كيف تشعر تجاه ألم وعذاب الآخرين ؟ وكيف تشعر إن رأيت حيواناً يتعذب أمامك ؟
سؤالان هامان سيقيمان وزناً لكل ما ستقرأه وتشاهده هنا ، لأنك ستجد أقواماً ومجتمعات قديماً وحديثاً تستلذ وتستمع بألم الآخرين . أقواماً (لا أفراداً) انتكست نفوسهم على مدى الزمن ، وورثوا وتوارثوا السادية جيلاً بعد جيل .
- ستشعر بالدهشة عندما ترى أن السادية ليست مرضاً عند تلك الأقوام ، بل هي عادات وتقاليد ومناسبات وأفراح .
- ستشعر بغرابتك عندما ترى مجتمعات تتوافق على أن التعذيب هو وسيلة من وسائل التسلية والإمتاع .
- ستشعر ببدائية فكرك إذ كنت تعتقد أن مجرمي الحروب والقساة والظلمة هم أسوأ من ورد على لائحة بني البشر ، لأنك ستفاجأ بمن هم أدنى خليقة وأردى نحلة .
- ستشعر بتواضع تربيتك عندما تجد أن هناك مجتمعات تربي أبناءها على السادية .
- ستشعر بالأسى على البشرية ، عندما تقرأ عن مجتمعات تزعم أنها متحضرة فإذا بها تهبط إلى مستوى أدنى من مستوى الحيوان ، باختيارها .
ولقد آثرت في هذا الموضوع الذي أعرضه على حلقات أن تتكلم الصور والمشاهد . برغم ظني أن كثيراً منكم قد يكون رآى شيئاً منها هنا أو هناك . إلا أنني أشك أن أحداً قد ذهب في خاطره إلى عمق المشكلة وخطرها . فلسنا أمام أفراد نزعوا من قلوبهم الرحمة وغاصوا مع الشيطان في الإثم ، بل أمام مجتمعات كبيرة وجماعات عديدة اختارت طريق جهنم وبالتحديد طريق من طرقه عنوانه (من لا يَرحم لا يُرحم) .
والسادية ببساطة هي مرض نفسي يمكن تعريفه بأنه استجلاب المتعة واللذة عبر ألم ومعاناة الآخرين . وقد يخطر للبعض أن السادية ترتبط أساساً باللذة (الجنسية) فقط ، إلا أن ذلك غير صحيح فالشعور بالرضا والمتعة قد تكون لدوافع غير جنسية .
والقارئ لتعريفات السادية (خاصة السادية الجسدية) قد يظهر له أيضاً أنها تصرفات فردية ، أو أن أفراداً يمارسونها بشكل منفرد . كزوج يمارس ساديته على زوجته ، أو أبوين يمارسان ساديتهما على أبنائهما ، أو محقق أمني يمارس ساديته على متهم ، أو فرد ما يتلذذ بوضع قطة أو كلب داخل الفرن أحياء .
ولكن برغم كل هذه التصرفات السادية البشعة إلا أنه عند قراءتك لهذا الموضوع ستجد أن السادية قد لا تكون فردية . ولذلك أطلقت عليها جزافاً اسم (السادية الاجتماعية) . أي الجمع من البشر الذين يشتركون بصفة السادية ويمارسونها على هيئة مناسبات اجتماعية ، يستمتعون بها وفي وقت واحد بالألم والعذاب الجسدي الذي يتعرض له (بشر أو حيوان).
وعندما أتكلم عن جمع من البشر ، فلا أعني بضعة أفراد ، عشرة أو عشرين . كلا ... أنا أتحدث عن آلاف وعشرات ألوف ومئات ألوف من البشر يستمتعون في احتفالاتهم ومناسباتهم بالتعذيب ويتلذذون بألم المعذبين ، يدفعون في مقابل ذلك المال لمشاهدة مناظر التعذيب والموت البطيء تلك ، ومشجعين عليها ، وهاتفين للجلادين ومصفقين للأنياب المغروزة في الأجساد ومهللين للنار المحرقة ، بل ومشاركين في عملية التعذيب وإيقاع الألم .
وبالتالي فنحن نتحدث عن (مجتمعات) أصبحت السادية جزءاً من منظومتها النفسية الاجتماعية وتقوم عليها احتفالاتهم ومناسباتهم الاجتماعية المختلفة . بل تقوم بعض القنوات التلفزيونية بعرض تلك المناسبات السادية ، كما تعمل الدعايات الترويجية على الدعاية لها في أنحاء العالم ، فليس من العجب أن تجد سادي من آسيا يجتمع مع سادي من أوروبا ليستمتعان معاً بعذاب وألم حيوان مسكين في ذكرى اجتماعية أو حفلة عيد ديني .
ولكي أكون صريحاً وواضحاً ، فهذا الموضوع يشتمل على أوصاف وصور ومشاهد مؤلمة بشكل كبير لأصحاب القلوب الرحيمة . ومن أجل ذلك وضعت العديد من الصور على هيئة روابط لا تظهر إلا عند الضغط عليها ، مراعاة لمشاعر من ملأت الرحمة قلوبهم ، ورزقهم الله بها ، تفضلاً منه .
ولمن وجد الجرأة في النظر إليها ومشاهدتها ، فسأكون على ثقة بأنه سيجد من (الألم) في نفسه ، بنفس مقدار (المتعة) الذي يشعر به
الساديون عند مشاهدتهم لها . ولكن شتان بين هؤلاء وهؤلاء ... لا يستويان مثلاً ....
وليس الغرض من هذا الموضوع أو المشاهد الذي تحويه هو التسبب بالأذى لمشاعر أصحاب القلوب الرحيمة ، ولكن لتصل إليهم رسالتي واضحة (سأذكرها في ختام الموضوع) فليس من رآى كمن سمع . ولهذا أقدم اعتذاري بصورة مسبقة لكل من سيشعر بالألم أو الحزن لما سيقرأه أو يشاهده .