المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

لنجاح اسرتك( كن...........)

طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. وطريق النجاح العائلي يبدأ المسؤولية وتفهم احتياجات الأسرة ، ثم زيادة رصيد العواطف لدي الأبناء باعتبارها وديعة أكثر ربحاً .. ووسيلة أكثر إيجابية لاختصار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 23-06-2005, 02:13 PM   #1
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue
لنجاح اسرتك( كن...........)



طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. وطريق النجاح العائلي يبدأ المسؤولية وتفهم احتياجات الأسرة ، ثم زيادة رصيد العواطف لدي الأبناء باعتبارها وديعة أكثر ربحاً .. ووسيلة أكثر إيجابية لاختصار الطريق وتحقيق النجاح العائلي من أقرب نقطة ..

فتحمل المسؤولية هي أولي مقومات النجاح ، وهذه المسؤولية ترتكز علي محورين أساسين: المحور الأول يتعلق بالأب ذاته ، أما المحور الثاني فيختص بعلاقة الأب مع الأبناء ، خاصة أن أغلب القرارات الهامة لا يتخذها شخص واحد .. وإنما تتضافر الجهود وتتكامل الرؤي لإنجاح هذه القرارات .. ولنناقش المحور الأول المتعلق بالأب .

هل أنا أب مسؤول ؟!!

فعندما نضع أقدامنا علي أي طريق نحب أن نسلكه يجب أن نكون مقتنعين بما نقوم به حتي نصل إلي نهايته الصحيحة ولهذا لا بد أن نستشعر بأهمية دورنا في الأسرة كأباء إذا أردنا أن نصل بأفرادها إلي قمة النجاح الأسري ، ولنحقق ذلك إليك هذه الخطوات :

1- معرفة الحقوق الشرعية للأبناء والأسرة ، ويفضل هنا قراءة عدد من الكتب تتحدث عن حسن رعاية الأبناء ، بداية من حسن اختيار الاسم والدعاء للابن ومروراً بعدد كبير من المسؤوليات التي يجب أن ندركها عندما نقرر أن نكون آباء ...
2- الاقتراب من الأبناء قدر المستطاع للتعرف علي احتياجاتهم النفسية والدراسية والاجتماعية التي لا يستطيع أحد القيام بها سوي الأب .
3- الاندماج مع الأسرة في كل صغيرة وكبيرة مما يزيد الإحساس بالمسؤولية تجاه كل فرد فيها من صغير وكبير ونعمل بدافع الحب للوصول إلي النجاح الأسري .

أنا وأسرتي

المحور الثاني من المسؤولية يتمثل في ضرورة أن يشعر كل أفراد الأسرة بمسؤوليتهم وخاصة اتجاه الدستور الذي اجتمعوا علي كتابته ، وهنا أيضا تأتي مسؤولية الأب ليزرع في أنفسهم هذه المسؤولية عن طريق استمالتهم للثقة به وحبهم له مما يجعل مهمته أسهل في القيادة ، فقد أهتم الكثير من الرجال في مجتمعنا بتعليم أساليب إدارة الأموال ، وكذلك يقضون الكثير من الوقت في قراءة أوراق استخدام الأجهزة الكهربائية الحديثة ولكننا اليوم نود أن تتعرف إلي فنون إدارة جميع أفراد أسرتك باستخدام عدد من التقنيات في هذا المجال :

التقنية الأولي :

هل أنت مستمع جيد ؟
تكمن أهمية الاستماع الجيد للأبناء في أنها تمنحهم فرصة التعبير عما بداخلهم من مشاعر وهذا ما يقودك لفهم واكتشاف صفاتهم الفردية ومشاعرهم الخاصة ، وبالمقابل يشعرهم هذا بالأمان والتقدير ، فالاستماع في حد ذاته قيمة إنسانية لها دور كبير .
كيف أكون مستمع جيد ؟
1- حاول أن تكتشف ماذا يقصد ابنك في كلماته ربما هناك رسالة معينة يحملها لك دون أن يصرح بها فمثلاً أبي إن لدي صديقي أحمد سيارة حمراء تعمل باللاسلكي يلعب بها كل يوم أمام منزلهم ؟! .

ربما تعني أبي إني أريد سيارة حمراء مثل سيارة أحمد ، وربما لم يصرح بطلبه لعدة أسباب حاول الوصول لها .
فهل هي خوف منك أو استحياء وخجل منك .

