عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2013, 11:32 PM   #1
كلي أمـــــل
عضو


الصورة الرمزية كلي أمـــــل
كلي أمـــــل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41516
 تاريخ التسجيل :  12 2012
 أخر زيارة : 19-03-2015 (04:33 AM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
"أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…"




"أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…"

ليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن. وكيف لا وفي الحديث الصحيح: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…" [ رواه البخاري ]. كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان. ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله – عياذاً بالله.


حينما تعتقد أو تتوهم أن هذه الدنيا دار جزاء وقعت في خطأ فاحش، لأنك سوف تفاجئ أنه قد تجد إنساناً كافراً منحرفاً غارقاً في المعاصي، وهو في أبهى زينة، وفي أكبر ثروة، وفي أجمل بيت، وقد تجد إنساناً حريصاً على طاعة الله حرصاً لا حدود له، ويعاني ما يعاني، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، لا شك أن المؤمن يحب أن يوقن أن الله كامل، عادل، رحيم، حكيم، قوي، متين، بيده كل شيء، هذه المعاني ترتاح لها النفس، لذلك حقائق الدين متوافقة مع الفطرة، فأنت حينما تتمنى أن يكون عدل الله مطلقاً فمعك الحق، هذه فطرتك، ولكن لا تسلك طريقاً لم يسمح الله لك به أن تسلكه، ينبغي أن تؤمن بعدله من خلال كلامه، قال لك:

( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب
[ سورة غافر: 17 ]

والليل مهما طـــال فلا بد من طلوع الفجر

و العمر مهما طــال فلا بد من نـزول القبر

* * *

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوم على آلة حدباء محمول

فإذا حملت إلى القبور جنــازة فاعلم بأنك بعدها مـحمول

* * *

العبرة أيها الأخوة بالنهاية، العبرة من يضحك آخراً، الناس اليوم يضحكون قليلاً حينما يغتنمون بعض الغنائم، يقتنصون بعض الشهوات حينما يحققون بعض مباهجهم في الدنيا، يضحكون، ولكنهم يضحكون قليلاً، فإن لم يكونوا على حق في كسبهم للمال، إن لم يكونوا على حق في اقتناصهم للشهوات فسوف يبكون كثيراً، لكنك إذا كنت بطلاً تضحك آخراً، تضحك حينما ترى مقامك في الجنة، تضحك حينما تموت على الإيمان، وا كربتاه يا أبت، قال: لا كرب على أبيك بعد اليوم، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.


((فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون))

لا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول: {فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً}. [ الشرح: 5-6 ]. ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه. ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: {وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…} الآية [ الزمر: 8 ].

ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ. فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها.

وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك قول الحق جلَّ وعلا: {وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ}. [البقرة:155-157].


منقول للإفادة

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس