المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > ملتقيات التجارب الشخصية والأبحاث > ملتقى المقالات النفسية والأبحاث
 

ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية

هونًا ما الدّرس الصّعب والمعادلة الأصعب

هونًا ما الدّرس الصّعب والمعادلة الأصعب د. ديمة طارق طهبوب تُعرف النّساء عمومًا بأنّهن أكثر عاطفيّة من الرّجال، و في مجتمعاتنا العربيّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13-07-2013, 06:02 PM   #1
بسمة الغد
نائب المشرف العام سابقا


الصورة الرمزية بسمة الغد
بسمة الغد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23323
 تاريخ التسجيل :  03 2008
 أخر زيارة : 21-11-2016 (11:29 PM)
 المشاركات : 5,253 [ + ]
 التقييم :  217
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Burlywood
هونًا ما الدّرس الصّعب والمعادلة الأصعب



هونًا ما الدّرس الصّعب والمعادلة الأصعب




د. ديمة طارق طهبوب



تُعرف النّساء عمومًا بأنّهن أكثر عاطفيّة من الرّجال، و في مجتمعاتنا العربيّة تُعدّ هذه منقصة أكثر منها صفة إيجابيّة أو حتى محايدة. هذا مع ادّعاءنا بأنّنا نغلّب العقل، و نتباهى بذلك، في الوقت الذي نعيش فيه و نتصرّف بغير عقلانيّة برضانا و رضوخنا لأنظمة استبداديّة تتحكّم فينا من أعلى رؤوسنا إلى أخمص أقدامنا في دقيق أمور حياتنا و جليلها!!

العاطفيّة أو ربّما الرّحمة بوصف آخر تُعدّ شعورًا أدنى منزلة لمن يحكمون على الأمور بتجرّد و سطحيّة، أو بتزويق آخر يُعرف بالموضوعيّة التّامة، أو بتوصيف أدقّ ربّما يحمل معنى البرود و اللامبالاة التي ذمّها الرّسول -صلّى الله عليه و سلّم- في أحد الآباء يومًا عندما أخبره أن ليس بينه و بين أبنائه أدنى تواصُل أو تبادُل للمشاعر، فقال له: "و ماذا أفعل لك أن نزع الله الرّحمة من قلبك؟!". إذن فالعاطفيّة و الرّحمة في درجاتها العليا رزْق يبثّه الله في قلوب بعض عباده، و ينزعه من آخرين عقوبة على قسوته.

و العاطفيّة لا ريب خصلة مطلوبة في المرأة؛ فقد جاء في الحديث "خير نسائكم الودود"، و هي صيغة مبالغة من الودّ تحمل تجلّيات فوق النّمط العامّ و فوق المتوقّع و فوق الحساب، و يكمل الحديث في حسن وصف هذه النّوعيّة من النّساء بأنّ عيونهنّ لا تكتحل بنومٍ إذا اضطرب البيت أو اختلّت العلاقات إلى أن يستتبّ الأمن العاطفيّ و الهناء، و لو على حساب قلوبهنّ و حقوقهنّ، و هذه ممارسات لولاها و لولا خفْض الجناح لما عاشت و لا دامت، و لا استقرّت معظم البيوت، و لكن من يقدّر ما تبذله المرأة من نفسها حبًّا و كرامة؟!

و العاطفيّة ليست صفة أنثويّة؛ فأرجل الرّجال على مرّ التّاريخ حملوا تلك الصّفة؛ فخليل رسول الله، لو كان في الإسلام خلّة، أبو بكر وصَفتْه ابنته عائشة بأنّه رجل رقيق، و كان هذا خلقه العامّ، و لكنّه بشخصيّته المتوازنة استطاع أن يسيطر على مشاعره يوم احتاج الإسلام منه موقف الشدّة في حروب الرّدّة، و ظهر كرجل لا يعرف الفصال في الحقّ قائلاً: "و الله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدّونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه".

و العطف و العاطفيّة ليست فوائدها محصورة بين الجنسين في تبادل المشاعر؛ بل هي بمعاني الرّغبة (desire )، و الشّغف (passion ) السّبب في صناعة الحضارة؛ لأنّها دفعت النّاس إلى بذل المزيد و المديد لإكمال الخطوة الأخيرة في رحلة الألف ميل، التي لا ينجزها إلاّ أصحاب الإرادات و البصمات في التّاريخ.

فماذا كان سيحصل للدّنيا لولا العاطفيّة؟!

الجندي اليونانيّ المصاب الذي ركض مسافة خلّدها التّاريخ و الحاضر و سيخلّدها المستقبل و المعروفة بالماراثون- لم يركض ليكون نذير سوء لبلده و قومه في أثينا بل ركض دون راحة و لا توقّف ليصل، و يقول لهم كلمة واحدة: "لقد فزْنا في المعركة" أعطته العاطفة تجاه الوطن القوّة الرّوحيّة قبل أن تخرّ قواه الجسديّة ليسقط صريعًا بعد أن حمل البشرى لأهله. العاطفة و العاطفة فقط ظلّت تضخّ فيه شرارة الحياة و العزيمة ليصل إلى هدفه، حلاوة الرّوح هي أيضًا ما تجعل المجاهد يغمس نفسه في قلب صفوف العدوّ، و هو لا يرى سوى نهايتين: النّصر أو الشّهادة.

و من قبله السّيّدة هاجر؛ فلولا العطف و العاطفيّة لما كان النّسك، و لما تفجّر ينبوع الرّحمة، و لو رضخت لحسابات العقل في وادٍ غير ذي زرع ما به أنيس و لا حسيس لما سعت و لا ركضت و لا استسلمت هي و وليدها للموت، و لكن العاطفيّة منحتها الثّقة بأنّ الله لن يضيّعها كما قالت لإبراهيم -عليه السلام- فشدّت عزمها، و لم تتراخَ في بذْل ما تستطيعه من القوّة التي منحها الله للبشر لإكمال تنفيذ القدر، و لكن أنملك أن نمارس ذات عاطفيّة التّوكّل و الثّقة مع البشر دون أن نُصاب بخيبات الأمل، و كم من البشر أهل للثّقة و رواحل يمكن أن نلقي عليها أحمالنا لتوصلنا إلى برّ الأمان؟!

إنّها العاطفيّة التي تعطي ما يسمّيه علماء التّنمية البشريّة الآن الدافعيّة (motivation )؛ ففيلكس صاحب القفزة الأشهر كان مرشّحًا أن يصبح المجنون الميّت الذي ذهب "فطيس" سعيًا وراء حلم مستحيل و مغامرة غير معروفة العواقب على الرّغم من التّدريب!! و لكنّها العاطفيّة و الشّغف، حتى لو كان شخصيًّا بهدف الشّهرة، هو ما جعله يبذل فوق المتوقّع حتى لو كان في ذلك حتفه.

هذه بعض المعاني الإيجابيّة للعاطفيّة إلاّ أنّ لها نتائجها المدمّرة على المستوى الإنسانيّ على أصحابها بالذّات إذا كانوا في أوساط جافّة تستقلّ بالعاطفة و أصحابها، فتكون العلاقة معهم حبًّا من طرف واحد (unreciprocated love ) يبذل بها طرف لطرف لا يبالي سواء أكان من أمامه إنسانًا أو حجرًا!! و تظلّ خيبات الأمل و كسور القلب مستمرة ما لم يتعلم الطّرف العاطفيّ أن يمسك بالعصا من المنتصف، و يجعل بينه و بين البشر جميعًا شعرة معاوية يشدّ و يرخي، و يبذل و يمسك، و يتقدّم و يتأخّر بحسب الموقف و المعطيات، و هذا التّوازن العاطفيّ بين أقصى الإيجاب و الحبّ و الاندفاع، و أقصى السّلب و الكراهيّة و الإحجام ويروى أن رسول الله -صلّى الله عليه و سلّم- قال: "أحببْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، و أبغضْ بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما".

هذا الـ "هونًا ما" هو الدّرس الصّعب و المعادلة الصّعبة التي قد يقضي بعض النّاس حياتهم في محاولة تعلّمها و عيشها بين نجاح و إخفاق، "هونًا ما" لا تمنعك أن تكون عاطفيًّا و محبًّا و شغوفًا و رقيقًا، و لكنّها تعلّمك أن تبقي خطّ الرّجعة مفتوحًا، و تفتح أمامك خيارات أخرى كي تجنّبك الآلام و الوجع في حال لم تجرِ السّفن كما تحبّ و ترجو.

"هونًا ما" تخبرك أنّ خير الأمور أوسطها دون إفراط أو تفريط؛ فالأمّ بغير رحمة لا تكون أمًّا، و لكنّها بغير حزم لا تكون مربّية، و صدق الشّاعر في وصف الموازنة بالحاجة أحيانًا إلى القسوة العاطفيّة فقال:

فقسا ليزدجروا و من يكُ حازمًا فليقسُ أحيانًا على من يرحم

"هونًا ما" تخفّف عمّن أرهقتهم العاطفيّة و البذْل دون مقابل، و تقول لهم: لا بأس أن تكونوا عاطفيّين، و لكن رفقًا بأنفسكم أوّلاً، و شدّوا الأحزمة على قلوبكم كيلا تكونوا أوّل المتضرّرين.

"هونًا ما"؛ لأنّ البشر ليسوا ملائكة، و ليسوا شياطين، و لا يُعقل أن نقبل عليهم في اليسر و الدّنيا مقبلة، ثم ندبر إذا أدبرت، و لم يستطيعوا الردّ على عواطفنا، و صدق الشّاعر؛ إذ مدح من يستطيع أن يحافظ على أصالة خلقه مع تغيّر الظّروف و تغيّر ردود الفعل فقال:

أولى البريّة حقًّا أنْ تراعيه عند السّرور الذي آساك في الحزنِ

إنّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفُهم في المنزل الخشِنِ

و بهذا تتجلّى العاطفيّة في خلق سمْح آخر هو الوفاء.

"هونًا ما" درس قيّم في بناء الشّخصيّة المتوازنة، وقد يقضي المرء عمرًا، وما زال يتعلّم فصوله.

الرّاحمون يرحمهم الله؛ فطِيبوا نفسًا أيّها العاطفيّون بهذا الجبر الرّباني.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 15-07-2013, 04:07 PM   #2
أماني القلب
مراقبه سابقة
( أنا والهلع سابقا )


الصورة الرمزية أماني القلب
أماني القلب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 40106
 تاريخ التسجيل :  08 2012
 أخر زيارة : 11-12-2013 (02:28 AM)
 المشاركات : 3,366 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Plum


يسلموا ايديكي اختي بسمة على الموضوع القيم, بارك الله فيكي


 

رد مع اقتباس
قديم 17-07-2013, 10:47 AM   #3
الشاكر
مراقب عام


الصورة الرمزية الشاكر
الشاكر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29965
 تاريخ التسجيل :  03 2010
 أخر زيارة : 28-03-2023 (01:07 PM)
 المشاركات : 34,379 [ + ]
 التقييم :  253
 الدولهـ
Yemen
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Royalblue


سلمت الأنامل اختي بسمة


 

رد مع اقتباس
قديم 23-07-2013, 02:07 PM   #4
المبصر
عضو نشط


الصورة الرمزية المبصر
المبصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 34621
 تاريخ التسجيل :  06 2011
 أخر زيارة : 24-09-2015 (01:01 PM)
 المشاركات : 212 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الانسان كائن عاطفي لا كائن عقلاني

نظرية ان الانسان كائن عقلاني كذبه كبيره جدا

لاننا نجد ان ما يحرك الانسان في كل حياته هي العواطف والمشاعر

ولا يحركه العقل

اذا قلنا ان العقل يحسب الارباح والخسائر وتجري فيه الموازنات بين الامور ويقدم

الاولويات ويهتم بالتمييز بين النافع والضار والانفع والاضر


والعاطفيه هي ما يحبه الانسان ويميل اليه ويألفه ويرغبه


سوف نجد ان اذا تعارضت عند كثير من الناس الرغبه والمحبه مع الضرر والخسائر

فسوف يقدم الرغبه

وانظري الى المدخن ..

فهو اصدق مثال على ما نقول

بوركت


 

رد مع اقتباس
قديم 20-08-2013, 09:34 PM   #5
عطر التفاؤل
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية عطر التفاؤل
عطر التفاؤل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14623
 تاريخ التسجيل :  04 2006
 أخر زيارة : 10-08-2017 (11:30 PM)
 المشاركات : 4,252 [ + ]
 التقييم :  125
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله كل خير

أسعــدك الباري


 

رد مع اقتباس
قديم 31-08-2013, 02:05 AM   #6
الجنووبي
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الجنووبي
الجنووبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 43104
 تاريخ التسجيل :  04 2013
 أخر زيارة : 24-03-2018 (06:35 PM)
 المشاركات : 339 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue


هناك فلسفة متفق عليها .. ان الدوافع الغريزية للانسان اثنتين الانا والرحمة ( العاطفة )

اتفق مع الاخ المبصر ان الدافع العاطفي مستحوذ على الانسان سواء ذكر او انثى ولا ارى في ذلك عيب


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا