المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى أصحاب نوبات الهلع
 

ملتقى أصحاب نوبات الهلع ملتقى جميع الإخوه الذين يعانون من نوبات الهلع ، وتجاربهم بهذا الخصوص

هنا ينتهي المرض النفسي

العلاج المعرفي: هو أحد الأساليب الحديثة في العملية العلاجية، وأفكاره مستقاة من أحد تخصصات علم النفس وهو علم النفس المعرفي ، وكلمة معرفي هي نسبة إلى كلمة معرفة أو

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-10-2012, 10:15 AM   #1
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue
هنا ينتهي المرض النفسي



العلاج المعرفي:

هو أحد الأساليب الحديثة في العملية العلاجية، وأفكاره مستقاة من أحد تخصصات علم النفس وهو علم النفس المعرفي ، وكلمة معرفي هي نسبة إلى كلمة معرفة أو إدراك، والمقصود بكلمة معرفة أو إدراك في هذا السياق إنما تعني عددا من العمليات الذهنية التي يتمكن بها المرء من معرفة أو إدراك العالم الخارجي، وأيضا الداخلي له .فهذا النوع من العلاج يعتبر الخلل في جزء من العملية المعرفية وهي الأفكار والتصورات عن النفس والآخرين والحياة ويجعله مسئولاً في المقام الأول عن نشأة الأعراض النفسية.

ويعرف العلاج المعرفي بأنه "علاج مباشر تستخدم فيه آليات وأدوات معينة وفنيات معرفية لمساعدة المريض في تصحيح أفكاره السلبية ومعتقداته اللاعقلانية التي تصاحبها خلل انفعالي وسلوكي وتحويلها إلى معتقدات يصحبها ضبط انفعالي وسلوكي". من أهم المصطلحات التي يعتمد عليها العلاج المعرف مصطلح "الأفكار الأوتوماتيكية"


الأفكار الأوتوماتيكية Automatic Thoughts :

تعرف الأفكار الأوتوماتيكية أو الآلية بأنها تيار من الأفكار والمعتقدات التي توجد لدى الأفراد من لحظة لأخرى وتظهر في مواقف محددة، مثال:"لقد تأخرت زوجتي ثانية، أنها لا تهتم بمشاعري" وتشير كلمة أوتوماتيكي إلى الطبيعة التلقائية لهذه الأفكار، وقد لاحظ المعالجون المعرفيون أنه من الشائع أن يتقبلها الأفراد كأمر مسلم به بدلاً من التساؤل عن مدى صحتها.

وتتميز هذه الأفكار عن المجرى العادي للأفكار ببعض الخصائص ويغلب أن تكون هذه الأفكار سريعة وعند حافة الوعي، وتسبق غالباً بعض الوجدان مثل الغضب أو الحزن أو القلق، ويتسق مضمونها مع هذا الوجدان. وهي أفكار معقولة تماماً بالنسبة للمريض ويسلم بأنها دقيقة ولها صفة الحتمية، وقد يحاول الشخص حبسها ولكنها تلح في الظهور.

التحريف المعرفي للأفكار الأوتوماتيكية:


قد تحرف الأفكار الأوتوماتيكية نتيجة للتفسير غير العقلاني للخبرات التي يمر بها الفرد، وهناك ثمان تحريفات معرفية شائعة وهي:

1- الاستنتاج التعسفي Arbitrary Inference :
بمعنى استنباط نتيجة من حدث ما في ظل غياب دليل لذلك. فعلى سبيل المثال قد يقول المريض: هذا العلاج لا يناسبني عندما يجد صعوبة في جانب واحد من الواجب المنزلي الذي يطلبه منه المعالج النفسي.

2- التجريد الانتقائي Selective Abstraction :
وفيه يتم إدراك المعلومة خارج سياقها فيلاحظ الفرد تفاصيل معينة ويتجاهل معلومات أخرى مهمة، فمثلاً: حينما رفض الزوج أن يغير سيارته لأحد أولاده وصفته زوجته بأنه أناني وليس لديه استعداد أن يتحمل أي تعب من أجل أسرته. ولكنها أدركت عدم صحة أفكارها حينما طلب منها المعالج أن تسجل اللحظات التي أظهر فيها زوجها اهتمامه دونت"سألني عن كيفية قضاء اليوم في العمل، وأخذ الأولاد إلى المدرسة حينما لم يلحقوا بحافلة المدرسة".

3- التعميم الزائد Overgeneralization :
يعتبر حدوث مصادفة أو اثنتين ممثلاً لمواقف مشابهة سواء كانت ترتبط بها حقيقة أم لا، فعلى سبيل المثال فشل الزوج في إكمال أحد الأعمال المنزلية جعل الزوجة تستنتج" أنه لا يعتمد عليه".

4- التهويل والتصغير Magnification & Minimization :
بمعنى تهويل أو تكبير تأثير السلوك السلبي للزوج مثلاً وتصغير أو التقليل من تأثير سلوكه الإيجابي.

5- أخذ الأمور على محمل شخصي Personalization :
شكل من الاستنتاج التعسفي حيث يرجع الفرد الأحداث الخارجية لنفسه عندما يظهر دليل غير كافٍ لتحديد السبب فعلى سبيل المثال: وجدت الزوجة أن زوجها يعيد ترتيب الفراش بعد أن قضت وقتاً قبله في ترتيبه بنفسها فتستنتج" لا يرضيه طريقة ترتيبي".

6- التفكير الثنائي:
تصنيف الخبرات على أنها نجاح كامل أو فشل تام، وهذا ما يعرف بـ "الكل أو لا شيء All or nothing" أو "التفكير الاستقطابي" فعلى سبيل المثال تقول الأم لابنها الذي ينظف غرفته "لا تزال هناك أتربة على مكتبك: ويرى ابنها "أنها لا ترضى أبداً عما فعله".

7- وضع اللافتات Mislabeling :
إذا عمل أحد الزوجين شيئاً سالباً يفسره الآخر على أنه يفعل ذلك دائماً بعكس الأفراد في الزواج السعيد حيث يرجعون التصرفات الخاطئة على أنها موقفية "لأنه في حالة مزاجية سيئة أو أنه تحت ضغوط ويحتاج للنوم"، ومن ناحية أخرى إذا ما قام بتصرف إيجابي يفسرونه على أنه شيء ثابت وداخلي للطرف الآخر "إنه شخص مهتم ومحب لذلك تصرف بهذه الطريقة"، ولكن في الزواج غير السعيد نفس السلوك الإيجابي يرونه موقفياً عابراً "لقد تصرف كذلك لأنه نجح في عمله هذا الأسبوع".

8- قراءة الأفكار Thought Reading :
شكل آخر من الاستنتاج التعسفي حيث يعتقد الفرد أنه قادر على معرفة ما يفكر به عضو آخر في الأسرة أو ما الذي سيفعله في المستقبل القريب دون تواصل لفظي مباشر بين الطرفين. فعادة ما يكون لدى المتزوجين غير المتوافقين توقع سلبي لتصرفات الطرف الآخر، فمثلاً تقول الزوجة " أعرف ما الذي سيفعله توم عندما يعرف أنني سأتأخر غداً في العمل"، وبرغم أن هذه التنبؤات قد تكون دقيقة بناء على الخبرة السابقة بالطرف الآخر، إلا أن قراءة الأفكار يتضمن المخاطرة باستنتاجات خاطئة لا تعتمد على المعلومات المتاحة فقط.

العملية العلاجية:


يتطلب العلاج مجموعة إجراءات تهدف إلى تحديد ومواجهة الأفكار السلبية بصورة تسمح بتطوير بدائل إيجابية مناسبة، وأفكار توافقية تتعامل مع الواقع من جديد.

التدريب على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية:
تعتبر زيادة قدرة الفرد على تحديد الأفكار الأوتوماتيكية مطلباً أولياً لتعديل الأفكار الخاطئة وغير المناسبة، ويسمح هذا التحديد للأفراد" بالتفكير فيما يقولونه لأنفسهم" عن الموقف ويسمح بتعلم طرق جديدة أو بديلة للتفكير. وكي نحسن مهارة تحديد الأفكار الأوتوماتيكية نطلب من الفرد الاحتفاظ بمذكرة (الشكل بالأسفل) لكتابة وصف مختصر للظروف المحيطة بالمشكلة، كما يجب وصف الموقف والأفكار الأوتوماتيكية التي تأتي على البال والاستجابات الانفعالية الناتجة.




مثال:



الموقف / الحدث



الفكرة الأوتوماتيكية



الاستجابة الانفعالية




ذهبت ريما إلى أهل زوجها وألقت التحية على حماتها فلم ترد.



أنها تستهزئ بي ولا تحترمني، تعاملني على أنني أقل منها.



غضب


ومن خلال هذا التسجيل يستطيع المعالج أن يشرح للزوجين كيف ارتبطت الأفكار الأوتوماتيكية بالاستجابات الانفعالية، وكيف يسهم ذلك في الفهم الخاطئ للآخرين. وبمجرد أن يتعلم الأفراد تحديد الأفكار الأوتوماتيكية بدقة يؤكد المعالج على ربط الأفكار بالاستجابات الانفعالية والسلوكية، ويساعد ذلك على مواجهة الميل العام لأعضاء الأسرة لعدم مسئوليتهم في تأثيرهم على ما يشعرون به.

التكنيكات المستخدمـة:

من الأساليب التي تستخدم في العلاج المعرفي..

أ- الإبعاد والتركيز
يطلق على العملية التي ينظر بها موضوعياً إلى الأفكار "الإبعاد" وهي تشتمل على الاعتراف بأن الأفكار التلقائية ليست هي الواقع، ولا يوثق بها، وهي لا تساعد على التكيف، وتشتمل على أحداث خارجة عن إطار الفرد.

ب- تدقيق الاستنتاجات:
على الرغم مما نحاوله مع المرضى ليصبحوا قادرين على أن يميزوا بين العمليات العقلية الداخلية والمثيرات الخارجية إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى أن يتعلموا أساليب الحصول على المعلومات الدقيقة، يشتمل هذا على أن يعرفوا أن ما يعتقدونه ليس الحقيقة، وأن الاستنتاج ليس واقعاً، ويساعد المعالج المرضى على استكشاف استنتاجاتهم وتمحيصها مع الواقع، واستخدام قواعد البرهان.

"فحين نطلب من المريض التفكير في شرح بديل للموقف فإنه يعني أن تفسيره الأول كان متحيز وغير صحيح، أو أنه يقوم على استنتاج قليل الاحتمال وقد يمكنه حينئذ أن يعي أنه قد حاول لوي الحقائق كي تتفق مع استنتاجاته الخاطئة".

ويتطلب ذلك من العميل جمع المعلومات التي تدعم أفكاره عن العلاقة والأسباب والتوقعات المعدلة(الجديدة)، ومثل هذه المعارف هي إسقاط لصراعات العميل وتحتاج إلى تحديد مباشر في الجلسات ويتضح دور المعالج في المثال التالي:

تلاحظ الزوجة أن الزوج ينسي إكمال المهام، يطلب منها المعالج التركيز على استعادة أي استثناءات لرؤيتها لزوجها "دائماً ما ينسى"، وهذا التناقض يعزز بالفعل النقطة التي يحاول المعالج الوصول لها، ويمكن أن يستخدم استراتيجية أخرى بأن يطلب من الزوجة أن تكتب يومياً متى ينسى إكمال المهام ومتى يكملها، وتهدف هذه التدخلات أن يصل العميل بنفسه إلى استنتاجاته بأن رؤيته للطرف الآخر غير دقيقة.


ج- إعادة صياغة المشكلة:
يلجأ إليه المعالج المعرفي لصياغة المشكلة من جديد من خلال بيانات قديمة، أي لاتخاذ وجهة نظر مختلفة عن المشكلة الموجودة، ويتضمن إعادة التشكيل على وجه الخصوص أخذ الشيء خارجاً ووضعه في مجرى آخر، ومن خلال إعادة التشكيل تعاد صياغة السلبي إلى إيجابي، فمثلاً: يقول المعالج للزوجة "إنك تثورين حينما يفعل زوجك ذلك، ولكنه ربما يفعله لا لأنه عدواني، ولكن لأنه يهتم بك إلى حد كبير، ولأن لديه حاجة حقيقية لك، ولا يريد أن يظهر ضعفه".



تركيب ومسار جلسة العلاج المعرفي:
*وضع جدول لما سيدور بالجلسة: يبدأ المعالج بتوضيح ما نود عمله اليوم ثم يشرح بعض الأمور مثل كون الوقت محدد(45-60 دقيقة)وأنه يجب أن تناقش أكثر الأمور أهميه ويعلق على الجلسة السابقة ويراجع الواجب المنزلي.


*الأحداث السابقة بين الجلستين: تراجع باختصار وبطريقة مقبولة الأحداث التي حدثت للمريض بعد الجلسة السابقة والمشاكل التي اعترضت المريض خلال هذه الفترة وخلال قيامه بالواجب، وإيجاد الحلول الملائمة.

*المواضيع الأساسية للجلسة الحالية: يستغرق ذلك معظم وقت الجلسة وتستخدم الفنيات التي تساعد المريض على التعامل مع الأفكار السلبية وتختلف المواضيع التي تناقش من جلسة لأخرى.

*الواجب المنزلي: يكون مرتبط بما حدث في الجلسة ويعرض بطريقة محددة وواضحة ويكون مفهوم ومقبول لدى المريض(مثال: الهدف هو اختبار صحة الفكرة ليس للتعرف على ما سوف يحدث) ويصمم بطريقة لا يخسر فيها المريض ... ويحدث أحياناً أن تضعف عزيمة المريض على القيام بالواجب المنزلي، لذا من المهم مناقشة الصعوبات التي من الممكن أن تحدث مستقبلاً، وكذلك الإجراءات التي ممكن اتخاذها للتغلب على هذه الصعوبات.

*التعليق: في آخر الجلسة يطلب المعالج من المريض التعليق على الجلسة ككل ويطلب منه كذلك تلخيص ما تعلمه ورأيه في الموضوع وعلى المعالج أن يرحب بأي ملاحظة يبديها المريض مهما كان نوعها لأن ذلك يساعد على التفاهم ويشعر المريض بالأمان.

شكل رقـم (5) سجل الأفكار الآلية

الموقف

الانفعال

الأفكار الآلية (الغير عقلانية)



الاستجابة العقلانية


النتيجة


التاريخ




بماذا كنت تفكر أو ماذا كنت تفعل.



بماذا تشعر؟ تقييم الشعور



ما هي بالتحديد الأفكار التي كانت تجول بخاطرك؟ إلى أي مدى تصدق بها؟



ما هي استجاباتك العقلانية لهذه الأفكار السلبية؟إلى أي مدى تصدق بها؟



إلى أي مدى تصدق الآن بالأفكار الآلية (الغير عقلانيةكيف تشعر؟ ما الذي ستفعله الآن؟

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 09-10-2012 الساعة 09:33 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:16 AM   #2
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


مقدمة في العلاج النفسي المعرفي:


تشكل الاضطرابات الانفعالية، والسلوكية، والاجتماعية هماً من هموم البشر، لذلك استأثرت هذه الاضطرابات بجهود كثيير من العلماء، والباحثين، والمؤسسات العلمية، والدول منذ الأزل لتفسيرها، وفهمها، وعلاجها ومازالت مسيرة العلم تخطو بين النجاح والإخفاق، وهذا هو شرط تقدم العلوم، فإذا كان العلم يسير من نجاح إلى نجاح لكانت كثير من أبواب، ومجالات العلم قد أُغلقتْ لأنها بذلك تكون قد وصلت إلى الحقيقة المطلقة التي لا يعلمها إلا الله.


فماذا قدم علماء وباحثو (العرب والمسلمين) في الوقت الراهن لفهم الاضطرابات الانفعالية والسلوكية؟ احسب أنهم لم يقدموا إلا الشيء اليسير، في الوقت الذي قدم فيه أسلافنا الكثير (...). لكن ما يدعو للأسف أن أسلافنا العلماء لم يجدوا من يقرأهم في مجتمعنا لأسباب موضوعية وذاتية؟. لكنهم وجدوا من يقرأهم من باق الأمم، فترجمت كتبهم، وطورت أفكارهم، وأصبحت نظريات، وتقنيات، تحكم العالم. وإيمانا منا بقول الله تعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس". فهم قرءوا علماءنا، ونحن نحاول قراءة علمائهم.


ولما كانت اللغة هي ذات، والذات لغة، فاللغة تنجب الحضارة، واللغات جسر للتواصل بين الأنا، والآخر، بين الأفراد، والحضارات، والشعوب، خصوصاً على صعيد الإنجاز العلمي، والمعرفي، والثقافي، والفكري. وهذا التواصل لا يتأتى إلا من خلال اللغة، والترجمة، فالترجمة هي عملية إبداع ثانية لا تقل أهمية في بعض جوانبها عن العملية الإبداعية الأولى.


وهذه المقالات التي ستكرس للتعريف بالعلاج المعرفي في جوانب كثيرة منها تعتمد على الترجمة لمفاهيم العلاج النفسي المعرفي، التي انتشرت منذ ست وثلاثون عاما على يد مؤسس العلاج النفسي المعرفي (Aaron T Beck;1921-... ) ومساعدوه في مركز العلاج المعرفي "Center of Cognitive Therapy" بقسم الطب النفسي بكلية الطب، جامعة بنسلفانيا "Pennsylvania". والذي حقق نجاحا كبيرا في فهم وعلاج الاضطرابات الانفعالية. فهل فكرنا في التحقق، والإفادة من ذلك؟



والهدف من هذه المقالات، هو:

1.الوقوف على آخر ما توصل إليه الجهد العلمي الإنساني في مجال العلاج النفسي المعرفي لفهم وتفسير ما يؤرق النفس البشرية، على المستوى الفردي أو المجتمعي.


2.كمحاولة لإلقاء الضوء على ذلك القصور المخيف كما وكيفا في مقررات الطب النفسي، والعلاج النفسي في مناهج الدراسة الجامعية بكليات الطب، وأقسام علم النفس في بعض بل في معظم جامعاتنا العربية. فمفهوم التطبيب في واقعنا ينظر للإنسان على انه بطن تعاني من المغص، أو جهاز تنفسي يعاني من السعال، فعندما يعاني الشخص من أي الم في جسده يأخذ على وجه السرعة للمستشفى، وتجرى له الفحوصات المختلفة (بحسب الإمكانات المتاحة). وهذا شيء طيب، لكن الجانب النفسي لا يلقى أدنى اهتمام. فالإنسان ليس كُلية أو قلب أو جهاز تنفس. الإنسان جسد، وفكر، ومشاعر، ومجتمع. وهذا ما يقوم عليه الطب الحديث بكل فروعه. فقد يكون لحوار الطبيب الهادئ، والمهتم مع مريضه أثرا اكبر أو يوازي اثر العلاج الصيدلاني وخاصة في بعض الحالات المرضية.


3.إنها محاولة لنشر الثقافة العلمية النفسية على المستوى العام في مجتمعنا العربي الإسلامي، فنحن نعرف كيف ننفعل (خاصة على بعضنا بعض) لكننا نتظاهر بأننا نعرف كيف نفكر.



في تعريف العلاج النفسي المعرفي:

يعد العلاج المعرفي منهجاً تفسيريا،ًعلاجياً للاضطرابات الانفعالية، يقوم على فكرة ببسطة هي:" أن التصورات "المعتقدات، والأفكار السلبية، تسهم في نشأة الاضطرابات الانفعالية النفسية، بمعنى أن الإنسان يضطرب انفعاليا، ونفسيا، وجسديا، واجتماعيا، ليس بسبب الأشياء، والأحداث الخارجية في حد ذاتها، بل بسبب نظرته، وتفسيره لها تفسيراً سلبياً".


