الحرب النفسيه

الحرب النفسيه

الحرب النفسية...تلك الحرب الباردة,الحرب السياسية,الحرب المعنوية,حرب الأفكار,حرب الأعصاب,حرب الإرادات,حرب العقائد,حرب الإعلام,حرب الكلمات,حرب النضال من أجل الحصول على الرجال واراداتهم.
كل هذه المصطلحات تندرج تحت مفهوم الحرب النفسية التي تستخدم الكلمة بدلا من المدافع والقنابل والبنادق لتدمير الروح المعنوية وشل الإرادة وبث اليأس.
وفي هذا القرن الذي يعيش فيه الإسلام وأبناؤه في مواجهةِ حربٍ نفسيةٍ عاتيةٍ قامت وراءها قوى كبيرة متعددة خططت لها منذ قديم الأزل,فسخرت هذه القوى جيوشا بأسلحة فكرية عاطفية لكي تشنّ هجوما مبرمجا على نفسيتنا وعقلياتنا وعقائدنا بغرض إحداث التفكك والوهن والارتباك ومن أجل تحطيم قوة المقاومة المعنوية للشعوب الإسلامية وتوجيه الرأي العام إلى وجهةٍ معيّنةٍ تتفق مع مقاصدها ,إضافة إلى رغبتها في زعزعة إيماننا بمبادئنا وأهدافنا والتي أخذت هذه القوى الغاشمة بتصوير هذه المبادئ والأهداف على غير حقيقتها , وتضخيم الأخطاء التي تقع عند محاولتنا لتحقيق هذه المبادئ والأهداف ,كما أخذت تعبث بحقائق تاريخنا المجيد بتشويهه والطعن فيه وتقديمه لنا في طبقٍ مسموم تحاول به أن تنسينا أن لنا عهودا من القوة والسيادة قد نشتاق إليها ونرنوا للعودة لها ,إضافةً إلى أنها لم تتغافل عن استخدام هذا النوع من الحرب في إضعاف جبهاتنا الداخلية عن طريق إظهار عجزنا في النظم الإقتصاديه والاجتماعية والسياسية فتقوم بالضغط على الحكومات حتى تنهار أنظمتها ومن ثم تتفتت جبهاتها فتحدث الفرقة في صفوفها فتنخفض قدرتها القتالية بعد تحطم روحها المعنوية ....
ولكن هيهات هيهات فهذا النوع من الحروب قد اعتدناها واعتادها تاريخنا الإسلامي فمنذ عهده صلى الله عليه وسلم وهو يتصدّى لإحدى أشد الحروب النفسية ضراوةً في التاريخ من قِبل أعداء الإسلام ولم تقتصر فيها الحروب على شخص الرسول ولا أهل بيته وإنما امتدت إلى الدعوة الإسلامية والمسلمين والى الخلفاء من بعده ,كما أنها لم تقتصر على فترات الحروب بل شملت أوقات السلم واستخدمت في ذلك كآفة الأشكال المتاحة ...ولم يأخذ المسلمون موقف الدفاع ضد هذه الحروب فقط وإنما كان للمسلمين أساليبهم وخططهم في توجيه الحرب النفسية ذاتها ضدّ قوى البغي والضلال التي حاربت الإسلام وحاولت القضاء عليه معتمدين في ذلك على القران والسنة والمسجد والخطابة والبعثات والعهود والمبايعات والعملاء السريون والدعاة والندوات والاجتماعات والرسائل والغزوات وغير ذلك من الوسائل التي سجلت أروع وأعظم وأجمل الانتصارات ......
لكـــــــــــــــن ما لذي استجدّ اليوم ...ما لذي حال بيننا وبين التصدي والتغلب على هذه الحروب النفسية كما فعل أسلافنا ...هل السبب تغير الأعداء ..لا أعتقد ...لأن أعداء الإسلام لم يتغيروا منذ عهده صلى الله عليه وسلم فهم كل من كفر بالله وبنبيه وكتابه!!!.................إذن ما لذي استجــــــــد؟؟؟؟
إن ما ستجد أن يقوم الكثير من أبناء جلدتنا ممن يحملون أسماءً إسلامية عربية وممن يبدون انتمائهم لديننا الحنيف بمساندة قوى البغي والضلال في حربهم النفسية ضدنا .....ودوافعهم لذلك إما لانتمائهم لمن قال الله فيهم ((وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزؤن )) ..وإما لدوافع دنيوية لنيل شهرة أو مال أو منصب وإما أنهم أناس تافهون قد غرّر بهم فانقادوا إلى أعدائهم ..فيبدؤون بالدسّ والتشويه والتحريف والإفساد من الداخل وهذا أخطر الأساليب وأكثرها مكراً وكيدا وأقدرها وأشدها على تفريق كلمة المسلمين ..فهذه آفة تفتك بجسد الأمة الإسلامية فتحيلها إلى هيكل متخاذل هتكت أجهزته المناعية وسار في كيانه داء العضال الباطن عندها يكون الجسم عاجزا عن مقاومة أي هجمة خارجية لأنها ستحيله إلى جثّة هامدة
فلا حول ولا قوة إلا بالله ...ليت الذين خانوا أنفسهم وأهليهم وأمتهم أن يمنحون إجازة خصوصا في يوم نحن فيه في أشد حاجه إلى من يسد الثغر يدفع عن الحيــــــاض..

المصدر: نفساني