مد ءيدينك

مد ءيدينك

كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لاتتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرة – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن >تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لامبالية دون أن تتحرك من مقعدها ، كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فوالله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها . قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك >يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة . ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟
قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟! قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟! قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار . ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟
قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه! صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟
قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك باليل والنهار .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبه!
اغرورقت عينا الأم بالدموع . واصلت فطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي يجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !. سالت دموع التوبة مدرار على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي ((تردد : (( تبت إلأيك يا رب .. تبت إليك يارب .

قال تعالى :(( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيد الاستغفار أن يقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدُك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء لك بذنبي، أغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت


" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "

اللهم ثبت قلوبنا على الايمان
اللهم اتنا قلوبا خاشعة و أعين تدمع من خشيتك
آمين
--------
ا ل ب ر ي د........

المصدر: نفساني

السيد الشراني
تصرفاتك الاخيره أثرت علي كثيرا 00 وأراجع نفسي كثيرا واقول
ربما ...... وربما ............ ولكن في الاخير أقول لا0
والى الان لم أجد تفسير للتصرفات الاخيره التى بدرت منك 000

ولكن عليك بالثقه لمن أعطاك كلمة شرف والى هذه اللحظه وهو محافظ عليها وسوف يحافظ عليها الى الابد 0

(من الحسن ان تتراجع عن قرار ما ** ومن الاحسن اختيار الوسيله المناسبه)



عموما مقالك هذا أثر في أخيك تأثيرا شديدا 000
وان كنت من الممتنعين عن المداخلات في مواضيعك 00 بسبب الهفوه الاخيره
منك000 ولكن هذه المقاله لم استطيع ان امنع نفسي عن المشاركه بها واشكرك من كل قلبي واطلب من الحق عزوجل ان يجزيك خيرا عليها 0000
وها أنا اتراجع عن قرار ما 00 وأعتقد بأنني أخترت الوسيله المناسبه0


أخوك المطيري ;)

تروع يا شراني انت وبريدك ..
***************



لكن ..

اسأل الله أن يكفينا شر أنفسنا ..
ويتوب علينا ويغفر لنا اسرافنا وتقصيرنا ..



وجزاك الله كل خير

> لما نرفع الشر وقد هان
فنأخذ من رمزه عونا وعنوانا ..
هل وهبنا الشر ام نستوهبه ..
وهل اضاف لفرعون يوم اذ كان؟..
اغرقه في اليم وقت نجدته
فقد اعياه صديق هامان ..
قولي بربك ........
هل احبك الشر ام احببته ؟!
أو كلاكما للرمضاءرويانا ,,,,,,,


هناك من يحمل الشر شعارا له ...وهو الذي لا يفقه من اسمه شئ ..

وهناك من يخفي الشر بين نبضاته .. وهو يعلم بان قلبه بلا نبض لا شئ..

رائع جزيت خيرا

الـله أكـــــــــــــــــبر(ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا)
على روعة هذه القصه00وجمال هدفها00

الا انني اشعر انها طريقه قد لا تنفع مع كثير من الناس00فسبحان من فتح

على قلب هذه الام وجعل هدايتهاعلى يد ابنتها وبهذا الاسلوب00قد يكون

صدق البنت في دعوة امها سبب في تقبل الام لكلمات ابنتها القويه00

فكثير من الناس من تأخذه العزة بالاثم00بالذات في هذه المواقف لانه لايريد

ان يشعر انه في موقف ضعف00من بعد قوه0

سبحان من بيده قلوب البشر يقلبها كيف شاء00

صدق الله القائل(انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)


بارك الله فيك اخي الكريم شراني00وفي بريدك العامر بكل الخيرات(ماشاء الله)

السلام عليكم
الأخ شراني
هذه أول مشاركة لي منذ أن سجلت في المنتدى وأحببت أن تكون موجه لك لكي أشكرك على الموضوع المؤثر الذي كتبته. وياريت كلنا نأخذ العبرة من القصة التي ذكرتها

تحياتي،،،

جزاك الله خيرا اخي ..ولكن الذي لفت نظري في هذه القصة سرعة تجاوب الأم وهذا دليل أن الله لا يهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشآء..

اسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم ويثبتنا عليه

عفارم عليك اخى شراني فى الحقيقية الموضوع مؤثر جداً أسال الله اخلاص النية وأن يجعله فى موازين حسناتك والله المستعان والمسؤل أن يهدينا جميعاً