عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-2002, 10:21 PM   #18
خالد الحربي
عضو نشط


الصورة الرمزية خالد الحربي
خالد الحربي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1342
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 13-02-2003 (10:44 PM)
 المشاركات : 241 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اخي عبيناني هداك الله اسمع هذا الكلام
نشرة الطب الإسلامي العدد الخامس (401-406) 1988 م
الخمر ومشكلاتها في عالم اليوم

للدكتور/ نبيل الطويل
باكستان

الخمر هي أقدم المواد المخدرة وأوسعها استعمالا ، وتشير التقارير الواردة من مختلف البلاد إلى أن نسبة الإضرار بالصحة ، والتمزق الاجتماعي الناتجين عن تعاطيها هي في ارتفاع كبير ومطـرد" وفي العالم الثالث بخاصة، حيث تأثيره أكثر- تدميرا، ازداد استهلاكها زيادة هائلة في ربع القرن الأخير. ولقد أثبتت البحوث العلمية المتراكمة الصلة الطردية بين إنتاجها واستهلاكها، وبين استهلاكها وضخامة مشكلاتها على الأصعدة الصحية والأخلاقية والاقتصادية .

وأغلب الإنتاج التجاري للخمور يتم في الدول الصناعية التي تصدر الكثيرمنها للعالم الثالث بخاصة بعد أن استقر سوق الخمر في الدول المتقدمة على حد معين . والشركات العالمية المتعددة الجنسية هي العامل المهم في تسويق هذا المخدر في العالم الثالث الفقير بل وتسهم أيضا في تمويل صناعته المحلية هناك، وفي بعض البلاد المسلمة بالذات، وهذه بعض ملامح الصورة المأساوية في المجتمعات المسلمة.

ا- كان استهلاك نيجيريا من مشروب- البيرا- عام 1970 م (160 مليون) لتر إنتاجاً محلياً واستيراداً ، وأصبح عام 1976 م (448 مليون) لتر .

2- ارتفعت نسبة استهلاك الفرد من (البيرا) في دولة الكاميرون من 5 لترات عام 1965 م إلى 1. 33 لتراً عام 1981 م .

3- صنع محليا في السودان (17 مليون) لتر من (البيرا) عام 1975- 1976 م وكانت أقل بكثير من الاستهلاك ، بينما كان الإنتاج المحلى عام 1973م 6. 8 مليون فقط .

4- صنع في المغرب العربي (الجزائر، تونس، مراكش) وتركيا ما مجموعه خمسة ملايين هكتو لتر من النبيذ في العام 1980 م- حسب الإحصاءات الرسمية.

5- في أندونيسيا وماليزيا فروع لشركات عالمية متعددة الجنسية تنتج الخمور محليا بالإضافة لما تورده هذه الشركات الضخمة إلى أسواق هذين البلدين المسلمين.

6- في المشرق العربي يأتي إنتاج الخمرمن الصناعات المؤممة التي تمتلكها الدولة ولها في ترويجها وتسويقها وتشجيع استعمالها مصلحة اقتصادية ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هو الحال في عالم الجنوب الفقير- وأغلبه في آسيا وأفريقيا حيت يتنبأ له الباحثون بمآس ومشاكل أشد هولا مما هو حاصل الآن في العالم المتقدم، وكل ذلك بفعل تأثيرات عملية التغريبWestemizationا لمتسارعة والنفوذ الثقافي المتعاظم للغرب الرأسمالي والماركسي في كل مناحي الحياة. ويقول الخبراء الغربيون أنفسهم : إن أهم نتائج الانتشار الدولي للتأثيرات، الثقافية كان اقتباس شعوب وثقافات في العالم الثالث لعادة تناول الخمور ولم يكن لهذه الشعوب والثقافات قبلا تمرس بالمشروبات الكحولية، وتتبنى هذه الشعوب الآن هذه العادة على أنقاض عاداتها وتقاليدهـا التي كانت سائدة فيها والتي انهارت كلياً بفعل النفوذ الأجنبي.

ويتعجب البروفسور كندل- أستاذ الأمراض النفسية في جامعة أدنبرا باسكتلندا، كيف يقنن ويراقب الغرب تجارة المخدرات في، نفس الوقت الذي يروج فيه تجارة الخمور مع أنها من المواد المخدرة والكحول عامل مسرطن- يسبب السرطان-، مسمم لكل الأنسجة في جسم الإنسان، ويحاول تفسير هذا التناقض في موقف الغرب على أساس أن الخمر واستعمالهما من أعراف وتقاليد المجتمعات الأوروبية، والمجتمع الأمريكي الذي ينتمي إليها. والخمر من مستلزمات الطقوس والاحتفالات الدينية عندهم . يقول الخبيران (ولش وغرانت) . يحتل (المخدر) حيزاً هاماً في التفكير الديني لمختلف الثقافات وتوليه بعض الديانات اعتباراً خاصاً في طقوسها فتكرار ذكر النبيذ في التوراة والمركز الرئيسي الذي احتلته الخمر بعد ذلك في الممارسات الدينية المسيحية يتعارض تماماً مع الزهد فيها والتحذير من استعمالها في القرآن الكريم .

ما هي مضار المشروبات الكحولية:

يقول الخبير الأفريقي الدكتور (هايند)، إن عدد الذين تقضي عليهـم الخمور هو أكثر بملايين من عدد الذين يموتون من المجاعة في حزام الجفاف بأفريقيا . وفي بعض الدول الأوروبية، سرير واحد من كل ثلاثة أسرة في المستشفيات العامة يحتله مصاب بأمراض تسببها الخمور . ومن الثابت أن تناول الخمر بصورة منتظمة، ولو بكميات معتدلة يسبب ضرراً وأذى لكل أنسجة وأعضاء الجسم تقريباً : الدماغ والأعصاب والكبد والعضلات والمعثكلة- البنكرياس- والكلى والقلب والمعدة والأمعاء والأعضاء الجنسية ووظائفها. والموت بمرض تشمع الكبد- أي تليفه- هو من أهم أسباب الوفيات بين متوسطي الأعمار في العديد من الدول المتقدمة. وسبب الموت المبكر بين الذين يشربون كميات كبيرة، هو ضغط الدم المرتفع نتيجة تناول الكحول. ويتعرض الذين يتناولون الخمر بكميات معتدلة أو قليلة إلى زيادة نسبة سرطان الفم والمريء والحنجرة والبلعوم، بالإضافة لما يصيب السكِّيرين من أمراض نفسية وعصبية وعقلية. ومرض الإدمان هو الوباء المستشري في الغرب الرأسمالي والماركسي ، فلقد تعدى عدد المدمنين في الولايات المتحدة منذ عام 1978 م رقم عشرة ملايين، ومجموع أفراد العائلات المحطمة للمدمنين فاق (28) مليوناً . وذكرت آخر الإحصاءات أن عدد المدمنين المسجلين رسمياً في الاتحاد السوفيتي هو أربعة ملايين ونصف بالإضافة إلى ملايين أخرى ، من غير المسجلين ، ولقد مات في عام 1987م (8500) شخص بسبب الحرائق التي سبب نصفها المخمورون وقضى بها خمسمائة طفل من أولاد المدمنين ، مما حدا بسكرتير الحزب الشيوعي غورباتشوف إلى التدخل بنفسه لقيادة حملة مكافحة الخمور والمخمورين منذ عام 1983 م دون تأثير فعال لها حتى الآن. أما المصحات العقلية في الغرب فثلث إلى نصف أسرتها ، محتلة بمرض الذهانات الكحولية Alcoholic psychoses، فالمدمن وأفراد عائلته معرضون جميعاً للأمراض النفسية والانحرافات العاطفية والشذوذ الاجتماعي بالإضافة للعذاب وآلام التشرد والحرمان .

أما على الصعيد المجتمعي فحوادث الطرق والإصابات في العمل وما يتبعها من عاهات وتعويق دائم، يعود السبب في جلها إلى الكحول والمخدرات الأخرى في الدول الصناعية والنامية على السواء. وتشير التقارير إلى أن الكثير من أعمال العنف الإجرامية (القتل والاغتصاب والتعدي على الغير) سببه تناول الكحول .

أما الخسارة المادية فهائلة، فلقد ضاع على الولايات المتحدة عام 1979 م في المشاكل المسببة بالكحول 113368 مليون دولار ويكفي هذا المثل لبيان تأثير الكحول على الاقتصاد القومي .

ومن المؤسف القول إن ويلات الكحول لن تستثني المجتمعات المسلمة الحاضرة من مضاعفاتها وعقابيلها وإذا كان أول الرقص حنجلة كما يقول المثل فإن بعض مجتمعات المسلمين تعدت مرحلة الحنجلة، فهي في وسط الحلبة ترقص على نغمات الغرب العلماني المادي، فلقد أجرى أحد الموثوقين من علماء المسلمين دراسة في عاصمة بلده المسلم في أواخر السبعينات فوجد أن نصف شباب المجتمع يتعاطون الخمر في تلك المدينة المسلمة .


 

رد مع اقتباس