|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
19-02-2013, 09:46 PM | #1 | |||
عضو موقوف
|
شركات الأدويه النفسيه : فشل أم دجل ؟!
طرح مقال عن موضوع مقارنة مضادات الاكتئاب والأدوية الوهمية- خالية من أي مادة علاجية، فقط مادة سكر- لإيهام المريض بأنه يتناول علاجات طبية ضد اكتئابه، وكيف أن المقارنة العلمية أتت بعجائب صدمت الرأي العام، واهتمام العالم المهني والمستهلكين في الغرب في العام الماضي مثلا. تبعتها تقارير مماثلة من أعلى هيئة علمية صحية حكومية متخصصة في بريطانيا، تذهب إلى نتائج متقاربة جدا، وتشير كلها إلى الجانب الأخطر وهو مضاعفات مضادات الاكتئاب الجسدية والنفسية.
لكنني أود أن أشير إلى أن من مضاعفات مضادات الاكتئاب الحقيقية بالصورة المعطاة الآن , أنها تحرم المراجع من حل المشكلة أو الاضطراب النفسي بطريقة أكثر فائدة وبأقل مضاعفات سلبية، وأكثر من هذا فإنني أعتقد أن المستهلك والدولة يجب أن يريان التكلفة الباهظة إنسانيا وماديا للأدوية غير المبررة- كما تشير الأبحاث والممارسات العيادية. قام أستاذ علم النفس " كيرش Kirsch"– من جامعة هل البريطانية، بأخذ المعلومات العلمية المفصلة لعشرات الدراسات التي أجرتها نفس شركات الأدوية المنتجة (لكنها لم تنشرها للعالم)، ووفقا لقانون حرية المعلومات الأمريكي أتاح له هذا القانون مراجعة أصل البحوث. قارن الأستاذ كيرش نتائج ما يقرب 3000 مريض (وهو عدد كبير جدا) بين الذين تناولوا مضادات الاكتئاب، وبين الذين أخذوا حبوب خالية من العلاج (سكر فقط) من غير أن يعرف أي من الفريقين نوع العلاج، وتشير المقارنة إلى أن الفرق قليل جدا في تحسن المرضى في المجموعتين. كلا المجموعتين تحسن، مع ملاحظة أن الشديد الاكتئاب ربما يستفيد من المضادات أكثر وهم عينة صغيرة ولفترة صغيرة. إن عدم فاعلية أدوية الاكتئاب (حسب دراسات الشركات المنتجة للدواء لكنها أيضا مسوقة للدواء كذلك جعلت بعض الأطباء الأمريكيين الباحثين في المجال يشيرون إلى أن العديد من الأدوية تعطى للمرضى الخطأ. بعد ذلك قام كيرش والعديد من الباحثين بمقارنة درجة التحسن بين الذين يأخذون مضادات الاكتئاب لوحدها، أو مع العلاج النفسي السلوكي المعرفي، أو مشتركين أو العلاج الوهمي لوحده. خلاصة الأبحاث أن بعض الذين يعانون من الاكتئاب الشديد – وهم قلة- يتحسنون لفترة بعد عدة أسابيع من تناول الأدوية. لكن أغلبهم يحتاجون للتجريب عليهم مرات باستخدام عدد من الأدوية قبل أن يستقروا على دواء معين- والسبب كثرة الأعراض السلبية والمشكلات التي تسببها الأدوية وعدم الاستفادة. وعندما قارنوا العلاج بالأدوية بالعلاج النفسي السلوكي (يقوم بها مثلا الأخصائي النفسي العيادي) وجدوا التحسن متقاربا بين المجموعات، لكن الأهم فرقان: الأول أن المجموعات التي تحصل على العلاج النفسي السلوكي والأدوية يكون تحسنها أفضل من أي منها الأدوية لوحدها، والثاني أن التحسن من بعد العلاج النفسي السلوكي المعرفي يطول بقاؤه أكثر من الأدوية، وعادة ما يرجع المريض للاضطراب ومشكلات الاكتئاب والأدوية. وهم السيروتونين؟ السيروتونين نوع من أنواع الموصلات العصبية في المخ، ارتبط اسمه بالاكتئاب كما ادعت شركات الأدوية وسوقت ببلايين الدولارات للأدوية. لكن الدراسات العلمية لشركات الأدوية وغيرها، أوضحت أن الأدوية التي تؤثر على موصلات عصبية أخرى (الإدرينالين مثلا) كذلك تفيد بعض الذين يشخصون بالاكتئاب، ويبدون تحسنا كما المرضى الذين يأخذون مانعات إعادة امتصاص السيروتونين SSRI، وهذا يضعف نظرية شركات الأدوية وتسويقها التجاري للأدوية وإعطائها لملايين الناس بتكلفة كبيرة على المستهلك والدولة والمجتمع. بل أكثر من هذا فإن الباحثين الفرنسيين قاموا بالعكس تماما، حيث قاموا بتفعيل امتصاص السيروتونين (تقليله أكثر مما هو نظريا قليل في مرضى الاكتئاب) عبر أدوية تقوم بهذا الغرض. النتيجة؟ لقد أبدى المرضى مرة أخرى تحسنا مناسبا لهذه الأدوية التي تعكس نظرية السيروتونين تماما على رأسها. التفسير؟ ليس هناك تفسيرا!. ربما ليس للسيروتونين علاقة بالاكتئاب، أو ليس كل الناس، أو أن الناس قد شخصهم الأطباء خطأ أصلا.. وهكذا التفسيرات العديدة. لذلك كيرش وآخرين قدموا فكرة تقوم على التساؤل.. هل أن الفرد يجب أن نعطيه أدوية وهمية بدلا من مضادات الاكتئاب ومضاعفاتها الكبيرة؟ الرياضة علاج للاكتئاب بعد ذلك قام عدد من الباحثين في مراكز علمية مختلفة بالمقارنة بين الرياضة فقط كأسلوب لعلاج الاكتئاب، بمضادات الاكتئاب، فوجدوا أن الذين مارسوا الرياضة أبدوا تحسنا نفسيا وخفت درجة الاكتئاب كما في الأدوية. لكننا لابد أن نؤكد على أهمية وفائدة الرياضة للجسم والناحية النفسية من غير مضاعفات تذكر، على عكس الأدوية التي تسبب كثيرا من المضاعفات السلبية- تذكر منها العدوانية والرغبة في الانتحار مثلا عتد الصغار، ومشكلات الأكل والسمنة، والنوم والعلاقات الزوجية. إن تفاصيل الدراسة توحي بأن تحسن المراجعين من الرياضة كان حوالي 70% بعد 10 أشهر، بينما كان تحسن الآخرين من الأدوية أقل بكثير إحصائيا، فقط تحسنوا بنسبة حوالي 50 % بعد الأدوية، وطبعا محاولة الإجابة عن سبب التحسن من ممارسة الرياضة، قد يعود للشعور النفسي بأن الفرد يقوم بشيء جديد نافع (راجع مقدمة المقالة على سلبية اعتماد المرضى على الأدوية)، أو أن الرياضة تزيد الأدرينالين أو الأندورفين- المريح للجسد والحالة النفسية، أم هل كل هذا وهم علاجي. المهم تحسن مستمر بلا مضاعفات الأدوية السلبية وخطوراتها. لقد تطرقت في المقالات الماضية لمشكلة أن الخدمات الصحية والمجتمع قد يقعان فريسة للتسويق غير القائم على أسس علمية، كما أنني أشرت إلى جعل مشكلاتنا الفردية والشخصية والأسرية حالة مرضية وبالتالي علاجها بالأدوية. هذه زبدة الموضوع، فالطرق العلاجية النفسية السلوكية (بلا دواء) تنفع ملايين الناس وتخدم الدولة والمجتمع، وتقلل التكلفة الإنسانية والاقتصادية. على المراجع مسؤولية كبيرة في أن يعرف ما يحتاج الإنسان، وما هو البديل المتوفر، كما على صانع القرار الإداري نفس المسؤولية في تنمية الخدمات النفسية . علينا أن نشمل الدواء والعلاج النفسي والنصيحة الصحية المناسبة للمراجع، وألاّ نتساهل في تشخيص أو علاج مبتور. `111`1`ki8ds4 المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|