عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2010, 05:39 PM   #4
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


[QUOTE=الشيخ عايش;]
توطئة وتمهيد
إنَّ الموفَّق من يمنُّ الله تعالى عليه بهذا العلم القرآنيّ النبويّ على أصوله، وذلك بالعلم والدراسة، والتدقيق والتمحيص، ثم يفيض بالممارسة بين يدي الشيخ لأنَّ علم الإنسان من تلقاء نفسه محدود يقتصر على غرائزه الفطرية التي جُبِلَ عليها ويزداد علماً يوماً بعد يوم إنْ كان ثمة ما يؤدِّي إلى زيادة علمه، وليس هناك امرؤٌ يستطيع أنْ يدَّعي الإحاطة بالعلوم كلها، أو شمول علمه في التخصص الواحد شمولاً يغطي التخصص كاملاً، ولا بدخائل النفوس البشرية، ودقائق تركيبها، وسنن نشاطها، وعلاقة فروع الحياة بعضها ببعض، لأنَّ ذلك يقتضي المعرفة بأدقِّ أسرار خلق الإنسان وتكوينه، وذلك ما لم تصلْ إليه العلوم البشرية مجتمعة، وعلم الرقية من العلوم التي تدخل فيها العلوم اللدنية التي لا يدّعي الإحاطة بها، والإلمام بكنهها إلا الناقص، فحسبُه جهلاً اعتقادُه أنه قد أحاط بعلومها.
وأساس الرقية الحق أنْ تكون شرعية ثابتة تحيط بعلاج السلوك البشري، وأنْ يكون المعالج مرناً يتلائم مع كلِّ ما يمكنْ أنْ يطرأ في نفس المصاب وسلوكه، ولن يكون للراقي صفة المرونة والثبات إلا بأحدِ أمرين:
أولاً: أنْ تكون قواعد الرقى وأحكامها متعلقة بالفطرة البشرية، والخِلقة الإنسانية الثابتة التي لم تتغيَّر ولم تتبدَّل، فالحكمة من لدن آدم  لا تزال هي الحكمة نفسها، في أيِّ زمان ومكان، وأنَّ هدي محمد  هو هدي الله من يوم مبعثه إلى يومنا هذا، حتى يوم القيامة رضينا أم لم نرضَ.
ثانياً: أنْ تكون انعكاسات الرقى مصوغة ضمن قواعد عامه إجمالية في الإصابات التي تختلف صورها وتتبدَّل انفعالاتها، حتى يكون التشخيص مناسباً منطبقاً على كل صورةٍ من صور الإصابات التي تتغيَّر بتغيُّر نوع الإصابة، وطبيعة الشخص المصاب.
أما مجرَّد أنْ يقرأ المجتهد آيات القرآن فهذا ليس علماً شرعياً، لكنه تطبيق شرعي يؤدِّي في النهاية إلى الوصول للعلم الشرعي، فالعلم الشرعي يتطلب معرفة تامة بعالم الجن والشياطين؛ ذلك أنهم من عالم الغيب الذي يجب التصديق به تصديقاً كما لو كان مُشاهَداً؛ لأنَّ المبلِّغَ صادقٌ، والناقلَ أمينٌ.
كما يجب معرفة كيفية انقيادهم للساحر أو العرَّاف، ويتوجَّب على الشيخ أنْ يكون مُلماً بدقائق الأمور؛ إذ الحكمة تُعطى لأيِّ مصنوع من خلال إرشاد صانعه، ولا بدَّ للشيخ المجتهد أنْ تكون صلته قوية بالله حتى يأتيه الفتح والإجابة، وعلى المجتهد الذي يأخذ هذا العلم من شيخ ٍسبقه في هذا الطريق اتباع الشيخ، والسير على خطاه؛ ما لم يرَ مخالفةً شرعيةً؛ إذ "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
ونظراً لخطورة الأمر فقد عمدتُ إلى تعميم هذا العلم ونشره بين طلبة العلم من طلاب الجامعات عامة، وطلاب الشريعة خاصة، وقمتُ بتدريب قرابة مائتين وخمسين تلميذاً، حملوا أمانة هذا العلم، وشاركوني الرأي، وتحقيق المعرفة، وانتشروا في البلاد الإسلامية والعربية حسب جنسياتهم، فمنهم الأردني، والفلسطيني، والسوداني، والمصري، والإماراتي، والسعودي، والقطري، واليمني، والماليزي، والأندونيسي، والفلبيني، والتايلندي، ومن جنوب أفريقيا، ودول أخرى.
وعلم الرقية بصَّرَنا به الرحمن الهادي العليم، الخبير بدخائل النفوس ودقائق الخلق، ففتح علينا علماً نافعاً، لايأتية الباطل من قول المعترضين، فإذا وقر إيمان المرء بالله رب العالمين سهُلَ الخضوعُ لدينه، وإذا ثبت اليقين برسول الله  سهل اتباع ما جاء به دون تردُّد؛ لأنه المعصوم الذي يبلِّغ عمَّن لا يخطئ عن الله ، وليس كثبات العقيدة شئٌ يثبت الإيمان بالله تعالى، ورسوله .
ورد عن عبد الله بن مسعود  قوله: "أَتَى عَلَيْنَا حِينٌ وَلَسْنَا نَقْضِي وَلَسْنَا هُنَالِكَ، وَإِنَّ اللَّهَ  قَدَّرَ أَنْ بَلَغْنَا مَا تَرَوْنَ، فَمَنْ عَرَضَ لَهُ قَضَاءٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَلْيَقْضِ فِيهِ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ جَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ نَبِيُّهُ، فَإِنْ جَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَمْ يَقْضِ بِهِ نَبِيُّهُ  فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ، وَلَا يَقُولُ أَحَدُكُمْ إِنِّي أَخَافُ وَإِنِّي أَخَافُ، فَإِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ، فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ". ومثل ذلك ورد عن ابن عباس، فإذا سُئل عن الأمر، فإنْ كان في القرآن أخبر به، وإنْ لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله e أخبر به، فإنْ لم يكن فعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وإنْ لم يكن قال فيه برأيه


[/QUOTE]



...


 

رد مع اقتباس