عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2002, 12:31 AM   #15
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



يتبـــــــــع


فليتق الله الأزواج في دين زوجاتهن وأخلاقهن وحشمتـهن ، فانهم مسؤولون

عن ذلك بين يدي الله ، يوم لا ينفع المفرطين في مثل ذلك ندمٌ ولا اعتذار .



4. ومن حقوق الزوجة أن يغار الزوج عليها ؛ فلا يعرضها للشبهة ، ولا يتساهل

معها في كل ما يؤذي شرفَ الأسرة ، أو يعرضها لألسنة السوء ، والتسـاهل

في هذا قبيح لا يعد من مكارم الأخلاق في شيء، ولا يعد من إكرام المرأة أو

احترامها لما يجره هذا التسامح من شقاءٍ لها ولزوجها وأولادها ، وما زال الناس

في مختلف البيئات تتأثر سمعتهم وكرامتهم بسلوك الزوجات، فمن أغضى عن

زوجته - وهو يرى أو يسمع عنها ما يشين - فقد أخرج نفسه من زمرة الرجال

الذين لهم حرمة في النفوس ومنزلة عند الله . وقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: [ أتعجبون من غيرة سعد - أحد الصحابة -؟ أنا والله أغير منه ، والله

أغير مني ] ، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوجة للزبير بين

العوام _ وكان في بدء أمره فقيراً _ تنقل النوى على رأٍسها من مسافة بعيدة

لتعلف به بعيره . فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات مرة وهي تحمل

النوى ؛ فأحب أن يركبها معه على بعيره ، فرغبت في ذلك ، ولكنها تذكرت

غيرة زوجها الزبير فأعرضت واعتذرت ، ثم حدثت بذلك زوجها حين قدم البيت

فقال لها : والله لحملك النوى على رأسك


أهون على من ركوبك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم !‍‍‍‍‍‍ ‍إنما قال ذلك لفرط

غيرته ، ولم ينكر عليه رسول الله وهو المأمون الحبيب ذو الخلق العظيم ...


والغيرة المحمودة هي ما كانت في محلها وفي حدود الاعتدال .. أما ما جاوز

الحـد وكان ظناً باطـلاً لا أساس له إلا وسوسة الشيطان ، فهو من الغيرة

المكروهة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [ إن من الغيرة

غيرة يبغضها الله عز وجل ، وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة ] وقال

علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك ، أي بغير داعٍ إلى ذلك ، فتُرمى

امرأتك بالسوء من أجلك وكم رأينا من جنايات الغيرة المبغوضة على العائلة

وسمعتها ما أدى إلى كثير من الجرائم .



5. ومن حق الزوجة على زوجها : أن ينبسط معها في البيت ، فيهش للقائها ،

ويستمتع إلى حديثها ، ويمازحها ويداعبها تطييباً لقلبها ، وإيناساً لها في

وحدتها ، وإشعاراً لها بمكانتها من نفسه، وقربها من قلبه.. وقد يظن بعض

الجاهلين المتزمتين أنّ مداعبة الزوجة وممازحتها مما يتنافى مع الورع أو الوقار

أو الهيبة التي يجب أن تستشعرها الزوجة نحو زوجها، وهذا خطأ فاحش، ودليل

على غلظ الطبع وقسوة القلب وجهل الشريعة ، وقد كان رسول الله صلى الله

عليه وسلم - وهو العابد الخاشع ، والقائد الحاكم - من أفكه الناس مع زوجاته ،

وأحسنهم خلقاً ، كان يمزح معهن بما يدخل السرور إلى قلوبهن ، ويقص لهن

القصص ، ويستمع إلى قصصهن .. ومن المعروف في سيرته عليه السلام أنه كان

يسابق عائشة رضي الله عنها، وكان يريها اللعب في باحة المسجد فيضع كفه

على الباب، ويمد يده وتضع وجهها على كتفه، ومن هنا قال عليه السلام: [

أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ] رواه الترمذي وغيره .


وكان مما يقول عمر ، وهو القوي الشديد ، الجاد في حكمه، المرهوب في

سطوته: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي - أي في الأنس والبشر

والسهولة - فإذا كان في القوم وُجد رجلا ً .


ومما يتصل بهذا : حق الزوجة في الاستمتاع بالنزهـات والرياضة ، والخلوة مع

زوجها وأولادها .. فليس مما يبيحه الشرع أن يمتع الزوج نفسه كل يوم بالنزهة

والرياضة في البساتين والحقول والرحلات المتتابعة ، طلباً للراحة ، واستجماماً

من عناء الأعمال ثم يضن على زوجته برحلة يصطحبها معه ؛ لتأخذ حقها من

الراحة والاستجمام والنشاط ، متحرجاً من ذلك، زاعماً أنه مما يتنافى مع الدين

والحشمة، وإن الزوجة إنسان لها حق الأنس مع زوجها في بعض نزهاته ، وقد

قال صلى الله عليه وسلم: "إن لجسمك عليك حقاً وإن لزوجتك عليك حقا". رواه

البخاري ومسلم.



6. ومن حق الزوجة على زوجها أيضًا : أن يحسن خلقه معهـا فيكلمها برفق ،

ويتجاوز عن بعض الهفوات ، ويقدم لها النصح بلين تبدو فيه المودة والرحمة ،

وقد قال صلى الله عليه وسلم: [ إن أقربكم مني مجالس يوم القيامة : أحاسنكم

أخلاقاً ، الموطؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون ] رواه الترمذي .. وإذا كان

حسـن الخلق مع الناس مرغوباً فيه ، وهو مقياس القرب من الله أو البعد منه،

فكيف بحسن الخلق مع الزوجة ، وهي ألصق الناس بالزوج، وأشدهم حاجة إلى

مودته وحسن معاملته.



تلك هي أهم حقوق الزوجة على زوجها . وهنالك حقوق مشتركة تطلب من كل

من الزوج والزوجة معاً ، فأولها أن يتحمل كل منهما أذى صاحبه .. فالإنسان

غير معصوم ، وليس من الناس من لا يخطئ .. فليتحمل الزوج من زوجته بعض

الأذى، ولتتحمل الزوجـة من زوجها بعض القسوة .. وقد خاطب الله الأزواج

وأمرهم باحتمال المكروه من زوجاتهم فقال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف

فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) النساء: 18

. ومن الواجب أن يذكر الزوج أنه أقدر على تحمل الأذى من زوجته، فالمرأة

عاطفية سريعة الإنفعال، كثيرة النسيان لجميل الزوج كما قال عنـها رسول

صلى الله عليه وسلم : [ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً

قالت ما رأيت منك خيراً قط] وهي طبيعة غالبة في النساء، فلا تثر ثائرة الزوج

لأقل خطيئة تبدر منها، ولا يسارع إلى الغضب حين تنكر زوجته في حالة الغضب

فضله أو حسن معاملته ، وقليل من ضبط الأعصاب _ حين تقع الخصومة _ يدفع

عن الأسرة كثيراً من الشر والشقاء.



ومن الواجبات المشتركة: أن يشعر كل من الزوج والزوجـة بالمسؤولية المشتركة

نحو البيت والأسرة .. أي أن يشعرا أن عليهما معـاً أن يسعداً أنفسهما

وأولادهما متعاونين على بأساء الحياة وسرائها . فلا يصح ألا يفكر الزوج في

راحة الزوجة في البيت وأعمالها وعنائها ، وأن يكون همه فقط أن توفَّر له

الراحة ولو على حساب الزوجة والأولاد.. ولا يصح ألا تفكر المرأة في عمل

زوجها وفي نفقات البيت حتى لا يكون همها إلا أن توفر لنفسها الراحة أو

النفقات على حساب الزوج .



أيها الأزواج والزوجات : إن التكافل العائلي بين الزوج والزوجة هو مقياس رقي

الأخلاق الاجتماعية للأمة ، ذاك أنهما الحجر الأساسي في بنائها المتماسك

القوي.. ويوم يشعر الزوج والزوجة أنهما مسؤولان معاً أمام الله والتاريخ عن

سعادة البيت والأولاد، يومئذ تكون بيوتنا مصانع لتخريج الرجال، وجنات تتفيأ

منها الظلال .. لنذكر جميعاً قول رسول صلى الله عليه وسلم : [ كلم راع وكلكم

مسـؤول عن رعيته... والرجـل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة

راعيـة في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، وكلكم راع ومسؤول عن

رعيته ] . رواه البخاري ومسلم.



منقوووووووووول



وانتظــروا المزيـــد


البتار


 

رد مع اقتباس