عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2010, 05:31 PM   #3
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ عايش مشاهدة المشاركة



بسم الله الرحمن الرحيم
من مُقدمة كتابي قاضي الفتن في أمور الجن
الحمد لله حمد الشاكرين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على سيد ولد آدم أجمعين؛ النبي الأمي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، المؤدِّي الأمانة إلى الثقلين، وبعد:
فإنَّه لما يثلج الصدر ويشرح القلب أنْ تكثر المؤلفات فيما يتعلق بالجن إيضاحاً وتفصيلاً، وأنْ تتعدَّدَ طرق العلاج بالرقية الشرعية، لا سيِّما ما اتَّصل منها بكتاب الله تعالى وسنة نبيه ، وكلُّها موصلٌ إلى رضوان الله ؛ إلا ما خالطه الهوى، وجانبَ صاحبُه الصواب فيه، وكان الحظُّ فيه للشيطان كبيراً، فهذا النوع من الناس جعل للشيطان عليه سبيلاً، وباع دينه بعرضٍ من الدنيا قليل، وهو أعرف الناس بمداخلهم الخبيثة، وأذاهم الذي يطال من يتوَّلاهم، ولكنَّك لا تهدي من أحببت، ولكنَّ الله يهدي من يشاء، وأمثال هؤلاء لا يشملهم من الله عفو، ولا يعرِّضهم ربُّهم إلى نفحةٍ من نفحاته التي أعدَّها للمخلصين من عباده، والمتقين من أصفيائه، وهداية الله أكرمْ بها من أعطية، وأنعم بها من منحة، وحبَّذا هي سلعة.
ولا أعجب إنْ سأل سائل: لمَ يؤلَّفُ هذا الكتاب ُ؟ وهل يضيف شيئاً جديداً ومفيداً غير الذي أضافته الكتبُ التي تتحدَّث عن الموضوع ذاته؟ وهل فيه ما يكفي للسائل وطالب العلم والباحث عن حقيقة هذا العالم الغريب؛ عالم الجن والشياطين، وللذي يهمُّه أنْ يسلِّم جسده وروحه عند العلاج بالرقية الشرعية لإنسان يتقي الله تعالى؛ فيطمئنَّ قلبُه، وتهدأَ روحُه، وتسكنَ نفسُه عندما يعلم أنه بأيدٍ أمينة، وهذا غاية بحث الإنسان، ومدارُ تفكيره، ومنتهى أمله فيما يتعلق بأمور السحر والحسد، والأمراض الناتجة عنهما، والإصابات المتعلقة فيهما، وما أكثرها!
والجواب عن السؤال السابق هو ما تراهُ عينُك ويقتنعُ به عقلُك، وتطمئنُّ إليه روحُك؛ لا ما تسمعُه من غيرك؛ أو يحدِّثُك به سواك، واستفتِ قلبك ولو أفتاك الناسُ وأفتَوك وأفتَوك. لأنَّ فتوى الناس لك قد تقودُك إلى الكفر، ونصحهم إياك يرمي بك إلى الهاوية؛ بدعوى أنَّ الإنسان مضطرٌّ في الحالات الناتجة عن الجن والسحر، وللمضَّطر أنْ يأكل الميتة، ويشرب الخمر، ويفعل ما شاء، وكلُّ إنسان عندها يصبح مفتياً، لا يأبهُ بأمرٍ ولا نهي، ومهما كان من أمرٍ؛ فالحلال بيِّن، والحرام بيِّن، وبينهما أمورٌ مشتبهات؛ ولكنَّ السحر، والتعامل مع السحرة والذهاب إلى المشعوذين كلُّ ذلك ليس مجرَّد شبهة؛ بل هو حرامٌ بيِّن وكفرٌ بواح، وفُحشٌ صريح، وفسادٌ في الأرض، وفوق ذلك؛ فإنه مدعاةٌ إلى اغتيال الدِّين، وقتل الإيمان، فضلاً عن تعريض من يفعل ذلك إلى العقوبات الشرعية والحدود الواجبة ضدَّه، والمساءلة القانونية لدى حكوماتِ كل الشعوب؛ لأنَّ ذلك دجلٌ صريح، وتلاعبٌ مكشوفٌ تقوم به طائفةٌ من مرضى النفوس، ومن باعوا دينهم قرباناً للشيطان، ولكنْ هيهات أنْ تجدَ شرعاً ربانياً يبيح التعامل بهذه الترّهات، أو قانوناً يتجاوز عن تلك الخزعبلات، وحاشا أنْ تجد علاجاً في غير ما يرضي الله لأنَّ الشافي هو الله ]وإذا مرضتُ فهو يشفين[، ولم يجعل ربُّنا شفاءَنا فيما حرَّم علينا.
وإني إذ أقف بين يدي من يطلبُ الحقَّ في أمور العلاج بالرُقى الشرعية، ومن يسعى لمعرفة كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عن العالم غير المُشاهد لموقنٌ مما سيطال القارئ الكريم من عجَبٍ لما سيقرأ، لأنَّها أمور لا تأتي بالتعلُّم والمُشاهدة؛ بل هي خبراتٌ عمليةٌ، وتجاربُ علميةٌ تؤخذ من خلالها التشخيصات، ويُحكم عليها بالصحة أو عكسها، وسوف يعلم القارئ ما لم يكن يعلم، وسيصل إلى نتائجَ طيبةٍ لم يكن يظن في يومٍ من الأيام أنْ يصل إليها؛ إذ إنها أمورٌ مدفونةٌ في بطون الكتب الصفراء، ومنها ما هو مكنوز عند الشياطين أنفسهم، ومنها ما يخفيه السحرةُ عن الناسِ مخافةَ الكشف عن زيفهم، ومعرفة مداخلهم الخبيثة في أمور السحر، فهذا الكتاب جاء كشَّافاً عن المختبئات، وفضَّاحاً للخافيات، ومسهِّلاً لما عسُر، ومذلِّلاً لما صعُب، وموطِّئاً لما سيلحق، ومسفراً عما سبق، على أنها أمور ليست من باب الولاية أو الكرامة بقدر ما هي أمورٌ اجتهاديةٌ يرافقها توفيق من الله تعالى لمن التزم طريقه المستقيم، وهدي نبيه القويم، وجعل مقالاتِ من لا يتقي الله من الناس دبْرَ أذْنِه، وخلْفَ ظهرِه، وتحْتَ قدَمِه، ولم يسلَم من أذى الناسِ أحدٌ، ولا يُعجبُ الناسَ شيءٌ، حسداً لذي النعمة وكلُّ ذي نعمةٍ محسود، وحقداً من أصحاب الهوى والطرق الملتوية في العلاج.




...


 

رد مع اقتباس