ضعف الشهية عند الطفل

ضعف الشهية عند الطفل

إن المشكلات الخاصة بتغذية الطفل سهلة وميسورة الحل إذا فطنا من أول الأمر إلى العوامل المستترة وراءها دون أن نستخف بها أو نرجئ حلها حتى يكبر الطفل ، كما يحدث في كثير من الأحيان ، لأنها قد تتحول إلى مشكلة نفسية قوامها الرغبة في إثبات الذات والشعور بالأهمية ، مما يجعلها بحاجة إلى الكثير من الوقت والجهد في علاجها
وتتوقف شهية الطفل على حاجة جسمه إلى الغذاء ، فهي تزيد في السنة الأولى من عمره ، لأنه ينموَّا سريعاً في هذه الفترة 0 والمعروف أن الطفل يضاعف وزنه فيما بين الشهر الخامس والسادس من عمره ، وفى نهاية السنة الأولى يكون قد أصبح ثلاثة أضعاف وزنه حين ولد ، وفى هذه السنة تكون شهيته قوية عادة ، لكي يتناول الغذاء الكافي لهذا النمو السريع ، ولكن نمو الطفل لا يستمر بهذه السرعة مدى الحياة ، فإنه بعد السنة الأولى يبطؤُ النمو وبذلك تقل حاجة الجسم إلى الطعام ، وتقل شهية الطفل تبعا لذلك 0 ولضعف الشهية عند الطفل أسباب متعددة أهمها : أسباب مرضية : كالإمساك وسوء الهضم وما يصاحب ذلك من أعراض ظاهرة كالقيء واتساخ اللسان أو احتمال وجود اشتباه إصابة درنية مبتدئه ، أو مصادر للتوكسيتات ( التوكسيتات : إفرازات مؤذية تفرزها بؤر من العدوى المزمنة مثل التهاب اللوزتين المزمن والتقيح الصديدي باللثة أو الكلية ) فهذه تقلل من الحيوية العامة ، فالطفل المريض تتأثر جميع أجهزة جسمه بالمرض بما فيها الجهاز الهضمي ، وفى قلة الشهية للطعام إراحة له طول فترة المرض 0 وبانتهاء المرض تعود شهيته إلى ما كانت عليه ، وهنا يجب أن تتبين دائماً : هل كان فقد الشهية نتيجة لمرض جسمي أو سببا له ؟ ولا يتيسر ذلك إلا بأخذ التاريخ المرضى المفصل والفحص الطبي الدقيق حتى يمكن تحديد العلاقة بين الاثنين 0 نوع التغذية : قد يرجع ضعف الشهية في بعض الأحيان إلى ما يتناوله الطفل من مواد دسمة تحتاج في هضمها إلى مدة طويلة أو إلى تناول مواد شديدة الحلاوة قبيل الأكل 0 أو لعدم انتظام المواعيد أو للنقص في فيتامينات معينة أو غير ذلك 0 الحياة الانفعالية للطفل : من غضب أو حزن أو يأس أو غيره أو فقدان الشعور بالأمن أو ضيق أو تقيد للحرية أو ما يشابه ذلك من حالات الانفعال التي يمكن ملاحظتها عند إعطاء الطفل فرصة للتعبير الحر عما عنده من اتجاهات نفسية ، ومن دراسة ظروف الطفل نفسه من حيث علاقته بوالديه واخوته ورفاقه ، وسلوكه في أثناء لعبه وما إلى ذلك 0 سلوك الوالدين : بعض الأمهات يضربن أسوأ المثل لأطفالهن بأن ينقطعن إلى حد كبير عن تناول الطعام لتخفيف أوزانهن ، وبعض الآباء لا يتناولن وجبة الإفطار إما بسبب قصر المدة التي بين الاستيقاظ وترك المنزل للعمل ، أو بسبب التدخين أو الإنهاك الناشئ من السهر في الليلة السابقة أو غير ذلك . وكذلك يخطئ الآباء إذ يقومون بإغراء بعض الأطفال أو بإجبارهم أو بإقناعهم بمختلف الوسائل لتناول الطعام عامة ، أو لتناول نوع معين منه ، وهذا النوع من الآباء يكون عادة قلقاً إما على الطفل وإما على نفسه ، وفى الحالة الأخيرة يسقط قلقه الذاتي على الطفل ، ويكون فقدان الشهية لدى الطفل أحيانا حيلة لا شعورية لعقاب الوالدين أو لعقاب الذات ! وهذا يحدث إذا أذنب الطفل ، فقد يعاقب نفسه بالإقلاع عن الطعام ، وكذلك إذا عاقبت الطفل والدته : فقد يقلع عن تناول الطعام عقابا لوالديه ولنفسه في الوقت عينه ! ويؤثر الآباء في أبنائهم دون أن يشعروا عن طريق الإيحاء ، فكثيرا ما يحدث أن طفلا يرفض اللبن لأن الأم قالت : إنها لا تحب اللبن ، أو يرفضه لأنه رفضه مرة .. فقالت الأم إن ابنها لا يحب اللبن ، وبذلك تثبت لديه الفكرة عن طريق الإيحاء الذي وجهته الأم إليه ، وثبوت الفكرة يؤدى وظيفة هامة وهى أن الطفل يصبح له خاصة مميزة يتكلم عنها الناس ، ويلاحظ أيضاً كراهية الأطفال والبالغين لكثير من أنواع الطعام وحبهم لكثير من الأنواع الأخرى ، ويأتى هذا غالبا عن طريق الإيحاء بمعنى أن اتجاهات الكبار نحو الطعام من حب وكراهية قد تخلق في الطفل اتجاهات مماثلة . ويجب أن تشير إلى أن إيحاء السلوك أقوى دائما من إيحاء الكلام : فرؤية علامات الاشمئزاز التي تبدو على الوجه أقوى أثرا من سماع الألفاظ الدالة عليه 0 وخلاصة هذا أن الأطفال يتأثرون كثيراً من موقف آبائهم إزاءهم عند تناول الطعام ، وكذلك من موقف الآباء أنفسهم إزاء الطعام ! وفيما يلى بعض الوسائل لعلاج فقد الشهية عند الطفل دون أن تؤثر على صحته النفسية : 1 - يجب أن ندرس جميع العوامل المحتملة وعلاجها إن وجدت ، والتيقن من أنه ليس هناك سبب مرضى لضعف الشهية ، وندرس الظروف والمواقف التي تظهر فيها المشكلة 0 2 - يجب على الوالدين التخلص من القلق : الذي يصيبهما بخصوص ضعف شهية الطفل ، كما يجب أن يعلما أن مناسبة تناول الطعام فرصة ملائمة لما يسمى " بالتعليم المصاحب معنى هذا أن الطفل يتخذ من تناول الطعام مناسبة يتعلم فيها الاعتماد على نفسه ، ويتعلم التعاون وما إلى ذلك 0 أما إذا امتنع القلق فقد أصبح عدم تناول الطعام في إحدى الوجبات أمراً عادياً لأن يدعو إلى القلق ، وقلة الفرص التي يتخذها الطفل لإثبات ذاته بطرق غير مقبولة 0 3 - يجب على الأم أن تعلم أن شهية الطفل ونموه يكونان طبيعيين بعد السنة الأولى ، وكذلك يختلفان من طفل إلى آخر ، فلا داعي للمقارنة بين الأطفال ، فالمهم الصحة وليست البدانة 0 4 - يجب أن يراعى أن يكون الطفل عند تناول غذائه منشرحا هادئاً لا مهتاجا ولا مشغول الذهن ، فلا يصح نزعه فجأة من لعب نشيط لذيذ في نظره هو ليتناول طعامه ، ولا يصح إرغامه على تناول الطعام وهو في حالة غضب أو ضيق ، أو إرغامه على تناول طعام معين أو كمية معينة 0 5 - يجب أن يراعى كذلك تقديم الطعام بطريقة شهية وجذابة ، وأن يكون فيه مجال للتنويع من يوم إلى آخر ، وأن يقدم بقدر الإمكان في أوان خاصة بالطفل ، إذا أن في هذه فرصة لتفهيمه معنى الملكية ، واحترام الناس لملكيته ، وتعويده احترام ملكية غيره . . كما أن في هذا مجالاً ثانيا لتعويده الاعتماد على نفسه في تنظيم أدواته ورفعها ووضعها وغير ذلك 0 وأخيرا فإنه يجب أن نعلم أنه من الأهمية بمكان ضرورة استمتاع الطفل بلذة تناول الطعام بكل الطرق الممكنة . وأن ينظر إليه ويستمتع بطعمه ورائحته ، ولمسه وقضمه ومضغه . فتعتبر لذة الطعام للطفل مشابهة للذة الحياة ولذة حب الناس . فالأم المحبة التي تهتم بإطعام طفلها جيدا تكون سبباً في ازدياد وزنه ، فكل خطوة إيجابية في تناول الطعام خطوة جديدة في النمو . فإذا كانت سارة للطفل فسوف تتحسن علاقته نحو الطعام والأم ، ونحو التجارب الجديدة ، وتتجه بخطوات واسعة إلى الأمام 0 مصدر الموضوع Children problems. Clair Fahem






.




--------------------------------------------------------------------------------

المصدر: نفساني

مرحبا لولو،،،
طيب انا عندي ضعف شهيه وش اسوي:D ؟