أما أكثر الاحتفالات سادية فهو إلقاء البشر أحياء مع الأسود داخل الحلبة ، فقد كان إلقاء المجرمين أو الأسرى أو المضهدين دينياً إلى الوحوش في الحلبات جزءاً لا يتجزأ من الترفيه الاجتماعي عند الرومان . وهذا ما تسجله آثارهم ..
صورة
صورة
صورة
صورة
وبالطبع كان المشاهدون يستمتعون بالطريقة التي تأكل الأسود فيها البشر ، رغم صرخات التوسل التي يطلقها هؤلاء المساكين . ورغم أن هؤلاء قد يمكن لهم القضاء على أحد هذه الأسود ، إلا أن الصراع لا ينتهي ، فإن مات أحدها تم إطلاق غيرها إلى الحلبة . ومما يذكره أحد المؤرخين الرومان أن أحد الأسود قضى على مائتي إنسان داخل الحلبة .
صورة تخيلية لاحتفال إعدام المضطهدين دينياً في كولسيوم روما :
صورة
كان الرعب الذي يصيب المحكوم عليهم بمواجهة الوحوش في الحلبة لا يوصف . ونظراً لأن الرومان كانوا يهوون مشاهد التعذيب قبل الموت والموت البطيء ، فقد كانوا يعملون على تدريب هؤلاء المساكين قليلاً في مدرسة المصارعين . أو تجهيزهم أحياناً بشيء بسيط من السلاح لمواجهة الأسود في الحلبة . ومع ذلك فقد كان هؤلاء المحكوم عليهم يفضلون الموت بقتل أنفسهم عوضاً عن مواجهة الأسود . وهذا ما يذكره لنا أحد المؤرخين الرومان من أن أسيراً من بلاد الألمان قام بقتل نفسه بواسطة حشر اسفنجة المرحاض في حلقه مفضلاً الموت على مواجهة الوحوش في الحلبة . بينما قام أسير آخر بوضع عنقه بين أعمدة إطار عربة خيل وقتل نفسه عندما رآى مشهداً صباحياً لتلك العقوبات التي سيلقاها هو لاحقاً . ويقول مؤرخ روماني آخر أن 29 أسير ساكسوني قاموا بخنق أنفسهم في زنزانتهم في الليلة السابقة لإدخالهم إلى الحلبة .
إن كانت روما وهي حاضرة العالم القديم ، حاضنة الفلاسفة والأدباء والفنانين والمؤرخين والمعماريين ، هي نفسها عاصمة للسادية الاجتماعية ، وحاضرة للعذاب والألم الجماعي ، فكيف إذن بالحضارات الأخرى البدائية ؟
لماذا تبنى هذه الحلبات الضخمة ؟
ألا يدل ذلك على أن مجتمع روما كان مجتمعاً سادياً بشكل شبه كامل ؟
كيف لمجتمع كامل وعلى مدى قرون أن تنزرع فيه مثل تلك القباحة والبشاعة ؟