نفساني

نفساني (https://www.nafsany.cc/vb/index.php)
-   ملتقى الفتاوى والأحكام الشرعية (https://www.nafsany.cc/vb/forumdisplay.php?f=88)
-   -   كفارة الغيبة (https://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=73906)

واثقة بالله 09-01-2012 03:11 PM

كفارة الغيبة
 

السؤال :

في كفارة الغيبة ، هل يجزئ قول : ( رب اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ) عن الاستغفار لمن اغتبته ، أم يجب الدعاء له بالاسم ؟



الحمد لله

الغيبة من كبائر الذنوب ، ولا شك أن جميع المسلمين يدركون هذا ، ويعلمون ما للمغتاب من عذاب عند الله تعالى ، والخطورة في هذا الذنب تأتي من وجهين اثنين :
1- أنه متعلق بحقوق العباد ، فهي لذلك أشد خطرا ، إذ يتعدى فيها الظلم إلى الناس .
2- أنها معصية سهلة ينقاد إليها غالب الناس إلا من رحم الله ، والشيء السهل يحسبه الناس – في العادة – هينا وهو عند الله عظيم .
وفي أمر كفارة الغيبة لا بد من التنبيه إلى بعض الجوانب المهمة :
أولا : سبق في موقعنا في العديد من الفتاوى بيان أن كفارة الغيبة هي الاستغفار لمن اغتبته ، والدعاء له ، والثناء عليه في غيبته . وللتذكير بهذه الفتاوى وقراءة كلام أهل العلم يرجى من القارئ الكريم مراجعة الأرقام الآتية : (
6308) ، (23328) ، (52807) ، (65649)
ثانيا : إلا أن تقرير كون الاستغفار كفارة للغيبة لا يعني وقوعها كافيةً في ذلك ، فإن الأصل أن الذنوب لا تُمحى إلا بالتوبة الصادقة التي يصحبها الإقلاع ، والندم ، وعدم العود ، وصدق القلب في معاملة الخالق سبحانه ، ثم يُرجى لمن جاء بهذه التوبة أن يغفر الله له ذنبه ، ويعفو عنه خطيئته .
أما حقوق العباد ، ومظالم الخلق ، فلا يكفرها إلا عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها ، دليل ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول :
( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449)
فقد جاء الأمر بالتحلل من المظالم قبل أن يوافيَ الناسُ يومَ الحساب ، فيكون التحلل يومئذ بالحسنات والسيئات ، وتكون الخسارة الحقيقية على من ظلم الناس في أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم .
ثالثا : فالواجب على من أراد أن يستبرئ لنفسه من إثم الغيبة أن يسعى جاهدا في التحلل ممن اغتابه ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللين والحسن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية ، فقد نص العلماء على جواز ذلك كله في سبيل التحلل من حقوق العباد .
ولما رأى أهل العلم من السلف الصالحين والفقهاء الربانيين أن التحلل من العباد في أمر الغيبة قد يؤدي – في بعض الحالات - إلى مفسدة أعظم ، فيوغر الصدور ، ويقطع الصلات ، وقد يُحمِّلُ القلوب من الأحقاد والأضغان ما الله به عليم ، رخص أكثر أهل العلم في ترك التحلل ، ورجوا أن يكفي في ذلك الاستغفار للمغتاب والدعاء له والثناء عليه في غيبته .
وإن كان آخرون من أهل العلم ذهبوا إلى أن الغيبة لا يكفرها إلا عفو صاحب المظلمة عنها .
لكن الصواب أنه إذا صدقت توبة مرتكب الغيبة ، لم يلزمه أن يخبر بذلك من اغتابه ، لاسيما إن خاف مفسدة ذلك ، كما هو الغالب .
إذا فالاستغفار لمن اغتبته إنما هو عذر طارئ ، وحالة ضرورة اقتضتها الشريعة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح .
وفهم ما سبق يبين خطأ من يتساهل في إثم الغيبة معتمدا على أن الاستغفار كافٍ في تكفير تلك المعصية ، ولم يدرِ أنه أخطأ في ذلك من ثلاثة وجوه :
1- أنه نسي أن شرط التوبة الأساسي هو الندم والإقلاع وصدق الإنابة إلى الله تعالى ، وهذا الشرط قد لا يوفق لتحقيقه كثير من الناس .
2- أن الأصل في تكفير حقوق العباد السعي في طلب العفو منهم ، فإن كان التقدير أن إخباره بالغيبة سيؤدي إلى مفسدة أعظم ، فيلجأ إلى الاستغفار حينئذ ، وإلا فالأصل أنه يذهب ليطلب الصفح ممن ظلمه .
3- وذلك يدلك على أن المغتاب إن كان قد بلغه ما اغتابه به رجل آخر ، فإنه - والحالة هذه - لا بد من طلب العفو منه مباشرة ، كي يزيل ما أصاب قلب المغتاب من أذى ، وما حمله من كره أو حقد عليه ، فإن لم يعف ولم يصفح ، فليس ثمة حيلة بعد ذلك إلا الاستغفار والدعاء .
رابعا :
ثم بعد ذلك كله ، هل يظن السائل أن الاستغفار بصيغةٍ عموميةٍ ( اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ) كافٍ في تكفير إثم الغيبة ؟!!
نحن نقول إننا حين نرجو من الله أن يكون الدعاء والاستغفار مكفرا للسيئات ، لا بد أن نصدق الله في هذا الدعاء ، فنخلص فيه المسألة ، ونبتغي إليه الوسيلة فيه ، ونكرره في مواطن الإجابة ، وندعو فيه بكل خير وبركة له في الدنيا والآخرة ، ولا شك أن هذه الحالة من الدعاء تقتضي تخصيص المدعو له : إما بذكر اسمه ، أو بذكر وصفه فتقول : اللهم اغفر لي ولمن اغتبته وظلمته ، اللهم تجاوز عنا وعنه..إلى آخر ما يمكن أن تدعو به .
أما الصيغ العامة فلا تبدو كافية في تحقيق ما ترجو من الله تعالى ، فكما أنك اغتبته باسمه أو وصفه ، وخصصته بالأذى ، فكذلك ينبغي أن يكون الاستغفار والدعاء مخصصا حتى تقابل السيئات بالحسنات .
خامسا :
ينبغي التنبه إلى أن المقصد من الاستغفار والدعاء هو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلتها بها ، ولذلك فلا يتحتم الاستغفار دون غيره من الأعمال ، بل يمكن أن تعمل العمل الصالح ليكون ثوابُه مقدَّما لمن اغتبته ، كأن تتصدق عنه أو تقدم له المساعدة ، وتقف معه في محنه ، فتحاول تعويضه عن ذلك الأذى بما تستطيع .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في "مجموع الفتاوى" (18/187-189) :
" وأما حق المظلوم فلا يسقط بمجرد التوبة ، وهذا حق ، ولا فرق فى ذلك بين القاتل وسائر الظالمين ، فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم ، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته ، وإن لم يعوضه فى الدنيا فلا بد له من العوض فى الآخرة ، فينبغى للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات ، حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسا ، ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله ، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ، ولهذا فى حديث القصاص الذى ركب فيه جابر بن عبدالله إلى عبدالله بن أنيس شهرا حتى شافهه به ، وقد رواه الإمام أحمد – (3/495) - وغيره ، واستشهد به البخارى فى صحيحه ، وهو من جنس حديث الترمذى صحاحه أو حسانه ، قال فيه : ( إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق فى صعيد واحد ، يسمعهم الداعى وينفذهم البصر ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه )
وفى صحيح مسلم من حديث أبى سعيد : ( أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ) وقد قال سبحانه وتعالى لما قال ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) - والإغتياب من ظلم الأعراض - قال : ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )
فقد نبههم على التوبة من الاغتياب ، وهو من الظلم .
وهذا فيما علمه المظلوم من العوض ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك ، فقد قيل : مِن شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك . وهذا قول الأكثرين ، وهما روايتان عن أحمد ، لكن قوله مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات : كالدعاء له ، والاستغفار ، وعمل صالح يهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى .
والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب




أمل الروح 09-01-2012 03:51 PM


شكرا اختي ام عمر على النقل

و بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك

عندي سؤال لو سمحت

هل يعتبر كلام المسلم عن اخيه المسلم الذي ظلمه او اساء اليه في ظهر الغيب لطرف ثالث بغرض البحث عن النصيحة غيبة



د.رعد الغامدي 09-01-2012 06:14 PM

جزاكي الله خير أختنا أم عمر، وجعلها في موازين أعملك

الشاكر 10-01-2012 06:09 AM

بارك الله فيكم وجعلكم ربي من اصحاب اليمين

واثقة بالله 10-01-2012 07:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hope;744417][COLOR="Purple
[/COLOR]
شكرا اختي ام عمر على النقل

و بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك

عندي سؤال لو سمحت

هل يعتبر كلام المسلم عن اخيه المسلم الذي ظلمه او اساء اليه في ظهر الغيب لطرف ثالث بغرض البحث عن النصيحة غيبة


العفو أختي أمل جزاك الله خيرا ..

بالنسبة لسؤالك فالجواب :

ان كنتي تكلمتي عن أخيك عند طرف ثالث لاجل أن ينصفك منه و يأخذ لك بحقك فيجوز ..




السؤال :

ظلمني أحد الناس في حق لي فهل يجوز لي غيبته؟


الإجابــة:


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيجوز للمظلوم أن يغتابَ منْ ظلمه عند من يكون سبباً لإنصافه، لقول الله تعالى: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) [النساء:148]،


ولذلك استثنى العلماء ستة مواطن تجوز فيها الغيبة هذا أحدها، وقد نظم الجميع الكمال بقوله:

القدح ليس بغيبـة في ستة ==== متظلم ومعـرف ومحـذر
ولمظهر فسقاً ومستفت ومن ==== طلب الإعانة في إزالة منكر



وروى أحمد وأبو داود والنسائي بسند حسنه الحافظ عن الشريد بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لي الواجد يحل عرضه وعقوبته". أي منع المدين الدائن حقه مع قدرته على القضاء ظلم يحل الكلام في عرضه، وإنزال العقوبة به.


ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 6710.

والله أعلم.





واثقة بالله 10-01-2012 07:44 AM

الاخ الفاضل الدكتور رعد ,, واياكم تشرفنا بوجودكم ,,

الاخ الشاكر ,, واياكم جزاكم الله خير ..

أمل الروح 10-01-2012 10:04 AM

شكرا اختي ام عمر على مجهودك

الله يبارك فيك

واثقة بالله 26-05-2012 02:20 AM

جزاكم الله خير

(نوفا) 26-05-2012 02:29 AM

طيب إذا كانت بقصد الفضفضة لصديق مقرب

حتى نشعر بالراحة ..هل تجوز ؟؟

واثقة بالله 26-05-2012 02:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (نوفا) (المشاركة 784086)
طيب إذا كانت بقصد الفضفضة لصديق مقرب

حتى نشعر بالراحة ..هل تجوز ؟؟



رقم الفتو
أ. د. أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت

عنوان الفتوى
الغيبة والفضفضة ال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شيخنا الجليل:
س: أريد أن أعرف الفرق بين الفضفضة والنميمة.
التوضيح: أقصد أن الفرد عندما يحدث له ما يضايقه ممن يحيطون به قد يلجأ إلى قريب أو صديق ليشكو إليه ما بصدره أو يسأله عن رأيه أو بالمصري (يفضفض)معه بالكلام من باب التخفيف عن النفس وأحيانا قد يصل الأمر إلى البكاء مما قد يريح الفرد من ثقل همه الذي كان يحمله بصدره لمواساة صديقه له في أحزانه, وإن لم يفعل فقد يصيبه اكتئاب أو أزمة قلبية. وكلنا لدينا ما يضيق به صدرنا فنتشارك فيه مع أحد الأصدقاء.
فهل هذه الفضفضة تعتبر نميمة أو غيبة؟ وإن كانت فماذا نفعل؟ هل نلتزم الصمت ولا يعرف أحد عنا شيئا ونلوذ بالكتمان حتى نختنق؟
أرجو أن يكون مقصدي من السؤال قد اتضح وشكرا لسيادتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فهل ترضين أن يتكلم الناس عنك بسوء أمام الآخرين لينفسوا عن أنفسهم؟!
وعليه فلا يجوز الكلام عن الناس بسوء إلا لمصلحة معتبرة كطلب المساعدة أو النصيحة أو حل المشاكل أو استخراج الحق... ولا يجوز لمجرد التسلية والفضفضة.
والله تعالى أعلم.

واثقة بالله 26-05-2012 02:55 AM

الفضفضة في منظار الشرع

السؤال


أود السؤال عن ما نسميه نحن النساء الفضفضة لبعضنا البعض، كأن نجلس، ونبدأبالتحدث عن الأمور التي تضايقنا وتكدرنا من أمور الدنيا؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يبقي همه في جوفه فيحب أن يفضفض مع الأهل والأصدقاء ليخففوا عنه هذه الهموم. فهل هذا جائز أم تعتبر من عدم الحمد لله والشكوى لغيره. أفيدوني أفادكم الله؟



الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا خلت هذه الفضفضة عن المحرمات كالغيبة والكذب، وعن الحديث عما يدور بين الأزواج من علاقة جنسية ، وعن تسخط الأقدار، وكانت مجرد بث الهم، أو الشكوى من مشكلة تكدر الخاطر عسى أن يكون لها حل عند المستمعات، فلا بأس بذلك، فمجرد التشكي لا يحرم إلا إذا صاحب ذلك تسخط لما قدره الله، ويستوي في هذا الإخبار عن مشكلة أو مرض بالإنسان يضايقه.




قَالَ الْقُرْطُبِيّ: اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذَا الْبَاب، وَالتَّحْقِيق أَنَّ الْأَلَم لَا يَقْدِر أَحَد عَلَى رَفْعه، وَالنُّفُوس مَجْبُولَة عَلَى وِجْدَان ذَلِكَ فَلَا يُسْتَطَاع تَغْيِيرهَا عَمَّا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا كُلِّفَ الْعَبْد أَنْ لَا يَقَع مِنْهُ فِي حَال الْمُصِيبَة مَا لَهُ سَبِيل إِلَى تَرْكه كَالْمُبَالَغَةِ فِي التَّأَوُّه وَالْجَزَع الزَّائِد كَأَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ خَرَجَ عَنْ مَعَانِي أَهْل الصَّبْر، وَأَمَّا مُجَرَّد التَّشَكِّي فَلَيْسَ مَذْمُومًا حَتَّى يَحْصُل التَّسَخُّط لِلْمَقْدُورِ، وَقَدْ اِتَّفَقُوا عَلَى كَرَاهَة شَكْوَى الْعَبْد رَبّه، وَشَكْوَاهُ إِنَّمَا هُوَ ذِكْره لِلنَّاسِ عَلَى سَبِيل التَّضَجُّر. وَاَللَّه أَعْلَم. انتهـى .





وراجعي الفتوى رقم: 16790، ففيها وصفات لعلاج القلق ودفع الهموم، والفتوى رقم: 4535، والفتوى رقم: 20100. ففيها بعض آداب المجلس.


والله أعلم.
مركز الفتوى .


واثقة بالله 26-05-2012 03:01 AM

ما حكم سؤال الأم عن شيء مهم "يبدو لي أنه سيء والله أعلم" حصل لابن خالتي ؟ هل يعتبر من الغيبة أم لا ؟

الحمد لله


الغيبة هي كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم : أن يذكر المسلم أخاه بما يكره .
وهذا يشمل الصفات الخِلقية والخُلقية ، بل وما يتصل به كماله وولده وأهله .



قال النووي رحمه الله : " فأما الغيبة : فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره ، سواء كان في بدنه ، أو دينه ، أو دنياه ، أو نفسه ، أو خَلقه ، أو خُلقه ، أو ماله ، أو ولده ، أو والده ، أو زوجه ، أو خادمه ، أو مملوكه ، أو عمامته ، أو ثوبه ، أو مشيته ، وحركته وبشاشته وخلاعته ، وعبوسه ، وطلاقته ، أو غير ذلك مما يتعلق به ، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك ، أو رمزت ، أو أشرت إليه بعينك ، أو يدك ، أو رأسك أو نحو ذلك .
أما البدن ، فكقولك : أعمى ، أعرج ، أعمش ، أقرع ، قصير ، طويل ، أسود ، أصفر .
وأما الدين ، فكقولك : فاسق ، سارق ، خائن ، ظالم ، متهاون بالصلاة ، متساهل في النجاسات ، ليس بارا بوالده ، لا يضع الزكاة مواضعها ، لا يجتنب الغيبة .
وأما الدنيا : فقليل الأدب ، يتهاون بالناس ، لا يرى لأحد عليه حقا ، كثير الكلام ، كثير الأكل أو النوم ، ينام في غير وقته ، يجلس في غير موضعه .
وأما المتعلق بوالده ، فكقوله : أبوه فاسق ، أو هندي ، أو زنجي ، نجار ، حداد .
وأما الخُلُق ، فكقوله : سيئ الخلق ، متكبر ، مراء ، عجول ، جبار ، عاجز ، ضعيف القلب ، متهور ، عبوس ، خليع ، ونحوه .
وأما الثوب : فواسع الكم ، طويل الذيل ، وسخ الثوب ونحو ذلك ، ويقاس الباقي بما ذكرناه.
وضابطه : ذكره بما يكره " انتهى من "الأذكار" ص 336 .



فسؤالك عن ابن خالتك إن كان يجر إلى الحديث عنه بأمر يكرهه ، فهذا من الغيبة المحرمة ، لكن يستثنى من ذلك بعض الصور التي تغلّب فيها المصلحة الشرعية على مفسدة الغيبة ، كالاستعانة على تغيير منكر يقع فيه الشخص ، كمن علم أن فلانا يقترف شيئا من المنكرات ، ولا يستطيع أن ينكر عليه ، فيذكر هذا لمن يستطيع ، وقد سبق بيان هذه الصور المستثناة في جواب السؤال رقم (7660) ، وفيه ذكر بعض النصوص الواردة في ذم الغيبة ، والتحذير منها .


ومن علم حرمة الغيبة وخطرها وأنها من كبائر الذنوب ، أمسك لسانه ، وأحصى كلماته ، وترك السؤال عما لا يعنيه ، فإن الكلام قد يبدأ مباحا ، ثم يجر صاحبه إلى الحرام .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .



والله أعلم .




الإسلام سؤال وجواب


(نوفا) 26-05-2012 03:17 AM

كل الشكر لك أختى أم عمر على هذا التوضيح ،،

ربنا يجعله بميزان حسناتك ،،،

الوردة المغربية 19-06-2012 11:06 PM

جعله في ميزان حسناتك اختي ام عمر واستفدت كتيرا من اسئلة الاخوات الكريمات بارك الله فيكي

واثقة بالله 30-09-2012 09:39 AM

شكرا لكم أخواتي نوفا والوردة على متابعتكم .


الساعة الآن 04:25 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا