المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تيسيرالوشاح

وأخيرا إليكم هذه الملاحظات ملحوظات وتوجيهات مهمـة:

1) كثير من الكتب غالت بموضوع الجن واعتداءاتهم على الإنس وكأن الجن لم يخلقوا إلا لهذه الغاية وهناك مؤلفات أهملت موضوع الجن وتعرضهم بالإيذاء للبشر وكأنه ليس لهم تأثير عليهم، فالأمانة العلمية تقتضي بيان الموضوع من جميع جوانبه وتحري الصدق في نقله مع ذكر الأدلة القاطعة من القرآن الكريم والسنة وتجارب السلف الصالح وهذا الأمر يحتاج إلى حكمة وسعة في العلم والصدر وفتح من الله على المتقين.

2) انتشار الفضائيات وتناولها لموضوع الحسد والسحر واعتداءات الجن على الإنس منها من خدم الموضوع وتكلم عنه بإنصاف مثل قنوات الحكمة والرحمة والناس ومنها من أساء بشكل أو بآخر لموضوع الرقية الشرعية حتى من قبل حملة الشهادات العليا بالشريعة الإسلامية ومن بعض الذين لهم وجود بأذهان كثير من الناس بمواضيع أخرى كالسيرة النبوية وغيرها ولا ننكر فضلهم بنقل كثير من علوم ديننا الحنيف إلى عامة المسلمين إلا أنهم صموا آذانهم وأغلقوا أعينهم وربطوا ألسنتهم عن قول كلمة الحق بموضوع الرقية الشرعية ونتائجها على الواقع واستخدمهم إبليس لمحاربة جزء لا يتجزأ من دينهم تحت عنوان الوسطية والتحضر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

3) يجب على المعالج بالرقية الشرعية أن تكون نفسه عالية يسمو بها إلى درجة النفس المطمئنة لتعفه عن الحرام وتقربه من خالقه وعليه كذلك الإحاطة بعلوم الرقية الشرعية ليميز بين أنواع الإصابات الروحية التي يتعرض لها الناس وليبين كيفية التعامل معها لإيصال المصابين إلى مرحلة الشفاء بأقصر وقت ممكن وزيادة إيمانهم بربهم وتوجيههم لدينهم لحل مشاكلهم الظاهرة والباطنة.

4) أوص المريض بالمحافظة على الوضوء وممارسة بعض الألعاب والتمارين الرياضية والسير على الأقدام لمسافات تتناسب مع طبيعة الجسم ونوعية الغذاء الذي يتناوله ومرافقة الصحبة الطيبة وحضور حلقات الذكر والعلم ومشاهدة البرامج العلمية المفيدة والمطالعة وصلة الأرحام وكل ما يساعد على تنشيط الجسم والروح بالأمور المشروعة.

5) الظروف الصحية والاجتماعية والمادية الصعبة التي يمر بها الإنسان قد تسبب له بعض أعراض الإصابات الروحية فهذا بالإضافة إلى علاجه بالرقية بحاجة إلى حل مشاكله إن أمكن وحثه على الصبر واحتساب الأجر عند الله وزيادة إيمانه بالقضاء والقدر.


6) أحياناً يقوم قرين الإنسان بإصدار حركات بأطراف الشخص المريض أو قد يملي عليه كلاماً يقوله ليوقع المريض والمعالج بحيرة حتى لا تتم عملية العلاج، أو قد يوهم الجميع بوجود جن في جسد الشخص الماثل للعلاج، وقد لا يكون، ويرجع اكتشاف هذه الحالات إلى خبرة المعالج العلمية والعملية لذا وجب على المعالجين ألا يكتموا ما لديهم من علم بهذا الموضوع حتى لا يلجموا بلجام من نار لأنهم كتموا هذا العلم.



7) إرضاء الناس غاية لا تدرك فلا تترك العلاج بالقرآن إرضاءً للثرثارين الذين يتبنون الطعن بالمسلمين وإصدار الأحكام الشرعية بجهالة، فالحماقة أول ما تلحق الضرر بصاحبها ثم تجره للآخرين، فهم لا يستشفون بكتاب الله ويحاولون منع الناس من التوجه إليه، فلا بد أن يعترضك مثل هؤلاء فاصبر واحتسب واجعل عملك خالصاً لوجه الله تعالى.


8) علم الرقية الشرعية علم اجتهادي شريطة ألا يخرج عن الشرع الإسلامي الحنيف وأي خلل وجد في مؤلفات هذا العلم فهو قابل للتصويب وتصحيح المسار والاستفادة من أخطاء الآخرين لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلاً وعلينا أن نبتعد عن أسلوب الهجوم والطعن وكُفرَان العشير الذي عده النبي صلى الله عليه وسلم ثاني سبب لجعل معظم أهل النار من النساء.
شكرا لصبركم علي وأرجو أن يتم النفع للجميع بإذن الله تعالى
أخوكم تيسيرالوشاح أبو بدر الدين/ 22/12/2009م