وإذ أهيم في الشوارع وحيداً وحيداً
بين أناسٍ يرتطمون بي ولا يرونني
أشعر كأني غائب حتى عن نفسي.
أسارع الخطى الى حيث الحشود
وأرصد الواجهات بخيبة.
أستدير لحفيف كلّ تنورة،
لصوت حكواتي أعمى
أو لعنقٍ تبرق على حين غرّة،
فتنهمر من عيني دموع حمقاء
وتشتعل فيهما المطامع.
في هاتين العينين حياتي
وكلّ ما يحدث يحفر فيهما
مثلما تحفر نسمة هواء في المياه الراقدة.
كمثل مرآة مطيعة
أعكس كل ما يعبر أمامي
لكني لا أنظر في ذاتي
لأني لن أجد فيها شيئاً.
وإذ يحلّ المساء
أتمدد طويلاً في سريري
كما في نعش ... !!
كاميلو سباربارو