خـــوف وقــلـق .......1

خـــوف وقــلـق .......1

هاأنذا متجه نحو مصيري .... أيها السائق : أرجوك توقف ... لا لا لا عيب عليك ماذا ستقول عنك زوجتك بعد كل هذه الوعود بالسفر إلى البلاد ورؤية الأهل والأحباب بعد غياب طويل سببه هذه الأوهام. كن قوياً ... تمالك نفسك. أتمالك نفسي ؟. عم تتحدث يا هذا... أين هي نفسي؟. إنها تطير شعاعاً. لا أكاد أشعر بها. .. أين أنا ... لازلت متجهاً نحو مصيري. وتمضي السيارة تنهب الأرض نهباً. أيها السائق أرجوك... لست مستعجلاً ... عيب عليك مرة أخرى ... توقفت الكلمات في حلقي ... كيف أفعل أيتها النفس ... ماذا تقول زوجني؟. نعم إنها تردد دعاء السفر. ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) ... لا بد أن أردد ... ولكني لا زلت خائفاً بل أنا أكثر من خائف إنه رعب هائل يأخذ بتلابيب نفسي ... كل صوت حولي يزعجني ويثير أعصابي ... بل كل منظر أراه أصبح مصدراً للرعب كل شيء يتغير. ما لتلك السيارة لونها شاحب كئيب بل مخيف ... ثم لماذا ينظر إلى هذا الراكب هذه النظرة الغريبة؟!!. هل يرى ما في نفسي ... ما الذي أصاب لون عينيه ... أدر وجهك لا تنظر إليه ... سبح الله ... ولازلت متجهاً نحو مصيري...

المصدر: نفساني

إنها لنفس عجيبة والله ، هذه النفس التي تحمل بين جنبيها كل هذه المتناقضات ... خوف يدفعه خوف مثله. خوف ركوب الطائرة يدفعه خوف من الفضيحة . ماذا ستقول عني زوجتي بل ماذا سيقول الناس؟. رجل يخشى ركوب الطائرة. ثم هل يعقل أن أبقى حبيساً هكذا في بلاد الغربة لأنني أخشى ركوب الطائرة. دوامة من الأفكار المتلاحقة. أفكار تشع خوفاً وهلعاً وفزعاً. موج متلاطم داخل رأسي ولا أكاد أصل إلى قرار. قلبي يرتعش، صوته يصل إلى أذني. صدري منقبض .. آه أشعر بالاختناق. كل هذا والسائق لا زال منطلقاً نحو المطار.
أشعر بالشلل التام. استسلام للخوف واستلام لسببه. إنه لوقت عصيب حقاً. لست أدري كيف ستحملني قدماي لدخول المطار الذي بدأت مبانيه تلوح في الأفق.
تحجرشت الكلمات في فمي ألا أستطيع الصراخ في هذا السائق أن توقف حتى يتوقف مسلسل الرعب. ولكن يبدو أن الوقت قد فات.
ها قد وصلنا إلى المطار.