المعلــــم الجيد أهـــــم مــن التكنولوجيا

المعلــــم الجيد أهـــــم مــن التكنولوجيا

إن إدخال تكنولوجيا الحاسب الآلي في عملية تطوير المدارس قد يكون أمراً مكلفاً، لكنه لن يؤتي ثماره إلا إذا ركز التربويون بشدة على مساندة الأشخاص القائمين على استخدام الحاسب الآلي وتدريبهم. وترى الدراسة التي أعدتها مؤسسة "بنتون" بواشنطن، أن الاختراعات التكنولوجية الحديثة المتطورة لن يكون لها أثر يذكر على التعليم إذا تبنتها المدارس دون إعداد "البنية البشرية الأساسية"،

التي تتضمن توفير التدريب الكافي للمعلمين، ويحذر التقرير، المُعنون بـ"الاتصال التعليمي"، المدارس في عصر المعلومات من الاعتماد على التكنولوجيا فقط لا يشكل الدواء الناجع لكل الأمراض. ربط المدارس بالإنترنت: وتسعى الدراسة إلى المبادرة لربط المدارس بشبكة الإنترنت، على أن يتم تسخير هذه المحاولة لما يفيد الأطفال والصفوف المدرسية والتجمعات الطلابية، وتعمل مؤسسة "بنتون" مع هيئات غير ربحية، ومدارس، ومكتبات، بهدف توعية المؤسسات التعليمية بكيفية استخدام تكنولوجيا الاتصالات الإلكترونية بشكل فعال ومؤثر. وقد قدمت لجنة خبراء تم تنظيمها تحت إشراف لجنة مستشاري العلوم والتكنولوجيا تقريراً للرئيس السابق بيل كلينتون في التاسع من تموز 1997م، جاء فيه: إن من الواجب أن نولي عناية بالمحتوى وأصول التدريس، ونركز بشكل خاص على التطور المهني للمعلم، بدلاً من الاهتمام فقط بإدخال المعدات الحديثة في المدارس، ويخلص التقرير إلى ضياع الجهود والأموال التي تخصص لهذه الأجهزة إذا لم يتم تزويد المعلمين بالإعداد اللازم لدمج تكنولوجيا المعلومات بشكل فعال في عملية التعليم التي يقومون بها. المعلم الجيد قبل التأسيس: وشرحت لجنة الخبراء في تقريرها ذلك للرئيس "عن استخدام التكنولوجيا لدعم التعليم في الولايات المتحدة"، إلى قيام نوع من الالتزام الفيدرالي ببرنامج واسع النطاق، يهتم بالبحث في التعليم بوجه عام والتكنولوجيا التعليمية بشكل خاص، وأوصت اللجنة بزيادة المخصصات السنوية في هذه المجالات خمسة أضعاف لتصل إلى بليون ونصف دولار أمريكي تقريباً.( اين نحن من ذلك )؟؟ ويرى تقرير"بنتون" أن أضخم عقبة أمام استخدام أجهزة الحاسب الآلي بشكل فعال في الصفوف المدرسية تتمثل في تدريب المعلم غير الكافي. فالتكنولوجيا تلقي بكثير من المتطلبات والأعباء على معلمين غير مدربين، وليس لديهم أي وقت فراغ متاح، ومع ذلك فإن على المعلم أن يتعلم فنيات برامج أجهزة الكمبيوتر، وكيفية تعديل أصول التدريس التي يتبعونها، لتعكس تعليماً متمركزاً حول الطالب فقط. علاوة على ذلك يطلب من المعلمين أيضاً تطوير خطط الدرس بحيث يتم دمج مصادر الإنترنت في المنهج الدراسي. وقد توصلت الدراسة إلى أن أكثر المتحمسين لتبني عمل شبكة الكمبيوتر في مجال التعليم قد تخلوا عن دعوتهم، أو استسلموا، لأنهم وجدوا أن المشكلات التقنية والتدريب غير الكافي، وعدم توفر الوقت الكافي للمعلمين لوضع تصوراتهم بشأن وسائل دمج التكنولوجيا وطرائقها بالمنهج، قد اجتمعوا ثلاثتهم ليحولوا بين تحقيق أحلام المصلحين الراغبين في نظام تعليمي تقوده التكنولوجيا على نحو دقيق للغاية. ويضيف التقرير "بأن المربين يجب أن يخاطبوا خمس قضايا أخرى حينما يتعلق الأمر باستخدام أجهزة الحاسب الآلي في الصفوف المدرسية وهي: محتوى الإنترنت، وإصلاح المنهج الدراسي، وتقويم تعليم الطلاب، وإتاحة التكنولوجيا بشكل متساو، ومشاركة المجتمع. ويجب أن يستمر بذل الجهود لجعل الإنترنت أكثر فائدة للمعلمين والطلاب، ويرى تقرير "بنتون" أن شبكة الكمبيوتر الهائلة الحالية قد تكون غير عملية وصعبة المأخذ، ومتفاوتة، بل وأحياناً ذات مصدر معلومات غير موثوق به. أهمية التمويل التجاري: وحسب الدراسة فإن بعض الجهود التي تم تمويلها تجارياً، أو من الجامعة أو من المدرسة، أو بتمويل عام، قد أثمرت عن توفر مصادر طيبة ومشروعات دراسية جيدة، وذلك على عكس شبكة الإنترنت التي قد لا تكون المكان المناسب لطلابنا. والواقع أن المعلمين الذين تم إجراء مقابلات معهم لإعداد التقرير قالوا: إن الطلاب في حاجة إلى معرفة كيفية تقويم المعلومات، وفي حاجة إلى التسلح بصيغة بحث منظمة قبل أن يشرعوا في استخدام الإنترنت، ويتبنى التقرير فكرة تشجيع الطلاب على ابتكار مشروعات دراسية لأنفسهم. اختبارات قياسية: ويخلص التقرير إلى أن تصور كيفية قياس أثر شبكة الكمبيوتر على نتائج الطلاب أصبح أيضاً أمراً هاماً على الرغم من صعوبة هذه المهمة، فالخبراء يختلفون في مسألة مدى تحسن مستوى الطلاب ونتائجهم وفق تآلفهم واعتيادهم على تكنولوجيا الحاسب الآلي، ولن تلقي وسائل التقويم الشائعة كثيراً من الضوء على هذه القضية. وبناء عليه يرى كثير من المحللين "كما جاء في التقرير" أن الاختبارات القياسية قد تكون مفيدة لقياس المهارات المتفردة والمعلومات الحقيقية، لكنها لن تكون مفيدة لقياس مهارات التفكير العالية والراقية، ولذلك قد يكون استخدام وسائل تقويم بديلة، مثل أوراق عمل الطالب أمراً واعداً ومبشراً، لكن طبيعة هذه البدائل غير الموضوعية ستجعل الفوز بقبول الجمهور لاستخدامها أمراً مثيراً للإزعاج والمشكلات، لأنهم لن يقبلوا بها لاتصافها بالحكم الشخصي.
والان هل انت مقتنع ، المعلم الجيد افضل من التقنيه الحديثه !!

المصدر: نفساني