم ?
فقال الجاسوس :
لا وإنما أنا رافضي .
فأمر الخليفة بقتله وقال لأصلان :
تمن علي .
فقال له أصلان :
أتمنى عليك أن تأخذ لي ثأر أبي من قاتله .
فقال له الخليفة :
إن أباك حي وهو واقف على رجليه .
فقال له أصلان :
من هو أبي ?
فقال له الخليفة :
الأمير خالد الوالي .
فقال له أصلان :
يا أمير المؤمنين ما هو أبي إلا في التربية وما والدي إلا علاء الدين أبي الشامات .
فقال له الخليفة :
إن أباك كان خائناً .
فقال أصلان :
يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون الأمين خائناً وما الذي خانك فيه ?
فقال الخليفة :
سرق بدلتي وما معها .
فقال أصلان :
يا أمير المؤمنين حاشا أن يكون أبي خائناً ولكن يا سيدي لما عدمت بدلتك وعادت إليك هل رأيت المصباح رجع إليك أيضاً ?
فقال الخليفة :
ما وجدناه .
فقال أصلان :
أنا رأيته مع أحمد قماقم السراق وطلبته منه فلم يعطني إياه وقال :
هذا راحت عليه الأرواح .
وحكى لي عن ضعف حبظلم بظاظة ابن الأمير خالد الوالي وعشقه للجارية ياسمين وخلاصه من القيد وأنه هو الذي سرق البدلة والمصباح وأنت يا أمير المؤمنين تأخذ لي بثأر والدي من قاتله .
فقال الخليفة :
اقبضوا على أحمد قماقم .
فقبضوا عليه وقال :
أين المقدم أحمد الدنف .
فحضر بين يديه فقال الخليفة :
فتش قماقم .
فحط يديه في جيبه فأطلع منه المصباح الجوهر .
فقال الخليفة :
تعال يا خائن من أين لك هذا المصباح ?
فقال أحمد قماقم :
اشتريته يا أمير المؤمنين .
فقال الخليفة :
من أين اشتريته ومن يقدر على مثله حتى يبيعه لك ?
وضربوه فأقر أنه هو الذي سرق البدلة والمصباح فقال له الخليفة :
لأي شيء تفعل هذه الفعال يا خائن حتى ضيعت علاء الدين أبا الشامات وهو الثقة الأمين ?
ثم أمر الخليفة بالقبض عليه وعلى الوالي فقال الوالي :
يا أمير المؤمنين أنا مظلوم وأنت أمرتني بشنقه ولم يكن عندي خبر بهذا الملعوب ، فإن التدبير كان بين العجوز وأحمد قماقم وزوجتي وليس عندي خبر وأنا في جيرتك يا أصلان فتشفع فيه أصلان عند الخليفة .
ثم قال الخليفة :
يا أمير خالد ما فعل الله بأم هذا الولد .
فقال له الأمير خالد :
عندي .
فقال الخليفة :
أمرتك أن تأمر زوجتك أن تلبسها بدلتها وصيغتها وتردها إلى سيادتها ، وإن تفك الختم الذي على بيت علاء الدين وتعطي ابنه رزقه وماله .
فقال الأمير خالد :
سمعاً وطاعة .
ثم نزل الوالي وأمر امرأته فألبستها بدلتها وفك الختم عن بيت علاء الدين وأعطى أصلان المفاتيح ، ثم قال الخليفة :
تمن علي يا أصلان .
فقال له أصلان :
تمنيت عليك أن تجمع شملي بأبي .
فبكى الخليفة وقال :
الغالب أن أباك هو الذي شنق ومات ولكن وحياة جدودي كل من بشرني بأنه على قيد الحياة أعطيته جميع ما يطلبه .
فتقدم أحمد الدنف وقبل الأرض بين يديه وقال له :
أعطني الأمان يا أمير المؤمنين .
فقال له الخليفة :
عليك الأمان .
فقال أحمد الدنف :
أبشرك أن علاء الدين أبا الشامات ، الثقة الأمين طيب على قيد الحياة .
فقال له الخليفة :
ما الذي تقوله ?
فقال له أحمد الدنف :
وحياة رأسك إن كلامي حق وفديته بغيره ممن يستحق القتل وأوصلته إلى الإسكندرية ، وفتحت له دكان سقطي .
فقال الخليفة :
ألزمتك أن تجيء به .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 05:55 AM   #334
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الثالثة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الخليفة قال لأحمد الدنف :
ألزمتك أن تجيء به .
فقال أحمد الدنف :
سمعاً وطاعة .
فأمر له الخليفة بعشرة آلاف دينار ، وسار متوجهاً إلى الإسكندرية .
هذا ما كان من أمر أصلان .
وأما ما كان من أمر والده علاء الدين أبي الشامات فإنه باع ما كان في الدكان كله جميعه ولم يبق في الدكان إلا القليل وجراب قديم ، فنفض الجراب فنزلت منه خرزة تملأ الكف في سلسلة من الذهب ولها خمسة وجوه وعليها أسماء وطلاسم كدبيب النمل فدعك الخمسة وجوه فلم يجاوبه أحد فقال في نفسه :
لعلها خرزة من جزع .
ثم علقها في الدكان وإذا بقنصل فائت في الطريق فرفع بصره فرأى الخرزة معلقة على دكان علاء الدين وقال له :
يا سيدي هل هذه الخرزة للبيع .
فقال له علاء الدين :
جميع ما عندي للبيع .
فقال له القنصل :
أتبيعني إياها بثمانين ألف دينار ?
فقال علاء الدين :
يفتح الله .
فقال له القنصل :
أتبيعها بمائة ألف دينار ?
فقال علاء الدين :
بعتها لك بمائة ألف دينار فانقدني الدنانير .
فقال له القنصل :
ما أقدر أن أحمل ثمنها معي والإسكندرية فيها حرامية وشرطية فأنت تروح معي إلى مركبي وأعطي لك الثمن ورزمة صوف أنجوري ورزمة أطلس ورزمة قطيفة ورزمة خوخ .
فقام علاء الدين وقفل الدكان بعد أن أعطاه الخرزة وأعطى المفاتيح لجاره وقال له :
خذ هذه المفاتيح عندك أمانة حتى أروح إلى المركب مع هذا القنصل وأجيء بثمن خرزتي فإن عوقت عنك وورد المقدم أحمد الدنف الذي كان وطنني في هذا المكان فأعطه المفاتيح وأخبره بذلك .
ثم توجه مع قنصل إلى المركب فلما نزل إلى المركب نصب له كرسياً وأجلسه عليه وقال :
هاتوا المال .
فدفع الثمن والخمس رزم التي وعده بها ، وقال له :
يا سيدي أقصد جبري بلقمة أو شربة ماء .
فقال علاء الدين :
إن كان عندك ماء فاسقني .
فأمر بالشرابات فإذا فيها بنج فلما شرب انقلب على ظهره ، فرفعوا الكراسي وحطوا المداري وحلوا القلوع وأسعفته الرياح حتى وصلوا إلى وسط البحر فأمر القبطان بطلوع علاء الدين من الطنبر فطلعوه وشمموه ضد البنج ففتح عينيه وقال :
أين أنا ?
فقال له القنصل :
أنت معي مربوط وديعة ولو كنت تقول يفتح الله لكنت أزيدك .
فقال له علاء الدين :
ما صناعتك ?
فقال له القنصل :
أنا قبطان ومرادي أن آخذك إلى حبيبة قلبي .
فبينما هما في الكلام وإذا بمركب فيها أربعون من تجار المسلمين فطلع القبطان بمركبه عليهم ووضع الكلاليب في مراكبهم ونزل هو ورجاله فنهبوها وأخذوها وساروا بها إلى مدينة جنوة فأقبل القبطان الذي معه علاء الدين إلى باب قصر قيطون وإذا بصبية نازلة وهي ضاربة لثاماً فقالت له :
هل جئت بالخرزة وصاحبها ?
فقال لها القبطان :
جئت بهما .
فقالت له الصبية :
هات الخرزة .
فأعطاها لها وتوجه إلى الميناء وضرب مدافع السلامة فعلم ملك المدينة بوصول ذلك القبطان ، فخرج إلى مقابلته وقال له :
كيف كانت سفرتك ?
فقال له القبطان :
كانت طيبة جداً وقد كسبت فيها مركباً واحداً وأربعون من تجار المسلمين .
فقال له الملك :
أخرجهم إلى المدينة .
فأخرجهم في الحديد ومن جملتهم علاء الدين ، وركب الملك هو والقبطان وأمشوهم قدامهم إلى أن وصلوا إلى الديوان وقدموا أول واحد .
فقال له الملك :
من أين يا مسلم ؟
فقال التاجر :
من الإسكندرية .
فقال الملك :
يا سياف اقتله .
فرمى رقبته والثاني والثالث هكذا إلى تمام الأربعين وكان علاء الدين في آخرهم فشرب حسرتهم ، وقال لنفسه :
رحمة الله عليك يا علاء الدين فرغ عمرك .
فقال له الملك :
وأنت من أي البلاد ؟
فقال علاء الدين :
من الإسكندرية .
فقال الملك :
يا سياف ارم عنقه .
فرفع السياف يده بالسيف وأراد أن يرمي رقبة علاء الدين وإذا بعجوز ذات هيبة تقدمت بين أيادي الملك فقام إليها تعظيماً لها .
فقالت العجوز :
يا ملك الزمان أما قلت لك لما يجيء القبطان بالأسارى تذكر الدير بأسيرين يخدمان في الكنيسة .
فقال لها الملك :
يا أمي ليتك سبقت بساعة ولكن خذي هذا الأسير الذي فضل .
فالتفتت إلى علاء الدين وقالت له :
هل أنت تخدم في الكنيسة أو أخلي الملك يقتلك .
فقال لها علاء الدين :
أنا أخدم في الكنيسة .
فأخذته وطلعت به من الديوان وتوجهت إلى الكنيسة فقال لها علاء الدين :
ما أعمل من الخدمة .
فقالت له العجوز :
تقوم في الصبح وتأخذ خمسة بغال وتسير بها إلى الغابة وتقطع ناشف الحطب وتكسره وتجيء به إلى مطبخ الدير وبعد ذلك تلم البسط وتكنس وتمسح البلاط وترد الفرش مثل ما كان وتأخذ نصف إردب قمح وتغربله وتطحنه وتعمله منينات للدير وتأخذ وجبة عدس تغربلها وتدشها وتطبخها ثم تملأ الأربع فساقي ماء وتحول بالبرميل وتملأ ثلثمائة وست وستين قطعة وتفت فيها المنينات وتسقيها من العدس وتدخل لكل راهب أو بطريق قصعته .
فقال لها علاء الدين :
رديني إلى الملك وخليه يقتلني أسهل لي من هذه الخدمة .
فقالت له العجوز :
إن خدمت ووفيت الخدمة التي عليك خلصت من القتل وإن لم توف خليت الملك يقتلك .
فقعد علاء الدين حامل الهم وكان في الكنيسة عشر عميان مكسحين فقال له واحد منهم :
هات لي قصرية .
فأتى له فتغوط فيها وقال له :
ارم الغائط .
فرماه فقال له :
يبارك فيك المسيح يا خدام الكنيسة .
وإذا بالعجوز أقبلت وقالت له :
لأي شيء ما وفيت الخدمة في الكنيسة .
فقال لها علاء الدين :
أنا لي كم يد على عمل هذه الخدمة .
فقالت له العجوز :
يا مجنون أنا ما جئت بك للخدمة .
ثم قالت له العجوز :
خذ يا ابني هذا القضيب .
وكان من النحاس وفي رأسه صليب .
ثم قالت له :
خذه واخرج إلى الشارع فإذا قابلك والي البلد فقل له أني أدعوك إلى خدمة الكنيسة من أجل السيد المسيح فإنه لا يخالفك فخليه يأخذ القمح ويغربله ويطحنه وينخله ويخبزه منينات وكل من يخالفك اضربه ولا تخف أحد .
فقال علاء الدين :
سمعاً وطاعة .
وعمل كما قالت ولم يزل يسخر الأكابر والأصاغر مدة سبعة عشر عاماً فبينما هو قاعد في الكنيسة وإذا بالعجوز داخلة عليه فقالت له :
اطلع إلى خراج الدير .
فقال لها علاء الدين :
أين أروح .
فقالت له العجوز :
بت هذه الليلة في خمارة أو عند واحد من أصحابك .
فقال لها علاء الدين :
لأي شيء تطرديني من الكنيسة .
فقالت له العجوز :
أن حسن مريم بنت الملك يوحنا ملك هذه المدينة مرادها أن تدخل الكنيسة للزيارة ، ولا ينبغي أن تقعد في طريقها .
فامتثل لكلامها وقام وأراها أنه رائح إلى خارج الكنيسة وقال في نفسه :
يا هل ترى بنت الملك مثل نسائنا أو أحسن منهن فأنا لا أروح حتى أتفرج عليها .
فاختفى في مخدع له طاقة تطل على الكنيسة .
فبينما هو ينتظر في الكنيسة وإذا ببنت الملك مقبلة ، فنظر إليها نظرة أعقبته ألف حسرة لأنه وجدها كأنها البدر إذا بزغ من تحت الغمام وصحبتها صبية .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 05:56 AM   #335
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات

الليلة الرابعة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين لما نظر إلى بنت الملك ، ورأى صحبتها صبية وهي تقول لتلك الصبية :
آنست يا زبيدة .
فأمعن علاء الدين النظر في تلك الصبية فرآها زوجته زبيدة العودية التي كانت ماتت ، ثم إن بنت الملك قالت لزبيدة :
قومي اعملي لنا نوبة على العود .
فقالت لها زبيدة :
أنا لا أعمل لك نوبة حتى تبلغني مرادي وتفي لي بما وعدتني به .
فقالت لها بنت الملك :
ما الذي وعدتك به .
قالت لها زبيدة :
وعدتني بجمع شملي بزوجي علاء الدين أبي الشامات الثقة الأمين .
فقالت لها بنت الملك :
يا زبيدة طيبي نفساً وقري عيناً واعملي لنا نوبة حلاوة اجتماع شملك بزوجك علاء الدين .
فقالت لها زبيدة :
وأين هو ؟
فقالت لها بنت الملك :
إنه هنا في هذا المخدع يسمع كلامنا .
فعملت نوبة على العود ترقص الحجر الجلمود فلما سمع ذلك علاء الدين هاجت بلابله وخرج من المخدع وهجم عليهما وأخذ زوجته زبيدة العودية بالحضن وعرفته فاعتنق الاثنان بعضهما ووقعا على الأرض مغشياً عليهما ، فتقدمت الملكة حسن مريم ورشت عليهما ماء الورد ونبهتهما وقالت :
جمع الله شملكما .
فقال لها علاء الدين :
على محبتك يا سيدتي .
ثم التفت علاء الدين إلى زوجته زبيدة العودية وقال لها :
أنت قد مت يا زبيدة ودفناك في القبر فكيف حييت وجئت إلى هذا المكان .
فقالت له زبيدة :
يا سيدي أنا ما مت وإنما اختطفني عون من أعوان الجان وطار بي إلى هذا المكان وأما التي دفنتموها فإنها جنية ، وتصورت في صورتي وعملت أنها ميتة وبعدما دفنتوها شقت القبر وخرجت منه وراحت إلى خدمة سيدتها حسن مريم بنت الملك ، وأما أنا فإني صرعت وفتحت عيني فرأيت نفسي عند حسن مريم بنت الملك وهي هذه فقلت لها :
لأي شيء جئت بي إلى هنا ؟
فقالت لي :
أنا موعودة بزواجي بزوجك علاء الدين أبي الشامات فهل تقبليني يا زبيدة أن أكون ضرتك ويكون لي ليلة ولك ليلة ؟
فقلت لها :
سمعاً وطاعة يا سيدتي ولكن أين زوجي ؟
فقالت :
إنه مكتوب على جبينه ما قدره الله تعالى فمتى استوفى ما على جبينه لابد أن يجيء إلى هذا المكان ولكن نتسلى على فراقه بالنغمات والطرب على الآلات حتى يجمعنا الله به فمكثت عندها هذه المدة إلى أن جمع الله شملي بك في هذه الكنيسة .
ثم إن حسن مريم التفتت إليه وقالت له :
يا سيدي علاء الدين هل تقبلني أن أكون أهلاً وتكون بعلاً ?
فقال لها علاء الدين :
يا سيدتي أنا مسلم وأنت نصرانية فكيف أتزوج بك ?
فقالت حسن مريم :
حاشا الله بل أنا مسلمة ولي ثمانية عشر عاماً وأنا متمسكة بدين الإسلام وإني بريئة من كل دين يخالف دين الإسلام .
فقال لها علاء الدين :
يا سيدتي مرادي أن أروح إلى بلادي .
فقالت له حسن مريم :
اعلم أني رأيت مكتوباً على جبينك أموراً لابد أن تستوفيها وتبلغ غرضك ونهنيك يا علاء الدين أنه ظهر لك ولد اسمه أصلان وهو الآن جالس في مرتبتك عند الخليفة وقد بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً واعلم أنه ظهر الحق واختفى الباطل وربنا كشف الستر عن الذي سرق أمتعة الخليفة وهو أحمد قماقم السراق الخائن وهو الآن في السجن محبوس ومقيد واعلم أني أنا التي أرسلت إليك الخرزة ووضعتها لك في داخل الجراب الذي كان في الدكان وأنا التي أرسلت القبطان وجاء لك بالخرزة واعلم أن هذا القبطان متعلق بي ، ويطلب مني الوصال فما رضيت أن أمكنه من نفسي إلا إذا جئت لي بالخرزة وصاحبها وأعطيته مائة كيس وأرسلته في صفة تاجر وهو قبطان ولما قدموك إلى القتل بعد قتل الأربعين الأسارى الذين كنت معهم أرسلت إليك هذه العجوز .
فقال لها علاء الدين :
جزاك الله عني كل خير .
ثم إن حسن مريم جددت إسلامها على يديه ولما عرف صدق كلامها قال لها :
خبريني عن فضيلة هذه الخرزة من أين هي .
فقالت له حسن مريم :
هذه الخرزة من كنز مرصود وفيها خمس فضائل تنفعنا عند الاحتياج إليها وإن جدتي أم أبي كانت ساحرة تحل الرموز وتختلس ما في الكنوز فوقعت لها هذه الخرزة من كنز فلما كبرت أنا وبلغت من العمر أربعة عشر عاماً قرأت الإنجيل وغيره من الكتب السماوية فرأيت اسم محمد صلى الله عليه وسلم في الأربعة كتب التوراة والإنجيل والزابور والفرقان فآمنت بمحمد وأسلمت وتحققت بعقلي أنه لا يعبد بحق إلا الله تعالى وأن رب الأنام لا يرضى إلا دين الإسلام وكانت جدتي حين ضعفت وهبت لي هذه الخرزة وأعلمتني بما فيها من الخمس فضائل وقبل أن تموت جدتي قال أبي :
اضربي لي تخت رمل وانظري عاقبة أمري وما يحصل لي .
فقالت له :
إن البعيد يموت قتيلاً من أسير يجيء من الإسكندرية .
فحلف أبي أن يقتل كل أسير يجيء منها وأخبر القبطان بذلك وقال له :
لابد أن تهجم على مراكب المسلمين وكل من رأيته من الإسكندرية تقتله أو تجيء به إلي .
فامتثل أمره حتى قتل عدد شعر رأسه .
ثم هلكت جدتي فطلعت أنا وضربت لي تخت رمل وأضمرت ما في نفسي وقلت :
يا هل ترى من يتزوج بي ? فظهر أنه لا يتزوج بي إلا واحد يسمى علاء الدين أبا الشامات الثقة الأمين فتعجبت من ذلك وصبرت إلى أن آن الأوان واجتمعت بك .
ثم إنه تزوج بها وقال لها :
أنا مرادي أن أروح إلى بلادي .
فقالت له حسن مريم :
إذا كان الأمر كذلك فتعال معي .
ثم أخذته وخبأته في مخدع قصرها ودخلت على أبيها .
فقال لها أبيها :
يا ابنتي أنا عندي اليوم قبض زائد فاقعدي حتى أسكر معك .
فقعدت ودعا بسفرة المدام وصارت تملأ وتسقيه حتى غاب عن الوجود ثم إنها وضعت له البنج في قدح فشربه وانقلب على قفاه ثم جاءت إلى علاء الدين وأخرجته من المخدع وقالت له :
إن خصمك مطروح على قفاه فافعل به ما شئت فإني أسكرته وبنجته .
فدخل علاء الدين فرآه مبنجاً فكتفه تكتيفاً وثيقاً .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:05 AM   #336
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية علاء الدين أبو الشامات
وبداية بعض حكايات تتعلق بالكرام

الليلة السادسة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن حسن مريم قالت :
أتسافر إلى مصر أو الإسكندرية ?
فقال علاء الدين :
إلى الإسكندرية .
فركبوا على السرير وعزمت فسار بهم في لحظة إلى أن نزلوا في الإسكندرية فأدخلهم علاء الدين في مغارة وذهب إلى الإسكندرية فأتاهم بثياب وألبسهم إياها وتوجه بهم إلى الدكان والطبقة ثم طلع يجيء لهم بغذاء وإذا بالمقدم أحمد الدنف قادم من بغداد فرآه في الطريق فقابله بالعناق وسلم عليه ورحب به ثم إن المقدم أحمد الدنف بشره بولده أصلان وانه بلغ من العمر عشرين عاماً وحكى له علاء الدين ما جرى له من الأول إلى الآخر وأخذه إلى الدكان والطبقة فتعجب أحمد الدنف من ذلك غاية العجب وباتوا تلك الليلة .
ولما أصبحوا باع علاء الدين الدكان ووضع ثمنها على ما معه ثم إن أحمد الدنف أخبر علاء الدين بأن الخليفة يطلبه فقال له :
أنا رائح إلى مصر أسلم على أبي وأمي وأهل بيتي .
فركبوا السرير جميعاً وتوجهوا إلى مصر السعيدة ونزلوا في الرب الأصفر لأن بيتهم كان في تلك الحارة ودق باب بيتهم فقالت أمه :
من بالباب بعد فقد الأحباب ?
فقال علاء الدين :
أنا علاء الدين .
فنزلوا وأخذوه بالأحضان ثم أدخل زوجته وما معه في البيت وبعد ذلك دخل وأحمد الدنف صحبته وأخذوا لهم راحة ثلاثة أيام ثم طلب السفر إلى بغداد فقال له أبوه :
يا ولدي اجلس عندي .
فقال علاء الدين :
ما أقدر على فراق ولدي أصلان .
ثم إنه أخذ أباه وأمه معه وسافروا إلى بغداد فدخل أحمد الدنف وبشر الخليفة بقدوم علاء الدين وحكى له حكايته فطلب الخليفة ملتقاه وأخذ معه ولده أصلان وقابلوه بالأحضان وأمر الخليفة بإحضار أحمد قماقم السراق فلما حضر بين يديه قال :
يا علاء الدين دونك وخصمك .
فسحب علاء الدين السيف وضرب أحمد قماقم فرمى عنقه ثم إن الخليفة عمل لعلاء الدين فرحاً عظيماً بعد أن أحضر القضاة والشهود وكتب كتابه على حسن مريم ولما دخل عليها وجدها درة لم تثقب ثم جعل ولده أصلان رئيس الستين وخلع عليه الخلع السنية وأقاموا في أرغد عيش وأهنأه إلى أن أتاهم هازم اللذات ومفرق الجماعات .
أما حكايات الكرام فإنها كثيرة جداً منها ما روي عن حاتم الطائي أنه لما مات دفن في رأس جبل وعملوا على قبره حوضين من حجر وصور بنات محلولات الشعر من حجر وكان تحت ذلك الجبل نهر جار فإذا نزلت الوفود يسمعون الصراخ في الليل من العشاء إلى الصباح فإذا أصبحوا لم يجدوا أحد غير البنات المصورة من الحجر فلما نزل ذو الكراع ملك حمير بذلك الوادي خارجاً من عشيرته بات تلك الليلة هناك .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:05 AM   #337
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الخامسة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علاء الدين أعطى الملك أبا حسن مريم ضد البنج فأفاق فوجد علاء الدين وابنته راكبين على صدره فقال لها :
يا ابنتي أتفعلين معي هذه الفعال ?
فقالت له حسن مريم :
إن كنت ابنتك فأسلم لأنني أسلمت وقد تبين لي الحق تبعته والباطل فاجتنبته وقد أسلمت لله رب العالمين وإنني بريئة من كل دين خالف دين الإسلام في الدنيا والآخرة فإن أسلمت حباً وكرامة وإلا فقتلتك أو لما حياتك .
ثم نصحه علاء الدين فأبى وتمرد فسحب علاء الدين خنجراً ونحره من الوريد إلى الوريد وكتبت ورقة بصورة الذي جرى ووضعها على جبهته واخذ ما خف حمله وغلا ثمنه وطلعا من القصر وتوجها إلى الكنيسة .
فأحضرت الخرزة وحطت يدها على الوجه الذي هو منقوش عليه السرير ودعكته وإذا بسرير وضع قدامها فركبت هي وعلاء الدين وزوجته زبيدة العودية على ذلك السرير وقالت :
بحق ما كتب لنا بهذه الخرزة من الأسماء والطلاسم وعلوم الأقلام أن ترتفع بنا يا سرير .
فارتفع بهما السرير وسارا إلى واد لا نبات فيه فأقامت الأربعة وجوه الباقية من الخرزة إلى الأسماء وقلبت الوجه المرسوم عليه السماء فنزل بهما إلى الأرض وقلبت الوجه المرسوم عليه هيئة صيوان في هذا الوادي فانتصب الصيوان وجلسوا فيه وكان ذلك الوادي أقفر لا نبات فيه ولا ماء ، فقلبت الأربعة وجوه إلى السماء وقالت :
بحق أسماء الله تنبت هنا أشجار ويجري بجانبها بحر .
فنبتت الأشجار في الحال .
فجرى بجانبها بحر عجاج متلاطم بالأمواج فتوضأ منه وصلا وشربا وقلبت الثلاثة وجوه الباقية من الخرزة إلى الوجه الذي عليه هيئة سفرة الطعام وقالت : بحق أسماء الله يمتد السماط .
وإذا بسماط امتد وفيه سائر الأطعمة الفاخرة فأكلا وشربا وتلذذا وطربا .
هذا ما كان من أمرهما .
وأما ما كان من أمر ابن الملك فإنه دخل ينبه أباه فوجده قتيلاً ووجد الورقة التي كتبها علاء الدين فقرأها وعرف ما فيها ثم فتش على أخته فلم يجدها فذهب إلى العجوز في الكنيسة وسألها عنها فقالت :
من أمس ما رأيتها .
فعاد إلى العسكر وقال لهم :
الخيل يا أربابها .
وأخبرهم بالذي جرى فركبوا الخيل وسافروا إلى أن قربوا من الصيوان فالتفتت حسن مريم فرأت الغبار قد سد الأقطار وبعد أن علا وطار وانكشف فظهر من تحته أخوها والعسكر وهم ينادون :
إلى أين تقصدون نحن وراءكم ?
فقالت الصبية لعلاء الدين :
كيف ثباتك في الحرب والنزال ?
فقال لها علاء الدين :
مثل الوتد في النخال فإني ما أعرف الحرب والكفاح ولا السيوف والرماح .
فسحبت الخرزة ودعكت الوجه المرسوم عليه صورة الفرس والفارس وإذا بفارس ظهر من البر ولم يزل يضرب فيهم بالسيف إلى أن كسرهم وطردهم ثم قالت له :
أتسافر إلى مصر أو الإسكندرية .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:08 AM   #338
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة السابعة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن ذا الكراع لما نزل بذلك الوادي بات تلك الليلة هناك وتقرب من ذلك الموضع فسمع الصراخ فقال :
ما هذا العويل الذي فوق الجبل ?
فقالوا له :
إن هذا قبر حاتم الطائي وإن عليه حوضين من حجر وصور بنات من حجر محلولات الشعور وكل ليلة يسمع النازلون هذا العويل والصراخ .
فقال ذا الكراع ملك حمير يهزأ بحاتم الطائي :
يا حاتم نحن الليلة ضيوفك ونحن خماً .
فغلب عليه النوم ثم استيقظ وهو مرعوب وقال :
يا عرب الحقوني وأدركوا راحلتي فلما جاءوه وجدوا الناقة تضطرب فنحروها وشووا لحمها وأكلوه ثم سألوه عن سبب ذلك فقال :
إني نمت فرأيت حاتم الطائي في المنام قد جاءني بسيف وقال :
جئنا ولم يكن عندنا شيء وعقر ناقتي بالسيف ولو لم تنحروها لماتت .
فلما أصبح الصباح ركب ذو الكراع راحلة واحد من أصحابه ثم أردفه خلفه فلما كان في وسط النهار رأوا راكباً على راحلة وفي يده راحلة أخرى فقالوا له :
من أنت ?
قال الراكب :
أنا عدي بن حاتم الطائي .
ثم قال عدي :
أين ذو الكراع أمير حمير ?
فقالوا له :
ها هو ذا .
فقال له :
اركب هذه الناقة عوضاً عن راحلتك فإن ناقتك نحرها أبي لك .
قال ذو الكراع :
ومن أخبرك ?
قال عدي :
أتاني أبي في المنام في هذه الليلة وقال لي :
يا عدي إن ذو الكراع ملك حمير استضافني فنحرت له ناقته فأدركه بناقة يركبها فإني لم يكن عندي شيء .
فأخذها ذو الكراع وتعجب من كرم حاتم حياً وميتاً .
ومن حكايات الكرام أيضاً ما يروى عن معن بن زائدة أنه كان في يوم من الأيام في الصيد والقنص فعطش فلم يجد مع غلمانه ماء فبينما هو كذلك وإذا بثلاث جوار أقبلن عليه حاملات ثلاث قرب ماء .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:09 AM   #339
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن إن الجواري أقبلن على معن حاملات ثلاث قرب ماء فاستقاهن فأسقينه فطلب شيئاً من غلمانه ليعطيه للجواري فلم يجد معه مالاً فدفع لكل واحدة منهن عشرة أسهم من كنانته نصولها من الذهب فقالت إحداهن لصاحبتيها :
لم تكن هذه الشمائل إلا لمعن بن زائدة فلتقل كل واحدة منكن شيئاً من الشعر مدحاً فيه فقالت الأولى :
يركب في السهام نصول يبر .......... ويرمي العدا كرماً وجـودا
فللمرضى علاج من جراح .......... وأكفان لمن سكن اللحـودا
و قالت الثانية :
ومحارب من فرط جود بنـانـه .......... عممت مكارمه الأحبة والعـدا
صيغت نصول سهامه من عسجد .......... كيلا تعوقه الحروب عن النـدا
و قالت الثالثة :
ومن جوده يرمي العداة بأسهم .......... من الذهب الإبريز صيغت نصولها
لينفقها المجـروح عند دوائها .......... ويشتري الأكفان منـها قـتـيلا
وقيل إن معن بن زائدة خرج في جماعته إلى الصيد فقرب منهم قطيع ظباء فافترقوا في طلبه وانفرد معن خلف ظبي فلما ظفر به نزل فذبحه فرأى شخصاً مقبل من البرية على حمار فركب فريه واستقبله فسلم عليه وقال له :
من أين أتيت ?
قال له :
أتيت من أرض قضاعة وإن مدة من السنين مجدبة وقد أخصبت هذه السنة فزرعت فيها القثاء فطرحت في غير وقتها فجمعت منها ما استحسنته من القثاة وقصدت الأمير معن بن زائدة لكرمه المشهور ومعروفه المأثور .
فقال له معن :
كم أملت منه ?
قال الإعرابي :
ألف دينار .
فقال معن :
فإن قال لك هذا القدر كثير ؟
قال الإعرابي :
خمسمائة دينار .
قال معن :
فإن قال لك كثير ؟
قال الإعرابي :
مائة دينار .
قال معن :
فإن قال لك كثير ؟
قال الإعرابي :
خمسين دينار .
قال معن :
فإن قال لك هذا كثير?
قال الإعرابي :
أدخلت قوائم حماري في حرامه ورجعت إلى أهلي صفر اليدين .
فضحك معن من كلامه وساق جواده حتى لحق بعسكره ونزل في منزله وقال لحاجبه :
إذا أتاك شخص على حمار بقثاة فأدخله علي .
فأتى ذلك الرجل بعد ساعة فأذن له الحاجب بالدخول ، فلما دخل على الأمير معن لم يعرف أنه هو الذي قابله في البرية لهيبته وجلاله وكثرة خدمه وحشمه وهو متصدر في دست مملكته والحفدة قيام عن يمينه وعن شماله وبين يديه .
فلما سلم عليه قال له الأمير :
ما الذي أتى بك يا أخا العرب ?
قال الإعرابي :
أملت من الأمير واتيت له بقثاة في غير أوانها .
فقال له معن :
كم أملت منها ?
قال الإعرابي :
ألف دينار .
قال معن :
هذا القدر كثير .
قال الإعرابي :
خمسمائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
ثلثمائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
مائتي دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
مائة دينار .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
خمسين ديناراً .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
ثلاثين ديناراً .
قال معن :
كثير .
قال الإعرابي :
والله لقد كان ذلك الرجل الذي قابلني في البرية مشؤوماً أفلا أقل من ثلاثين ديناراً .
فضحك معن وسكت فعلم الإعرابي أنه هو الرجل الذي قابله في البرية فقال له :
يا سيدي إذا لم تجيء بالثلاثين فها هو الحمار مربوط بالباب وها معن جالس .
فضحك معن حتى استلقى على قفاه ، ثم استدعى بوكيله وقال :
أعطه ألف دينار وخمسمائة دينار وثلثمائة دينار ومائتي دينار ومائة دينار وخمسين دينار وثلاثين دينار ودع الحمار مربوطاً مكانه .
فبهت الإعرابي وتسلم الألفين ومائة وثمانين ديناراً ، فرحمة الله عليهم أجمعين .

حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد

وبلغني أيها الملك السعيد أن مملكة يقال لها البطة وكانت مملكة للإفرنج وكان فيها قصر مقفل دائماً وكلما مات ملك وتولى بعده ملك آخر من الروم رمي عليه قفلاً محكماً فاجتمع على الباب أربعة وعشرون قفلاً من كل ملك قفل ثم تولى بعدهم رجل ليس من أهل بيت المملكة فأراد فتح تلك الأقفال ليرى ما في ذلك القصر فمنعه من ذلك أكابر الدولة وأنكروا عليه وزجروه فأبى وقال :
لابد من فتح ذلك القصر .
فبذلوا له جميع ما بأيديهم من نفائس الأموال والذخائر على عدم فتحه فلم يرجع .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:09 AM   #340
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


تكملة حكاية تتعلق ببعض مدائن الأندلس التي فتحها طارق بن زياد
وحكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب
وبداية حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل

الليلة التاسعة عشرة بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أهل المملكة بذلوا لذلك الملك جميع ما في أيديهم من الأموال والذخائر على عدم فتح ذلك القصر فلم يرجع عن فتحه ، ثم أن أزال الأقفال وفتح الباب فوجد فيه صورة العرب على خيلهم وجمالهم وعليهم العمائم المسبلة وهم متقلدون بالسيوف وبأيديهم الرماح الطوال ووجد كتاباً فيه فأخذه وقرأه فوجد مكتوباً فيه :
إذا فتح هذا الباب يغلب على هذه الناحية قوم من العرب وهم على هيئة هذه الصور فالحذر ثم الحذر من فتحه ، وكانت تلك المدينة بالأندلس .
ففتحها طارق بن زياد في تلك السنة في خلافة الوليد بن عبد الملك من بني أمية وقتل ذلك الملك أقبح قتلة ونهب بلاده وسبى بها من النساء والغلمان وغنم أموالها ووجد فيها ذخائر عظيمة فيها ما ينوب عن مائة وسبعين تاجاً من الدر والياقوت ووجد فيها أحجاراً نفيسة وإيواناً ترمح فيه الخيالة برماحهم ووجد بها من أواني الذهب والفضة ولا يحيط به وصف ووجد بها على المائدة التي كانت لنبي الله سليمان بن داود عليه السلام ، وكانت على ما ذكر من زمرد أخضر .
وهذه المائدة إلى الآن باقية في مدينة روما وأوانيها من الذهب وصحافها من الزبرجد ونفيس الجواهر ووجد فيها الزابور مكتوباً بخط يوناني في ورق من الذهب مفصص بالجواهر ووجد فيها كتاباً يذكر فيه منافع الأحجار الكريمة والبيوت والمدائن والقرى والطلاسم وعلم الكيمياء من الذهب والفضة ووجد كتاباً آخر يحكي فيه صناعة اليواقيت والأحجار وتركيب السموم والترياقات وصورة شكل الأرض والبحار والبلدان والمعادن ، ووجد فيها قاعة كبيرة ملآنة من الأكسير الذي الدرهم منه يقلب ألف درهم من الفضة ذهباً خالصاً ووجد بها مرآة كبيرة مستديرة عجيبة مصنوعة من أخلاط صنعت لنبي الله سليمان بن داود عليه السلام إذا نظر الناظر فيها رأى الأقاليم السبعة عياناً ووجد فيها ليواناً فيه من الياقوت البهرماني ما لا يحيط به وصف ، فحمل ذلك كله إلى الوليد بن عبد الملك وتفرق العرب في مدنها وهي من أعظم البلاد .

حكاية هشام بن عبد الملك مع غلام من الأعراب

ومما يحكى أيضاً أن هشام بن عبد الملك بن مروان كان ذاهباً إلى الصيد في بعض الأيام فنظر إلى ظبي فتبعه الكلاب فبينما هو خلف الظبي إذ نظر إلى صبي من الأعراب يرعى غنماً فقال هشام له :
يا غلام دونك هذا الظبي فاتني به .
فرفع رأسه إليه وقال :
يا جاهلاً بقدر الأخبار لقد نظرت إلي بالإستصغار وكلمتني بالإحتقار فكلامك كلام جبار وفعلك فعل حمار .
فقال هشام :
ويلك أما تعرفني ?
فقال الغلام :
قد عرفني بك سوء أدبك إذ بدأتني بكلامك دون سلامك .
فقال له هشام :
ويلك أنا هشام بن عبد الملك .
فقال له الإعرابي :
لا قرب الله ديارك ولا حيا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما استتم كلامه حتى أحدقت به الجند من كل جانب وكل واحد منهم يقول :
السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فقال هشام :
اقصروا عن هذا الكلام واحفظوا هذا الغلام .
فقبضوا عليه ورجع هشام إلى قصره وجلس في مجلسه وقال :
علي بالغلام البدوي لإتي به .
فلما رأى الغلام كثرة الحجاب والوزراء وأرباب الدولة لم يكترث بهم ولم يسأل عنهم بل جعل ذقنه على صدره ونظر حيث يقع قدمه إلى أن وصل إلى هشام فوقف بين يديه ونكس رأسه إلى الأرض وسكت عن السلام وامتنع عن الكلام ، فقال له بعض الخدام :
يا كلب العرب ما منعك أن تسلم على أمير ?
فالتفت إلى الخادم مغضباً وقال :
يا بردعة الحمار منعني من ذلك طول الطريق وصعود الدرجة والتعويق .
فقال هشام وقد تزايد به الغضب :
يا صبي لقد حضرت في يوم حضر فيه أجلك وغاب عنك أملك وانصرم عمرك .
فقال الغلام :
والله يا هشام لئن كان في المدة تأخير ولم يكن في الأجل تقصير .
فقال له الحاجب :
هل بلغ من مقامك يا أخس العرب أن تخاطب أمير المؤمنين كلمة بكلمة .
فقال الغلام مسرعاً :
لقيت الخبل ولا فارقك الويل والهبل أما سمعت ما قال الله تعالى :
يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها .
فعند ذلك اغتاظ هشام غيضاً شديداً وقال :
يا سياف علي برأس هذا الغلام فإنه أكثر بالكلام ولم يخش الملام .
فأخذ الغلام ونزل به إلى أن نطع الدم وسل سيفه على رأسه وقال :
يا أمير المؤمنين هذا عبدك المذل بنفسه السائر إلى رمسه هل أضرب عنقه وأنا بريء من دمه ?
قال هشام :
نعم .
فاستأذن ثانياً ففهم الفتى أنه إن أذن له هذه المرة يقتله فضحك حتى بدت نواجذه فازداد هشاماً غضباً وقال :
يا صبي أظنك معتوهاً أما ترى أنك مفارق الدنيا فكيف تضحك هزءاً بنفسك ?
فقال الغلام :
يا أمير المؤمنين لئن كان في العمر تأخير لا يضرني قليل ولا كثير ولكن حضرتني أبياتاً فاسمعها فإن قتلي لا يفوتك .
فقال هشام :
هات وأوجز .
فأنشد هذه الأبيات :
نبئت أن الباز صادف مـرة .......... عصفور بر ساقه المقدور
فتكلم العصفور في أظفاره .......... والباز منهمك عليه يطير
مثلي ما يغني لمثلك شبعة .......... ولئن أكلت فإنني حقـير
فتبسم الباز المذل بنفـسـه .......... عجباً وأفلت ذلك العصفور
فتبسم هشام وقال :
وحق قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تلفظ بهذا اللفظ من أول كلامه وطلب مادون الخلافة لأعطيتها إياه ، يا خادم احش فاهه جوهراً وأحسن جائزته .
فأعطاه الخادم حلة عظيمة ، فأخذها وانصرف إلى حال سبيله .

حكاية اسحق الموصلي وتزوج المأمون بخديجة بنت الحسن بن سهل

ومما يحكى أن اسحق الموصلي قال :
خرجت ليلة من عند المأمون متوجهاً إلى بيتي فضايقني حصر البول فعمدت إلى زقاق وقمت أبول خوفاً أن يضر بي شيء إذا جلست في جانب الحيطان فرأيت شيئاً معلقاً من تلك الدور فلمسته لأعرف ما هو فوجدته زنبيلاً كبيراً بأربعة آذان ملبساً ديباجاً ، فقلت في نفسي :
لابد هذا من سبب .
وصرت متحيراً في أمري فحملني السكر على أن أجلس فيه فجلست فيه وإذا بأصحاب الدار جذبوه بي وظنوا انني الذي كانوا يترقبونه .
ثم رفعوا الزنبيل إلى رأس الحائط وإذا بأربع جوار يقلن لي إنزل على الرحب والسعة ومشت بين يدي جارية بشمعة حتى نزلت إلى دار فيها مجالس مفروشة لم أر مثلها إلا في دار الخلافة فجلست فما شعرت بعد ساعة إلا بستور قد رفعت في ناحية الجدار وإذا بوصائف يتماشين وفي أيديهن الشموع ومجامر البخور من العود القاقلي وبينهن جارية كأنها البدر الطالع فنهضت وقالت :
مرحباً بك من زائر .
ثم أجلستني وسألتني عن خبري .
فقلت لها :
إني انصرفت من عند بعض إخواني وغرني الوقت وحصرني البول في الطريق فملت إلى هذا الزقاق فوجدت زنبيلاً ملقى فأجلسني النبيذ في الزنبيل ورفع بي الزنبيل إلى هذا الدار ، هذا ما كان من أمري .
فقالت الجارية :
لا ضير عليك وأرجو أن تحمد عاقبة أمرك .
ثم قالت لي :
فما صناعتك ?
فقلت لها :
أنا تاجر في سوق بغداد .
فقالت الجارية :
هل تروي من الأشعار شيئاً ?
قلت لها :
شيئاً ضعيفاً .
قالت الجارية :
فذاكرنا فيه وأنشدنا شيئاً منه .
فقلت لها :
إن للداخل دهشة ولكن تبدأين أنت .
قالت الجارية :
صدقت .
ثم أنشدت شعراً رقيقاً من كلام القدماء والمحدثين وهو من أجود أقاويلهم وأنا أسمع ولا أدري أأعجب من حسنها وجمالها أم من حسن روايتها .
ثم قالت الجارية :
هل ذهب ما كان عندك من الدهشة ?
قلت لها :
أي والله .
قالت الجارية :
إن شئت فأنشدنا شيئاً من روايتك .
فأنشدتها شعر الجماعة من القدماء ما فيه الكفاية فاستحسنت ذلك ، ثم قالت :
والله ما ظننت أن يوجد في أبناء السوقة مثيل هذا .
ثم أمرت بالطعام .
فقالت لها أختها دنيازاد :
ما أحلى حديثك وأحسنه وأطيبه وأعذبه .
فقالت شهرزاد :
وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:23 PM   #341
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة العشرين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال :
ثم إن الجارية أمرت بإحضار الطعام فحضر فجعلت تأخذ وتضع قدامي وكان في المجلس من أصناف الرياحين وغريب الفواكه ما لا يكون إلا عند الملوك ، ثم دعت بالشراب فشربت قدحاً ثم ناولتني قدحاً وقالت :
هذا المذاكرة والأخبار .
فاندفعت أذاكرها وقلت :
بلغني أنه كذا وكذا وكان رجل يقول كذا .
حتى حكيت لها عدة أخبار حسان فسرت بذلك وقالت :
إني لأعجب كيف يكون أحد من التجار يحفظ مثل هذه الأخبار وإنما هي أحاديث ملوك .
فقلت لها :
كان لي جار يحادث الملوك وينادمهم ، وإذا تعطل حضرت بيته فربما حدث بما سمعت .
فقالت الجارية :
لعمري لقد أحسنت الحفظ .
ثم أخذنا في المذاكرة وكلما سكت ابتدأت هي حتى قطعنا أكثر الليل وبخور العود يعبق وأنا في حالة لو توهمها المأمون لطار شوقاً إليها فقالت لي :
إنك من ألطف الرجال وأظرفهم لأنك ذو أدب بارع وما بقي إلا شيء واحد .
فقلت لها :
وما هو ?
قالت الجارية :
لو كنت تترنم بالأشعار على العود .
فقلت لها :
إني كنت تعلقت بهذا قديماً ولكن لما لم أرزق حظاً فيه فأعرضت عنه وفي قلبي منه حرارة وكنت أحب في هذا المجلس أن أحسن شيئاً منه لتكتمل ليلتي .
قالت الجارية :
كأنك عرضت بإحضار العود .
فقلت لها :
الرأي لك وأنت صاحبة الفضل ولك المنة في ذلك .
فأمرت بعود فحضرت وغنت بصوت ما سمعت بمثل حسنه مع حسن الأدب وجودة الضرب والكمال الراجح ثم قالت :
هل تعرف هذا الصوت لمن ? وهل تعرف الشعر لمن ?
قلت لها :
لا .
قالت الجارية :
الشعر لفلان والمغنى لإسحق .
قلت لها :
وهل اسحق جعلت فداءك بهذه الصفة ?
قالت الجارية :
اسحق بارع في هذا الشأن .
فقلت لها :
سبحان الله الذي أعطى هذا الرجل ما لم يعطه أحد سواه .
قالت الجارية :
فكيف لو سمعت هذا الصوت منه ?
ثم لم تزل على ذلك حتى إذا كان انشقاق الفجر أقبلت عليها عجوز كأنها داية لها وقالت :
إن الوقت قد حضر .
فنهضت عند قولها وقالت :
فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:24 PM   #342
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة الحادية والعشرين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال أن الجارية قالت لي :
فتستر ما كان منا فإن المجالس بالأمانات .
فقلت لها :
جعلت فداءك فلست محتاجاً إلى وصية في ذلك .
ثم ودعتها وأرسلت جارية تمشي بين يدي إلى باب الدار ففتحت لي وخرجت متوجهاً إلى داري فصليت الصبح ونمت فأتاني رسول المأمون فسرت إليه وأقمت نهاري عنده فلما كان وقت العشاء تفكرت ما كنت فيه البارحة وهو شيء لا يصبر عنه الجهلاء فخرجت إلى الزنبيل وجلست فيه ورفعت إلى موضعي الذي كنت فيه البارحة .
فقالت لي الجارية :
لقد عاودت .
فقلت لها :
لا أظن إلا أنني قد غفلت .
ثم أخذنا في المحادثة على عادتنا في الليلة السالفة من المذاكرة والمناشدة وغريب الحكايات منها ومني إلى الفجر .
ثم انصرفت إلى منزلي وصليت الصبح ونمت فأتى رسول المأمون فمضيت إليه وأقمت نهاري عنده ، فلما كان وقت العشاء قال لي أمير المؤمنين :
أقسمت عليك أن تجلس حتى أذهب إلى غرض وأحضر .
فلما ذهب الخليفة وغاب عني جالت وساوسي وتذكرت ما كنت فيه فهان علي ما يحصل لي من أمير المؤمنين فوثبت مدبراً وخرجت جارياً حتى وصلت إلى الزنبيل فجلست فيه ورفع بي إلى مجلسي فقالت :
لعلك صديقنا ?
قلت لها :
أي والله .
قالت الجارية :
أجعلتنا دار إقامة ?
قلت لها :
جعلت فداءك حتى الضيافة ثلاثة أيام فإن رجعت بعد ذلك فأنتم في حل من دمي .
ثم جلسنا على تلك الحالة فلما قرب الوقت علمت أن المأمون لابد أن يسألني فلا يقنع إلا بشرح القصة فقلت لها :
أراك ممن يعجب بالغناء ولي ابن عم أحسن مني وجهاً وأشرف قدراً وأكثر أدباً وأعرق خلق الله تعالى باسحق .
قالت الجارية :
أطفيلي وتقترح .
قلت لها :
أنت المحكمة في الأمر .
فقالت الجارية :
إن كان ابن عمك على ما تصف فما نكرر معرفته .
ثم جاء الوقت فنهضت وقمت متوجهاً إلى داري فلم أصل إلى داري إلا ورسل المأمون هجموا علي وحملوني حملاً عنيفاً .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:24 PM   #343
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue



الليلة الثانية والعشرين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن اسحق الموصلي قال :
فلم أصل إلى داري إلا ورسل المأمون هجموا علي وحملوني حملاً عنيفاً وذهبوا بي إليه فوجدته قاعداً على كرسي وهو مغتاظ مني فقال :
يا اسحق اخرجوا عن الطاعة .
فقلت له :
لا والله يا أمير المؤمنين .
فقال المأمون :
فما قصتك أصدقني الخبر .
فقلت له :
نعم ولكن في خلوة .
فأومأ إلى من بين يديه فتنحوا فحدثته الحديث وقلت له :
إني وعدتها بحضورك .
قال المأمون :
أحسنت .
ثم أخذنا في لذتنا ذلك اليوم والمأمون متعلق القلب بها فما صدقنا بمجيء الوقت وسرنا وأنا أوصيه وأقول له :
تجنب أن تنادين باسمي قدامها بل أنا لك تبع في حضرتها .
واتفقنا على ذلك .
ثم سرنا إلى أن أتينا مكان الزنبيل فوجدنا زنبيلين فقعدنا فيهما ورفعنا إلى الموضع المعهود فأقبلت وسلمت علينا .
فلما رآها المأمون تحير من حسنها وجمالها وأخذت تذاكره الأخبار وتناشده الأشعار ، ثم أحضرت النبيذ فشربنا وهي مقبلة عليه مسرورة به وهو أيضاً مقبل عليها مسرور بها ، ثم أخذت العود وغنت طريقة وبعد ذلك قالت لي :
وهل ابن عمك من التجار وأشارت إلى المأمون ?
قلت لها :
نعم .
قالت الجارية لي :
إنكما لقريبا الشبه من بعضكما .
قلت لها :
نعم .
فلما شرب المأمون ثلاثة أرطال داخله الفرح والطرب فصاح وقال :
يا اسحق .
قلت له :
لبيك يا أمير المؤمنين .
قال المأمون :
عن بهذه الطريقة .
فلما علمت أنه الخليفة مضت إلى مكان ودخلت فيه


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:25 PM   #344
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثالثة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية دخلت في المكان ، ولما فرغ اسحق من الغناء قال له المأمون :
انظر من رب هذه الدار .
فبادرت عجوز بالجواب وقالت :
هي للحسن بن سهيل .
فقال المأمون :
علي به .
فغابت العجوز ساعة وإذا بالحسن قد حضر فقال له المأمون :
ألك بنت ?
قال الحسن :
نعم .
قال المأمون :
ما اسمها ?
قال الحسن :
اسمها خديجة .
قال المأمون :
هل هي متزوجة ?
قال الحسن :
لا والله .
قال المأمون :
فإني أخطبها منك .
قال الحسن :
هي جاريتك وأمرها إليك يا أمير المؤمنين .
قال الخليفة المأمون :
قد تزوجتها على نقد ثلاثين ألف دينار تحمل إليك صبيحة يومنا هذا فإذا قبضت المال فاحملها إلينا من ليلتها .
قال الحسن :
سمعاً وطاعة .
ثم خرجنا فقال المأمون :
يا اسحق لا تقص هذا الحديث على أحد .
فسترته إلى أن مات المأمون فما اجتمع لأحد مثل ما اجتمع لي في هذه الأربعة أيام مجالسة المأمون بالنهار ومجالسة خديجة بالليل ، والله ما رأيت أحداً من الرجال مثل المأمون ولا شاهدت امرأة من النساء مثل خديجة بل ولا تقارب خديجة فهماً ولا عقلاً ولا لفظاً .
والله أعلم .
حكاية الحشاش مع حريم بعض الأكابر
ومما يحكى أنه كان وأن الحج والناس في الطواف ، فبينما المطاف مزدحم بالناس إذا بإنسان متعلق بأستار الكعبة وهو يقول من صميم قلبه :
أسألك يا الله أنها تغضب على زوجها وأجامعها .
فسمعه جماعة من الحجاج فقبضوا عليه وأتوا به إلى أمير الحجاج بعد أن أشبعوه ضرباً وقالوا له :
أيها الأمير إنا وجدنا هذا في الأماكن الشريفة يقول : كذا وكذا .
فأمر أمير الحجاج بشنقه فقال له :
أيها الأمير بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمع قصتي وحديثي وبعد ذلك افعل بي ما تريد .
قال الأمير :
تحدث .
قال الرجل :
اعلم أيها الأمير أنني رجل حشاش أعمل في مسالخ الغنم فأحمل الدم والوسخ إلى الكيمان فاتفق أنني رائح بحماري يوماً من الأيام وهو محمل فوجدت الناس هاربين فقال واحد منهم :
أدخل هذا الزقاق لئلا يقتلوك .
فقلت له :
ما للناس هاربين ?
فقال لي واحد خدام :
هذا حريم لبعض الأكابر .
وصار الخدم ينحون الناس من الطريق قدامه ويضربون جميع الناس ولا يبالون بأحد فدخلت بالحمار في عطفة .


 

رد مع اقتباس
قديم 10-06-2009, 06:26 PM   #345
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الرابعة والعشرين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل قال :
فدخلت بالحمار عطفة ووقفت أنتظر انفضاض الزحمة فرأيت الخدم وبأيديهم العصي ومعهم نحو ثلاثين امرأة بينهن واحدة كأنها قضيب بان كاملة الحسن والظرف والدلال والجميع في خدمتها فلما وصلت إلى باب العطفة التي أنا واقف فيها التفتت يميناً وشمالاً ثم دعت بطواشي فحضر بين يديها فساورته في أذنه وإذا بالطواشي جاء إلي وقبض علي فتهاربت الناس وإذا بطواشي آخر أخذ حماري ومضى به ثم جاء الطواشي وربطني بحبل وجرني خلفه وأنا لم أعرف ما الخبر والناس من خلفنا يصيحون ويقولون :
ما يحل من الله هذا رجل حشاش فقير الحال ما سبب ربطه بالحبال .
ويقولون للطواشية :
ارحموه يرحمكم الله تعالى وأطلقوه .
فقلت أنا في نفسي :
ما أخذني الطواشية إلا لأن سيدتهم شمت رائحة الوسخ فاشمأزت من ذلك أو تكون حبلى أو حصل لها ضرر فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وما زلت ماشياً خلفهم إلى أن وصلوا إلى باب دار كبير فدخلوا وأنا خلفهم واستمروا داخلين بي حتى وصلت إلى قاعة كبيرة ما أعرف كيف أصف محاسنها وهي مفروشة بفرش عظيم ثم دخلت النساء تلك القاعة وأنا مربوط مع الطواشي فقلت في نفسي :
لابد أن يعاقبونني في هذا البيت حتى أموت ولا يعلم بموتي أحد .
ثم بعد ذلك أدخلوني حماماً لطيفاً من داخل القاعة فبينما أنا في الحمام إذا بثلاث جوار دخلن وقعدن حولي وقلن لي :
اقلع ملابسك .
فقلعت ما علي من الخلقان وصارت واحدة منهن تحك رجلي وواحدة منهن تغسل رأسي وواحدة تكبسني فلما فرغن من ذلك حطوا لي بقجة قماش وقالوا لي :
البس هذه .
فقلت :
والله ما أعرف كيف ألبس .
فتقدمن إلي وألبسنني وهن يتضاحكن علي ثم جئن بقماقم مملوءة بماء الورد ورششن علي وخرجت معهن إلى قاعة أخرى والله ما أعرف كيف أصف محاسنها من كثرة ما فيها من النقش والفرش فلما دخلت تلك القاعة وجدت واحدة قاعدة على تخت من الخيزران .


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا