السلام علىيكم ورحمة الله وبركاته
في هذه السطور سأطرح تجربتي الطويلة مع الأمراض النفسية التي ابتليت بها لعل ماسأطرحه يكون مفيداً لمن يصله هذا الموضوع وفي البداية لابد أن نعرف أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى ( وإذا مرضت فهو يشفين ) والمرض الذي يصيب الإنسان يكون ابتلاء من الله للعبد وقد يكون عقوبة بسبب ذنوب أو لتطهير الإنسان من الذنوب والمعاصي ، وأنا الآن عمري فوق الأربعين ومنذ الطفولة وشخصيتي شخصية قلقية إنطوائية إكتئابية خواف من مواجهة الناس ومن حل المشاكل ووضعي في مرحلة الطفولة كان أقل مما صرت إليه الآن يعني أن حالتي المرضية أزدادت سوء سنة بعد سنة ، ذهبت لكثير من أطباء الأمراض النفسية والعصبية وكل الذي كان يصرف لي علاجات ومهدئات - سأذكرها - ولكنها لم تفد حالتي في شيء سوى تحسن مؤقت في الأسابيع الأولى وسرعان ماتعود الحالة كما كانت بالرغم من مواصلتي لفترة العلاج ، أعراض الفصام عندي وأعراض الوسواس القهري عندي وأعراض الرهاب الإجتماعي عندي وكذلك الإكتئاب والقلق والشرود الذهني ، ياإخواني من شدة الحالة التي وصلت إليها أصبحت لاأتحمل أولادي ولاأقاربي ولاأحبالإلتقاء بأحد وإذا تكلم معي شخص أكون في عالم ثاني ولاأستطيع التركيز على مايقول لي ، أذا مشيت في الشارع أمشي عبوس الوجه ومشدود الجبهة وتستفزني أتفه الكلمات ، لاأستطيع أن أعمل ولاأستطيع الذهاب للمسجد للصلاة وعندما أصلي لاأرتاح في صلاتي وأريد أن أنصرف منها بسرعة ولاأصلي السنة وهذا ليس في الصلاة فقط بل في كل أعمالي أجد عدم الرغبة والسعادة في تأديتها ،أخاف من مواجهة الناس وأخاف من سماع الأحداث المؤلمة ، وصلت إلى مرحلة فضلت فيها الموت عن هذه الحياة لكن أملي الوحيد الذي لم يغب عني هو في ربي الذي خلقني والقادر على شفائي ، ذهبت إلى كثير ليقرأ عليا القران فالبعض يقول عندي سحر والبعض يقول عندي عين وآخر يقول عندي مس واستخدمت الرقية مع الزيوت وبعض الأعشاب ، قرأت عن الأمراض النفسية في الأنترنت ومن بينها إستشارات الشبكة ومنتداكم هذا
لعلي أجد علاجاً لحالتي ، إستخدمت دوية الفصام واستخدمت أدوية الرهاب واستخدمت ادوية القلق وكذلك أدوية الإكتئاب وهي أفضل ماوصل إليه الطب في هذا المجال ، إستخدمت السيروكسات والسيبراليكس والبروزاك والفافارين والتربتزول والتوفرانيل والأنفرانيل والفلونكسول والدوجماتيل والدنكست والموتيفال والأفكسور والزولفت والريسبردال والسيركويل والهالدول والليبريوم ومشتقات البنديازيبام والزانكس حتى الدواء الفرنسي الجديد للأكتئاب وهومكلف لم أستفد منه ، أفضل علاج استجابت حالتي له هو الزولفت ثم بالدرجة الثانية السيبراليكس لكن حالة التحسن سرعان ماتتلاشى تدريجيا ، الزولفت إستخدمته ثلاث مرات أول مرة إستخدمته لمدة ستة أشهر والمرة الثانية ثلاثة أشهر ولي الآن شهر ونصف أستخدمه حبتين مساء وقد كنت نويت أن يأتي رمضان إلا وقد تخلصت من الجرعة تدريجياً لأن الحالة بدات تنتكس وهنا كانت المفاجئة بالنسبة لي فقد كانت معي علبة من المكملات الغذائية مكتوب فوقها ميلاتونين وهي بنسبة 25 مليجرام فيتامين بي 6 و3 مليجرام ميلاتونين وكنت قد اشتريتها قبل حوالي سنتين واستخدمت نصفها ولم أكملها لأنني ماوجدت لها أي تأثير يذكر وقبل نصف شهر أخذت حبة منها على سبيل الفضول وكان ظهراً وشعرت بتحسن في الذهن والتركيز وصفاء الجو بعد أن كان كئيباً وعندما قمت من النوم صباحاً وجدت أنني أفضل من اليوم الذي قبله ثم قررت أن أستخدمها في اليوم الثاني في الليل وليس في النهار فكانت النتيجة أفضل بكثير ومدهشة بالنسبة لي ولي إلى الآن نصف شهر وأنا أستخدم حبة الميلاتونين ليلاً طبعاً مع حبتي الزولفت وكل يوم أفضل من الذي قبله ، أنا يإإخواني اليوم شخص آخر والحمد لله والفضل له أصبحت أذهب إلى المسجد وأنا مرتاح ومنشرح الصدرأصلي السنن بعد أن كنت أجدها ثقيلة وأصلي الصلوات جماعة وأجد لذلك راحة ، الآن أناقش الناس وأتكلم معهم وأستمع إليهم بدون شرود أو عدم التركيز وأعمل بعد أن كنت أكره العمل وأختلط بالناس بعد أن كنت أتجنبهم ، وأقول أنه لم يذهب كل ما أعاني منه بنسبة 100% في خلال الخمسة عشر يوماً الماضية بل تحسنت حالتي لدرجة أنني أحسست أنني إنسان سعيد أستمتع بحياتي وأقدر على المواجهة والإقدام وزال عني الكثير مما أعاني وأكثر ماتحسنت منه هو الإكتئاب والضيقة التي كنت أعاني منها فقد زالت بنسبة 70% وسأواصل على هذه الجرعة إلى أن يختفي مابقي عندي إن شاء الله تعالى ، وقد طرحت هذا الموضوع لتستفيدوا منه لأنني اكتويت بهذا المرض أكثر من أربعين عاماً فالحمد والشكر لله .