.
.
.
.
.
.
.
.
.

رجلاً في السابعة والعشرون من عمره هو "باسم قسرا" بطل قصتنا الذي مافتئ وهو صغير يحلم ويتغنى بأنه سيحكم العالم وكان الجميع يسخر منه .. لكنه كان صغيراً ذا طموح عظيم واصل ذلك الصغير التدريب على السلطة في منزله كان يسأل عن كل شئ وعائلته لاتجيب عن شئ استمر يحاول ويحاول بلا جدوى .. بعد ذلك استطاع في سنة واحدة بناء امبراطوريته الافتراضية في غرفته التي ملئت بشعبه المطيع "الألعاب"!! .

بدأ يعمل في مملكته يأمر وينهى ويضع القوانين ويعاقب ويقطع الرؤوس ولايخرج من تلك الامبراطورية التي سكنها "الشعب القطني" لأنه اذا خرج ضاعت هيبته وضرب من أبيه وأهانه بكلام لايليق بحاكم! .. بدأت تقوى العلاقات السياسية بين امبراطوريات ذات استراتيجية مشتركة من خلال برامج المحادثة بدون أن يقابل حاكم الآخر.

مرت السنوات تلو السنوات والحال لم يتغير وبطلنا خير القائد لمملكته التي لاتحتاج قيادته إلا إلى ابعاد شعبه عن "السرير" لينام .. فجأة قرر "باسم قسرا" أنه حان الوقت الخروج لحكم العالم الذي سيرضخ له لأنه القائد الذي لايشق له غبار .. وقف صاحبنا يتأمل الآخرين ويراهم لاشئ لذاته "الملكية"! .. قطع تفكيره صوت يقول له: "أنا محمد, من أنت؟ .. ومن أين أنت لم أرك هنا سابقاً " قال: "أنا..أنا..أ.ااا.."وقف صاحبنا يفكر كيف كان يرد في عالمه فكر وفكر عصر "مخه" لم يجد شيئاً بدأت تتعرق يداه ووجهه شعر بحرارة في جسده بدأ يشعر كأنه سيغمى عليه وهو يحاول جاهداً ألا تذهب هيبة الملوك وهو مبتسم بلا ارادة منه ابتسامة تكاد معها أن تتقطع عضلات الوجه .. فجأة قرر الحاكم الهرب وقال لمحمد وهو لاينظر لعينيه: "وداعاً ..أ..أ..أ أنا ذاهب" وعاد راكضاً محمراً إلى مملكته وعندما وصل حضن شعبه ومن يومها أصبح كالآلة بلا روح لم يستطع أن يخرج للعالم الخارجي إلا زائراً مع ان داخله لازال يعتقد جازماً أنه أفضل أهل الأرض!!. ظل "باسم قسرا" بعقلية الطفل وتفكير الحاكم الذي سيحكم العالم يوماً ما ونسي أنه لم يستطع أن يحكم نفسه!.

المصدر: نفساني