ويعد العلاج المعرفي نموذجاً محدد البناء، من حيث الوقت والأهداف فهو علاجٍ قصير الوقت، يستخدم بفعالية مشتركة بين المعالج، والمريض وقد استخدم بنجاح في علاج كثير من الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب، والقلق، ونوبات الهلع، والوسواس القهري، والاضطرابات النفس - جسدية، واضطرابات الشخصية المختلفة.


فالتشوهات المعرفية، والأفكار السلبية التي تسيطر على مجمل تفكير المرء - تسمى مخططاتٍ"Schemes" - تتطور، وتنمو من خلال الخبرات المبكرة في حياة الفرد. فمثلاً الشخص الذي يفسر كل خبراته وفقاً لمخططه المعرفي: "الكل أو لاشيء" فإن تفكيره، وانفعالاته، وسلوكياته محددة بفكرة "إذا لم أقم بعمل كل شيء بجداره فهذا يعني أني فاشل تماما"، وهو على الدوام يتفاعل مع المواقف، والأحداث، ومجمل حياته بناءاً على هذه المخطوطة، وما تعدى ذلك فهو لا يندرج في نطاق اهتمامه.


ويعتبر العلاج المعرفي منحى علاجياً يندرج ضمن مجموعة من المناحي العلاجية، إذ يؤكد هذا المنحى العلاجي على أهمية العمليات المعرفية في تحديد، وتشكيل السلوك الإنساني، فالمعالجون المعرفيون يجمعون على أن السلوك، والانفعال هما إلى حد كبير نتاج تقييم المرء للأحداث، وللمواقف، وللعالم، ولذاته، وهذا التقييم يتأثر بمعتقداته، وافتراضاته، والصور المتخيلة لديه، وهذه العمليات المعرفية وفقاً لهذا الاتجاه تصبح هي المستهدفة في العملية العلاجية.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:12 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:17 AM   #3
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


المبادئ العشرة للعلاج المعرفي(1) :

صاغ المعالجون المعرفيون (بيك وزملائِه (Beck, et al; 1985) مبادئ، وأسس العلاج في عشرة مبادئ هي على النحو التالي:

المبدأ الأول: نموذج تفسير الاضطرابات الانفعالية:-

يتأسس العلاج المعرفي على النموذج المعرفي لتفسير الاضطرابات الانفعالية ومؤدى هذا النموذج: "أن الناس يضطربون، ويعانون من المشكلات النفسية ليس بسبب الأشياء في حد ذاتها، بل بسبب طبيعة وأسلوب تفكيرهم إزاء الأشياء، والإحداث".

وطبقا لهذا التفسير فإنه إذا أردنا تغيير مشاعرنا، وانفعالاتنا، ومسالكنا المضطربة، فإنه ينبغي علينا أن نغير عقولنا، وأساليب تفكيرنا. فمثلا، المريض الذي يعاني من القلق ويقول: " لدى مبرر قوى للشعور بالقلق"، هنا ينبغي على المعالج أن يتساءل "هل هناك تشوهات معرفية في تفكير المريض؟" وينبغي أن يأخذ المعالج في اعتباره أن التشوهات المعرفية للمريض تتركز في تقييمه المباشر للمواقف، وللأحداث، ورؤيته للنتائج بعيدة، وقريبة المدى.

ويكون النموذج المعرفي فعالاً بدرجة خاصة في حالة تمكن المعالج من النموذج المعرفي للاضطرابات الانفعالية، ويكون لديه القدرة على التمييز بين الإدراك، والانفعال، والسلوك، والاستجابات الفسيولوجية. وأن يكون قادراً على أن يفهم بوضوح أن الاضطرابات الانفعالية ( قلق اكتئاب، وسواس، رهاب مجتمع...) تنتج بسبب التقييم الخاطئ أو المختل وظيفياً للمواقف. وهنا ينبغي أن يقدم المعالج هذا الشرح، والتفسير لطبيعة الاضطرابات موضوع العلاج في الجلسة الأولى ويكرره طوال فترة العلاج وكثيراً ما تكون هذه الشروح، والتفسيرات علاجاً. وقد يساعد في التفسير استخدام الرسوم التوضيحية، واستخدام السبورة للوصول لفهم أكبر.

ودور العلاج المعرفي هو مساعدة وجعل الناس يعون، ويعيشون مشاعرهم.

جدير بالمعرفة هنا أنه من المفيد أن يعرف المرضى بأن مشاكلهم الانفعالية تقع في أربعة فئات عامة هي: القلق، والاكتئاب، والغضب، والسرور، والمتعة.

فالمرضى ينزعجون من أعراضهم الانفعالية، النفسية، ويتشبث الكثير منهم بأفكار تضفي غموضاً، وتهديداً لحياتهم النفسية، وتزيدهم اضطراباً، وتوجساً. فيعتقد بعض المرضى أن قلقهم شيء اختياري يفعلونه بأنفسهم.

وللنموذج المعرفي مصداقية لدى معظم المرضى. وهذه المصداقية ترجع للوصول لتفسير قائم على الحس المشترك "Common Sense" المتمثل في الرؤية المشتركة لكل من المريض، والمعالج للأفكار، والمشاعر، والسلوكيات المضطربة مثل؛ الغيرة، والشعور بالوحدة، والخجل، والشعور بالذنب، والحزن، والأسى، والخجل، والمماطلة أو التسويف، والكذب، وعدم القدرة على اتخاذ القرار (...). فقد تكون هذه المظاهر أعراض لأحد الاضطرابات الانفعالية (...) ويعد هذا نتاجُُ للتفكير التلقائي السلبي المبالغ فيه، والتشوهات المعرفية.

مثال
قال أحد مرضى القلق - في الجلسة العلاجية الأولى - أن لديه عدداً من المشكلات مع زملائه في العمل، وفي النوم، وفي القدرة على اتخاذ القرار، ومع النساء، وفي ذكر الحقيقة، والصدق، والشفافية () وبعد الاستماع للتفصيلات، اتضح للمعالج أن مشكلة المريض كانت في كيفية إدارة ومواجهة القلق أولاً ثم الغضب ثانياً.
هذا الاختزال لمشاكل للمريض يكون مساعداً في حد ذاته. وبمجرد أن يعترف، ويعرف، ويتعلم المريض أن مشكلته تتعلق بإدارة، ومواجهة اضطرابه، فإنه يكون على استعداد في تلك اللحظة أكثر من غيرها لتقبل التفسير المعرفي لاضطرابه.

وبعد تقييم مشكلة المريض يضع المعالج بنية هيكلية للمقابلة يشرح فيها للمريض أعراضه الانفعالية ( قلق، اكتئاب، وسواس، رهاب مجتمع ....الخ) بالتفصيل ليقلل من اهتمامه الزائد المفرط بها، ولإعادة تعليمه بفعالية، وينبغي على المعالج أن يمتلك فهماً قوياً لأعراض المريض، وتختلف الأعراض من شخص لآخر.
ويكون ذلك غالباً نتاجُ للتنوعات في الميول الطبيعية أو القواعد العائلية، والثقافية .
:مثلاً قد تكون اضطرابات المعدة من علامات القلق في إحدى العائلات) إذ يجب على المعالج أن يبحث عن دلالات العلامات، والأعراض غير العادية للاضطرابات الانفعالية في سياقها الثقافي.

ويمثل العلاج المعرفي مجموعة من التقنيات تٌستخدم في إعادة البناء المعرفي، ففي حالة الشخص الذي يعاني من أعراض الاكتئاب (...) لديه في الأساس أفكار، وتصورات خاطئة عن ذاته، وعن العالم، وعن طبيعة اضطرابه. هنا تكون مهمة العلاج الأولى هي مساعدة المريض على رصد، وتصحيح تلك الأفكار، والتصورات. فكثيراً ما يعتقد المريض أن كآبته غير طبيعية، وكثيراً ما يؤمن بأنه بعيد عن الحقيقة. ولأن طبيعة أعراض الاكتئاب تتسم بالمبالغة، وتضخيم مشاعر الحزن، والأسى، فإن المعالج يحتاج إلى التواجد، والحضور وبقوة في تيار الوعي لدى المريض لمناقشة أعراضه.

ويمكن للمعالج أن يحدد ما يخافه المريض حقاً هو مشاعره، وأحاسيسه، ويحتاج المعالج إلى تفسير مستويين من الأعراض في حالتي القلق والاكتئاب،
ففي حالة القلق: يكون الشعور المهيمن هو الخوف (الشعور بالخطر والتهديد) ويظهر المستوى الأول للقلق في: القلق والخوف من الخطر والتهديد المحدق، مثال ذلك: خوف الإصابة بالسرطان أو الأزمة القلبية، والخوف من الإهانة العامة، والخوف من الاختناق، أو الفصل من العمل (...). وأما المستوى الثاني للقلق فهو الخوف من أعراض القلق "القلق حول القلق" "Anxiety About Anxiety" وعدم القدرة على التغلب على المستوى الأول من أعراض الخوف يفاقم المستوى الثاني، ويؤدى إلى دورة مرعبه من القلق. وبالمثل الدورة نفسها في حالة الاكتئاب.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:23 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:18 AM   #4
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


المبادئ العشرة للعلاج المعرفي(2) :


المبدأ الثاني: العلاج المعرفي موجز ومحدد البناء والوقت:-

التحديد الإيجاز يأتي من خلال الموضوعات، والقضايا المستهدفة في العملية العلاجية، فهو محدد الوقت، فالمدة التقليدية للعلاج المعرفي تتكون من خمس إلى عشرين جلسة، ومدة كل جلسة من خمس وأربعين دقيقة إلى ساعة. وكي يكون العلاج المعرفي محدد البناء، ينبغي رسم إستراتيجية علاجية عامة تتمثل في:


1. جعل العملية العلاجية بسيطة:
البساطة لا تعني الاختزال المخل، والابتسار بل تعني تقديم النظرية النفسية المعرفية للاضطرابات الانفعالية بصورة مبسطة مفهومة. فمن السهولة بمكان تعقيد مشاكل المرضى، ومن الصعب تبسيطها، والطبيعة الإنسانية تميل عموما إلى تعقيد المشكلات. فمن القواعد الجيدة التي يجب تذكرها " مهما كان تعقيد مشكلة المريض، فالمعالج يمتلك القدرة التي تجعله يعقدها أكثر آو يجعلها بسيطة وقابلة للحل".

2. جعل العملية العلاجية محددة ومتماسكة:
فكلما زاد تجريد المفاهيم، وتعقيد التدخلات، طالت مدة العلاج. ويأتي التحديد، والتماسك من خلال الإبقاء على لغة تواصل جيدة بين المعالج، والمريض، فبدلاً من توصيف المرضى وفقاً لمفاهيم أكاديمية علمية مثل "قلق، مكتئب (...) فإن المعالج يمكن أن يستخدم مفاهيم اقل تجريداً، وأكثر تداولاً في سياق الخطاب اليومي للناس مثل خائف، حزين، غاضب...الخ.

3. التقييم المستمر:
يتم الحصول على معظم المعلومات التي يحتاجها المعالج للقيام بالتدخل العلاجي السليم من خلال مقاييس التقييم، والملاحظة، وفي العلاج المعرفي ليس هناك حاجة للحصول على معلومات موغلة في القدم عن الطفولة. وفي معظم الاضطرابات الانفعالية (...) عند المستويات المتوسطة، لا يوجد ضرورة للتقييم الموسع، المتعمق.

4. الحفاظ على توازن المريض:
يختل توازن بعض المرضى غالباً عند مناقشة الموضوعات التي تتصل بالمعتقدات الدينية، والروحية أو الفلسفية (...) وذلك في حالة عدم تتعلق هذه الموضوعات باهتمامات المريض الأساسية لان ذلك يطيل، بل ويعقد العلاج. وإذا أصر المريض على مثل هذا الجدل، والمناقشات، فإنه ينبغي على المعالج أن يكون فطناً وقادراً على فهم، وإفهام المريض كيف أن هذه المناقشات تصرف الانتباه عن العمل الرئيس للعلاج.

5. إجراءات ضبط الوقت:
يحتاج المعالج إلى البحث عن طرائق مثالية لتوظيف وقت العلاج بصورة فعاله. ومن بين الأساليب الفعالة وضع جدول أعمال والالتزام به في كل جلسة، وينبغي أن يكون وقت الجلسات مرناً، والعدد المتفق عليه للجلسات من مرة إلى مرتين أسبوعيا، ويكون مفيداً تغيير هذا النظام، ومن المفيد مع بعض المرضى التعاقد على عدد معين من الجلسات لإزالة مخاوفهم حول فكرة أن المعالج يريد إبقائهم تحت العلاج بصفة مستمرة. وهذا التعاقد يبلغ المريض رسالة ضمنية مفادها أنه يمكنه إدارة مشكلة اضطرابه بعد العلاج، ويمكن للتعاقد على عدد معين من الجلسات أن يمنع الإنهاء المبكر للعلاج. فالإنهاء المبكر للجلسات يكون عادة بسبب فشل المريض في الحصول على الشعور بالراحة، أو عدم وجود مبرر لاضطرابه أو لرغبته في ترك الجلسة والمكان لأن (أعراضه) الحادة قد تناقصت أو اختفت.

6. بناء مجموعة تدخلات معرفية موجزه:
يمكن للمعالج، من خلال الافتراض أن المريض يمكنه تعلم أساليب مواجهة إدارة قلقه، واكتئابه بسرعة، وأن يبني تنبؤاً ذاتياً حقيقياً "Self-Fulfilling Prophecy". من خلال توفير نشرات مكتوبة، وشرائط سمعية، ومرئية أو استخدام الملصقات لتوضيح استراتيجيات وأساليب المواجهة المراد تعلمها.

7. إبقاء التركيز على المشاكل القابلة للإدارة:
حيث أن العلاج المعرفي محدد الوقت، فإن كثيراً من مشاكل المرضى ستبقى بلا حل في نهاية العلاج. وعند انتهاء العلاج، ينبغي أن يكون المريض قد امتلك أدوات ومهارات سيكولوجية كافية، لتحديد وتشخيص مشكلاته، والوقوف على بدائل الحلول المتاحة بنفسه، وبمساعدة المعالج إن لزم الأمر.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:27 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:19 AM   #5
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


المبادئ العشرة للعلاج المعرفي(3) :

المبدأ الثالث: رسوخ العلاقة العلاجية:-

العلاقة العلاجية الراسخة شرط ضروري لفعالية أي علاج نفسي، وتنبني العلاقة الفعالة من خلال:

1. الصراحة، والحرية في التعبير من قبل المريض "الشعور بحرية الكلام عن الأشياء التي يخجل الفرد من الكلام عنها للآخرين".
2. ومن خلال التقبل غير المشروط من قبل المعالج للمريض،
3. ومن خلال معالجة مشكلة الاستقلالية، والاعتمادية.

ويجب على المعالج أن يفهم، ويفرق بين نوعين من المرضى، فالمريض الجاد، "المحافظ" يتطلب مدخلاً علاجياً وأسلوبا مختلفاً عن المريض "المنفتح".

ومنهجية العلاج الفعالة تتأتى من خلال بناء علاقة علاجية حميمة على أساس الألفة، والثقة، والتقبل، والإجراءات العلاجية الملائمة وذلك بهدف مساعدة المريض على أن يتكلم بصراحة عن مخاوفه، وأحزانه. وكثيراً ما يتجنب المرضى القلقون، والمكتئبون الكلام عن أفكراهم، ومشاعرهم. فقد شرح أحد المرضى قائلاً، "لو تكلمت عما أشعر به فأني قد جننت، إن هذا مخيف جداً أنا لا أريد أن أجازف...". وجزء رئيسي من العلاج يتمثل في تشجيع المريض على مواجهة المواقف المخيفة حتى يراها بشكل طبيعي، والكلام عنها يعتبر إحدى الطرائق لتحقيق هذا الهدف.
إن المرضى الذين تعلموا مواجهة أفكارهم، وانفعالاتهم المضطربة، في العملية العلاجية كثيراً ما يرجعون جزءاً كبيراً من نجاحهم إلى العلاقة العلاجية الفعالة.
وكجزء من تقييم نجاح الممارسة العلاجية، سٌئل المرضى بعد العلاج ما الذي وجدوه مساعداً في العملية العلاجية؟ فكانت الاستجابات العامة هي" اهتمام، وحماس المعالج الخاص نحوي، الشعور بحرية الكلام عن الأشياء التي كنت أخجل من الكلام عنها للآخرين (...) ".
ويجب على المعالج أن يبنى علاقة ألفه من خلال عدد من الوسائل مثل، الجدية، والإخلاص، والصدق، والفهم الدقيق الصادق لما يقوله المريض، ونقل هذا الفهم له، والتعبير عن الألفة المتحررة من التملك، والتعاطف. وينبغي على المعالج أيضاً أن يتخذ حلاً وسطاً في ذلك، ويجب عليه أن يعلم أن الشخص الذي يعاني من اضطرابات انفعالية كثيراً ما يسئ ترجمة، ويسئ فهم نوايا المعالج.

مثال ذلك:

في إحدى الجلسات، استخدم المعالج تقنية الدعابة أثناء الحوار وطرح السؤال التالي، وأيضا ماذا إذا؟ فكان رد فعل المريض بقوله بدوت وكأنك تسخر منى! وأنك تستخف باهتماماتي، وأموري. في هذا الإرجاع السلبي يمكن للمعالج أن يصحح هذا التصور فوراً.
وهناك قضية غاية في الأهمية تتعلق بالعلاقة العلاجية يجب أخذها في عين الاعتبار ألا وهي قضية "الاستقلالية - الاعتمادية". فالمرضى الضعفاء في كلا البعدين (الاعتمادية - الاستقلالية)، يكونون علاقة عمل جيدة، ونادراً ما يكون هنالك مشكلة في العلاقة العلاجية فيمكن للشخص أن يتحمل كل من الألفة، والعمل بمفرده، ومستقلاً.
ويجب أن يكون المعالج أكثر ألفه، وضبطاً لمشاعره تجاه المريض الاعتمادي الذي يكون أكثر تكيفا مع العلاقة، وكثيراً ما يريد هؤلاء المرضى أن يكونوا هم المرضى المفضلون. وهنا يمكن للمعالج أن يعمل جيداً والتفكير بصوت عالٍ ويشارك المريض بعض أفكاره فور حدوثها.

والمريض الذي يتمتع بقدر كبير الاستقلالية يتفاعل بطرائق مختلفة عن المريض الاعتمادي. فاستخدام ضمير المتكلم الجمعي "نحن" من قيل المعالج تعد بمثابة عكس ما هو مطلوب، وهي نتاج للطرح من قبل المريض، والطرح المضاد "Counterproductive" من قبل المعالج وهذه التقنية في الطرح تغضب المريض المستقل لأنه يشعر بالاحتواء، والتعاطف، وهو لا يرغب في ذلك ومن أمثلة هذا الطرح " كيف نشعر اليوم "؟ أو " كيف نحل هذه المشكلة؟" فقد يشعر المريض أن محاولات المعالج للفهم، والتعاطف هي عملية تدخل، وهيمنة عليه. وهنا يجب أن يحث المعالج وبصورة مستمرة المريض الذي يتمتع باستقلالية زائدة لأخذ المبادرة في وضع حلول لمشاكله، ومساعدته على اختبار صحة وإمكانية تطبيق هذه الحلول.
وبالعكس مع المريض الاعتمادي فإن التأكيد يكون على ضمير المخاطب "أنت" مثال ذلك اعتقد أن لديك القدرة على وضع خطة لحل هذه المشكلة، فهل فكرت في كيفية خروجك منها؟.

وغالباً تأتى معظم مشاكل العلاقة العلاجية من المرضى الذين يتسمون بالقدر ذاته من قوة الاستقلالية - الاعتمادية. هنا تكون رغبة المريض في الألفة جمة، لكن لديه مشكلة في تحملها، لأنه يخاف أن يُرفَض، أو يسيطر عليه أو يهان من المعالج، وهو كثيراً ما يعطي المعالج رسائل مختلطة مموهة، ومشفره. فقد أخبرت إحدى المريضات معالجها أنها تريده أن يكشف لها الكثير عن نفسه، وعندما قام بذلك، قالت أنه يتكلم كثيراً عن نفسه. هنا يجب أن يكون المعالج أكثر صبراً، ومرونة، ويمكنه أن يتفاعل بالطريقة الخاصة "الاستقلالية- الاعتمادية".

المبدأ الرابع: العلاج المعرفي جهد مشترك بين المعالج والمريض:-

يتمثل مبدأ المشاركة العلاجية في تحديد الأهداف، والواجبات المنزلية، وتحديد الأفكار السلبية، والمشاعر المضطربة، وتحديد أولوية للمشكلات، (...) ويمكن تقوية الطبيعة التعاونية للتفاعل العلاجي من خلال عدد من الاستراتيجيات من قبيل: تطوير علاقة علاجية على أساس تبادلي، بمعنى تبادل المواقع في التفسير، حيث ينبغي ألا يأخذ أي من المعالج أو المريض دوراً مركزياً، سلطوياً، في العلاقة العلاجية. وينبغي تجنب بناء جدول صريح، ومشروح بوضوح للمريض.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:39 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:19 AM   #6
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


المبادئ العشرة للعلاج المعرفي(4) :


المبدأ الخامس: يعتمد العلاج المعرفي على المنهج السقراطي:
العلاج المعرفي يقوم - أساساً - على أسلوب الحوار السقراطي فهو قائم على النقاش، والجدل، وتبادل المواقع في طرح السؤال، والنقاش وليس على المساءلة أو الاستجواب. ويمكن للمناقشة، والجدل الجيدين أن يؤسسا لتطوير علاقة علاجية تعاونية، وبناء بنية معرفية سوية، وكذلك يحثا المريض على:
أولاً: أن يعترف المريض بطبيعة أفكاره التلقائية السلبية، وطبيعة مشكلاته، ومن ثم يتعرف عليها.
ثانياً: فحص تشوهات المريض المعرفية.
ثالثاً: إحلال أساليب تفكير أكثر توازناً وتوافقاً.
رابعاً: وضع الخطط لبناء نماذج جديدة للتفكير.

المبدأ السادس: العلاج المعرفي عمل تفكيكي بنيوي مباشر:-
العلاج المعرفي عمل بنيوي، تفكيكي، مباشر، ويظهر ذلك من خلال استخلاص الأفكار السلبية المختلة، وتحديد المشكلات، وتفنيد ونقد، ومواجهة هذه الأفكار، ووضع صيغة عامة للحالة، وتحديد برنامج عمل بنيوي يتعلق بأعراض المريض، ونظرته لذاته، وللعالم من حوله، وللمستقبل، واستخدام إجراءات، وأساليب، وتقنيات علاجية لتغيير أو تعديل أفكار المريض المختلة ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
أولاً: وضع جدول عمل للبرنامج العلاجي ككل.
ثانياً: وضع برنامج عمل لكل جلسة على حده.
ثالثاً: التركيز على الأهداف النوعية.

المبدأ السابع: العلاج المعرفي موجه نحو حل المشكلات:-
إحدى تقنيات العلاج المعرفي هي تحيدي المشكلات التي تواجه المريض في الفترة الحالية، وخاصة المشكلات القابلة للحل لأن المريض يمكنه توفير بيانات دقيقة عنها، ووضع حلول ممكنة لها. إذ ينبغي على المعالج القيام بعملية تشمل أربع خطوات فيما يتعلق بتحديد المشكلات وهي على النحو التالي:
أولاً: رصد وتحديد، وتفهم طبيعة مشاكل المريض.
ثانياً: اختيار إستراتيجية محددة في وضع الحلول. ولا بد من وضع أكثر من الحل لكل مشكلة وتطبيق الحل المتاح.
ثالثاً: وضع برنامج عمل لتنفيذ إستراتيجية الحلول.
رابعاً: تقييم فعالية هذه الإستراتيجية ونجاح الحلول.

المبدأ الثامن: العلاج المعرفي مؤسس على النموذج التعليمي:-
إحدى المقدمات المنطقية للعلاج المعرفي تتضمن المدخل التعليمي الذي يتلخص في فكرة مــؤداها: "تعلم كيف تتعلم "Learning to Learn"، ومؤدى هذه التقنية أن مع وبالممارسة يمكن للفرد أن يٌعلَم، ويتعلم كيف يفكر، ويتعلم طرائق أكثر فعالية لممارسة حياته. فإحدى وظائف المعالج هي أن يعلم المريض مهارات مواجهة أفكاره المختلة، واضطرابه الانفعالي. والعلاج المعرفي بالإضافة إلى ذلك يوفر خبرات أو تجارب إعادة بناء البينة المعرفية المشوهة، ويدخل تقنيات تعليمية، مثل توفير المعلومات، وتحديد موضوعات للقراءة، والاستماع لشرائط سمعية، ومرئية، وإعطاء واجب منزلي كتابي، وتوجيه المريض لحضور محاضرة ما تخدم موضوع العلاج.

المبدأ التاسع: تعتمد نظرية وتقنيات العلاج المعرفي على منهجية الاستقراء:-
ينبني العلاج المعرفي على منهجية الاستقراء، ويظهر المنهج الاستقرائي في أسلوب حوار المعالج مع المريض. ويتدرب المعالجين على تكوين الافتراضات، واختبار ومراجعة صدق هذه الافتراضات، طبقاً لبيانات الحالة، ونتائج العلاج. فمثلا، المريض الذي يكشف عن شعوره بعدم الارتياح عندما يقابل أناساً من الجنس الآخر. ينبغي على المعالج أن يفترض أن المشكلة تكمن في نقص المهارات الاجتماعية أو ارتباك حول الجاذبية الجسدية، هنا ينبغي اختبار كل الفرضيات.

المبدأ العاشر: الواجب المنزلي أحد السمات الرئيسة للعلاج المعرفي:-
الواجب المنزلي، ركن أساس في العلاج المعرفي، وهنا ينبغي على المعالج شرح أهمية الواجب المنزلي للمرضى. فالواجب المنزلي يقوي، ويرسخ، ويكمل النواحي التعليمية للعلاج المعرفي، ويزود المريض بخبرات جديدة لوضع فرضيات، وحلول للمشكلات، واختبار مدى صلاحيتها.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:42 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:20 AM   #7
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


الأسئلة الأكثر شيوعا عن العلاج المعرفي :



ماهو العلاج المعرفي؟
العلاج المعرفي السلوكي هو نوع من انواع العلاج النفسي، يركز على الوقت الحالي، ذو وقت محدد، ويهتم بحل المشكلات، ويتم فيه تعلم مهارات محددة يتم استعمالها في بقية الحياة، تهتم هذه المهارات في ابراز التفكير المشوه، وتعديل الاعتقادات الخاطئة، والتعامل مع الاخرين بطرق جديدة، وتعديل السلوك الغير مرغوب فيه. وثبتت فعالية هذا العلاج بأكثر من 300 دراسة علمية ويعتبر العلاج النفسي الأول للإكتئاب وأنواع القلق وهو الأكثر شيوعا بين أنواع العلاج النفسي.


ماهي النظرية التي تدعم العلاج المعرفي السلوكي؟
العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على النظرية المعرفية، وهي تعني ببساطة أن طريقة رؤيتنا وتفسيرنا للموقف أو الحالة هي التي تؤثر على كيفية شعورنا ونوعية وكمية احاسيسنا ومشاعرنا. فالموقف بحد ذاته ليس ما يؤثر على مشاعرنا وإنما طريقة تفكيرنا وكيفية تحليل الموقف وطريقة رؤيتنا له. وعندما يتعرض الناس لضيق فإنهم غالبا لا يفكرون بطريقة واضحة وصحيحة وتكون افكارهم مشوهة بطريقة أو بأخرى. فالعلاج المعرفي يساعد الناس على التعرف على افكارهم المشوهة وطريقة تفكيرهم الخاطئة واختبار مدى منطقية هذه الافكار، ثم يتعلمون كيف يغيرونها. وعندما تتغير الافكار للاتجاه الصحيح تتبعها المشاعر وكذلك السلوك.


كيف استعد للعلاج المعرفي؟
الخطوة الأولى المهمة أن تضع أهدافك. اسأل نفسك: "كيف اريد أن اصبح بعد نهاية العلاج"؟. فكر تحديدا بالتغييرات التي تود أن تحدث لك في بيتك، في عائلتك، في عملك، في علاقتك .. الخ. فكر في ما يزعجك من الاعراض والصفات التي تود اختفائها أو على الأقل أن تخفف منها. سوف يساعدك المعالج في تقييم وتحديد هذه الاهداف، وأيها تستطيع تحقيقه بنفسك وأيها تحتاج مساعدة المعالج في سبيل ذلك.


ماذا يحدث خلال جلسة العلاج المعرفي؟
أحيانا وقبل بداية جلسة العلاج يطلب منك المعالج أن تملأ بعض الاستمارات والاستبيانات والمقاييس لتقييم حالتك. في بداية الجلسة يستطلع المعالج منك مشاعرك خلال الاسبوع الماضي والاحداث المهمة التي مررت بها وطريقة تفاعلك معها، ويناقش معك الواجب المنزلي الذي قمت به. ثم يبدأ المعالج بربط الجلسة السابقة بالجلسة الحالية ويطلعك على الهدف الاساسي من الجلسة الحالية أو ما يسمى بـ(الأجندة) وهذا هو الجزء الأكبر من الجلسة العلاجية وفيه يتم تعلم المهارات وحل المشكلات. وفي نهاية الجلسة يستفسر منك المعالج عن انطباعاتك عن الجلسة الحالية ويناقش معك الواجب المنزلي للاسبوع القادم.


كم تستغرق الجلسة وكم يستغرق العلاج من وقت؟
تستغرق الجلسة ما بين اربعين الى خمسين دقيقة. وتختلف عدد الجلسات (مدة العلاج) من مريض الى آخر ويتم الاتفاق بين المريض والمعالج على عددها بعد الجلسة الأولى عندما تتكون لدى المعالج صورة مبدئية عن حالة المريض، ولكن عادة تتراوح الجلسات بين ثمان الى اثني عشر جلسة بمعدل جلسة اسبوعيا مالم يحدث أمر طاريء. بعد ظهور التحسن يبدأ المعالج بمباعدة الجلسات فتصبح كل اسبوعين أو كل ثلاثة اسابيع ليتسنى للمريض ممارسة ما تعلمه من مهارات. بعدها تكون هناك جلسات نهائية كل شهر تقريبا للتأكد من أن المريض قد أصبح مستقلا ويستطيع الاستغناء عن المعالج.


ماذا عن الأدوية؟
لا يتعارض العلاج المعرفي مع الأدوية النفسية، وتستطيع مناقشة هذا الأمر مع معالجك، فهناك بعض الاضطرابات النفسية التي تكون استجابتها بأفضل صورة عن طريق الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي (الجلسات)، واذا احتجت للدواء النفسي فعليك استشارة طبيب نفسي متخصص.


كيف احقق الاستفادة القصوى من العلاج المعرفي؟
تستطيع تحقيق ذلك بعدة أمور منها: اسأل معالجك عن كيفية تقوية العلاج المعرفي بأجزاء أخرى مثل القراءة الخارجية عن هذا النوع من العلاج، ممارسة كتب التمارين، قراءة نشرات المرضى .. الخ. أيضا تستطيع ذلك بالتحضير الجيد لكل جلسة علاجية، والتفكير بالأمور التي تعلمتها في الجلسة السابقة، وتحضير ما تريد أن تناقشه في الجلسة القادمة. وأخيرا يجب أن تتأكد أنك تمارس ما تعلمته في الجلسات في حياتك اليومية، ويمكن أن يساعدك كتابة ملخص للجلسة بعدها مباشرة أو تسجيل مقطع صوتي فيه مختصر لما دار في الجلسة. ولا تتردد في مناقشة معالجك عن الصعوبات التي تواجهها في كل ما سبق.


كيف أعرف أن العلاج المعرفي بدأ يعمل؟
يلاحظ معظم المرضى انخفاض الاعراض إما شدة أو عددا في الاسبوع الثالث الى الرابع من العلاج إذا التزموا بالجلسات وأدوا الواجبات المطلوبة منهم بدقة وإخلاص. وغالبا ما يظهر هذا بانخفاض الدرجات على المقاييس النفسية التي يستخدمها المعالج .


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:45 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:20 AM   #8
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


العلاج السلوكي المعرفي

من موقع ويكيبيديا

العلاج السّلوكيّ المعرفيّ هو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في ادراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغيرها إلى افكار او قناعات ايجابية أكثر واقعية وستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة.

احد أهم اعراض مرض الكآبة هو التفكير السلبي ونقد الذات وعدم الأيمان بالقدرات الشخصية وعدم الأيمان باحتمالية التحسن والشعور بان وجود الشخص او عدمه سوف لن يغير من الأمور شيئا وهنا تكمن الفكرة الأساسية في هذا النوع من العلاج حيث يتم بصورة تدريجية على هيئة جلسات تكون فردية احيانا و جماعية في احيان اخرى باقناع المريض ان مايشعر به من احباط و سوداوية ماهو إلى اعراض لمرض لايختلف عن اي مرض اخر فعندما يصاب الشخص باي التهاب على سبيل المثال فان هناك جراثيم معينة سبب هذا الألتهاب والتي ينتج عنه اعراض مختلفة مثل الحمى فعلى نفس المنوال توجد للامراض النفسية اسبابا معينة ومن اهمها خلل في نسبة الناقلات العصبية مثل السيروتونين في الدماغ وهذا الخلل يؤدي إلى ظهور اعراض مثل الخمول وعدم الثقة بالنفس فهذه الأعراض اذن هي اعراض مؤقتة لمرض معين له اسباب وعلاج وليست طباع متأصلة في شخصية الأنسان.

تبدأ بعد ذلك عملية استبدال تدريجي للمشاعر السلبية بافكار ايجابية و واقعية فعلى سبيل المثال استبدال فكرة "انا لا اصلح لأي شيئ" بفكرة "انا احس باني لا اصلح لشيئ لكوني مريضا" ويستعمل ايضا طريقة سؤال الشخص بان يذكر مجموعة من النقاط الأيجابية عن نفسه وفي معظم الحالات لايتمكن الشخص المصاب بالكآبة من ذكر اية نقطة ايجابية نظرا للطبيعة التشاؤمية للمرض فيقوم المعالج النفسي بمساعدة المريض بتكوين قائمة من النقاط الأيجابية الحقيقية الموجودة في الشخص مبتدأ باشياء بسيطة مثل "انا احب اطفالى". وتدريجيا يتم تشخيص الأفكار السلبية واحدة بعد الأخرى ويتم استبدالها بافكار واقعية وهذه المهمة ليست بالسهلة او السريعة ويعتمد تاثيرها على العديد من العوامل بدءا من المريض إلى الظروف الأجتماعية المحيطة به إلى تناوله للادوية بصورة منتظمة إلى قدرات و مدى اخلاص المعالج النفسي او الطبيب النفسي.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:48 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:21 AM   #9
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


العلاج المعرفي السلوكي (ع م س)

(Cognitive Behavioural Therapy (CBT




الأهداف
هذه النشرة هي لأي شخص يريد أن يعرف أكثر حول العلاج المعرفي السلوكي فهي تناقش كيفية عمله, لماذا يستعمل, تأثيراته, آثاره الجانبية و العلاجات البديلة.
اذا لم تستطع أن تجد ما تريد هنا, فهناك مصادر لمعلومات أخرى في نهاية النشرة.

ما هو العلاج المعرفي السلوكي؟

هو طريقة للتحدث حول
* كيفية تفكيرك بنفسك و العالم من حولك و الناس الآخرين.
* كيفية تأثير ما تفعل على أفكارك و مشاعرك.

(ع م س) يمكن ان يساعدك على تغيير كيف تفكر (معرفي) و كيف تعمل (سلوكي). هذه التغييرات يمكن أن تساعدك على الشعور بشكل افضل. على عكس بعض العلاجات الكلامية الأخرى فانه يركز على المشاكل و الصعوبات الآنية. عوضا عن التركيز حول أسباب محنتك و أعراضها في الماضي فان هذا النوع من العلاج يبحث في طرق تحسين حالتك الذهنية الحالية.

يوجد دليل على أن هذا العلاج يساعد في
- القلق
- الاكتئاب
- نوبات الذعر
- رهاب الخلاء و الرهابات الأخرى
- الرهاب الاجتماعي
- الشره المرضي
- اضطراب الوسواس القهري
- الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة
- الفصام

كيف يعمل؟
(ع م س) يمكن ان يساعدك على فهم المشاكل المسيطرة عليك عن طريق تقسيمها الى أجزاء صغيرة, و هذا يسهل عليك رؤية كيفية اتصال هذه المشاكل ببعضها و كيفية تأثيرها عليك. هذه الأجزاء هي:

* حالة معينة- مشكلة ما, حدث معين أو وضع صعب
من هنا يمكن أن يتبع:
* الأفكار
* الاحاسيس
* المشاعر الجسدية
* الأفعال

كل هذه الأجزاء يمكن أن تؤثر على بعضها البعض, فكيفية تفكيرك حول مشكلة ما يمكن أن يؤثر على كيفية شعورك جسديا و حسيا و يمكن أيضا أن يغير كيفية تعاملك معها.

مثال
يوجد طرق مفيدة و أخرى غير مفيدة لتفاعلك مع معظم الحالات و هذا يعتمد على كيفية تفكيرك حولها:

الحالة: مررت بيوم صعب, وشعرت بالضجر ثم ذهبت للتسوق. بينما أنت ماشي على الطريق فاذا بشخص تعرفه يمر بجانبك و قد تجاهلك بوضوح.
نفس الحالة أدت الى نتيجتين مختلفتين اعتمادا على طريقة تفكيرك حولها. كيفية تفكيرك أثرت على كيف شعرت و ماذا فعلت.
في الطريقة غير المفيدة تجد نفسك حكمت على الموضوع بدون دليل و هذا مهم لأنه أدى الى:
- عدد من المشاعر غير المريحة.
- سلوك غير مساعد.

اذا ذهبت للبيت و أنت تشعر بالاكتئاب فاحتمال كبير أنك ستطيل التفكير بما حدث و تشعر أكثر سوءا, لكنك لو اتصلت بهذا الشخص فهناك فرصة جيدة بأن تشعر بشكل أفضل. اذا لم تفعل سوف لن يكون لديك الفرصة لتصحيح أي سوء فهم حول ما بدر من هذا الشخص و احتمال كبير أن تشعر بسوء أكثر.

هذه طريقة مبسطة للنظر فيما يحدث. هذا التسلسل و أجزاءه يمكن أيضا أن يشرح كما يلي:
هذه الحلقة المفرغة يمكن أن تجعلك تشعر بشكل سيء, فربما تخلق حالات جديدة تجعلك تشعر بسوء أيضا. ربما تبدأ بالاعتقاد بأشياء غير واقعية حول نفسك. هذا يحدث لأنه عندما نكون بحالة شدة نفسية فاننا أكثر احتمالا للتسرع بالحكم و أن نفسر الأشياء بطريقة متشددة و غير مفيدة.

(ع م س) يمكن أن يساعدك على كسر هذه الحلقة المفرغة من التفكير المشوش و المشاعر و السلوك المرافق. عندما ترى أجزاء هذا التسلسل بوضوح فباستطاعتك تغييرها و بهذا تغير شعورك حولها. (ع م س) يهدف لأن يوصلك الى حد معين بحيث تؤدي العلاج أنت نفسك و أن تستنتج طرقك الخاصة للتعامل مع مثل هذه المشاكل.

تقييم " الخمس أجزاء"
هنالك طريقة أخرى للتواصل بين هذه الأجزاء الخمسة المذكورة أعلاه. انها تساعدنا على بناء علاقاتنا مع الناس الآخرين و تساعدنا أيضا على رؤية كيف أن هذا يجعلنا نشعر بشكل أفضل أو أسوأ. المسائل الأخرى مثل الديون, العمل و الصعوبات المنزلية مهمة أيضا. اذا تحسن جزء معين من هذه فهذا يزيد من احتمال تحسن أجزاء أخرى من حياتك.

ماذا يتضمن ال(ع م س)؟
الجلسات
(ع م س) يمكن عمله بشكل فردي أو مع مجموعة من الناس. يمكن أيضا عمله عن طريق كتب المساعدة الذاتية أو برنامج حاسوبي. يوجد برنامجين للحاسوب تم الترخيص للعمل بهما من قبل الخدمة الصحية الوطنية في انكلترا و ويلز. الأول هو - مقاوم الخوف- و هو للناس الذين يعانون من الرهابات و نوبات الهلع و الأخر هو - التغلب على الكآبة و هوللناس الذين لديهم اكتئاب خفيف الى متوسط الدرجة.

اذا كنت في المعالجة الفردية:
* فانك عادة ستلتقي مع المعالج ما بين 5 الى20 جلسة, كل اسبوع أو اسبوعين و تمتد كل جلسة ما بين 30 الى 60 دقيقة.
* في الجلسات 2 -4 الأولى سيتفحص المعالج اذا كان باستطاعتك أن تستعمل هذا النوع من العلاج و لك أيضا لترى هل تشعر براحة مع هذا النوع من المعالجة.
* سيسألك المعالج أيضا بعض الأسئلة حول خلفياتك و الماضي من حياتك على الرغم من أن هذا العلاج يركز على الآن و المكان فربما تحتاج احيانا للتحدث عن الماضي لتفهم كيفية تأثيره عليك الآن.
* أنت تقرر ما تريد أن تتعامل معه على المدى القريب و المتوسط و البعيد.
* أنت و المعالج ستبدأون عادة بالموافقة على ماذا ستناقشون في ذالك اليوم.

الألية
* ستقسّم أنت و المعالج كل مشكلة الى أجزاء منفصلة كما في المثال السابق و لتسهيل هذا السياق فربما يطلب منك المعالج أن تحتفظ بمذكرة. هذا سيساعدك على تحديد أنماط أفكارك, أحاسيسك, مشاعرك الجسدية و أفعالك.
* ستنظر أنت و معالجك على أفكارك و مشاعرك و تصرفاتك للتفهم:
- اذا كانت غير واقعية أو غير مفيدة.
- كيفية تأثيرها على بعضها البعض و عليك أيضا.
* سيساعدك المعالج عندها لتتمكن من كيف تغير هذه الأفكار و التصرفات غير المفيدة.
* من السهل التكلم حول عمل شيء ما لكن ما هو أصعب من ذلك في الحقيقة هو عمل ذلك الشىء. لذلك بعد ما تحدد ماذا تريد أن تغير سيوصيك معالجك بوظيفة منزلية لتطبق هذه التغييرات في حياتك اليومية, و اعتمادا على الحالة ربما تبدأ ب:
- التساؤل حول فكرة مزعجة أو نقد ذاتي و تستبدلها بفكرة ايجابية (أكثر واقعية) طورتها خلال (ع م س).
- تعرف أنك بعمل شيء ما انه سيجعلك تشعر بشكل سيء لكن عوضا عن ذلك افعل شيئا مفيدا أكثر.
* في كل مقابلة ستناقش المستجدات منذ الجلسة الأخيرة. يمكن للمعالج أن يساعدك ببعض المقترحات اذا كانت أي من المهام الموكلة اليك صعبة جدا أو لا تبدو بأنها مفيدة.
* سوف لن يطلب منك المعالج عمل أشياء لا ترغب بها فأنت تقرر درجة سرعة المعالجة و ما تريد أو لا تريد عمله. موطن القوة فى هذا العلاج(ع م س) تكمن في أنه بامكانك الاستمرار على تطبيق ما تعلمته و أن تطور مهارات جديدة حتى بعد ما تكون الجلسات قد انتهت. هذا يقلل من احتمال عودة الأعراض و المشاكل ثانية.

ما مدى فعالية ال(ع م س)؟
- انها من أكثر العلاجات فعالية للحالات التي يكون فيها القلق أو الاكتئاب هو المشكلة الرئيسية.
- انها العلاج النفسي الأكثر فعالية لحالات الاكتئاب الشديدة و المتوسطة.
- يعد تأثيرها نفس تأثير مضادات الاكتئاب في عدة أنماط من الاكتئاب.

ما هي العلاجات الأخرى المتوفرة و كيفية مقارنتها؟
يستعمل العلاج المعرفي السلوكي في حالات عديدة لذلك ليس بالامكان أن نذكرها جميعا في هذه النشرة. سنذكر البدائل العلاجية لأكثر المشاكل شيوعا و هي القلق و الاكتئاب:
- (ع م س) ليس للجميع فنمط أخر من العلاجات الكلامية ربما يناسبك بشكل أفضل.
- يعد تأثير ال(ع م س) كتأثير مضادات الاكتئاب في العديد من أشكال الاكتئاب و ربما يكون أكثر فعالية بقليل من مضادات الاكتئاب في علاج القلق.
- في حالات الاكتئاب الشديد يجب أن يستعمل ال(ع م س) مع مضادات الاكتئاب. عندما تشعر باكتئاب شديد قد تجد صعوبة بتغيير طريقة تفكيرك بالأشياء الى حين أن تبدأ مضادات الاكتئاب بالعمل و تجعلك تشعر بشكل أفضل.
- لا يجب استعمال المهدئات لعلاج القلق لفترة طويلة فالعلاج المعرفي السلوكي هو الخيار الأفضل.

مشاكل ال(ع م س)
- اذا كنت تشعر بالاكتئاب و لديك مشكلة بالتركيز فستجد صعوبة بالبداية لتفهم ال(ع م س) أو بالحقيقة أي شكل أخر من العلاج النفسي.
- هذا قد يجعلك تشعر بالاحباط و فقد السيطرة. المعالج الجيد سيسرع الجلسات بدرجة يساعدك على التعامل مع العمل الذي تحاول فعله.
- في بعض الاحيان قد يكون من الصعب عليك التكلم حول شعورك بالاكتئاب, القلق, الخجل أو الغضب.

كم ستطول مدة العلاج؟
قد تأخذ الجلسات من 6 أسابيع الى 6 أشهر و هذا يعتمد على نوع المشكلة و مدى استجابتك للعلاج. توفر ال(ع م س) قد يختلف من منطقة لأخرى و ربما يكون هناك قائمة انتظار قبل بدء العلاج.

ماذا يحدث اذا عادت الاعراض؟
يوجد دائما خطورة بأن الاكتئاب او القلق قد يعود ثانية فاذا حدث ذلك فانّ المهارات التي اكتسبتها ب (ع م س) ستسهل عليك التحكم بأعراضها. لذلك فمن المهم أن تستمر بتطبيق مهارات ال(ع م س) حتى بعد أن تشعر بتحسن.
هناك بعض الأبحاث التي تشيرالى أن ال(ع م س) ربما يكون أفضل من مضادات الاكتئاب لمنع عودة الاكتئاب.
اذا دعت الضرورة فبامكانك عمل دورة أخرى لتسترجع مهاراتك.

ما هو تأثير ال(ع م س) على حياتي؟
الاكتئاب و القلق هي أمراض غير مسّرة و ربما تؤثر بشكل جدي على قدرتك على العمل و التمتع بالحياة. ال(ع م س) قد يساعدك على التحكم بأعراض هذه الأمراض و من غير المحتمل أن يكون لهذا العلاج تأثير سلبي على حياتك عدا عن الوقت الذي ستضحي به من أجل عمل و ممارسة هذا العلاج.

ماذا سيحدث اذا لم أتلقى ال(ع م س)؟
باستطاعتك مناقشة البدائل مع طبيبك و باستطاعتك أيضا:
- أن تقرأ عن ال(ع م س) أو بدائله.
- اذا اردت ان تجرب قبل أن تقدم على هذا العلاج فيمكنك شراء كتاب المساعدة الذاتية أو سي دي لترى اذا كان الأمر سيلائمك.
- انتظر فلعلك تتحسن بطبيعة الحال- و بامكانك دائما طلب ال(ع م س) لاحقا اذا غيرت رأيك.


ملاحظة
هو مصطلح معروف في الطب النفسي و قد رمزت له خلال هذه الترجمة ب(ع م س) للتبسيط فقط.


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 08:58 PM

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 10:22 AM   #10
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


استعرف صح .. تعش صح :

هل مرت بك خسارة فادحة؟
هل فقدت عزيزًا؟
هل أوقفت ترقيتك؟
هل يزعجك التعامل مع مديرك أو أحد من زملائك؟
هل حصل لك هذا أو ذاك أو شبيه به؟
ألم تكن مشاعرك ملؤها الحزن والكآبة لتعرضك لمثل هذه المواقف؟
هل حصل هذا لآخرين وحصل لهم من الكآبة أكثر مما حصل لك؟
هل حصل هذا لآخرين غيرهم لكنهم استطاعوا التعامل مع مثل هذه المصائب بشكل متعقل؟
هل تريد أن تعرف لماذا تختلف عن الآخرين ولماذا يختلف عنك الآخرون في استجاباتهم لما يعترض من مشكلات؟
هل تريد أن تعرف السبب في قدرة البعض على التعامل المتعقل وفشل البعض؟
لماذا تغضب لأتفه الأسباب؟
لماذا تكتئب لأتفه المشكلات؟
لماذا تقلق من مواقف لا تستحق القلق؟
لماذا تتضايق عندما ترى فلانًا وتبتهج عندما ترى فلانًا؟

إنه الاستعراف ...
هو حقيقة ما يدور بينك وبين نفسك من حوارات وأفكار يومية حول تفسير الأحداث والمشاكل اليومية والمستقبلية والماضية.
هو البوابة الرئيسية للعواطف والانفعالات السعيدة والحزينة.
الحزن يأتي بعد فكرة ...
والفرح يأتي بعد فكرة ... والخوف يأتي بعد فكرة ...
وكذا جميع المعاناة النفسية تأتي بعد أفكار. وعلى حسب كيف تُصنع الفكرة تتكون مادة الانفعال، إذ لا يمكن أن تنفعل بدون استعراف ولا يمكن أن تحزن أو تقلق بدون أفكار مسبقة.
قف مع نفسك وأنت في وضع حزين!!!
تجد أن انفعال الحزن سبقه تفكير في شيء يثير الحزن، والحزن لا يأتي بدون سبب كما يشاع بل يأتي بعد استعراف. إن محتوى مادة التفكير هي ما قاد مشاعرك للإحساس بعاطفة الحزن. إن قصر مدة التفكير في المشكلة التي سببت الحزن والكآبة هي ما جعلتك تغفل أن سبب الكآبة جاء من خلال عنصر التفكير أو الاستعراف. إن ثانية واحدة من الاستعراف جديرة بأن تجعلك تشعر بالحزن لساعة كاملة وربما استعراف من نوع آخر يجعلك تشعر بالبهجة لساعات طوال. الحاصل أنك لو أمعنت النظر مليًا في الموقف الذي يثير القلق أو يثير الكآبة فستكتشف أنه سبقها استعراف معين بتذكر حدث ما أو خيالات أو صور لأحداث قمت بتفسيرها بشكل موجع.

إن الاستعراف يساوي= حدث + تفسير الحدث.

إن الأفكار تسبق المشاعر فكل المشاعر الانفعالية تتكون من خلال تفكير معين، والمعنى أن العقل فوق العاطفة. إذا اتفقنا على هذه النقاط فإن هذا يقودنا للبحث عن موضوع أصعب وهو كيفية الاستعراف بشكل سليم وكيفية توجيه أفكارنا للمواضيع الإيجابية.
اسأل نفسك عندما تكون متضايقًا أو منزعجًا أو غضبان إلى أين يذهب تفكيرك؟ وإلى أين يسرح خيالك؟ وما الموضوع والصور الذهنية التي سبقت الانزعاج. ستجد أنه قد ذهب إلى فتح ملفات استعرافية مزعجة سببت لك مشاعر الانزعاج. والمعنى أنك كلما استعرفت موضوعًا بطريقة سلبية نتج عنه انفعال سلبي، وكلما استعرفت موضوعًا بطريقة إيجابية نتج عنه مشاعر إيجابية.

إن إدراكك سبب المشاعر السلبية سيسهل عليك حلها. وإن اكتشاف الأفكار التي تؤدي لمشاعر الحزن والخوف مثلاً سيجعلك تغير من مقولتك: أنا حزين لكني لا أدري ما السبب. بل ستقول أنا حزين لأني أفكر بطريقة غلط. إن اكتشاف السبب هو الخطوة الأولى لحل المشكلة.
السؤال الصعب الذي لا يمكن إجابته من خلال سطر أو سطرين؛ هو كيف نستعرف (صح) ونعدل من خطأنا في الاستعراف. هنا لابد من جلسة مع مختص في العلاج الاستعرافي فلديه خطة في تنظيم الأفكار وإرشادات تهندس الاستعراف في قوالب منطقية. ربما ستجد صعوبة في بداية الأمر في تنقل الذهن من الأفكار القديمة إلى الأفكار الجديدة لكن هذه المهارة بالعزم والمثابرة ستكتسب من التمرين وتصبح مسألة تلقائية.

الخاصية المبدعة لدى الاستعرافيين أنهم لا يتهربون من المواجهة مع أي موقف تعرض له المرء مهما كان مشينًا ومعيبًا، هم لا يقولون لا تفكر في هذه الخبرة المشينة أو تلك، لأنهم يدركون أن التجنب هو ما يزيد من إلحاح الفكرة على الذهن ومعاودتها المرة تلو الأخرى، وهو ما يقود إلى موجات عنيفة من الذعر والعصبية.

إن الاستعرافيين يقولون تعال نفكر في تلك الخبرات المشينة ونضع لها قالبًا منطقيًا يخفف أو يلغي مشاعر المخاوف والأحزان. إنهم يعيدون صياغة المواقف الصعبة في قالب منطقي جديد يمكن المرء من تذكرها ومواجهتها دون أن يحدث له موجة حادة من الانفعالات. بل والأجمل أنهم يحولون بعض الأفكار التي نعدها مؤلمة إلى أفكار محببة.

إنه على الرغم من علاقة الاستعراف بطريقة التفكير إلا أن الغريب في الأمر أنه لا علاقة له بالذكاء العقلي. قد يكون شخص منخفض الذكاء يتمتع بقدرة عالية في الاستعراف الإيجابي بشكل يفوق من هو عالي الذكاء. وكما قال الأول: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله **** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هناك أفراد يتميزون بذكاء من نوع مختلف عن الذكاء العقلي المشاع وهو ما يسمى بالذكاء الاجتماعي، إن من يتمتع بالذكاء الاجتماعي يحسن التكيف ببراعة مع الآخرين ومع المواقف الاجتماعية ويمتلك مهارات اجتماعية تجعل شخصيته جذابة. سبب جاذبيتهم يرجع ببساطة إلى أنهم يتمتعون بقدرة فائقة على الاستعراف السليم في المواقف الاجتماعية.
أخي القاري أتريد أن أبوح لك بسر قبل أن أختم المقالة: كل من يكتب هو في واقع الأمر يمارس استعرافًا منظمًا. فالكتابة تساعد على استعراف المشكلات بشكل متوازن. اعرض ما كتبت على المختص بالعلاج المعرفي ستجده سيفتح لك مواضيع ما كانت في الحسبان وسيرشدك للأفكار المنطقية والأفكار غير المنطقية.

أتريد أن أصارحك بشيء قد يغنيك عما قيل بل هو أفضل ما قيل:
إن المؤمن الحق الذي يستمد استعرافاته من القوانين الإيمانية كقانون الإيمان بالقضاء والقدر وقانون احتساب الأجر عند الله وقانون الصبر والمصابرة لديه طاقة معرفية جبارة تتحدى تأثير المصائب مهما عظمت، وتمنع نشوء أي انفعالات سالبة جراء المشكلات اليومية. إن القوى الإيمانية تمثل دروعًا وقائية أمام غزو المصائب والمشكلات.

إن الاستعرافات الإيمانية التي تؤتي أثرها هي تلك المبنية على الإيمان القوي العميق وليس على مجرد الإيمان السطحي والتحمس الخاوي الذي يظن صاحبه أنه قوي الإيمان ولكن حين مواجهة مصائب الدنيا ينهار أو يجزع. اسأل نفسك ما مقدار تمثل الآية التالية في نفسك عندما يعتريك مشكلة خسارة أو مصيبة، تأمل بروية وقع هذه الآية في نفسك عند حصول المصيبة:
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم).

اسأل نفسك سؤالاً عميقًا عن مدى قوة التلازم بين حصول المصيبة وبين العمل بهذه الآية، إذا كان استعرافك لتلك الآية عميقًا فإن انفعالات الكآبة والغضب في الأساس لن تتكون عند مواجهة المصائب، أما إذا كان الاستعراف سطحيًا فإن مشاعر الأسى والكآبة ستتمكن منك. وعلى قوة إيمانك بهذا التوجيه الرباني سيتحدد مستوى استجابتك للمصيبة. إن هناك فرقًا بين القناعة السطحية والقناعة المقترنة بالمشاعر. إن القناعات الإيمانية هي كأي قناعة أخرى لها مستويات فقد يكون مستوى القناعة صفرًا من عشرة أو عشرة من عشرة. اسأل نفسك إلى أيهما تنتمي. فعلى حسب الدرجة يتحدد مستوى الاستعراف الإيماني.

ختامًا:
(استعرف صح تعش صح). تأمل هذا الاستعراف الجميل في هذا البيت الجميل: قل لمن يحمل همًا إن همك لن يدوم **** مثلما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم


 
التعديل الأخير تم بواسطة أمل الروح ; 08-10-2012 الساعة 09:08 PM

رد مع اقتباس
قديم 08-10-2012, 02:07 AM   #11
ام رحمة
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية ام رحمة
ام رحمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36303
 تاريخ التسجيل :  11 2011
 أخر زيارة : 08-11-2018 (04:42 PM)
 المشاركات : 1,044 [ + ]
 التقييم :  15
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم اخي الشاكر


نظرا للدوخة التي اتعبتني فانا احاول ان اقراقدر المستطاع اي كل ما احس انني بخير

والحقيقة موضوع في قمة الروعة نحن في انتظار جديدك


 

رد مع اقتباس
قديم 08-10-2012, 08:09 AM   #12
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


ولن نبخل عليكم أختي أم رحمه


 

رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012, 08:28 AM   #13
مرام,
عضو نشط


الصورة الرمزية مرام,
مرام, غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36726
 تاريخ التسجيل :  12 2011
 أخر زيارة : 14-01-2013 (06:30 PM)
 المشاركات : 69 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يعطيك ربي العافية على هذا الموضوع الاكثر من رائع و الطرح الجميل ..

و جزاك خيرا


 

رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012, 08:48 AM   #14
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


وجزاكِ انتِ أيضا أختي مرام

شكرا على مرورك ومتابعتك الدائمة


 

رد مع اقتباس
قديم 03-11-2013, 09:52 AM   #15
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


يرفع للفائدة العامة


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا