عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-2018, 08:43 AM   #1
العولقي
عضو نشط


الصورة الرمزية العولقي
العولقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49725
 تاريخ التسجيل :  01 2015
 أخر زيارة : 21-01-2020 (01:31 AM)
 المشاركات : 127 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
حنين إلى ماوراء حزني!



حنين الى ما وراء حزني المتكدس يدفعني إلى الإيمان.. بأن عذابي في هذه دنيا ليس مؤبدًا. وان اوجاعي التي راكمتها السنون لسوف أنساها يومًا ما، وسأنسى الذين تسببوا فيها. فبصادق الود وكرامته، سينال العفو من قلبي مالم ينله ظلامي، ولسوف أمضي طليقاً بلا قيد. بعيداً عن كل الصخب. بعيداً عن الجلاد والقاسي والمريب، سأمضي مطمئنا بلا خوف.. مهدياً تجاعيد وجهي الشاحب لنسمات مساءاً بنفسجي... بين تلك الأشجار وحفيف اوراقها الهادئ.. لأريح على حضن الطبيعة كاهلي.. في ليلة قمراء من ليالي الربيع.. قد زينتها اليراعات بأنوارها.. وهي ترقص على صرير جندبةٌ.. اتخذت من جذع الصنوبر مسرحًا.. تموج فيه كحورية على شاطئ رومانتيكي. وفي يديها قيثارة من ذهب.. تعزف على اوتارها سيمفونية الحياة.. لتسمعك لحن الخلود بأنغام عتيقة.. في عالم بلا حدود جيوسياسية.. يجتاح صدى ترانيمها قمم الجبال... ليخاطر الوديان والسهول والتلال.. ويسابق الأنهار مع خولة وعكرشة.. تحت سماء مشبعة بالياقوت.. تجود على الأرض بطرحة من ظلها.. كأنما سترت عذراءً عفيفة.. لا يطال شموخها قصرٌ رسم على ضفاف نهرٍ يسكنه النحام..

لها ندبة في جبينها توحي بذكرى حديقة كان يلهوا بها الايتام... وفي نبرة صوتها تراتيل الطيور عند الهجير وهي تدهن ريشها عرقًا.. وفي ملامح وجهها السمح آيات خالقها تبث في المؤمنين هيبةً وسكينة، لها ضحكة يانعة الجمال كثمار النخيل.. وثغر باسم كالتفاح، وعينان مضيئتان كليلة صيفية مرصعة بالنجوم.. صمتها هادئ كعصر الخريف.. وبيضاها كثلج الشتاء ..توحي بالبرودة والدفيء في آن.. وتدب الحياة في أطرافها كخلية نحل لا تنام.. لها حاجب معقود كبيت شعر اجتز من مخطوطة كوفية.. لا يضاهيه رسم حناءً على كف غانيةٍ.. ولا لوحة علقت في متحف عثماني.. ولها رموش تحت ضوء الشمس تبدو كسنابل القمح في أوج موسمها.. وفي الليل كذيل طاووس غاتم بالسواد.. يرهب الزائغين بروعه وتقشعر له رؤوس العتاه.. بارز كمهندٍ ينذر غمده بسطوة لا تحتمل.. ولها أنف كورق الخيزران، استوائي المنظر والطبيعة يستنشق الهواء فيبثه عطراً زاكياً غير مأكسدٍ.

فإذا غبت من دون إشعار، لا تسألوني عن كامن الإسرار، قد نزوت دنياي عني وانزويت، وحان الرحيل لمن يشدو الديار، فلا تبكي علي اماه، فقد رويتي المجنأه، أني موتي بعد موتي حزنك، فلا تقتلني وارحمِ.. يرحمك مولى المؤمنين..

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس