نفساني - عرض مشاركة واحدة

16-03-2010, 11:22 PM

في البداية أحب أن أبدي إعجابي بالطرح (الغني) والشفاف للأستاذ/سليمان
وخصوصاً في جانب (العادة السرية) وأتفق معه فيها، وقد (رخص) الإمام بن حزم بها في حدود معينة، لنفس الأسباب التي ذهب اليها الأستاذ.

وفي هذا الزمان الذي يتأخر فيه سن الزواج، وتنتشر فيه الفتن والمغريات وتصل إلى كل بيت وكل أحد من الجنسين، قد تكون عملية العادة بالفعل (حتمية) وباب رحمة، ومتنفس لهذه الطاقة التي لابد لها أن تخرج، فأقل الضرر أن تخرج عن طريق العادة، بدلاً أن تخرج بطرق قد تجلب من وراءها الدمار والانحراف، هذا إذا كنا نريد أن نتحدث بواقعية، ونعالج القضية، أما إذا كنا نريد التحدث بمثاليات، فهذا شيء جميل جداً، ولكنه غير متاح على أرض الواقع، ولن يحل المشكلة.

أما بالنسبة لموضوع (اللواط) فأعتقد أن الأسباب كثيرة، وغالبيتها يعود للتنشئة، ولثقافة المجتمعات أيضاً، ففي وقتنا الحاضر أعتقد أن ظاهرة اللواط في (انحسار) مقارنة بالماضي، وأقصد بين (الأقران) وليس الأعتداء من الكبار عليهم، ففي هذا الوقت قل خروج الأطفال كثيراً للشوراع، مع انتشار وسائل الإعلام ووسائل الترفيه، وأصبح الوعي أكثر من السابق، بينما في السابق، كانت هناك (البلطجة) والجهل أكثر، وكان البعض يعتقد أنه لابد أن يكون هناك من يفرغ فيه شحناته الجنسية، بغض النظر عن رضاه من عدمه، وبغض النظر عن آدمية هذا الإنسان، ويتم الإعتداء بوحشية على البعض حتى بين (الأقران) وحتى لو كان هذا الشيء يتم لأول (مرة؟؟) فقط لأنه وقع الاختيار عليه أو أنه يتمتع ببعض الوسامة
ـ ياساتر ـ يارب.

وباعتقادي أن اللواط، ينتشر في المجتمعات (المغلقة) أكثر من غيرها ـ وإن كان لايبرر هذا العمل ـ والتي يكون التواصل فيها مع النساء قليل، أو محذور، فتتجه هذه العاطفة، إلى (المثلي) كتعويض لها، وتتجه مع الوقت الى الممارسة، كترجمة لهذه المشاعر المنحرفة.

أيضاً (الإغراء) في المردان، أكثر منه في النساء، فالشيطان يعمل على تزيينهم أكثر من النساء، فهذا الإمام (أحمد) يأمر بإخراج أحدهم عندما دخل عليه، وقال عندما عوتب على ذلك، إني أرى مع هذا شيطانان، ومع المرأة شيطان واحد.

جهل الأولاد بخطورة هذا العمل، وعدم وعيهم بضرورة المحافظة على أنفسهم من العبث، والذي يؤدي إلى اعتبار ذلك من التسلية العادية عن بعضهم، وذلك لتجنب الحديث في تلك الأمور، من قبل الآباء والمربين، بداعي حساسية الأمر والخجل منه، والخوف من حدوث نتائج عكسية عند فتح باب النقاش حول الموضوع.

مشاهدة الأفلام الإباحية، والتفكير كثيراً فيها وتخيلها، لابد أن يأذن بالفعل بعد ذلك، كرد فعل طبيعي لها، والنظر بشهوة للمردان، وعدم مدافعة النفس في ذلك.

بالفعل.. ينتشر اللواط، في الطبقات (الراقية) والمخملية، بشكل أكبر منه في الطبقات الكادحة، وقد يكون الترف والفراغ الذهني، من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الممارسة.

وبالتأكيد.. أن الأسباب النفسية والسلوكية والشخصية، ومشاكل التنشئة، والتي تحدث عنها الأخصائيون، هي حجز الزاوية في هذه المشلكة.

وأخيراً.. سؤال للأستاذ/سليمان
نقرأ ونشاهد كثيراً، كتابات وبرامج، تتحدث عن تأثير الاختلال الهرموني، في حدوث الشذوذ، وأن هذه الحالات قد يكون لها العذر ولو (عضوياً) لممارسة الشذوذ، فهل هناك دراسات أو حقائق تثبت بشكل (قطعي) عدم صحة هذا الكلام.

شكراً