2- حاول أن تجد شيئاً مثيراً وهاماً فيما قيل لك ، شيء ممكن أن تستخدمه كفكرة جديدة أو عمل شيء مبتكر .
فمثلاً : أبي ما رأيك في هذه الرسمة التي رسمتها بنفسي .
جميلة ليس بالرد المبتكر .
ولكن فعلاً إنها صورة جميلة .. ما رأيك أن نجمع كل رسوماتك في ملف وتكتب قصة لكل الصور هذا رد مبتكر .

3- حاول أن لا تظهر أي انفعال لك اتجاه ما تسمعه من أبنائك قبل أن تفهم ما تسمعه وينتهي ابنك من آخر كلمة .
فمثلاً : لا أريد أن آكل الآن
لا تثور وتزعم ابنك علي الأكل ولكن دعه يكمل الموضوع فربما يرغب بشيء معين أو إن لديه سبب معين لعدم تناول الطعام .

4- أغلق التلفاز واترك الجريدة والتفت إلي ابنك ودعه يتكلم ولا تقاطعه إلا عند استيضاح نقطة معينة أنظر في عينيه استمع إليه بحب لتعرف حقيقة مشاعره ، أعط ابنك فرصة للتعبير عن كل ما بداخله ففي هذه الحالة سوف تحصل علي كل المعلومات التي تحتاجها دون عناء .

التقنية الثانية :
هل أتفهم أسرتي ؟
التفهم هو الاحتواء ولكن ليس معني الاحتواء هو الموافقة علي رأي الأبناء دائماً بل تفهم ما يقصدون ويشعرون به حتي وإن اختلفت معهم في الرأي يجب أن يشعر أفراد أسرتك أنك لا تتخذ موقفاً مضاداً دون تفسير ذلك .

فمثلاً : يمكنك قول : إني متفهم رأيك في الموضوع ولكن أنا أيضاً لي وجهة نظر في هذا الموضوع ولو تناقشنا قليلاً ممكن أن نصل إلي حل يرضينا جميعاً ، ممكن أن يريح ابنك ويوصلك لما تريد بطريقة أسهل .

التقنية الثالثة :
ودائع الحساب العاطفي
كيف يمكنك أن نتعامل مع أفراد أسرتك بفاعلية وفي ذات الوقت تزيد من رصيدك العاطفي لديهم ؟
1- أنا بدلاً من أنت
إذ ما حاولنا أن نعدل من أسلوب حديثنا معهم فبدلاً من توجيه الاتهامات نعبر عن رأينا وكأنه رأي خاص بنا .
فمثلاً : أن نقول ما يقلقني أنني أشعر بعصبيتك ؟ بدلاً من : إنك مشاغب وعصبي بذلك نكون قد تحدثنا عن وجهة نظرنا الخاصة وفتحنا الطريق أمام الأبناء ليتحدثوا عن وجهة نظرهم في القضية فأسلوب أنت وانك أسلوب يخلو من الود والاهتمام بمشاعر الأبناء ويجعلهم دائماً في موقف عدائي .

أما إذا أحس الابن باهتمامك به وبوجهة نظره فسوف يأتي إليك طواعية ليسألك ما رأيك بالأمر التالي أو إنني أريد نصحك ودعمك .

2- إجماع في الرأي

وهو اتفاق جميع أفراد الأسرة حول هدف واحد ودستور واحد وهذا يتطلب من الأب بعض المرونة ويتطلب أيضاً بعض الوقت للتفرغ لكل ابن علي حدة ومعرفة ما يحدث له وما يحتاجه وأيضا يحتاج من الأب أن يكون نموذجاً للحب الغير مشروط ويظهر اهتمامه لجميع أفراد الأسرة حتي ولو كانوا صغاراً ، ومن الضروري أن يحظي كل منهم بنفس الأهمية لدي الأب حتي لا يشعرون أنهم بحاجة إلي كفاح وشجار من أجل الوصول لما يحبون أو من أجل الوصول إلي تعاطف من الأب فعندما تصل أنت وأفراد أسرتك إلي هذه الدرجة من الاندماج فالقرارات التي سوف تتخذها سوف تكون موضع التنفيذ .

3- الحساب العاطفي

هو حجم الثقة التي تبنيها بينك وبين أفراد أسرتك فكلما قمنا بعمل شيء إنساني لهم نكسب وديعة في حسابنا العاطفي لديهم ، وتلك الودائع هي التي توجد روابط حميمة وتجعل لنا رصيد عالي من الثقة في نفوس الأبناء فإذا ما قمنا بتصرف يعتبر سلبي بالنسبة لهم فإن هذا الرصيد ينخفض فمن الضروري دائماً أن نودع في حسابنا العاطفي مع الأبناء حتي لا نصل إلي مرحلة الخطر .

كشف حساب عاطفي
عمليات الإيداع :

· الاهتمام أولاً بفهم كل فرد فيهم .
· الالتزام بوعودك معهم .
· التعاطف والتواضع .
· تحقيق توقعاتهم وآمالهم .
· الاعتذار .
· استخدام الأسلوب الأمثل في التحدث معهم .
عمليات السحب
· إصرارك علي أن يفهموك أولاً .
· الإخلال بالوعود .
· الإساءة والتعالي والقسوة .
· تحطيم آمالهم الممكن تحقيقها .
· الابتعاد عنهم عاطفياً .
· توجيه الاتهام لهم دائماً .



منقوووووووووول



وفق الله الحميع لكل خير



البتار
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 23-06-2005, 02:49 PM   #2
الحوراني
الرئيس
الرئيس


الصورة الرمزية الحوراني
الحوراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  05 2001
 أخر زيارة : 29-05-2024 (08:16 PM)
 المشاركات : 25,709 [ + ]
 التقييم :  396
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


اخي البتار

كلامك رائع ، وياريت التطبيق يكون رائع ، فنحن في عصر الأخطاء ، وعصر السرعه حتى بالغضب والمخاصمه .


 

رد مع اقتباس
قديم 24-06-2005, 02:13 AM   #3
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


أهم الأمور التي تكون سبباً في بناء الشخصية القيادية لدى الأطفال

س- كيف ننشئ طفلاً على غرار أبيه، لديه قيم إدارية، وما أهمية قيمة تنظيم الوقت في الطفل القائد؟
ج- أنا من المعجبين بمثل هذه الخطوات والمبادرات الطيبة التي تسعى لتكريس أنواع من السلوكيات الفكرية العالية التي يعبر عنها بالمهارات.
وأعتقد أن مجلتكم تساهم إلى حد كبير في رفع مستوى التنمية البشرية في البلد. وأهم شيء أن نؤمن متى نعلم الطفل المهارات وكيف نعلمه إياها وأهم سؤال هو متى؟ ثم كيف؟ فمن خلال الدراسات النفسية تبين لنا أن 90 % من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الأولى، حيث تتشكل عند الطفل المفهوم الذاتي الذي فيه التقبل والإدراك والقيم وهي أهم سنوات في عمر الإنسان على الإطلاق.

من الممكن تعليم الناس كيف ينظمون وقتهم ويتخذون القرارات ويعتمدون على أنفسهم في سنوات متقدمة من العمر لكن تعليم إنسان تجاوز السبع سنوات يحتاج إلى رغبة وليس من السهولة تشكيل رغبات داخلية، ونحتاج إلى اتخاذ القرار أي أنه يريد التغيير ونحتاج إلى الفعل والمهارة والالتزام والاستمرارية والطاقة والتوقع الإيجابي. لكن الطفل لديه كل هذه المقومات في السبع سنوات الأولى، فلديه حب الفضول والاكتشاف، وكثرة الحركة تعبر عن هذه الرغبة أنه يريد أن يتعلم أشياء كثيرة، ولديه القرار لأنه يريد أن يعتمد على نفسه ويتعلم أشياء جديدة، وتوقعات الطفل كلها إيجابية.

ومن المهارات التي يحتاجها الطفل هي الاعتماد على الذات، لكن علينا أن نسأل سؤالاً هاماً، هل أعطيت للطفل الفرصة ليمارس قوة الاستقلال والاعتماد على الذات؟

إن هذه المهارة تبدأ في السنتين الأوليتين من عمر الطفل، فهو يريد أن يأكل بمفرده، وأن يلبس ملابسه دون مساعدة، وهذه بدايات تشكيل مهارة، وهي الاعتماد على الذات. وأيضاً مهارة حل المشكلات، فالطفل في هذا العمر يريد أن يحل مشكلته بنفسه، ويريد حل جميع المشكلات التي تواجهه دون تردد وبأي وسيلة كانت ودون الاعتماد على الآخرين. وبعض الآباء يخطئون حينما يركزون على أشياء يمكن تعلمها بعد السبع سنوات الأولى مثل الحفظ، لا تشدد عليه كثيراً، اجعله يحفظ ما تيسر له من القرآن أو الأحاديث والأدعية دون أن تركز عليه، لأن التركيز الأساسي يجب أن يكون على تعلم المهارات، حيث يوجد الكثير من المهارات التي لا يمكن تعلمها إلا بهذه السن، ومنها الجرأة والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار والثقة بالنفس والصورة الإيجابية عن النفس والتقبل الذاتي، وهذه كلها من أقوى المهارات التي تصنع القائد والإداري الناجح، لكن نحن لا نريد فقط إداريين، نريد قادة وهذا هو المطلوب والأهم، لأن القائد هو من يرسم الأهداف ويضع الخطط الاستراتيجية، أما المدير فهو يدير ويحقق أهداف مرسومة سلفاً.

أما المرحلة العمرية من 7 إلى 18 سنة، ففيها تتشكل 10 % من شخصية الإنسان وهي ليست قليلة، ففيها يمكن إعادة تشكيل شخصية الابن عن طريق الإقناع واللين والتفاهم، ويمكن فيها كذلك تقويم شخصية الطفل بتعديل بعض الخصائص القابلة للتعديل.

وهذا هو الشق الأول من بنيان شخصية الطفل وهو متى؟.

أما الشق الثاني: وهو كيف؟ فهو كيف ينبغي أن أعلم ابني كيفية اتخاذ القرار؟ وكيف يؤمن بقيمة قوة اتخاذ القرار!، والاستقلالية والاعتماد على الذات، والأهم هو كيف أعلم ابني القيم، ومن الممكن أن أستغرق سنة كاملة في تعليم ابني قيمة الوقت، وهذه بعض المفاهيم الهامة في قيمة الوقت: أهمية الوقت، ماذا يعطيني الوقت، المحافظة على الوقت، سعادة احترام الوقت، أهمية احترام وقت الآخرين، الوقت بالنسبة للمسلمين مهم جداً لأنه يدخل في عقيدة الإنسان المسلم الناجح، الوقت كالسيف، الوقت جزء من حياتك إما يقودك إلى النجاح أو إلى الفشل.

بعد القيم والمعتقدات التي يتم تعلمها في السنوات الثلاث الأولى، ينتقل إلى السنوات الرابعة والخامسة، وفيها بناء الأحاسيس والمشاعر، دع ابنك يحب الوقت، ويحترمه.
أعتقد أن السلوكيات السلبية المنتشرة في عالمنا العربي هي بسبب المعتقدات، فيجب أن نؤمن أن الوقت ثمين ويجب المحافظة عليه وعدم إضاعته، ثم يأتي دور السلوك وهو الدور الأسهل والأبسط لأن الإنسان عندما يؤمن ويحب ويشعر بقيمة الوقت لن يضيعه في أي شيء آخر تلقائياً، ويكون مبرمجاً على احترام الوقت وتنظيمه واستغلاله في خدمة أهدافه وتحقيقها، لذا فالذين يدخلون دورات تنظيم الوقت، هم يأخذون جداول قد لا تنفعهم لأنهم بالأساس لا يشعرون بقيمة الوقت.
وهذا المعنى العظيم نفهمه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظل عليه الصلاة والسلام مدة (13) عاماً يبني القيم والمعتقدات والمشاعر وما كان يفرض على المسلمين سلوكيات نهائياً، وحتى عندما فرضت عليهم الصلاة، كانوا يتعاملون بالربا والخمر، ولم يكونوا مطالبين بدفع الزكاة، لأنه من الصعوبة أن تطالب الإنسان بسلوك قبل أن تبني لديه القيم والمعتقدات، بعد فتح مكة قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: "لولا أن قومك حديثي عهد بالإسلام لأمرت أن أهدم الكعبة وأن أعيد بناءها مثل ما بناها إبراهيم". أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
لذلك هناك القاعدة الأساسية: انتبه إلى أفكارك لأنها تتحول إلى قيم، وقيمك تتحول إلى معتقدات، والمعتقدات تتحول إلى مشاعر حب وأحاسيس والتي بدورها تتحول إلى سلوكيات تحدد مصيرك. إذاً الذي يحدد مصير الإنسان في الواقع هي الأفكار.
فالفكرة إذا أعطيتها طاقة أصبحت قيمة، والقيمة إذا فكرت بها وتبنيتها أصبحت معتقد، والمعتقدات تولد الحماس والمشاعر، والمشاعر ينتج عنها سلوكيات.

س- كيف أوفق بين القيم والمهارات المختلفة، أي كيف أعلم ابني قراءة كتاب لوحده وفي نفس الوقت أعلمه مشاركة الآخرين والاختلاط بهم؟
ج- هذا هو المطلوب، وهو التوازن، بين الانطواء والتقوقع من جهة، وبين الشللية والجماعات، من جهة أخرى، فيجب على الطفل أن تكون لديه مهارات اجتماعية للتواصل مع الآخرين وكذلك مهارات ووقت للتأمل الذاتي والقراءة والتفكير والاسترخاء، وهذه من سمات الناجحين، أي أن تكون لديه لحظات اختلاء مع الذات، دع ابنك لوحده دون إزعاج حتى ولو لبضع دقائق، وكذلك كان أعظم القادة والعظماء وهم الرسل، فقد كان إبراهيم الخليل عليه السلام يتأمل في النجوم يومياً، وموسى عليه السلام ذهب إلى جبل الطور وكان يتأمل، ومحمد صلى الله عليه وسلم اختلى في غار حراء، وكان يقضي الليالي يتحنف ويتأمل وهناك نزل عليه الوحي.

لكن من المهم إبعاد الطفل قدر المستطاع عن ألعاب الكمبيوتر والسيغا والبلاي ستيشن، لأنها تعلم الطفل الاتكالية والسهولة في الحياة، كل شيء بضغطة زر، وكذلك تؤصل العنف والإحباط الذاتي، لأن الطفل يصنع لنفسه بطلاً بضغطة زر، فإما أن يقتل أو يفشل، لهذا فألعاب الكمبيوتر أخطر من التلفزيون، لأنها تعلم الطفل العنف والإحباط والفشل. غير أن الأطفال مصرون دائماً على ممارسة هذه الألعاب المثيرة!! والحل هو أن لا أحرمهم من هذه الألعاب بتاتاً، لكن بحدود ضيقة وبأوقات محدودة وأنواع من اللعبات معينة، ثم علينا أن ننمي الهوايات لدى الطفل مثل الرسم والفك والتركيب والنادي العلمي أو التعامل مع الآخرين، وأن أهيئ لهم الصحبة الصالحة التي تزيد من طموحهم ومناقشاتهم، ومنافسة أقرانهم.
وكذلك علينا أن ننمي لدى الطفل قيمة الهدف الجماعي، يجب أن نعلم الطفل أننا كلنا نحقق الهدف، ونكمل الدور الذي بدأه شخص آخر، وهي قيمة مهمة جداً لأنها إحدى القيم الأساسية لدى الفتى القيادي، ويجب أن تكون لدينا لجان تهتم بتنشئة الفتى القيادي، وفي الكويت بدائل كثيرة ولجان مهتمة بالفتى والفتاة القيادية، وهي من الإبداعات التي نحمد الله عليها، فأشخاص مثل الدكتور طارق السويدان في المركز القيادي لتدريب الفتيان والفتيات ولجنة الصحبة الصالحة والنشء المسلم ومراكز الشباب والمراكز الكشفية والنادي العلمي والأندية الرياضية وجهود الدكتور محمد الثويني، كلها بدائل تتيح الفرصة المناسبة لبناء القادة ذوي الذكاء العاطفي والبنية النفسية السليمة المبدعة.

س- كيف يستطيع الطفل أن يختار تخصصه؟
ج- إن اختيار الطفل لتخصصه ومستقبله العملي يكون من خلال تنمية المهارات والهوايات وهذا بعد سن 14-15 سنة، فيجب أن نساعده على اختيار تخصص يتناسب مع طبيعة شخصيته، لكن ليس من الضرورة أن تكون مهنة للعمل بها. مثلاً الشخصية الاجتماعية ذات العلاقات العامة لا يمكن أن يعمل في مهنة تتطلب الانفرادية مثل العمل كصائغ برامج في الكمبيوتر. ولدى الدكتور طارق السويدان دورة تخصصية هي صناعة كيف تختار تخصصك، وهي من أقوى الدورات وأنفعها.

س- هل هناك علاقة بين كون الإنسان ذا ذكاء عالٍ، وفي نفس الوقت يكون من ذوي الدرجات المتدنية في الدراسة؟
ج- نعم هناك علاقة بين الذكاء العقلي والتحصيل الدراسي لكنهما لا يصنعان من الشخص إنساناً ناجحاً لذا فإن الذكاء العاطفي يصنع منك القائد والزعيم، وهذا يتماشى مع النظرة الإسلامية: (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، وفي الحديث: (وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله) وهذا هو الذكاء العاطفي الوجداني، وهو أقوى من الذكاء العقلي. إن كثيراً من عباقرة البشرية كانت لهم عقبات في التعلم مثل: آينشتاين ودايفنشي وإديسون وروزفلت، قد طردوا من المدرسة وقيل عنهم أغبياء، لكنهم كانوا أذكياء وعباقرة، ودرجة ذكائهم تجاوزت 140 درجة، وهناك نوع من الصعوبات التي تواجه بعضاً من هؤلاء مثل العسر القرائي ومعدل المصابين به 4-10 %.
والقراءة مهمة جداً، وعلى الآباء أن يجهزوا غرفة تكون مكتبة للقراءة وبجو مناسب يساعد الطفل على القراءة والتفكير.

س- كيف نثق بالمدرسة مع أنها تخرج بعض السلوكيات السيئة؟
ج- المدرسة أحد المبرمجين الأساسيين للطفل وتعطيه معلومات عن الحياة وتشكل جزءاً من شخصية الطفل، وعلينا متابعة أبنائنا في المدرسة من خلال سؤال المدرسة ومراجعتها ومراجعة الأخصائي الاجتماعي وحضور مجالس الآباء، لكن يجب علينا أولاً أن نحصن أبناءنا عن طريق المعتقدات والمبادئ، ولا نقدمهم للمدرسة كالوعاء الفارغ، وعلى كل منا أن يتحمل مسؤوليته تجاه أبنائه.

س- ما هو رأيك في العقاب البدني؟
ج- أنا شخصياً لا أميل ولا أرتاح لهذا المبدأ لأن هناك ألف طريقة وطريقة بديلة عن الضرب والعقاب البدني، وهناك أكثر من 50 أسلوباً للمحاسبة والمعالجة، لكن لا أتعامل مع أبنائي بمبدأ العقاب بل بمبدأ المحبة والإقناع والتحاور الهادئ العقلاني، إلا في حالات ضيقة جداً وبعد استنفاد على الأقل مائة وسيلة وخطة، لكن علي أولاً أن أجعله يؤمن بالقيم، وأدربه على السلوك لفترة تتجاوز الثلاث سنوات، فإذا لم ينجح ذلك معه شيء ربما يكون العقاب البدني أو الضرب غير المبرح حلاً، لكن الضرب أسلوب العاجز والنبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب قط إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.

والحمد لله إنني أرى إقبالاً رائعاً على الدورات والكتب والبرامج الإعلامية التي تدعو إلى تنمية المهارات لدى أطفالنا.

------------------
* د. مصطفى أبو سعد
- دكتواره في علم النفس التربوي ? فرنسا
- ماجستير في علم النفس الإكلينيكي (العيادي) - فرنسا
- دبلوم دراسات عليا في علم الاتصال والتسويق ? إيطاليا
- مدرب معتمد عالمياً في البرمجة اللغوية العصبية NLP
- مستشار متخصص في المجال التربوي والعلاقات الزوجية
- قدم الكثير من الدورات التدريبية والمحاضرات وشارك بالعديد من المؤتمرات في مجال الأسرة وفنون التربية الحديثة.
- كاتب ومشارك في كثير من المقالات في مجلات ودوريات مختلفة.

المصدر : مجلة ابداع العدد العاشر


أسئلة حول أهمية بناء الطفل

د. مصطفى أبو سعد

منقووووووول


البتار


 

رد مع اقتباس
قديم 24-06-2005, 02:33 AM   #4
دمع القمر
عـضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية دمع القمر
دمع القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7497
 تاريخ التسجيل :  12 2004
 أخر زيارة : 21-05-2009 (11:51 AM)
 المشاركات : 1,322 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البتار

جهدك واضح بعد عودتك

ومواضيعك جدا رائعه ومفيده

دمت لنا...


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا