|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
24-06-2008, 01:57 AM | #1 | |||
عضومجلس إدارة في نفساني
|
المجهول .. قصه قصيره
كان " عبدالبصير " من أؤلئك الطلبه الذين تبدو هيئتهم الريفيه
واضحه للعَيان ؛ والذين قَلْ أن تنسجم الملابس الأفرنجيه مع بنيتهم القويه الخشنه ... عهدته مُجتهداً فى التحصيل ؛ نابهاً ؛ يتمتع بذكاء لمَّاح ؛ وهو إن لم يكن يُخالطنا فى لهونا أو ألعابنا أثناء اليوم الدراسى ؛ إلا أنه كان جم الأدب ؛يُحسن مُعاملة زُملائه ومُعلميه ... رحل من قريته البعيده الى المدينه ليلتحق بمدرستنا ؛ وأقام بإحدى البنايات التى لاتبعد كثيراً عن المدرسه ... زاملنى طيلة سنوات دراستى الثانويه ؛ وكاد العام الأخير منها ينصرم دون أن يحدث بيننا مايلفت النظر أو يستحق الذكر ؛ لولا هذا اليوم الذى لا أنساه ؛ والذى لم تستطع الأيام رغم كرورها أن تمحو ماجرى فيه من مُخيلتى .... كان يوماً فى أُخريات العام الدراسى ؛ وكنا نذهب الى المدرسه فى أعداد قليله ؛ نظراً لرغبة الكثيرين منَّا فى المُذاكرة بالمنزل طلباً للتركيز ؛ وبُعداً عن مضيعة الوقت ؛ ولم يكن يحرص على الحضور اليومى للمدرسه سوى أمثالى ممن يستهويهم الترويح عن النفس من ملل المُذاكره بلقاء الزُملاء ؛ وإقامة مباريات الكره فى فناء المدرسه .. فى هذا اليوم دخلنا الفصل فى الميعاد ؛ وبدأنا فى استعراض من حضر ومن غاب ؛ وبالطبع لم نلتفت لـغياب " عبدالبصير " ؛ فهو قد اعتاد أن يتغيب مُعسكراً فى منزله للمُذاكره .. وبعد أن دق جرس الحصه الأولى بقليل ؛ فوجئنا بدخول زميلنا " عبد البصير " الى الفصل .. لم يكن يحمل معه كتباً أو مُذكرات وإنما كان يحمل وجها لم نره منه من قبل !! كان مُكفهرَّاُ ؛ شارد اللُّب ؛ زائغ البصر ؛ صامتاً صمتاً ثقيلاً ؛ حتى انه لم يُلق التحيه المُعتاده علينا .. جلس الى مكتبه دون أن يلتفت يميناً أو يساراً ؛ ودون أن ينتبه الى الأعيُن المُحدقة به تريد استجلاء غموضه .. وعلى حين بغته ؛ انخرط فى بُكاء مرير طويل ؛ وانهمرت من عينيه الدموع مدراراً ؛ واحتقن وجهه بشده ؛ وانتفض جسده فى رعشه هستيريه .... ماذا به ؟! وما خطبه ؟! ألجمتنا المُفاجأه ؛ وعقلت ألسنتنا الدهشه مما نرى ؛ واستحالت حركتنا سكوناُ واجماً ؛ حتى تقدم أشجعنا منه مُحاولاً الإستفسار عن هذه الحالة الغريبه التى طرأت عليه ؛ والتخفيف عنه إن كان مستطاعاً ؛ إلا أنه ظل صامتاً لايريم ؛ وكأنما يجلس فى الفصل وحده ؛ أو لكأنما نسى الكلام ... ظللنا على هذه الحاله برهه من الزمن ؛ نحاول إخراجه مما هو فيه ؛ وهو على صمته وإعراضه عنا ؛ حتى لمحنا من بعيد " حضرة الناظر " مُقبلاً ومعه رجل متوسط القامه ؛ ربعه أميل الى الطول منه للقِصر ؛ يرتدى الملابس الريفيه ؛ وقصدا توهما زميلنا الباكى ؛ وكأنما أتيا اليه خصيصاُ .. وما إن رآهما " عبدالبصير " حتى كفكف دموعه ؛ وأمسك عن بكائه ونحيبه ؛ وتعلقت عيناه بذلك الرجل الغريب ؛ فيما قال " حضرة الناظر " له : قُم يابُنى مع عمك ؛ فقد استوصيته بك خيراً .. فقام " عبدالبصير " مُتثاقلاً يجُر رجليه جرَّاً ؛ حتى إذا كان عند الباب نظر إلينا نظرة جامعه دامعه حِرنا فى تفسير فحواها ؛ وسار مع عمه حتى غيَّبهما المُنحنى ؛ وتواريا عن الأنظار ... دفعنا الفضول الى سؤال " حضرة الناظر " تفسيراُ لما رأيناه وما حدث أمامنا ؛ إلا أنه أجاب بإقتضاب : عبد البصير سوف يرحل مع عمه الى البلده لحين الإمتحان ... فلم تشف إجابته غليلنا ؛ ولم تجلُ الضباب والغشاوة اللذين أحاطا بالموقف ... عُدت الى دارى عقب انتهاء اليوم الدراسى ـ وكان الأخير قبل عقد الإمتحان النهائى ـ وأنا أضرب أخماساً فى أسداس ؛ وأذهب فى تأويل مارأيته كل مذهب ؛ وأسترجع معلوماتى السابقه عن زميلنا العزيز لعلى أجد فيما مضى تعليلاً شافياً ؛ وأجهدنى التفكير دون أن أصل الى بُغيتى ؛ فقررت إرجاء الأمر الى حين ألقى زميلى العزيز فى لجنة الإمتحان وأعرف منه تفاصيل ماحدث .... مضى اسبوعان على هذا اليوم ؛ وحان وقت الإمتحان الذى سيتحدد على ضوئه مُستقبل كل منَّا فى الحياة ؛ والكُليَّه التى سيدخلها لإكمال دراسته العُليا ... ورغم ما يُحيط بالنفس فى هذه الآونه من إضطراب وقلق ؛ إلا أن ذلك لم يمنع عيناى أن تسبقانى الى حيث زميلى " عبدالبصير " وكلى لهفه للقائه ؛ وسؤاله الذى إختزنته بنفسى طيلة هذين الأسبوعين ... ولشدَّ ماكانت دهشتى عندما لم أعثر له على أثر !!! لم يأتِ إذن للإمتحان ؛ رغم توَّقُعى أن يكون أول الحاضرين!! انتظرت ؛ عساه أن يأتى مُتأخراً كما يفعل بعض الطلاب ؛ ولكن بدأ دخولنا الى مقار اللجان دون أن يظهر ؛ واتخذنا أماكننا المرقومه مُسبقاً ؛ وبقى مكانه خالياً كقبر فاغر فاه ؛ أو كموضع الضرس المخلوع من بين صفوف الأسنان المُتراصه .. أثار غيابه فى نفوسنا من الغرابه والتساؤل بمقدار ماأثاره فينا موقفه الغريب منذ اسبوعين ؛ وبدأ القلق يساورنا على الزميل العزيز من أن يكون قد أصابه مكروه أو بأس ... وما إن انتهت اللجنه حتى أسرعنا الى السكن الذى كان يقطنه أيام الدراسه نسأل عنه ؛ فأجابنا صاحب المنزل بأنه لم يره منذ فارقه قبل اسبوعين .... ولم يكن أحد منا يعرف تحديداً بلدته ؛ كما أن مكتب شئون الطُلاب بالمدرسه والذى يحتوى على ملفه كان مُغلقاً بسبب عقد الإمتحان النهائى ... إذن ؛ فقد ذهب " عبدالبصير " لمصير لا يعلمه سواه ؛ وأورثنا حزناً وألماً لغيابه ؛ عجزت السنون والأيام عن محوه من الذاكره.. تمضى بنا الأيام مُخلفةً أعذب الذكريات تارة ؛ وأكثرها حُزناً وشجناً تارة أُخرى ؛ لكن تبقى للمرء علامات فى الحياة وأشخاصاً التقى بهم يحفرون فى نفسه أخاديد غائره وتساؤلات حائرة ... *** بقلمى *** المصدر: نفساني
|
|||
|
25-06-2008, 09:10 AM | #2 |
V I P
|
لا حول ولا قوة إلا بالله قصة مؤثرة ,,,,
طيب يمكن الظروف منعته ان يكمل دراسته ,,,,, ملاحظه :(أسلوبك روعه يا أستاذ اسامه )تقبل مروري,,, |
|
25-06-2008, 01:13 PM | #3 |
مراقبه إداريه سابقة
|
نعم،،،،،،،،أسامــة،،،،،،،
وتبقى علامات،،،،،،الإستفهام الكثيرة،،،،،،،،، والتساؤلات العديدة،،،،،،،،الحائــرة،،،،،،،،، لأن هناك،،،،،،،،الشىء المجهــول،،،،،،،،، والشىء المستخبي،،،،،،،ولا يعلم بهذا كله،،،،،،،، إلا خالقه،،،،،،سبحانه وتعالى،،،،،،، |
|
26-06-2008, 01:05 AM | #4 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
أخى العزيز / مرهف ...
شكراً جزيلاً لك على هذا المرور الكريم ؛ وما يحمله من مديح لطيف كلطف تواجدك معنا ..... شكراً مرة ثانيه لك.... |
|
26-06-2008, 01:09 AM | #5 | |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
أشكرك للمرور والمُتابعه ؛ وحق لكِ أن تتابعى ثمرة تشجيعكِ لى على الكتابه ... وأعدُكِ ـ فى قابل المرات ـ مزيد من الإهتمام بـ ( البناء الدرامى والحبكه كما يقولون ) فإحساسى أنها ( ضعيفه ) |
|
|
27-06-2008, 01:53 AM | #7 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
شكراً جزيلاً أُختى العزيزه ريانه لهذا الكلام الذى لايصدر إلا عن نفس
طيبه ودودة فطرها الله على حب الخير للغير ..... |
|
27-06-2008, 11:23 AM | #8 |
مراقبه إداريه سابقة
|
أسامــة،،،،،،،،
القصة ليست ضعيفة كما تتصور،،،،،،يعني ليس لهذه الدرجة،،،،،، ولكني حسيت أنه ينقصها شىء واحد،،،،،،،، ينقصها المشاعر والأحاسيس،،،،،،واضح أن إحساس أسامة،،،،،، غير راض تماماً،،،،،،،عما كتب بقلمــه،،،،،، ولكنها بداية جيدة صدقني،،،،،،أشكرك لأنك تنتظر نقــدي لك،،،،، تحياتي العطــرة لك،،،،،،،، |
|
27-06-2008, 11:00 PM | #9 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
طبعاً ياورده انتظر نقدك ؛ ورأيك يهمنى جداً ؛ لما آتاكِ الله من حس فنى
يستطيع التفرقه بين الجيد والردىء من الكلمات .... وإن شاء الله فى مشاركاتى القادمه سأنتظر منكِ بيان العيوب قبل أى شىء ؛ حتى أستفيد من رأيك السديد ... أُمال إيه ؟؟!!! ألسنا إخوة ؟؟!! والمرءُ مرآةَ أخيه ؟؟!! شكراً جزيلاً لكِ ... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|