المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات النقاش وتبادل الآراء > ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش
 

ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية

د.البندري العمرفي حوارحول ا لاخطاءفي تربيةالابناء(5)

عودهم الصبر00 * يدلل كثير من الآباء أبناءهم بحجة عدم حرمانهم، فيما يلجأ آخرون إلى حرمانهم بحجة تعويدهم على الحياة الخشنة، فما حدود التدليل والحرمان في تربية الأبناء؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21-05-2002, 11:56 AM   #1
صفوالحياة
عـضو مؤسس


الصورة الرمزية صفوالحياة
صفوالحياة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1402
 تاريخ التسجيل :  04 2002
 أخر زيارة : 12-10-2014 (09:20 PM)
 المشاركات : 1,320 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
د.البندري العمرفي حوارحول ا لاخطاءفي تربيةالابناء(5)



عودهم الصبر00

* يدلل كثير من الآباء أبناءهم بحجة عدم حرمانهم، فيما يلجأ آخرون إلى حرمانهم بحجة تعويدهم على الحياة الخشنة، فما حدود التدليل والحرمان في تربية الأبناء؟

تربية الطفل على الترفيه والتدليل الزائد تجعله ضعيف الشخصية تافه الاهتمامات. ومن مظاهر الترف: الاهتمام الزائد بمظهر الطفل وأناقته مما يسفه اهتماماته ويجعلها محصورة في الشكليات. وكذلك تلبية جميع طلباته، فينشأ الطفل منعّماً همُّه نفسه ولا يبالي بالآخرين، ولا يريد أن يتعب أو يجتهد لتحصيل الرزق أو الحفاظ على النعمة. ومن العجيب أنه قيل إن أكثر من يحقد على والديه الطفل المدلل؛ لأن دوام الحال من المحال، وسيواجه المجتمع فيما بعد بمفرده، إذاً فمن سيُلبِّي طلباته، ومن يعينه على مواجهة صعوبات الحياة ومشكلاتها التي لم يعتدها.

ولذا ينصح بعض علماء التربية بالتنبه لذلك منذ الأشهر الأولى، فينصحون بعدم إعطاء الطفل كل ما أراد إذا بكى رحمة به ورأفة، أو رغبة في تسكيته منعاً للإزعاج، ويروى أن رجلاً أتى "مالك بن نبي" يسترشده لتربية ابن له أو بنت ولدت حديثاً، فسأله: كم عمرها؟ قال: شهر، قال: فاتك القطار. وكان يظن بادئ الأمر أنه مبالغ، ثم قال: عندما نظرت وجدت أن ما قلته الحق، وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء يوصله إلى حقه".

ولكن: لا ينطبق هذا السلوك على إعطائه شرابه إذا جاع، لكن المقصود أنه إذا بكى في الأشهر الأولى ـ دون مرض ـ بعد إعطائه طعامه وشرابه وتنظيف ملابسه وبدنه، والحنّان الذي يحتاج إليه بملاعبته وهدهدته، ثم ما إن يوضع على الأرض إلا ويعلو صوته بالبكاء حتى يُحمل فيسكت رغبة في استمرار حمله، فهذا هو البلاء؛ لأنه عرف أن البكاء هو الوسيلة لتحقيق مطلبه ورفاهيته، فهنا لا بد من مخالفة هواه.

غير أن حرمان الطفل من العطف والشفقة والحنان ومعاملته بالشدة والقسوة، حتى يكون جلداً يتحمل مصاعب الحياة، خطأ جسيم في حق الطفل، فالنفس مجبولة على حب من أحسن إليها، وتحتاج هذا الحنان وهذه الشفقة، وإن حُرِم الطفل هذا الحنان سيبحث عنه في أي مكان ومن أي شخص ولو كان فاسقاً، وفي هذا من الضرر عليه ما لا يخفى.

والحرمان المستمر والكبت والتقييد حتى يكون الطفل جاداً نظامياً في حياته: أسلوب خاطئ في التربية؛ لأن الطفل يشعر أنه بحاجة إلى ما طلب، والحرمان المستمر قد يؤدي إلى لانفجار، وإذا لم يكن في الأمر ثمة إشكال فما المانع من إعطائه حاجته وما يريد في حدود المعقول؟ فإنه إذا أُعطي انشرحت نفسه وشعر بتحقيق ذاته والاستجابة لميوله، ومن أمثلة ذلك: اللعب بالرمل عند التنزه في الصحراء، أو السباحة عند الجلوس عند البحر، فالبعض يقيد ذلك أو يحدده بوقت لغير مصلحة، والتقييد والحرمان المستمر قد يجعل الطفل جاداً في بعض الأحوال، لكنه سيكون قاسياً جامداً أيضاً، فالاستجابة لطلباته في حدود المعقول تجعله في المقابل طائعاً مرناً مع والديه.

وقد ذكر عن يزيد بن معاوية أنه سأل الأحنف بن قيس: ما تقول في الولد؟ فقال الأحنف: "يا أمير المؤمنين، ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة، وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم؛ يمنحوك ودهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقلاً ثقيلاً فيملوا حياتك، ويودوا وفاتك، ويكرهوا قربك".

فلا بد من التوسط في العواطف فتكون شفقة في حزم، فلا إفراط ولا تفريط، فلا نبالغ في الحنان والعواطف بشكل زائد، ولا نبالغ في الجفاء ونحرم الطفل حقه من الحنان، ولنتأمل رفق النبي – صلى الله عليه وسلم – بالصغير، فقد أخرج الخيثمي في المجمع عن أبي ليلى أنه رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – وعلى صدره أو بطنه الحسن أو الحسين فبال، قال: فرأيت بوله أساريع (أي طرائق يمشي) فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: "دعوا ابني، لا تفزعوه حتى يقضي بوله ". وكان يمازح الحسن والحسين، فيركبهما على ظهره، ويخرج لسانه للحسين فإذا رآه يضحك، وربما وضع في فمه شيئاً من الماء البارد فيمجه في وجه الحسن فيضحك.

وكان عمر – رضي الله عنه – يمشي على رجليه ويديه وأولاده على ظهره يلعبون وهو يسير بهم كالحصان، فيراه بعض الناس فيقولون له: أتفعل ذلك وأنت أمير المؤمنين، فيقول: نعم، ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي (أي في الليونة والسهولة)


تم بحمدلله00
اسأل الله ان ينفعنا به00
واعتذر عن طول الموضوع
وان شاء الله ما اكون قد اصبتكم بالملل:(

محبتكم صفوالحياة
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:32 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا